ليس آمنا كما يظن كثيرون.. لماذا يجب أن يكون القفز في الماء الملاذ الأخير للهروب من الحرائق؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
قد يبدو المحيط أو البحيرة أو المسبح ملاذا آمنا عندما تحاول الهرب من حريق مستعر، لكن الخبراء يؤكدون أن القفز في مسطح مائي ليس دائمًا أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، على خلفية حرائق الغابات التي استعرت في هاواي.
وفي هذا الصدد، يؤكد الأستاذ المشارك في علوم الحرائق بجامعة هاواي، جاك ميناسيان، أن المياه هي "الملاذ الأخير" للهروب من الموت.
وأضاف: "الخيار الأفضل هو الإجلاء المبكر"، موصيا الجمهور بوضع خطة إخلاء ذات طرق هروب متعددة، في حالة احتياجهم لمغادرة منازلهم بسبب اندلاع نيران هائلة.
وأوضح الخبراء أنه في السنوات الأخيرة كان هناك انتشار لحرائق غابات "لم تكن ملحوظة"، وبالتالي لم يتوفر لدى السكان سوى القليل من الوقت لمغادرة منازلهم.
وشددوا على ضرورة أن يبذل الناس كل ما في وسعهم للخروج من منطقة الحريق بدلاً من النزول في الماء، مؤكدين أنه حتى لو كان شخص مغمورًا بالمياه، ومحميًا من ألسنة اللهب المشتعلة، فإنه لا يزال معرضًا لخطر الجمر المتساقط من السماء، ناهيك عن صعوبة التنفس وخطر الموت اختناقا جراء الأدخنة.
من جانبه، رأى أستاذ علوم الحرائق بجامعة كاليفورنيا، كريستال كولدن، أن اللجوء إلى الماء "قد يجعل الناس عالقين لساعات طويلة، قبل قدوم فرق الإنقاذ".
وتابع: "لا أحد يعرف كم سيبقى الشخص في ماء البحار أو المحيطات، وهناك سيكون معرضا لعدة أخطار تسبب الموت، مثل انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل كبير، أو خطر الغرق لعدم معرفة السباحة، أو جراء التعب من السباحة لفترة طويلة، وهذه احتمالات واردة جدا".
ما البديل؟ونوه كولدن إلى أن السلطات في أستراليا تحدد مواقع معينة باعتبارها "مكانًا قريبًا أكثر أمانًا" للأشخاص الذين لا يستطيعون الإخلاء بسبب إغلاق الطرق أو انتشار حرائق الغابات بسرعة كبيرة"، لافتا إلى أن تلك "المساحات الآمنة غالبًا ما تكون ملاعب رياضة الرغبي أو كرة القدم".
وأضاف: "تلك المروج الخضراء المروية الجميلة (عشب الملاعب) لا تحترق.. وإذا جرى التجمع في منتصفها يكون الهواء نظيفا وأكثر برودة، وعندها ستكون فرص البقاء على قيد الحياة أكبر".
وأكد كولدن أنه في حالة عدم حدوث عمليات إخلاء، فمن "المهم محاولة الابتعاد عن مصادر الوقود التي يمكن أن تنتج الدخان والحرارة".
واستطرد: "يمكن أن يكون ملعب كرة القدم في المدرسة الثانوية المحلية أو الملعب المفتوح أو حتى ساحة انتظار السيارات الفارغة أفضل مكان للذهاب إليه، إذا لم تكن هناك طريقة للهروب من حرائق الغابات".
وضرب مثلا بنيران هائلة اندلعت في مدينة بارادايس، بولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث نجا الناس هناك من أحد أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ الولاية، من خلال التجمع في منتصف "ساحة انتظار سيارات إسفلتية عملاقة ".
وختم قائلا: "ابحثوا عن أماكن من هذا القبيل.. ابحثوا عن مساحات مفتوحة تعرفون أن النيران لن تصل إليها".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
تركيا تكافح حرائق غابات ضخمة لليوم الثالث
لا تزال تركيا تكافح حرائق ضخمة، من بينها الحريق في بورصة، رابع أكبر المدن التركية والمركز الصناعي في شمال غرب البلاد، حسبما أعلن وزير الزراعة والغابات التركي.
في بورصة حيث اندلع الحريق مساء السبت، طالت النيران أيضا بحسب إبراهيم يوماكلي منطقة "كارابوك" (شمال)، أكبر منطقة حرجية في تركيا وتضم خصوصا مدينة "صفران بولو" السياحية الصغيرة، ومنطقة "كهرمان مرعش" (جنوب).
وأصدرت سلطات محافظة ديار بكر تحذيرا للسكان، الاثنين، من ارتفاع درجات الحرارة "من 4 إلى 6 درجات فوق المعدلات الموسمية حتى الثاني من أغسطس".
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، هذه الظاهرة بأنها "حرب".
وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تستمر موجة الحر هذا الأسبوع، على عكس اليونان المجاورة حيث يبدو أنها آخذة في الانحسار.
لليوم الثالث على التوالي، يحاول رجال الإطفاء مكافحة ثلاثة حرائق حول بورصة.
ورغم الموارد الكبيرة المُستخدمة، 850 آلية وست طائرات وأربع مروحيات، إلا أن الرياح القوية حالت دون استخدام معدات مكافحة الحرائق الجوية بشكل كاف، بحسب وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي.
وأوضح الوزير "نظرا لحجم الحرائق وشدّتها، فإن القدرة على الاستجابة سريعا في مثل هذه الكوارث تكون أحيانا محدودة".
وتابع "عندما تهب الرياح، لا يمكن للطائرات التحليق ويستغرق الأمر ساعات بل حتى أياما للسيطرة على الحريق".
ويساعد السكان في نقل صهاريج المياه عبر جراراتهم.
وأظهرت مقاطع، بثها التلفزيون، السكان يركضون نحو الحرائق، حاملين أكواب الماء في أيديهم.
ومنذ بداية الصيف، شهدت عدة دول أوروبية موجات حرّ شديدة، مما أدى إلى انتشار حرائق الغابات.
وترتبط هذه الحرائق بظواهر مختلفة تعود، بحسب العلماء، إلى الاحتباس الحراري.