حلقات مصورة عن ما حققه على مدار سنوات.. فاروق حسني حامي الثقافة والتراث |تقرير
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
مازالت بصمات الفنان الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، صاحب الرؤى المستقبلية، واضحة بشكل كبير في كافة المجالات الثقافية والفنية، لما قدمه للانسانية على مدار تواجده في حقيبة الثقافة لمدة 23 عامًا، استطاع خلالها وضع الثقافة المصرية في مقدمة ثقافات العالم.
فاروق حسني صاحب الرؤية المستقبلية
فاروق حسني الذي بدأ في نشر سلسلة حلقات مصورة عما حققه للثقافة على مدار سنوات، لم يكن وزيرًا عاديًا، فكانت معظم أفكاره ومشروعاته خارج الصندوق، سواء على مستوى المشروعات الآثرية حيث أن وزارة الآثار آنذاك كانت تتبع وزارة الثقافة، أو على مستوى المشروعات الثقافية والفنية، فنجح الوزير الفنان في إنشاء عشرات المكتبات في محافظات مصر المختلفة، فضلًا عن إقامة المئات من المواقع الثقافية سواء قصور أو بيوت، تتبع «الثقافة الجماهيرية» الهيئة العامة لقصور الثقافة، استطاع من خلالها تقديم آلاف الأنشطة المتنوعة التي تعمل على بناء الإنسان ورفع الوعي، ونشر المعرفة، كما أنشا متاحف عديدة مثل متحف النوبة ومتحف الخزف، وقام بتطوير شارع المعز، وهو التطوير الذي نشاهده حتى وقتنا هذا، وفتح بعض الأبنية الإسلامية الأثرية للقاءات والندوات مثل قصر الغوري، وشراء بيت طه حسين ليصبح متحفا في وزارة عاطف صدقي.
فاروق حسني من رموز الثقافة المصرية الحديثة
وكان لتأثر فاروق حسني، بالثقافة الغربية دورًا في تشكيل رؤيته الفنية التي تأثرت بالطبيعة المصرية، والبُعد الجمالي الذي رافق مشروعاته، وأفكاره، ولعبت دورًا بارزًا في العديد من المشروعات الكبرى التي نفذها في الثقافة وجعلته رمزًا من رموز الثقافة المصرية الحديثة، ومن هذه المشروعات «المسرح التجريبي»، والذي استطاع من خلاله تفجير طاقات الإبداع عند شباب المسرح المصري، ومن المشروعات الكبرى التي سيخلدها التارخ مدى الحياة «ترميم تمثال أبو الهول»، وإنقاذ 23 عمودا أثريا في بهو أعمدة أمنحتب الثالث من الانهيار بفعل ارتفاع منسوب المياه الجوفية، التي أثرت على الأعمدة وأحدثت بها ميول كبيرة تصل لـ50 سم، وتم تنفيذ المشروع عام 1994، ومشروع متحف الحضارة، بجانب إنشاء المتاحف المتخصصة والمكتبات العامة والمبادرات الفنية الكبيرة التي مازالت إلى الآن.
ساعدته خلفيته الفنية في فهم أهمية دعم الفنون ودور الفنانين في إثراء المجتمع، وكانت لديه رؤية واضحة لتطوير البنية التحتية للفنون في مصر، وابتكر فاروق حسني العديد من المشروعات الداعمة للشباب والتي ساهمت في إكتشاف مئات المواهب، ومن بينها صالون الشباب، ومراكز الإبداع، ومركز الهناجر للفنون، فضلًا عن مشروعات كبيرة لتطوير البنية التحتية الثقافية في مصر، وكانت رؤيته تتجه نحو تمكين الشعب المصري من الوصول إلى الثقافة في كل محافظات مصر، وليس في القاهرة والإسكندرية فقط، وشهدت فترة وزارته إنشاء العديد من المسارح ودور العرض والمراكز الثقافية في مختلف أنحاء مصر، وساعدت هذه المراكز الثقافية في نشر الوعي الفني والثقافي بين الأجيال الشابة، وساهمت في توفير بيئة تفاعلية للفنانين والمثقفين للتواصل مع جمهورهم وتقديم إبداعاتهم، ومن بين هذه المشروعات، المشروع القومي لمكتبة الأسرة، ومشروع القراءة للجميع، والمشروع القومي للترجمة، وجهاز التنسيق الحضاري، وصندوق التنمية الثقافية وغيرها من المشروعات التي أسهمت في تدعيم قوة مصر الناعمة، والحفاظ على هوية مصر الثقافية والتنويرية.
