على الرغم من كل هذا الدمار والخراب ما يزالون يحلمون بالعودة لحكم السودان
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
طه عثمان، وهو قيادي في قحت-المجلس المركزي لا ينتمي لأي حزب سياسي ولم ينتخبه أي كيان نقابي، شخص لا يمثل أي قاعدة حزبية أو نقابية ومع ذلك فهو عضو في المجلس المركزي لقحت ويتكلم في مصير الشعب السوداني.
طه عثمان ينادي بتشكيل جيش جديد قوامه مليشيا الدعم السريع والقوات المسلحة (وطبعاً لابد من تطهير القوات المسلحة من الفلول والكيزان قبل ذلك (تُقرأ كل الضباط الوطنيين وكل من له رأي ضد المليشيا، أي كل الجيش تقريبا ما عدا الطابور الخامس)، ولكن الدعم السريع بكل المجرمين القتلة واللصوص والمغتصبين هو القوة المعنية أساساً بتطهير الجيش)، ويتكلم طه بعد ذلك عن توافق سياسي يشمع الجميع ما عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته وحلفاءه.
والله أمر محير؛ تصريحات قادة قحت أصبحت أكثر فجاجة ووقاحة حتى من أيام الإطاري بل وأيام الثورة. لقد رأينا كلنا نبرة العجرفة التي كان يتكلم بها ود الفكي على الجزيرة عن أنهم لقيادة للشعب السوداني لن يسمحوا بتدمير الدعم السريع وبأنه سيكون ضمن الجيش المهني القادم. بمعنى أن هناك جيش كامل جديد قادم سيتم تشكيله.
على الرغم من الرأي العام الكاسح ضد مواقف قحت وضد المليشيا ما يزالون يتكلمون بهذه الوقاحة وعدم الاكتراث. وعلى الرغم من كل هذا الدمار والخراب ما يزالون يحلمون بالعودة لحكم السودان والتوسع في الإقصاء هذه المرة حتى لحلفاء المؤتمر الوطني.
يبدو أنهم يفهمون دعوات القوى السياسية للوحدة الوطنية والتي لم تقرر حتى الآن إقصاءهم وملاحقتهم ومحاكمتهم على أنها ضعف. أعتقد أن قحت بعد كل هذه التجارب الفاشلة؛ تجربة حكومة الثورة، وما بعدها وتجربة الاتفاق الإطاري وفشله وصولاً إلى الحرب وما بعد الحرب، إذا لم تتعلم منها فيجب تجاوزها نهائياً والتعامل معها بنفس المنطق الإقصائي.
يجب حظرهم نهائياً وملاحقتهم في الداخل والخارج. هؤلاء لا أمل فيهم ولا يستحقون سوى التعامل بالبوت.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تحالف “الحلو” و”حميدتي” هل يسعى لتطويق الجيش السوداني في كردفان؟
وكالات- متابعات تاق برس- قالت إذاعة مونت كارلو أنه وفي وقت مازالت الحرب فيه مستعرة بالسودان، ومازالت الأطراف المتناحرة فيها تبحث عن مكاسبها الخاصة، وفي وقت تواجه فيه البلاد أزمات إنسانية واقتصادية واجتماعية بأشكال غير مسبوقة. بسبب المعارك، التي أنهكت السودانيين ودمرت نسبا كبيرة من البنى التحتية في البلاد؛ تشهد ولاية كردفان تطورات حاسمة؛ مع إعلان الحركة الشعبية شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، الإثنين الماضي سيطرتها على منطقة الدشول في ولاية جنوب كردفان، إثر معارك ضارية استمرت لأيام مع الجيش السوداني.
وأوضحت الإذاعة أن نائب رئيس الحركة جقود مكوار، قال في كلمة أمام مقاتلي حركته أنه لا بديل لمشروع السودان الجديد إلا مشروع السودان الجديد، مؤكدا مواصلة القتال ضد الجيش السوداني، ومشددا على جاهزية قوات “تأسيس” (تحالف السودان التأسيسي) واستعدادها الكامل لـ”تحرير كافة الأراضي السودانية من الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه”.
وأضاف أن “القوات في أفضل حالاتها وتمتلك زمام المبادرة العسكرية، والحركة الشعبية ماضية في مشروعها لتأسيس سودان علماني ديمقراطي لا مركزي يسع الجميع”، متوعدا بتحقيق “انتصارات مهمة خلال الأيام والأشهر المقبلة”.
ومنذ الأربعاء الماضي، احتدمت المعارك بين الجيش وقوات الحركة في الدشول، بينما تتصاعد المعارك في محور غرب كردفان بين قوات الجيش والمجموعات المتحالفة معه والدعم السريع وحلفائها.
ووفقا لمراقبين، يأتي هذا التطور في وقت يسعى فيه الحليفان، الحركة والدعم السريع، إلى تطويق الجيش السوداني بين الدشول ومحور غرب كردفان.
لكن على الرغم من تحالفهما، سياسيا وعسكريا، تبرز الكثير من الأسئلة حول متانة الحلف بين الحركة والدعم السريع، بالأحرى بين الحلو ودقلو. وينظر العديد من الفاعلين داخل الحركة إلى دقلو بعين الريبة، متخوفين من سعيه لبسط سيطرته على منطقة جبال النوبة، العمق الاستراتيجي للحلو.
يذكر أن الحركة الشعبية شمال في جنوب كردفان، تقاتل الجيش السوداني منذ عام 2011. وبعد سقوط نظام البشير أعلن الجانبان وقف إطلاق النار، لكن سرعان ما تجددت المعارك بينها بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، وتحالف عبد العزيز الحلو مع حميدتي.
وكانت الحركة قد وقعت اتفاقا مع الدعم السريع في أبريل الماضي، إضافة إلى مجموعات وشخصيات سياسية أخرى، لتأسيس تحالف سياسي عسكري تحت مسمى “تحالف السودان التأسيسي”.
في الأثناء قال الجيش السوداني اليوم الأربعاء أن قواته بمدينة الدلنج التابعة للفرقة الرابعة عشرة مشاة – كادوقلي بجنوب كردفان استطاعت تدمير مجموعة كبيرة من مرتزقة مليشيا الدعم السريع واستلام عدد من الأسلحة والطائرات المسيرة.
الجيش السودانيالحركة الشعبية شمالحميدتي