الحنين إلى الستينيات.. معرض كبير للصور في متحف موسكو
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
روسيا – يقام حاليا في متحف العاصمة الروسية موسكو، معرض بعنوان: “إيغور كوشيلكوف.. نجوم الذوبان” للمصور الروسي إيغور كوشيلكوف
يضم المعرض صورا تنقل زوار المتحف إلى زمن الاتحاد السوفيتي وتحديدا حقبة ستينيات القرن الماضي، التي عرفت آنذاك بـ”زمن الذوبان”، وهي المرحلة التي تميزت بـ”دفء” العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والغرب.
وتنقل الصور العفوية لمناظر المدينة والحياة، سردية لأهم أحداث ستينيات القرن الماضي، التي ربما كانت المرحلة الأكثر تفاؤلا وإشراقا في تاريخ الاتحاد السوفيتي. كما أنها تُعرف الزائر بأحد أبرز المصورين الفنيين ممن ظلوا في طي النسيان لفترة طويلة.
وأوضحت مدير “متحف موسكو” آنّا ترابكوفا، أن المعرض الذي سيستمر حتى الـ2 من فبراير القادم، ينقسم إلى قسمين: القسم الأول يضم صورا عفوية وفي غاية الحيوية لشخصيات مختلفة، والقسم الثاني يحتوي على صور لأحداث ومناظر للمدينة تنقل مجريات الحياة الاعتيادية لموسكو آنذاك.
المصور إيغور كوشيلكوف أنهى مسيرته المهنية عام 1995، حيث توقف تماما عن التصوير حتى على المستوى الشخصي، ومنذ ذلك الحين لم يكن يرى أعماله سوى المتخصصون، حتى تبرعت ابنته عام 2023 بأرشيف الفنان لـ”متحف موسكو”، والذي أبدت رئيسة المعرض وأمينة الصور الفوتوغرافية بالمتحف ليودميلا ليبيشكينس إعجابها به مؤكدة أنها من النادر أن تحصل على أرشيف صور بمثل تلك الحالة المثالية.
واختار “متحف موسكو” من أرشيف الفنان المصور 180 صورة مختلفة لإقامة معرض “إيغور كوشيلكوف.. نجوم الذوبان”، تعكس الأحداث الثقافية والتاريخية للعقد الستيني من القرن الماضي، وتضم مشاهد من الحياة في مدينة موسكو وصوراً لشخصيات فنية شهيرة.
على سبيل المثال لقطة فريدة من “مهرجان موسكو السينمائي الدولي الثالث” عام 1963، ضمت المخرج الإيطالي الشهير فيديريكو فيليني والممثلة الإيطالية جوليتا ماسينا مع رائدي الفضاء السوفيتيين بافل بوبوفيتش وفالنتينا تيريشكوفا.
زائر المعرض سيتمكن من خلال الصور من رؤية مرحلة بناء المتجر المركزي “عالم الأطفال” في ساحة لوبيانكا في مركز مدينة موسكو، وإلقاء نظرة على الحديقة الثقافية والترفيهية باسم “غوركي” في أحد أيام الأحاد من عام 1959 ، وأيضا زيارة الشاطئ المشمس في منطقة كونتسيفو.
ومن الصور المثيرة للاهتمام التي نقلت مجريات الحياة اليومية من تلك الحقبة، هي صورة صالون لتصفيف الشعر بشارع “كراسنايا بريسني (1966)، والتي بينت نوعا من مجففات الشعر، الذي كان يتوجب وضع الرأس كاملا بداخله، ومن المؤكد أن هناك من سيتذكر تلك الآلات بينما سيرى آخرون هذه “التكنولوجيا العجيبة” لأول مرة.
عمل إيغور كوشيلكوف في قسم التصوير بوكالة “تاس” الروسية وفي صحيفة “برافدا” و”فيشيرنايا موسكفا” (موسكو المسائية) وصحيفة “سوتسياليستيشسكايا إندوستريا” (الصناعة الإشتراكية) وفي “الصحيفة الطبية”.
مديرة المعرض ليودميلا لييبيشكينس: “لا أستطيع القول إنه (إيغور كوشيلكوف) كان يتمتع بأسلوب فريد، حيث أن الكثيرين كانوا يصورون في ذلك الوقت بنفس الطريقة، ولكن ذلك لا يعد انتقاصا منه.. صوره حية جدا وتركز على الإنسان وعواطفه” كما أضافت قائلة: “الصور السوفيتية قبل (زمن الذوبان) كانت على الأرجح دعائية”.
مديرة المعرض أوضحت أنه حتى أسلوب تصوير عمال الصلب والمزارعين ورجال الدولة اختلف تماما في “زمن الذوبان” عما كان قبله، إذ لم يعد تصويرهم كأشكال تشبه الأصنام واردا في تلك الحقبة.
