أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً بعنوان "الاقتصاد الفضي" المعني بمتطلبات كبار السن، حيث أوضح المركز أنه رغم تعالي الحديث عن النمو السريع في تعداد كبار السن عالميًّا، والتركيز فقط على التهديدات المتأصلة في شيخوخة السكان، واعتبارها أحد التحديات العالمية القادمة، وبجانب فقدان العالم عائده الديموغرافي نتيجة تراجع نمو السكان في سن العمل، يظهر جانب آخر مشرق؛ ألا وهو تقاطع قضايا كبار السن مع العديد من أهداف التنمية المستدامة وظهور فرص عديدة لتنمية قطاعات اقتصادية وسوق عالمية مستحدثة معنية بمتطلبات واحتياجات كبار السن، وذلك في إطار ما يُعرف بـ"الاقتصاد الفضي" المعني بمتطلبات هذه الفئة العمرية من السكان.

وأكد المركز أنه بينما يسود الحديث عن ارتفاع أعداد السكان في سن العمل، وما ينتج عنه من إتاحة الفرصة لجني عائد ديموغرافي من زيادة الإنتاجية وتحسين في مستويات الدخل، إلا أنه في المقابل تهرم محركات النمو العالمي من العنصر البشري بسرعة كبيرة، وسوف يشهد العديد منها انكماشًا سكانيًّا صريحًا إلى جانب تضاؤل حصة السكان في سن العمل؛ حيث يشهد العالم تحولًا ديموغرافيًّا هائلًا؛ فقد تزامن ارتفاع العمر المتوقع عند الميلاد خلال العقدين الماضيين من 68 سنة في عام 2002 إلى 72 سنة في عام 2022، مع ارتفاع نسبة السكان في الفئة العمرية (65 سنة فأكثر) من 7% من إجمالي سكان العالم في عام 2002 إلى نحو 10% في عام 2023 بتعداد تجاوز 805 ملايين نسمة.

وأضاف التحليل أن التوقعات الديموغرافية قد تنبأت وفقًا للتقرير الخاص بالتوقعات السكانية العالمية لعام 2022، بأنه في ظل استمرار معدلات الخصوبة في الانخفاض، سوف يمثل عدد كبار السن (65 عامًا فأكثر) الفئة العمرية الأسرع نموًّا في العالم؛ وسيمثلون 16% من إجمالي سكان العالم في عام 2050، وسيفوق عددهم عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 أعوام.

وعلى الصعيد العالمي، وللمرة الأولى، فاق عدد كبار السن في عام 2018 عدد الأطفال دون سن الخامسة، وبحلول عام 2050، سيفوق عدد كبار السن عدد المراهقين والشباب في الفئة العمرية (15 - 24) عامًا.

ففي أوروبا، على سبيل المثال، سترتفع حصة كبار السن -في الفئة العمرية 65 عامًا فأكثر- من 29.6% في عام 2016 إلى 51.2% في عام 2070، وفقًا لتقديرات يوروستات.

وأوضح التحليل أن حكومات عديدة فد تقلق من تهديدات شيخوخة السكان، معتبرة أنها بمثابة خسارة للعائد الديموغرافي في ظل انخفاض عدد السكان في سن العمل، بما يترك أثره على النمو الاقتصادي والعديد من المجالات العسكرية، وعلى الأداء الاقتصادي للدول الغنية والدول النامية على السواء، وذلك في مقابل ارتباط شيخوخة المجتمع بوجود ارتفاع مطرد في المخصصات المالية الموجهة للنظام الصحي والرعاية الاجتماعية لكبار السن، فضلًا عن ارتفاع معدل الإعالة العمرية للمسنين لنحو 15% من السكان في سن العمل في عام 2023 مقابل 11% في عام 2000.

