موقع 24:
2025-08-02@22:56:08 GMT

حفلة الجنون التي لم تنته بعد

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

حفلة الجنون التي لم تنته بعد

الحرب التي بدأت يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قبل سنة ليست ككل الحروب التي خاضتها حركة حماس من قبل. فإسرائيل التي فوجئت بما حدث، نجحت في الخروج من الصدمة وأمسكت بزمام المبادرة. ذلك ما لا يعني أن حركة حماس التي اعتمدت عنصر المفاجأة قد فوجئت باستعداد إسرائيل لخوض حرب لن تكون على غرار الحروب السابقة.


ما حدث كان سبباً لجنون إسرائيلي غير مسبوق. فبعد أن اختراق الحاجز الأمني وبدت إسرائيل عارية أمام العالم كان على أجهزتها الأمنية أن تضغط في اتجاه ترميم سمعتها في الوقت الذي وجد نتانياهو أنه في وضع رث لا يمكنه الخروج منه إلا من خلال ممارسة أقصى عمليات العنف لتأكيد أنه مؤهل للإنتقام حتى لو وصل الأمر إلى درجة الإبادة الجماعية.
كانت حركة حماس، الداخل بقيادة يحيى السنوار هي التي أعلنت الحرب. هل كان ذلك بتنسيق مع حركة حماس الخارج، المقيمة في قطر بقيادة إسماعيل هنية، التي كانت تضع كل ما يستجد من خططها على المائدة الإيرانية؟
ليس من المستبعد أن يكون السنوار قد أحكم سيطرته على تنظيمات الداخل العسكرية بحيث تخذ قراراً فاجأ به قيادته السياسية المقيمة في قطر في الوقت الذي فاجأ به إيران التي قد لا تكون مستعدة للدخول في حرب وإن عن طريق المناوشات.
ذلك افتراض ليس إلا. لن نتمكن من العثور على الحقيقة والأمر متعلق بتنظيم مسلح سري، صار معظم قادته تحت التراب. ما لا يعرفه لفلسطينيون تعرفه إيران. ولكن إيران هي الأخرى قد لا تعرف كل شيء.   
صنع السنوار حرباً ذهب ضحيتها آلاف القتلى ثم انضم إليهم. ما الذي حققه وقد مشى على جثث الضحايا إلى موته لقضيتهم في فلسطين؟
أما إسماعيل هنيه الذي قُتل بعيداً عن غزة فإنه ذهب إلى موته وهو مطمئن إلى أن أحداً لن يسأله عن مسؤوليته عما حدث. لربما شعر أن إيران تعرف أكثر مما يعرف عما يفعله التنظيم الذي يقوده. لم يكن لديه الاستعداد للاعتراف بأن إيران قد ضللته وهو الذي لم يتوقع أنها ستقتله. المسافة بين السنوار وهنية كنت هي نفسها المسافة بين الانتحار والقتل على يد العدو.
في البدء قيل إن إسرائيل أصيبت بالجنون بسبب قتلاها الألف ومواطنيها المخطوفين. ما لم يقله أحد يومها إن المغامرة كلها كانت قد أطلقت الصفارة لبدء حفلة جنون، سيجد نتانياهو فيها مناسبة لإبادة أكبر عدد من الفلسطينيين الذين رُفعت عنهم الحماية الدولية ما دام الأمر قد ارتبط بما حدث في السابع من تشرين الأول، وهو ما أحرج الأوساط الغربية المدافعة عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. وقف الغرب كله مع إسرائيل رغم أن أصواتاً قد انطلقت هنا وهناك مطالبة بمنع نتانياهو في الاستمرار في حملة الإبادة.
ما لم تكن الدول التي أشرفت على مفاوضات وقف إطلاق النار قادرة على تفسيره أن أحد طرفي الصراع لا يحظى باعتراف دولي، بل أن هناك دولاً كثيرة لها تأثيرها قد أجمعت على اعتبار حركة حماس تنظيماً إرهابياً. بمنطق القانون الدولي لا يمكننا أن نفرض حركة حماس باعتبارها ممثلاً للشعب الفلسطيني. ما كان في إمكان حركة حماس أن تتفهم الواقع الدولي الذي لا تعترف به. غير أن الحل الذي لجأت إليه كان انتحارياً بالتأكيد. ذلك استنتاج لا يوافق عليه الكثيرون لأسباب عاطفية، ولكن رفضهم لا يمكن الأخذ به لأنه يضع الشعب الفلسطيني على الجبهة التي لن يتعاطف معها أحد.
ما فعلته إيران وهي التي تقف بشكل أو بآخر وراء ما حدث عبر السنة الماضية من حرب الإبادة إنما يؤكد إصرارها على ألا يُزج بها في حرب، تعرف أنها إن لم تخسرها فإنها ستخرج منها مهدمة وغير قادرة على إدارة مشروعها الطائفي في المنطقة. ربما كانت عملية طوفان الأقصى فائضة عن حاجتها غير أنها كانت تعرف أنها في أسوأ الأحوال ستنجو. سيدفع الفلسطينيون الثمن. وهو ما جرى على أرض الواقع رغم أن إيران فقدت أعزتها في حزب الله وهو ما لا يمكن أن تعوضه.
لا تحتاج إسرائيل إلى أن تعلن انتصارها من خلال اعتراف الطرف الآخر بهزيمته. ولكن لا معنى لاعتراف حماس بهزيمتها بعد أن فقد الفلسطينيون أكثر من خمسين ألف من أحبتهم ناهيك عن الجرحى والمعاقين. أما الخراب الذي انتهت إليه غزة هذه المرة سيظل شاهداً على الجنون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة السنوار حرکة حماس ما حدث

