الخرطوم تصعّد ضد كينيا والإمارات.. وتشدد على حماية سيادتها
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
اتهمت الحكومة السودانية، في بيان رسمي، الحكومة الكينية بتمرير أسلحة وذخائر إلى ميليشيات “الدعم السريع”، واعتبرت هذه الخطوة انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وأكد البيان أن الخرطوم عثرت في مايو الماضي على مخازن للأسلحة في العاصمة الخرطوم تحمل علامات الجيش الكيني، مشيراً إلى أن كينيا تُستخدم كمعبر رئيس للإمدادات العسكرية القادمة من الإمارات إلى هذه الميليشيات التي تصنفها السودان “إرهابية”.
وتعليقاً على هذا الاتهام، أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف عزمه منع مرور الطيران الكيني عبر الأجواء السودانية، في رد واضح على دعم نيروبي لقوات “الدعم السريع”.
وقال يوسف لوكالة الأنباء السودانية: “قرار منع الطيران الكيني من المرور عبر أجواء السودان قيد الإعداد، والبلاد اتخذت قرارات واضحة تجاه تحركات كينيا وتعاونها مع ميليشيات الدعم السريع وداعميها”.
ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة خطوات اتخذها السودان، كان أبرزها قرار في 13 مارس الماضي بوقف استيراد جميع المنتجات الكينية عبر كافة المنافذ، مؤكداً أن القرار يهدف إلى حماية السيادة الوطنية والأمن القومي، بعد تأكيدات على استضافة نيروبي لقوات الدعم السريع ورعايتها لأنشطتها، ما اعتُبر تدخلاً سافراً في الشؤون السودانية.
وفي وقت سابق، استضافت العاصمة الكينية نيروبي مؤتمراً لقوات الدعم السريع بالتعاون مع حركات مسلحة مثل “الحركة الشعبية لتحرير السودان” بقيادة عبد العزيز الحلو، وقوى سياسية ومدنية، بهدف تشكيل “حكومة موازية” في السودان، ما أثار إدانة شديدة من وزارة الخارجية السودانية واعتبرته محاولة لتقويض وحدة واستقرار البلاد.
هذا وبدأت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، في مناطق عدة من البلاد، وسط محاولات وساطة عربية وأفريقية ودولية فشلت حتى الآن في إقرار وقف إطلاق نار دائم، وتفاقمت الأزمة بعد تصاعد الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خصوصاً عقب توقيع “الاتفاق الإطاري” الذي كان من المفترض أن ينهي الدور السياسي للجيش وينقل السلطة للمدنيين، لكن الخلافات حالت دون تنفيذه.
في سياق ذي صلة، أصدر رئيس مجلس الوزراء الانتقالي كامل إدريس قراراً بتعيين الفريق الركن حسن داؤود كبرون كيان وزيراً للدفاع، والفريق شرطة بابكر سمرة وزيراً للداخلية، في إطار حكومته الجديدة التي ستعلن باقي أعضائها تدريجياً.
ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه السودان حرباً داخلية أثرت بشكل بالغ على الوضع الإنساني والخدمات الحيوية، مع استمرار نزوح الملايين داخلياً وخارجياً، وتتواصل تداعيات الأزمة السودانية، في ظل اتهامات متبادلة ودعم إقليمي لقوات مختلفة، وسط تدهور في الأوضاع المعيشية وانعدام استقرار أمني يهدد مستقبل البلاد.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الإمارات والسودان الجوع في السودان الحرب السودانية السودان السودان وكينيا كينيا الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
أعرب الأزهر الشريف عن تضامنه مع دولة قطر إثر الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، مساء أمس الاثنين، داعيا إلى الحوار المؤدي إلى السلام العادل.
وقال الأزهر في بيان، اليوم الثلاثاء، إنه يعرب عن "تضامنه مع دولة قطر الشقيقة ويطالب بضرورة احترام استقلال الدول وسيادتها على جميع ترابها وكامل أراضيها".