إلا أنه في مقابل هذه النظرة التشاؤمية لشيخوخة السكان، فإن هناك نظرة إيجابية مع استمرار ارتفاع متوسط العمر المتوقع؛ إذ إنه من المحتمل أن يؤدي كبار السن أدوارًا أكثر أهمية في المجتمعات والاقتصادات، وذلك في ظل تأثير شيخوخة السكان على تغيير نمط الإنفاق للأفراد لصالح خدمات الرعاية الصحية والنفقات الترفيهية، وكذلك اقتناء منتجات الذكاء الاصطناعي التي تُسهِّل الحياة اليومية للمسنين.

وهو ما سمح بظهور ما عُرف بالاقتصاد الفضي، ذلك الاقتصاد الناشئ الذي ظهر في فرنسا عام 2012؛ لتغطية الأنشطة المرتبطة بالتغير الديموغرافي الناجم عن شيخوخة السكان، والذي يركز على احتياجات ومتطلبات كبار السن، بما في ذلك المنتجات التقليدية والتكنولوجية الحديثة؛ حيث كان يغطي في البداية قطاعات الصحة والرعاية المنزلية وتطوير الإسكان والخدمات، واتسع الآن ليغطي قطاعات أخرى مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والسياحة.

وأضاف المركز أن ما يميز الاقتصاد الفضي أنه متعدد القطاعات ولا يركز على قطاع واحد، وبذلك يمكن لهذا التحول الديمُوغرافي أن يصبح محركًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ إذ استثمرت الدول تحولاتها الديموغرافية في تطوير حلول مخصصة لسوق الشيخوخة بما يخدم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة من خلال دعم القطاعات المعنية بكبار السن.

فعلى سبيل المثال، أدت زيادة انتشار العديد من الأمراض المزمنة بين كبار السن إلى جعل الصين أول سوق محتملة لرعاية المسنين، في حين أصبحت اليابان دولة رائدة في الاقتصاد الفضي؛ حيث طورت العديد من المبادرات المعنية بمواجهة قضايا مثل نقص مقدمي الرعاية للمسنين من خلال الاعتماد على الأتمتة المنزلية عبر تقديم تطبيق (D Free) على الهواتف الذكية للتعامل بشكل أفضل مع أمراض، مثل: "سلس البول اليومي"، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تلعب الجامعات دورًا رئيسًا، بما في ذلك إنشاء المختبرات والحاضنات المخصصة للتجارب السريرية للمنتجات التكنولوجية المتعلقة بالصحة والشيخوخة السكانية.

أوضح التحليل أنه في ظل غياب تشريع دولي مُلزِم ينظم حقوق كبار السن، تُعتبر خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة الإطار الدولي الأكثر شمولًا والأكثر تخصصًا المعني بقضايا كبار السن، وقد تم اعتماد خطة العمل وإعلانها خلال الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة في أبريل 2002 بهدف وجود إطار عالمي للتعامل مع التحديات التي تواجه كبار السن في عالم يشهد شيخوخة متسارعة، وقد شكلت خطة العمل نقطة تحول في معالجة قضايا كبار السن، من خلال اتباع نهج قائم على الحقوق يَعتبر كبار السن مساهمين نشطين في عملية التنمية وذوي قدرات وخبرات قيِّمة تجدر الاستفادة منها.

كما تهدف الخطة إلى ضمان أن يتمكن الأشخاص في كل مكان من التقدم في السن بأمن وكرامة، وأن يواصلوا المشاركة في مجتمعاتهم كمواطنين لهم حقوق كاملة من خلال العمل على ثلاثة توجهات ذات أولوية وهي:

-مشاركة كبار السن في عملية التنمية، يستهدف هذا الاتجاه ضمان استمرار المشاركة النشطة لكبار السن في المجتمع، والعمل، وتأمين مصدر دخل مستدام لهم، وكذلك تيسير سبل الوصول إلى التعليم والتدريب، والهجرة، والتضامن بين الأجيال.

-توفير الخدمات الصحية والرفاهية لكبار السن، وذلك على قدم المساواة مع باقي الفئات العمرية، وتوفير كوادر بشرية متخصصة في الرعاية الصحية والصحة العقلية والإعاقة.

