دراسة طبية حديثة تكشف عن أضرار عدوى كوفيد 19 وتأثيرها على الأطفال
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بها الباحثون من جامعة كيس ويسترن ريزيرف في أوهايو عن أضرار عدوى "كوفيد-19"وتاثيرها على الأطفال بعد سنوات ليكونوا أكثر عرضة للإصابة بمرض غير قابل للشفاء بعد سنوات من العدوى وفقا لما نشرته مجلة ديلي ميل.
قام الباحثون في أوهايو بتقييم بيانات أكثر من 600 ألف طفل ومراهق أمريكي أصيبوا إما بـ"كوفيد-19" أو بمرض تنفسي مختلف.
وتوصل الفريق إلى أن الأطفال والمراهقين المصابين بـ"كوفيد-19" كانوا أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بأولئك المصابين بأمراض أخرى.
وأشاروا إلى أن هذا قد يكون بسبب تعطيل "كوفيد-19" لعملية التمثيل الغذائي لديهم أو التسبب في عدم إنتاج خلايا البنكرياس ما يكفي من الإنسولين، ما قد يؤدي إلى مرض السكري.
وبالإضافة إلى ذلك لاحظوا أن العدوى قد تزيد من تطور الأجسام المضادة التي تهاجم الخلايا في البنكرياس، والتي تنتج الإنسولين. وإذا لم يتمكن الجسم من إنتاج ما يكفي من الإنسولين، يتراكم الجلوكوز في الدم ما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
ونظرت هذه الدراسة فقط في الارتباط وليس السببية ما يعني أن النتائج لا تثبت أن "كوفيد-19" يسبب مرض السكري من النوع الثاني.
وأفادة أن بعض هذه الحالات ربما كانت كامنة قبل أن يصاب المشاركون بـ"كوفيد-19" وتم اكتشاف مرض السكري أثناء علاجهم من عدوى كورونا.
ومع ذلك قال الفريق إن جزءا كبيرا من الحالات يتبع العدوى ولم يكن العديد من الأطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة التي يقول الخبراء إنها أحد أهم الأسباب الكامنة وراء زيادة حالات الإصابة بالسكري.
ونظرت الدراسة في بيانات 613602 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما بين يناير 2020 وديسمبر 2022 وتم تشخيص نصف المشاركين بـ"كوفيد-19" في مرحلة ما أثناء الدراسة بينما أصيب النصف الآخر بمرض تنفسي آخر مثل الربو أو الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية.
وفي كل مجموعة كان نحو واحد من كل 200 مشارك يعانون من زيادة الوزن أو السمنةوكانت غالبية المشاركين (57%) من البيض.
وقام الباحثون بفحص خطر الإصابة بمرض السكري على ثلاث فترات مختلفة: شهر واحد، وثلاثة أشهر، وستة أشهر بعد تشخيص الإصابة بـ"كوفيد-19" أو مرض تنفسي آخر.
وتم ذلك من خلال النظر في مستويات الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (A1c والذي يسمى أيضا خضاب الدم الغليكوزي)، الذي يقيس متوسط الجلوكوز في الدم.
ووجد الباحثون أن الأطفال والمراهقين الذين أصيبوا بـ"كوفيد-19" كانوا أكثر عرضة بنسبة 55% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بعد شهر واحد من الإصابة مقارنة بأولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية أخرى وانخفض هذا الخطر قليلا إلى 48% بعد ثلاثة أشهر قبل أن يرتفع إلى 58% بعد ستة أشهر.
وكان أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري مرتين بعد شهر وثلاثة أشهر من الإصابة مقارنة بأولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية أخرى.
كما وجد الفريق أن الأطفال والمراهقين الذين دخلوا المستشفى في غضون شهر من الإصابة بـ"كوفيد-19" كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بثلاث مرات بعد شهر واحد مقارنة بأولئك الذين دخلوا المستشفى بسبب أمراض أخرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دراسة علاج بحث عدوى مرض أطفال للإصابة بمرض السکری مرض السکری أکثر عرضة یعانون من کوفید 19
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف دور الانقلاب الصيفي في توقيت الإزهار.. والاحترار العالمي يُهدد هذا التوازن
يصادف الانقلاب الصيفي كل عام أطول يوم في نصف الكرة الشمالي بالنسبة لمعظم الناس، يجلب معه الدفء والمهرجانات وغروب الشمس المتأخر، أما بالنسبة للنباتات، فقد يعني شيئًا أكثر أهمية.
تشير أبحاث جديدة أجراها علماء في جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) إلى أن هذا الحدث السنوي قد يشكّل إشارة حيوية للنمو والتكاثر، ومع ذلك، ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، قد يفقد هذا المؤشر الطبيعي موثوقيته.
يستكشف البحث، المنشور في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، كيف تستخدم النباتات الانقلاب الصيفي كمحفز محتمل.
لكن، مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد عدم القدرة على التنبؤ بالمناخ، قد تحتاج النباتات إلى البحث عن مؤشرات أخرى.
قال الدكتور فيكتور فان دير ميرش، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية الغابات بجامعة كولومبيا البريطانية: “من المعروف أن النباتات تستخدم درجة الحرارة لتحديد توقيت نمو الأوراق والإزهار.
تُظهر هذه الدراسة أن الانقلاب الصيفي هو فترة نمو مثالية، وقد يكون أيضًا محفزًا مهمًا للتكاثر”.
