مازالت بصمات الفنان الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، صاحب الرؤى المستقبلية، واضحة بشكل كبير في كافة المجالات الثقافية والفنية، لما قدمه للانسانية على مدار تواجده في حقيبة الثقافة لمدة 23 عامًا، استطاع خلالها وضع الثقافة المصرية في مقدمة ثقافات العالم.

 

فاروق حسني صاحب الرؤية المستقبلية 

فاروق حسني الذي بدأ في نشر سلسلة حلقات مصورة عما حققه للثقافة على مدار سنوات، لم يكن وزيرًا عاديًا، فكانت معظم أفكاره ومشروعاته خارج الصندوق، سواء على مستوى المشروعات الآثرية حيث أن وزارة الآثار آنذاك كانت تتبع وزارة الثقافة، أو على مستوى المشروعات الثقافية والفنية، فنجح الوزير الفنان في إنشاء عشرات المكتبات في محافظات مصر المختلفة، فضلًا عن إقامة المئات من المواقع الثقافية سواء قصور أو بيوت، تتبع «الثقافة الجماهيرية» الهيئة العامة لقصور الثقافة، استطاع من خلالها تقديم آلاف الأنشطة المتنوعة التي تعمل على بناء الإنسان ورفع الوعي، ونشر المعرفة، كما أنشا متاحف عديدة مثل متحف النوبة ومتحف الخزف، وقام بتطوير شارع المعز، وهو التطوير الذي نشاهده حتى وقتنا هذا، وفتح بعض الأبنية الإسلامية الأثرية للقاءات والندوات مثل قصر الغوري، وشراء بيت طه حسين ليصبح متحفا في وزارة عاطف صدقي.

 

فاروق حسني من رموز الثقافة المصرية الحديثة

وكان لتأثر فاروق حسني، بالثقافة الغربية دورًا في تشكيل رؤيته الفنية التي تأثرت بالطبيعة المصرية، والبُعد الجمالي الذي رافق مشروعاته، وأفكاره، ولعبت دورًا بارزًا في العديد من المشروعات الكبرى التي نفذها في الثقافة وجعلته رمزًا من رموز الثقافة المصرية الحديثة، ومن هذه المشروعات «المسرح التجريبي»، والذي استطاع من خلاله تفجير طاقات الإبداع عند شباب المسرح المصري، ومن المشروعات الكبرى التي سيخلدها التارخ مدى الحياة «ترميم تمثال أبو الهول»، وإنقاذ 23 عمودا أثريا في بهو أعمدة أمنحتب الثالث من الانهيار بفعل ارتفاع منسوب المياه الجوفية، التي أثرت على الأعمدة وأحدثت بها ميول كبيرة تصل لـ50 سم، وتم تنفيذ المشروع عام 1994، ومشروع متحف الحضارة، بجانب إنشاء المتاحف المتخصصة والمكتبات العامة والمبادرات الفنية الكبيرة التي مازالت إلى الآن.

ساعدته خلفيته الفنية في فهم أهمية دعم الفنون ودور الفنانين في إثراء المجتمع، وكانت لديه رؤية واضحة لتطوير البنية التحتية للفنون في مصر، وابتكر فاروق حسني العديد من المشروعات الداعمة للشباب والتي ساهمت في إكتشاف مئات المواهب، ومن بينها صالون الشباب، ومراكز الإبداع، ومركز الهناجر للفنون، فضلًا عن مشروعات كبيرة لتطوير البنية التحتية الثقافية في مصر، وكانت رؤيته تتجه نحو تمكين الشعب المصري من الوصول إلى الثقافة في كل محافظات مصر، وليس في القاهرة والإسكندرية فقط، وشهدت فترة وزارته إنشاء العديد من المسارح ودور العرض والمراكز الثقافية في مختلف أنحاء مصر، وساعدت هذه المراكز الثقافية في نشر الوعي الفني والثقافي بين الأجيال الشابة، وساهمت في توفير بيئة تفاعلية للفنانين والمثقفين للتواصل مع جمهورهم وتقديم إبداعاتهم، ومن بين هذه المشروعات، المشروع القومي لمكتبة الأسرة، ومشروع القراءة للجميع، والمشروع القومي للترجمة، وجهاز التنسيق الحضاري، وصندوق التنمية الثقافية وغيرها من المشروعات التي أسهمت في تدعيم قوة مصر الناعمة، والحفاظ على هوية مصر الثقافية والتنويرية.

 

فاروق حسني وحماية التراث

مساهمات الفنان فاروق حسني في الثقافة المصرية متعددة الأوجه، وشملت كل ما يتعلق بتطوير البنية التحتية الثقافية، ودعم الفنون، وحماية التراث، وتعزيز العلاقات الثقافية مع العالم الخارجي، وكانت رؤيته الشاملة تهدف إلى جعل مصر مركزًا ثقافيًا للعالم أجمع، وتعزيز الهوية المصرية، وفي الوقت نفسه الانفتاح على الثقافات الأخرى.

وعلى الرغم من الكم الكبير من الإنجازات التي حققها الوزير الفنان إلا أنه كان لديه حلمًا تمنى تحقيقه، وبالفعل بدأ في تنفيذه خلال السنوات الأخيرة لها بالحقيبة الوزارية، إلا أن القدر لم يسعفه في إنجازه آنذاك، وتم فتح جزءًا جديدًا من المتحف مؤخرًا أمام الزيارة، والذي يعد  أكبر مشروع ثقافي بالقرن 21.