-تهيئة بيئة تمكينية وداعمة، من خلال ضمان حقوقهم في سكن ملائم وبيئة معيشية كريمة وآمنة لهم، ودعم مقدمي الرعاية، بما يعزز الصورة الإيجابية للشيخوخة.

وعن كبار السن في مصر، أوضح المركز أن تعداد كبار السن من الفئة العمرية 65 عامًا فأكثر شكَّل نحو 5.7% من إجمالي السكان حتى يناير 2024 أي نحو 6 ملايين مسن، وذلك مع توقع البقاء على قيد الحياة حتى عمر 69.1 سنة للذكور و74.1 سنة للإناث، وما زال المسنون في مصر يساهمون في النشاط الاقتصادي ويؤدون دورًا في حركة سوق العمل؛ حيث بلغ عدد المسنين في قوة العمل والمشتغلين في الوقت نفسه (65 عامًا فأكثر) نحو 419 ألف فرد خلال عام 2023 بنسبة 1.3% من إجمالي قوة العمل و1.4% من إجمالي المشتغلين، وذلك وفقًا لبحث القوى العاملة لسنة 2023.

وأضاف التحليل أن الدولة المصرية تولي أهمية كبيرة لفئة كبار السن وتسعى جاهدة إلى تقديم كل ما من شأنه أن يعزز مكانة كبار السن في المجتمع، وتذليل كل الصعوبات التي تواجههم، باعتبارهم شريحة أساسية ومهمة في المجتمع لها مكانتها، وتحرص الدولة على صون حقوقهم التي أكدها النص الدستوري رقم (83) بشأن التزام الدولة بضمان حقوق المسنين صحيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا وترفيهيًّا وتوفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة.

وأوضح التحليل أن رؤية مصر 2030 ترتكز على ستة أهداف استراتيجية، من بينها الهدف الثاني الخاص بـ«العدالة الاجتماعية والمساواة»، والذي يستهدف توفير الحماية الاجتماعية، وتقليل التفاوتات بين الفئات الاجتماعية؛ ومنها توفير الرعاية اللازمة لكبار السنِّ.

ومن أجل توحيد وتنظيم الجهود الخاصة برعاية كبار السن تعمل الحكومة المصرية في إطار استراتيجية خاصة بالمسنين تسعى إلى توفير الرعاية الاجتماعية لهم، وتطوير وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لتلك الفئات وتمكينها وتحويلها إلى طاقة بناءة. وهناك العديد من البرامج والمبادرات المعنية بكبار السن، منها:

-الرعاية الصحية: ففي ظل اعتبار الصحة قضيةً رئيسةً لقطاع الاقتصاد الفضي، تم إطلاق برنامج "الرعاية الصحية المستمرة لكبار السن" في الأول من شهر أكتوبر من عام 2022؛ وذلك لتقديم الخدمات الطبية وتحسين جودة الحياة الصحية لكبار السن فوق الـ 65 عامًا، من خلال الكشف المبكر عن المشكلات الصحية الأكثر شيوعًا في هذه المرحلة العمرية.

-توفير المؤسسات الخاصة برعاية كبار السن: حيث تعمل الدولة على توفير المؤسسات المعنية برعاية كبار السن؛ وأصبح هناك نحو 175 دارًا للمسنين موزعين على 22 محافظة، و191 ناديًا للمسنين على مستوى الجمهورية، و52 وحدة علاج طبيعي، و26 مركز تأهيل.

-مبادرة رفيق المسن: مبادرة أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي، بهدف تقديم الرعاية الشاملة اليومية للمسن ومساعدته في أداء وظائفه ومهاراته الحياتية داخل منزله أو في غيرها من الأماكن التي يوجد بها المسن؛ حيث تقوم المبادرة على تأهيل وتدريب الشباب للعمل كمرافقين للمسنين والتنسيق مع الجمعيات الأهلية الشريكة لتقديم الخدمة بأسعار مناسبة.