الانقلاب الصيفي وتحديد توقيت النموتاريخيًا، اعتقد الباحثون أن طول النهار يُساعد النباتات على جدولة نموها.
وتذهب هذه الدراسة إلى أبعد من ذلك، إذ تشير إلى أن الانقلاب الصيفي – حوالي 21 يونيو في نصف الكرة الشمالي – يُمثل توقيتًا حراريًا مثاليًا في كل من أوروبا وأميركا الشمالية، يوفر هذا الموسم توازنًا بين الدفء المتراكم والوقت الكافي المتبقي في الموسم لإتمام التطور.
وفقًا للمؤلفين، يُعد هذا التوقيت بمثابة تسوية، إذ تحتاج النباتات إلى تجميع ما يكفي من الدفء لتتنبأ بالظروف المناخية القادمة، وفي الوقت ذاته، تحتاج إلى مدة كافية لنمو أجزائها وتكوين أزهارها والاستعداد للتكاثر.
ولعل الانقلاب الصيفي هو التوقيت الأمثل لتحقيق هذا التوازن.
النمو الأمثل يرتبط بالانقلاب الصيفي باستخدام بيانات مناخية تاريخية وتنبؤية، درس الباحثون أنماط درجات الحرارة على مدى سنوات طويلة، مستخدمين مؤشر “أيام النمو بالدرجات” (GDD)، الذي يقيس تراكم الحرارة المهم لعملية التمثيل الغذائي في النبات.
الهدف كان تحديد اليوم الذي تستطيع فيه النباتات التنبؤ بثقة بمدى دفء بقية الموسم، مع توفر الوقت الكافي للنمو.
تُظهر النماذج والرسوم البيانية في الدراسة أن الانقلاب الصيفي غالبًا ما يقع بالقرب من نقطة التوازن المثلى بين القدرة على التنبؤ الحراري وإمكانات النمو.
المناخات المحلية تُغير القاعدة
رغم هذا المتوسط، تكشف الظروف المحلية عن واقع أكثر تعقيدًا؛ ففي جنوب أوروبا مثلًا، تبلغ النباتات ذروتها في وقت أبكر، بينما في المناطق الشمالية الباردة، يكون أفضل توقيت للنمو بعد الانقلاب الصيفي بفترة.
تبرز الخريطة المنشورة في الصفحة 2 من الدراسة هذا التفاوت بوضوح، حيث تُشير الألوان المختلفة إلى توقيت الذروة: قبل الانقلاب، عنده، أو بعده.
وهذا يعني أن الانقلاب الصيفي ليس مؤشرًا موثوقًا به في كل المناطق. تقول الدكتورة إليزابيث وولكوفيتش، المشاركة في الدراسة وأستاذة علم البيئة النباتية: “لا يتغير طول النهار من عام لآخر، ولكن مع ازدياد تقلب درجات الحرارة، قد تواجه النباتات صعوبة في التكيف مع كلا المؤشرين”.
إشارات الضوء مقابل إشارات الحرارة
تشير الدراسة إلى أن الاعتماد على إشارة ثابتة مثل الانقلاب الصيفي قد يحدّ من قدرة النباتات على التكيف.
وبدلًا من ذلك، يقترح الباحثون أن تكون درجة الحرارة، بوصفها تعكس الواقع المناخي الفعلي، مؤشرًا أفضل.
يقول فان دير ميرش: “درجة الحرارة ترتبط مباشرة بالظروف التي تعيشها النباتات، على عكس الضوء الذي يتطلب حساسية خاصة لحساب التغيرات الزمنية”.
كما أن حساب تغير طول النهار أكثر تعقيدًا من مجرد استشعار الحرارة، ما قد يجعله أقل كفاءة من الناحية البيولوجية.
النمو في التوقيت الخطأ مخاطرة
التوقيت غير المناسب للنمو قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة فقد تزهر المحاصيل قبل أوانها، مما يعرضها لخطر الصقيع، أو يفوت الملقحات وقت التلقيح، أو يتباطأ نمو الغابات، مما يقلل من قدرتها على امتصاص الكربون.
تقول وولكوفيتش: “يمكن أن تؤثر اضطرابات التوقيت هذه على الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي. لذا من الضروري فهم الإشارات التي تستخدمها النباتات لأحداث رئيسية مثل الإزهار ونضج الثمار”.
كما يشير الباحثون إلى احتمال أن يكون توافق النمو مع الانقلاب الصيفي مجرد مصادفة حرارية، لا أكثر. وللتأكد من ذلك، ينبغي إجراء تجارب تفصل بين إشارات الضوء والحرارة، لمعرفة العامل الحاسم.
أهمية ذلك للمستقبل
في ظل تغير المناخ المتسارع، وتزايد فترات الجفاف والاحترار، يصبح فهم آليات نمو النباتات أمرًا بالغ الأهمية، ليس فقط للزراعة بل أيضًا لإدارة النظم البيئية.
فالنماذج التي تتجاهل تعقيد الإشارات المناخية قد تقود إلى تنبؤات غير دقيقة وتدخلات بيئية غير فعّالة.
وتختتم الدراسة بأن الانقلاب الصيفي ربما لم يعد الإشارة البيولوجية الموثوقة التي كان يُعتدّ بها في الماضي، مما يفتح الباب لفهم جديد حول كيفية تكيف النباتات – أو فشلها – في عالم يزداد اضطرابًا.