وأضاف البيان "يؤمن الأزهر الشريف بأن صليل السلاح لا يوقف الحروب ولا يطفئ نيرانها، وأن الحوار المؤدي إلى السلام العادل والدائم هو وحده من يضع نهاية للحروب، وحدا للأسباب التافهة التي تبعثها من مراقدها حسب الأهواء أو الأغراض الإقليمية".
وأكد الأزهر أنه يشجع جهود "تحقيق السلام الدائم والعادل وسرعة وقف القتال وتمكين شعوب الدول النامية من حياة كريمة تنعم بها هي وأبناؤها وبناتها وأطفالها، كما تنعم سائر الشعوب الأخرى التي قررت وقف أي نزاع يؤدي إلى إراقة دماء أبنائها".
#الأزهر يعرب عن تضامنه مع دولة قطر الشَّقيقة ويطالب بضرورة احترام استقلال الدول وسيادتها على جميع ترابها وكامل أراضيها
يعرب الأزهر الشريف عن تضامنه مع دولة قطر الشقيقة، ويطالب بضرورة احترام استقلال الدول وسيادتها على جميع ترابها وكامل أراضيها.
ويؤمن الأزهر الشريف بأنَّ صليل…
— الأزهر الشريف (@AlAzhar) June 24, 2025
في السياق نفسه، أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "بأشد العبارات، الهجوم الصاروخي الذي انتهك سيادة دولة قطر"، وعدّه "خرقا صارخا لسيادة دولة مستقلة وتهديدا لأمن المنطقة واستقرارها"، وفقا لبيان أصدره اليوم.
كما أشاد الاتحاد بجهود قطر في الوساطة و"نزع فتيل التصعيد، وحرصها المستمر على دعم القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية"، ودعا إلى "الوقف الفوري والشامل للعدوان على قطاع غزة، الذي يعاني من حصار وتجويع وتدمير ممنهج"، كما استنكر بشدة "الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيوني والتي تمثلت في التطاول على الشعوب والدول".
الاتحاد يستنكر انتهاك سيادة قطر، ويطالب بوقف المجازر في غزة ،ويرحب بوقف العدوان على إيران
في ظل التصعيدات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، نرحب بإعلان وقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، ونعتبر ذلك خطوة إيجابية نحو خفض التوتر الإقليمي، وتجنيب شعوب المنطقة المزيد من… pic.twitter.com/z7wIxFFaVf
— الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (@iumsonline) June 24, 2025
إعلانوقصفت إيران قاعدة العديد الجوية في قطر، مساء أمس الاثنين، في عملية سمتها "بشائر الفتح"، ردا على الهجوم الأميركي الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية. وأعلنت الدوحة أن الدفاعات الجوية اعترضت الصواريخ الإيرانية بنجاح.
وقد توالت الإدانات من دول عديدة لهذا الهجوم، في حين أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اتصال هاتفي مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، عن "أسفه عما تسبب به هذا الهجوم من أضرار"، مؤكدا أنه لم يكن يستهدف قطر وشعبها.
⭕️ رئيس مجلس السيادة يجري اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر
بورتسودان ٢٤-٦-٢٠٢٥م pic.twitter.com/EodHxj2iVI
— مجلس السيادة الإنتقالي – السودان (@TSC_SUDAN) June 24, 2025
السودان يدين الهجوممن ناحية أخرى، أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر "اطمأن خلاله على استتباب الأمن والاستقرار في قطر على ضوء الاستهداف الذي تعرضت له قاعدة العديد"، وفقا لبيان لمجلس السيادة.
وأضاف البيان أن البرهان أعرب عن "تضامن السودان حكومة وشعبا مع دولة قطر الشقيقة، مؤكدا إدانة السودان لهذا الهجوم الذي يعد انتهاكا واضحا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولسيادة دولة قطر الشقيقة".
في غضون ذلك، وجهت الخارجية العراقية التهنئة لدولة قطر على "جهودها الدبلوماسية ومساعيها في الوساطة التي أسهمت في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بما يعكس دورها في دعم الاستقرار الإقليمي".
وفي وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبعد ساعات أعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على الاتفاق، بينما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم تخرقه إسرائيل.