-برنامج الدعم النقدي "كرامة": استهدف الجانب الخاص ببرنامج "كرامة" عدة فئات من بينهم المسنون بعمر يبدأ من 65 عامًا، ومَن هم أصحاب عجز أو مرض مزمن يمنعهم عن العمل، والأيتام الذين لا ينالون الرعاية من الأب أو الأم بل من الأقارب من الدرجة الثانية أو أبعد من ذلك، وقد وصل عدد المستفيدين من البرنامج أكثر من 1.8 مليون شخص حتى منتصف شهر أغسطس عام 2024.

-شهادة رد الجميل: في إطار اهتمام بنك ناصر الاجتماعي بكبار السن من العملاء ممن ليس لديهم قدرة كبيرة على الاستثمار، ويكون لديهم رغبة في الادخار، فقد تم إصدار وديعة رد الجميل لمدة سنة لمن يبلغون (60 سنة فأكثر) بعائد سنوي يصل إلى 22% لمدة سنة و24.25% لمدة 3 سنوات.

-تمويل الاستثمارات الإنتاجية والعينية: استهدف بنك ناصر فئة أصحاب المعاشات ضمن المستحقين لخدمات البنك لشراء آلات ومعدات وأجهزة وسلع معمرة بجميع أشكالها.

-مبادرة العمر الذهبي: تهدف إلى تحقيق مبادئ الدمج المجتمعي للفئات الأولى بالرعاية ومنها فئة كبار السن، من خلال تقديم أنشطة ثقافية ودينية وترفيهية وإبراز مواهب وقدرات كبار السن، بالإضافة إلى تصحيح النظرة المجتمعية لدور رعاية وأندية المسنين، ونشر الوعي المجتمعي بقضايا كبار السن.

-تخفيض تكلفة المعيشة: إعفاء المسنين فوق سن 70 سنة من مصروفات المواصلات العامة بما يشمل السكك الحديدية ومترو الأنفاق، وإعفاء الذين بلغوا 65 سنة بنسبة 50%، وتتحمل الوزارة سداد التكاليف عوضًا عنهم.
وحتى يكون كبار السن محركًا للنمو والتنمية؛ فإنه من المهم التمييز بين التعددية في الأجيال من خلال تعزيز فكرة أن الأجيال يمكن أن تعمل معًا وتتواصل ويُمكِّن بعضها بعضًا، فكما كان كبار السن هم القوة العاملة وصناع الأمس، سيكونون اليوم وغدًا هم المستهلكون والسوق المستهدفة لمنتجات وابتكارات واستثمارات الشباب، لا سيما في ظل تعدد القطاعات الموجهة لكبار السن من رعاية صحية وترفيهية وخدمات رعاية ومنتجات تكنولوجية وغيرها.

وأكد التحليل في ختامه أنه نظرًا لكون الاقتصاد الفضي متعدد القطاعات، فإن تعزيز نموه يتطلب التنظيم والهيكلة، بحيث يتم توحيد تنظيم جميع الشركات التي تعمل لصالح كبار السن أو معهم، مع منح الشركات الموارد اللازمة لتطوير وتسويق المنتجات والخدمات التي من شأنها أن تخدم استقلالية ورعاية كبار السن في المستقبل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرعایة الصحیة الاقتصاد الفضی الفئة العمریة شیخوخة السکان کبار السن فی عام ا فأکثر لکبار السن فی المجتمع من إجمالی المرکز أن العدید من من خلال فی عام أنه فی

إقرأ أيضاً:

«وجهات دبي الصيفية 2025» تلقي الضوء على مقومات تمنح السكان والزوار تجارب لا تنسى

في كل صيف، تثبت دبي من جديد قدرتها على إعادة تعريف مفاهيم السياحة الصيفية، ليس فقط كوجهة عالمية تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، بل كمدينة تقدم لسكانها تجربة معيشية في مختلف الأوقات، ومع انطلاق النسخة الجديدة من حملة #وجهات_دبي الصيفية التي ينظمها «براند دبي»، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، تتجدد الدعوة للجميع لاكتشاف التنوع في معالم المدينة ومرافقها وخيارات الترفيه فيها، مما يجعل من دبي وجهة جديرة بالزيارة خلال موسم الصيف. فقد نجحت دبي في تحويل هذه الفترة من السنة إلى موسم حافل بالفعاليات فهي المدينة التي لا تهدأ فيها الحركة على مدار العام، ومن خلال الاستثمار في تهيئة العديد من المرافق المغطاة عالمية المستوى، والعروض والتجارب الاستثنائية التي تتوزع على أرجاء المدينة، من مراكز التسوق إلى المنتزهات الترفيهية الداخلية، ومن المسارح وقاعات العرض إلى الفنادق التي تقدم تجارب مختلفة وخيارات تناسب كافة العائلات، تواصل دبي تأكيد مكانتها كوجهة أولى لكل من يرغب في إمضاء عطلة ممتعة لجميع أفراد الأسرة.
وعلى صعيد الجاذبية للزوار الدوليين، فقد تمكنت دبي من الوصول إلى مرتبة تنافسية متقدمة بين أهم الوجهات السياحية في العالم، بما تتميز به من بنية تحتية متطورة تتيح لسكانها وزوارها الاستمتاع بكل زاوية من زوايا المدينة، مدعومة في ذلك بشبكة مواصلات ذكية، ومرافق سياحية تعد من الأرقى على مستوى العالم بما تقدمه من خدمات وما تضمه من فعاليات رفيعة المستوى على مدار العام، إضافة إلى البيئة الآمنة التي جعلت منها واحدة من أكثر المدن جذباً للسياحة العائلية في مختلف فصول السنة.
من أبرز ما يميز دبي خلال الصيف تنوّع التجارب التي تقدمها، بما يناسب كل أفراد العائلة، فمثلاً «دبي مول»، يتيح للزائر أن يجمع بين التسوّق والترفيه، إذ يمكنه الاستمتاع بمتابعة مشاهد لا تنسى للحياة المائية في «أكواريوم دبي» وحديقة الحيوانات المائية التابعة له، ويقدم العديد من الأنشطة الشيّقة لزواره، كذلك يمكن قضاء أوقات لا تنسى مع الأطفال في «كيدزانيا» المدينة المتكاملة التي تمنح زوارها الصغار فرصة ممارسة العديد من المهن في نموذج يحاكي حياة المدينة، وإلى جوارها يقع «بلاي دي إكس بي» «Play DXB»، وجهة الواقع الافتراضي والمعزز المقامة على مساحة كبيرة تصل إلى 7000 متر مربع، وتقدم مجموعة واسعة من الألعاب والجولات للأطفال من جميع الأعمار. ويضم «دبي مول» أيضاً وجهة داخلية متميزة وهي «آيس رينك» حيث يمكن لمحبي التزلج على الجليد ممارسة هوايتهم المفضلة، وفي دبي مول أيضاً يمكن لعشاق السينما متابعة أحدث الأفلام العربية والعالمية في صالات «ريل سينما» الحديثة. وفي «مول الإمارات»، يقدم «سكي دبي» «Ski Dubai» يمكن أيضا ممارسة التزلج على الجليد من خمسة منحدرات متعددة المستويات للتزلج، يبلغ طول أحدهم 400 متر وهو منحدر التزلج الداخلي الأطول في العالم، في حين يضم المول عدداً كبيراً من المطاعم والكافيهات منها العديد من الأسماء العالمية، كذلك يضم «مول الإمارات» مجمع سينمات فوكس «VOX Cinemas» الذي يعرض أحدث وأبرز انتاجات السينما العربية والعالمية. 