فاروق حسني لم يبتعد عن العمل الثقافي، والدعم المستمر لها، رغم تركه الحقيبة الوزارية منذ 2011، فظل متواجدًا حتى هذه اللحظة من خلال جوائزه التي يمنحها للشباب، وانجازاته الشخصية والخاصة التي تؤكد عبقرية فاروق حسني، ودعمه المستمر للشباب والإبداع والثقافة المصرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الرؤية المستقبلية رموز الثقافة المصرية الثقافة المصریة من المشروعات فاروق حسنی

إقرأ أيضاً:

داليا السواح تفوز بعضوية مجلس إدارة البورصة المصرية للمرة الثانية على التوالي

أعلنت اللجنة المنظمة لانتخابات مجلس إدارة البورصة المصرية للفترة القادمة (2025–2029) عن فوز الدكتورة داليا عمر السواح، بعضوية المجلس عن فئة “الشركات الصغيرة و المتوسطة ” للمرة الثانية على التوالي، بعد أن حصلت على مقعدها بالتزكية .

وبهذا الفوز، تصبح الدكتورة السواح أول سيدة تفوز بمقعد في تلك الفئة لولايتين متتاليتين مما يعكس التقدير الكبير لدورها المتميز في تعزيز دور قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

في الدورة السابقة فازت السواح بنتيجة مميزة أمام منافسها وقد أثبتت خلال ولايتها الأولى فعاليتها خاصة في تسليط الضوء على بورصة النيل وتوسيع قاعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة المدرجة .

لعبت الدكتورة السواح دورًا بارزًا كـنائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجمعية رجال الأعمال المصريين وعضو هيئة المكتب للأمانة المركزية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بحزب “مستقبل وطن”، في وقت تولت فيه مهام تنفيذية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة على المستوى الدولي في السعودية وسلطنة عُمان. 

كما قادت برامج تدريب رفيعة المستوى بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة.

حصلت الدكتورة السواح على درجة الدكتوراه في إدارة المخاطر و الأزمات من جامعة القاهرة مما يعزّز خبرتها في مجالات التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات المالية والاقتصادية.

تولّت الدكتورة داليا السواح القيادة التنفيذية لمجموعة برامج تعزز من كفاءة الشركات المدرجة في بورصة النيل وأبرزت حرصها على تعزيز الشفافية والدعم الفني للشركات المقيدة، وساهمت بجهودها نحو وضع استراتيجية تطوير شاملة لبورصة النيل .

وقالت الدكتورة السواح: “أشعر بالفخر والثقة بأن أواصل مسيرتي لتمثيل قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجلس إدارة البورصة المصرية. سنواصل العمل على دعم نمو السوق وتحفيز الإدراجات والتداولات، سعياً لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة”.

الإسكان تعلن استكمال تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع سكن مصر بالقاهرة الجديدةأسعار الحديد في الأسواق المحلية والعالمية اليوم الأربعاء

نبذة تعريفية عن الدكتورة داليا السواح:

 -درجة دكتوراه في إدارة الأزمات – جامعة القاهرة.

 -عضو منتدب في “المجموعة المتكاملة للأعمال الهندسية” المدرجة في بورصة النيل.

 -عضو مجلس إدارة البورصة المصرية منذ 2021، ومُعاد انتخابها الآن.

 -نائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في جمعية رجال الأعمال المصريين.

 -عضو الأمانة المركزية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في حزب مستقبل وطن.

 -ممثلة للقطاع على المستويين الإقليمي والدولي (السعودية وعُمان).

-خريجة الاكاديمية الوطنية للتدريب

 -حاصلة على برامج تدريب عليا من هيئات حكومية وخاصة.

طباعة شارك البورصة المصرية جامعة القاهرة بورصة النيل المشروعات الصغيرة والمتوسطة هيئات حكومية

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يلتقى وزير الثقافة لبحث التعاون المشترك لاستعادة المكانة التاريخية للعاصمة الثقافية
  • داليا السواح تفوز بعضوية مجلس إدارة البورصة المصرية للمرة الثانية على التوالي
  • يوسف داوود.. مهندس الضحك الذي ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن المصري(تقرير)
  • جلسة أساسيات ريادة الأعمال الثقافية تسلط الضوء على بناء اقتصاد إبداعي متجذر في الهوية العُمانية
  • غياب دعم الجمعيات الثقافية بالحوز سنة 2024 يثير مخاوف حول مستقبل الثقافة بالإقليم :
  • وزير الزراعة يشارك في اليوم الوطني لجمهورية الفلبين نيابة عن الحكومة المصرية
  • مبروكة توجه بإعداد تقرير مفصل عن مكتبة في المدينة القديمة بطرابلس
  • وزير الزراعة يدعو الفلبين لفتح أسواقها أمام الصادرات المصرية
  • مي فاروق تستعد لإحياء حفلها بدار الأوبرا المصرية
  • مي فاروق تحيي حفلًا بدار الأوبرا المصرية 1 يونيو القادم