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تُقدّم مقترحًا جديدًا للوسطاء

قالت هيئة البث الإسرائيلية ( كان 11) مساء الخميس 31 يوليو / تموز 2025 ، إن إسرائيل قدمت مقترحا جديدا للوسطاء ، لدفع مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة ، وهي تنتظر رد حركة حماس عليه.

ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة قولها ، إن حماس غير مستعدة حاليًا للعودة إلى طاولة المفاوضات، "ما دام الجوع قائمًا في غزة".

وأوردت القناة الإسرائيلية 12، نقلا عن مصادر لم تسمّها، أن إسرائيل تصرّ على عدم الإفراج عن أيّ من مقاتلي النخبة بكتائب القسام، والذين نفّذوا هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

كما ذكر التقرير أن تل أبيب تصرّ كذلك على الإبقاء على نقاط التوزيع الأميركية في غزة، وترفض إزالتها؛ وأنها تسعى إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات للقطاع، يوميًّا، ضمن النقاط المذكورة.

وذكرت القناة 12، نقلا عن مسؤول إسرائيليّ، أن "فرَص التوصّل لصفقة تتضاءل"، مشيرة إلى أنه لا اتفاقات بشأن أيّ من النقاط العالقة منذ عودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة.

وفي حين أشار التقرير إلى زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى البلاد، التي تأتي لبحث مسار المفاوضات المتعثّرة والكارثة الإنسانية في قطاع غزة؛ أضاف أن "حريّة تحركه محدودة، بالنظر إلى المطالب، التي لا تنوي إسرائيل التنازل عنها".

يأتي ذلك فيما قال مسؤولون إسرائيليون، إن تل أبيب حدّدت مهلة زمنية لحركة حماس لتقديم رد إيجابي خلال الأيام المقبلة، بشأن صفقة تبادل، وإلّا فستباشر إسرائيل تنفيذ خطة ضمّ ما تسميه "محيط" قطاع غزة، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء اليوم، الأربعاء.

ويقصد بـ"المحيط" أو "الغلاف الداخلي" المنطقة الحدودية العازلة التي سيطرت عليها إسرائيل داخل قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي تمتد لأكثر من كيلومتر على طول الحدود، وتحاول فرضها كمنطقة أمنية مغلقة.

كما قال مسؤول إسرائيلي، لوسائل إعلام إسرائيلية، إنه "ينشأ تفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة، في ظلّ رفض حماس، على ضرورة الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الرهائن إلى خطة لإطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاح حماس، ونزع سلاح القطاع".

وادّعى المسؤول ذاته أن "إسرائيل ستعمل في الوقت نفسه، والولايات المتحدة على زيادة المساعدات الإنسانية، مع استمرار القتال في غزة".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تصر على إبقاء مراكز التوزيع الأمريكية في غزة إسرائيل ترفض تسليم جثمان فلسطيني قتله مستوطن بالضفة بالفيديو: نتنياهو يلتقي ويتكوف وعلى الطاولة مصير مفاوضات غزة الأكثر قراءة جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة نتنياهو : نعمل على انجاز صفقة لاستعادة الأسرى من غزة محدث: ماكرون : سنعترف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل 3 دول أوروبية تجري محادثات طارئة الجمعة بشأن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حركة فتح تعلن رفضها لأي تصريحات مسيئة لمصر أو الأردن
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • "عائلات الأسرى الإسرائيليين" تطالب الحكومة بوقف "الجنون" في غزة
  • «لا تُمثل الفلسطينيين».. حركة فتح تُدين تصريحات حماس ضد مصر والأردن
  • إسرائيل تُقدّم مقترحًا جديدًا للوسطاء
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل ملاحظات إسرائيل على رد حماس
  • منظومة الإفراج الجمركي.. مدبولي: إزالة العوائق التي تعرقل حركة التجارة
  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”