فاروق حسني وحماية التراث
مساهمات الفنان فاروق حسني في الثقافة المصرية متعددة الأوجه، وشملت كل ما يتعلق بتطوير البنية التحتية الثقافية، ودعم الفنون، وحماية التراث، وتعزيز العلاقات الثقافية مع العالم الخارجي، وكانت رؤيته الشاملة تهدف إلى جعل مصر مركزًا ثقافيًا للعالم أجمع، وتعزيز الهوية المصرية، وفي الوقت نفسه الانفتاح على الثقافات الأخرى.
وعلى الرغم من الكم الكبير من الإنجازات التي حققها الوزير الفنان إلا أنه كان لديه حلمًا تمنى تحقيقه، وبالفعل بدأ في تنفيذه خلال السنوات الأخيرة لها بالحقيبة الوزارية، إلا أن القدر لم يسعفه في إنجازه آنذاك، وتم فتح جزءًا جديدًا من المتحف مؤخرًا أمام الزيارة، والذي يعد أكبر مشروع ثقافي بالقرن 21.
فاروق حسني لم يبتعد عن العمل الثقافي، والدعم المستمر لها، رغم تركه الحقيبة الوزارية منذ 2011، فظل متواجدًا حتى هذه اللحظة من خلال جوائزه التي يمنحها للشباب، وانجازاته الشخصية والخاصة التي تؤكد عبقرية فاروق حسني، ودعمه المستمر للشباب والإبداع والثقافة المصرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الرؤية المستقبلية رموز الثقافة المصرية الثقافة المصریة من المشروعات فاروق حسنی
إقرأ أيضاً:
«إيكروم» تشارك في المدرسة الصيفية الدولية للشباب والتراث في البوسنة
سراييفو (وام)
اختتمت فعاليات الدورة العشرين من المدرسة الصيفية الدولية للشباب والتراث «ISSYH20»، التي نظمها منتدى البوسنة الدولي في البوسنة والهرسك، بمشاركة المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم»، ومركزه الإقليمي في الشارقة، بهدف تدريب وإلهام جيل جديد من المتخصصين في حماية وصون التراث الثقافي، خاصة في مرحلة ما بعد الأزمات.
وشهد البرنامج مشاركة 23 شاباً وشابة من 13 دولة، يمثلون خلفيات مهنية وأكاديمية متنوعة، حيث أتيحت لهم فرصة التفاعل الميداني مع مواقع تراثية بارزة في مدن سراييفو وموستار وستولاتس، والتعرف على نماذج واقعية لتعافي المجتمعات من آثار الصراع من خلال التراث.
وعُقدت الدورة خلال الفترة من 24 يوليو حتى 9 أغسطس الحالي، وتضمن البرنامج محاضرات وندوات وورش عمل تطبيقية، إلى جانب جلسات ثقافية تحت عنوان «الفسيفساء الثقافية»، تم خلالها تبادل الخبرات والتراث غير المادي بين المشاركين.
وركزت الدورة على موضوع «أهمية التراث الثقافي في تعزيز السلام والقدرة على الصمود للمجتمعات بعد النزاعات»، وسلطت الضوء على سبل حماية التراث كمحفز للتعافي المجتمعي.
وأكد ممثلو مركز «إيكروم» الإقليمي في الشارقة أهمية المدرسة الصيفية كمنصة عملية لتأهيل الكوادر الشابة، وتطوير قدراتهم في التوثيق والنمذجة الرقمية والتدخلات الطارئة، ما يسهم في تعزيز جهود الحفاظ على التراث في العالم العربي والعالمي.
واختتم البرنامج بحضور عدد من المسؤولين والخبراء الدوليين في مجال التراث، وتم خلاله التأكيد على أهمية التعاون الدولي في تطوير برامج التدريب المتخصصة، وتعزيز استدامة التراث الثقافي.