وتقدم المراكز التجارية عالمية المستوى المنتشرة في مختلف أنحاء دبي العديد من العروض الحصرية في إطار مهرجان مفاجئات صيف دبي، حيث تشكل التخفيضات المذهلة وعروض الإقامة الرائعة والسحوبات على الجوائز القيّمة، عناصر جذب قوية للزوار الذين يتوافدون يومياً بالآلاف على تلك المراكز.
أما الباحثون عن لحظات من الراحة والرفاهية، فبإمكانهم اختيار أحد الفنادق الشاطئية أو المرافق الفاخرة التي توفر باقات إقامة صيفية متكاملة، تشمل دخولاً مجانياً لعدد من الوجهات الترفيهية والفعاليات الصيفية.
وتحافظ دبي على خصوصيتها كمدينة لا تكف عن الابتكار وإبداع الأفكار التي تؤكد ريادتها في التميز ضمن مختلف المجالات، ومن الإضافات التي جعلت من دبي وجهة صيفية جاذبة، فكرة الشواطئ الليلية، التي أصبحت من المناطق التي تفرض حضورها بقوة على خارطة #وجهات_دبي الصيفية، حيث خصصت المدينة عدداً من شواطئها لاستقبال الزوار بعد غروب الشمس، في خطوة غير مسبوقة على مستوى المنطقة، بما يمنح الفرصة لرواد الشاطئ من الاستمتاع وممارسة السباحة في أجواء آمنة مع توفير كافة المقومات اللازمة لذلك، إذ تم تزويد الشواطئ الليلية بأنظمة إضاءة قوية تضمن رؤية واضحة للسباحين والمنقذين، مما يجعل السباحة الليلية آمنة وممتعة.
ووفّرت بلدية دبي العديد من اللوحات الإرشادية لتقديم معلومات مفيدة لمرتادي البحر في تلك الشواطئ، علاوة على تهيئة مرافق خاصة لذوي الهمم تمكنهم من الاستمتاع بالشاطئ بسهولة كاملة، لتقدم بذلك دبي نموذجاً يُحتذى في تطوير المناطق العامة. ووفقا لبلدية دبي، فقد استقبلت الشواطئ الليلية في الإمارة حتى ديسمبر 2024، نحو 1.5 مليون زائر بعد مُضي أكثر من 18 شهراً على افتتاحها في مايو 2023، ضمن شواطئ؛ جميرا 2، وجميرا 3، وأم سقيم 1، والتي يبلغ مجموع أطوالها 800 متر، وهي تشكل جزءاً من خطط تطوير الشواطئ العامة وتزويدها بالخدمات والمرافق التي تضمن أعلى مستويات الراحة والرفاهية للمقيمين والسيّاح، بما يتوافق مع الخطة الشاملة لتطوير الشواطئ العامة في دبيوتتوافر على تلك الشواطئ كافة الخدمات التي يحتاجها الزائر بما في ذلك دورات المياه، وغرف تبديل الملابس، والمقاهي وأكشاك الطعام، وغيرها من الخدمات التي تلبي احتياجات الزوار. تتماشى حملة "#وجهات_دبي الصيفية مع رؤية المدينة في تعزيز مكانتها كمقصد رئيس للسياحة العائلية، من خلال توفير بيئة صديقة للأطفال والعائلات، وتجارب ثقافية وترفيهية وتعليمية في آنٍ واحد.
وتُعد دبي اليوم من أبرز المدن التي تستثمر في مرافق ترفيهية عائلية، سواء في الوجهات المفتوحة أو المغطاة، كما توفر خيارات واسعة للإقامة العائلية في الفنادق والشقق الفندقية والمخيمات الصيفية للأطفال. 
وتؤكد شيماء السويدي، مدير براند دبي، أن «حملة #وجهات_دبي الصيفية لهذا العام تعكس التعاون المثمر بين براند دبي وعدد كبير من الوجهات الترفيهية والثقافية والتجارية، لإبراز ما تتمتع به دبي من عناصر جذب استثنائية خلال الصيف. ونحن نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص لتقديم تجربة صيفية شاملة ومتنوعة تلبي تطلعات أهل دبي وزوارها على حد سواء».
وأضافت : «نهدف من خلال هذه الحملة إلى تعزيز حضور دبي كوجهة صيفية عالمية، ودعم رؤيتها نحو بناء اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة، وتقديم نموذج فريد في إبراز قدرات المدن الذكية التي لا تتوقف عن الابتكار في كافة المجالات».
وتعد حملة #وجهات_دبي الصيفية واحدة من المبادرات التي تنسجم مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، وتسعى إلى جعل دبي من واحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحلول العام 2033. ومن أبرز أهداف الأجندة تعزيز مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي في دبي وتنويع الأسواق السياحية، وزيادة عدد الزوار الدوليين والارتقاء بتجربتهم. وتمثل السياحة الصيفية ركيزة مهمة لتعزيز استدامة القطاع السياحي، وتقليل الاعتماد على المواسم التقليدية، ودعم قطاعات مثل الضيافة، والتجزئة، والمرافق الترفيهية، والثقافية، مما يسهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل جديدة وتنمية اقتصادية شاملة.
ولا تفوت الحملة فرصة تسليط الضوء على المشاريع الأعضاء في مبادرة «بكل فخر من دبي» التابعة لـ براند دبي، وتشمل مجموعة واسعة من الشركات الصغيرة والناشئة التي تقدم العديد من المنتجات المبتكرة ويتم التعريف بها على نطاق واسع ضمن مختلف الحملات التي ينظمها براند دبي على مدار العام، بما يخدم بصورة مباشرة في دعم قطاع ريادة الأعمال المزدهر في المدينة. في ضوء ما تقدمه دبي من خيارات وتجارب ومفاجآت طوال فصل الصيف، تقدم حملة #وجهات_دبي الصيفية 2025 دعوة مفتوحة لسكان دبي وزوارها إلى إعادة اكتشاف ما يجعل من هذه المدينة الاستثنائية نموذجاً مُلهما للمدن، فهي لا تكتفي بتوفير وسائل الراحة والترفيه، بل تمنح كل من يعيش فيها أو يزورها فرصة لاكتشاف جانب جديد من جوانب التميز والابتكار الذي يميز دبي عن سواها. ليكون الصيف في دبي ليس مجرد موسم عطلة، بل لصناعة ذكريات لا تُنسى، في مدينة لا تنام ولا تتوقف عن الإبداع.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: قطار الاتحاد شريان اقتصادي مهم وجسر حيوي يعزز مسيرة الإمارات نحو المستقبل محمد بن راشد: فخور بفريق عمل قطارات الاتحاد الذي يقوده ذياب بن محمد بن زايد المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: صلاة كبار السن صحيحة ولو أخطأوا نسيانا
  • «وجهات دبي الصيفية 2025» تلقي الضوء على مقومات تمنح السكان والزوار تجارب لا تنسى
  • ترامب يقيل مسؤولة إحصاءات العمل بعد اتهامها بالتلاعب بالأرقام
  • الرئيس السيسي يستعرض مع رئيس وزراء هولندا جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة
  • موجز الوادى الجديد: وكيل الأوقاف يشدد على الانضباط ورفع كفاءة العمل الإداري ولجنة من وزارة الصحة لتقييم جودة الرعاية الصحية بالمستشفيات
  • الوطنية للانتخابات: 125 لجنة فرعية في الطوابق الأولى بانتخابات مجلس الشيوخ تيسيرا على كبار السن وذوي الهمم
  • لـ كبار السن وذوي الهمم.. «الجوازات» تواصل إجراءات تسهيل الحصول على خدماتها
  • رئيس الوزراء يستعرض الفرص الاستثمارية مع دول الخليج.. ونواب: إقامة المشروعات على غرار صفقة رأس الحكمة يسهم في زيادة النقد الأجنبي
  • قرارات استثنائية وخطط لإصلاح الاقتصاد المنهك.. الحكومة ومركزي عدن في مهمة انقاذ أخيرة
  • كبار السن في السعودية يتصدرون مؤشر الصحة الذهنية عالميًا