المعرض يتضمن العديد من الصور الفوتوغرافية من “مهرجان موسكو السينمائي الدولي” وعددا من مشاهير السينما العالمية مثل الفرنسيان جان ماريه وإيف مونتان والإيطاليان جينا لولوبريجيدا ومارسيلو ماستروياني والهندي راج كابور.
يذكر أن الفنان المصور كان ينظم جلسات تصوير كثيرة للممثلة الفرنسية مارينا فلادي زوجة الفنان الروسي فلاديمير فيسوتسكي، كما أن ابنته إكاترينا ذكرت بطرافة أن والدها عاد ذات مرة إلى المنزل أثناء عمله بالمهرجان بعينين متوهجتين (تعبيرا عن الحماسة)، وقال إنه كان يراقص فلادي “إلا أن فيسوتسكي أخذها منه”.
المصدر: نوفوستي
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: متحف موسکو
إقرأ أيضاً:
كلية الهندسة بجامعة الريادة تطلق أول معرض لدعم الابتكار التطبيقي
تحت رعاية الدكتور يحي مبروك رئيس مجل الأمنا الدكتور رضا حجازي، رئيس جامعة الريادة ووزير التربية والتعليم السابق، نظمت كلية الهندسة بالجامعة المعرض العلمي الأول، بمشاركة فعالة من الطلاب وبحضور لفيف من قيادات الجامعة، وقياداة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على رأسهم الدكتور محمد الشربيني نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور إيهاب سعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور سعيد الحلفاوي عميد كلية الهندسة، إلى جانب عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وطلاب الكلية.
الدكتور رضا حجازيوفي كلمته الافتتاحية، أعرب الدكتور رضا حجازي عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذا الحدث العلمي المميز، مؤكدًا أن إقامة هذا المعرض تمثل خطوة نوعية تعكس حرص الجامعة على دعم التعليم التطبيقي ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، مشيرًا إلى أن المعرض يجسد رؤية الجامعة في تمكين طلابها من امتلاك المهارات التي تؤهلهم لخوض غمار سوق العمل بجدارة.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن توفير سيارة كهربائية تعليمية متطورة من طراز "نيسان"، جاءت بعد جهود حثيثة واستثمار واعٍ من مجلس الأمناء، بهدف إتاحة بيئة تعليمية تفاعلية تُمكّن الطلاب من التدريب العملي على تشخيص الأعطال وإصلاحها، قائلًا: "الطالب الذي يتعامل بشكل مباشر مع هذه السيارة ويتدرب على تقنياتها يكتسب خبرة عملية لا تُقدّر بثمن".
وأوضح أن هذه السيارة تمثل منصة لتكامل تخصصات كلية الهندسة المختلفة، من الميكاترونكس إلى الروبوتات والطاقة المتجددة، مشددًا على أهمية إعداد خريجين قادرين على مواكبة الاتجاهات الحديثة في عالم السيارات، خاصة في ظل التحول المتسارع نحو القيادة الذاتية.
وأضاف الدكتور حجازي أن كلية الهندسة تقع في قلب تجمع صناعي مهم في منطقة السادات، مما يفتح المجال أمام الطلاب لعقد شراكات والتدرب في المصانع والشركات المحيطة، وهو ما يعزز من كفاءتهم العملية، قائلًا: "سوق العمل اليوم لا يبحث عن الحفظ النظري فقط، بل عن العقلية المتقدة، والقدرة على التعلم المستمر، والإصرار على النجاح".
وأوضح أن إقامة مثل هذه المعارض لا تساهم فقط في تطوير المهارات التقنية، بل تسهم أيضًا في صقل مهارات العرض، والقيادة، والريادة، والابتكار، وهي مكونات أساسية في شخصية الخريج الذي تطمح إليه جامعة الريادة.
وفي سياق متصل، تطرق الدكتور حجازي إلى مبادرة غير مسبوقة قامت بها الكلية بتكليف منه، تتعلق بتصميم جهاز مبتكر للكشف محاولات الغش الإلكترونية، قائلًا: "كلفت كلية الهندسة بتصميم جهاز يلتقط الذبذبات ويكشف الواي فاي والسماعات الدقيقة التي يصعب كشفها بالوسائل التقليدية، وهو ما تم بالفعل".
وأكد أن هذه الخطوة تأتي انطلاقًا من قناعة راسخة بخطورة الغش على المجتمع، داعيًا أولياء الأمور إلى التعاون في محاربة هذه الظاهرة بدلًا من المشاركة فيها، مشيرًا إلى أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالاجتهاد والعمل الجاد.
وضرب الدكتور حجازي مثالًا واقعيًا من داخل الكلية، حيث ابتكر أحد طلاب الفرقة الأولى مستشعرًا (سنسور) لتنبيه السائق بنقص ماء تبريد السيارة قبل أن ترتفع حرارتها، وهو ابتكار بسيط لكن يعكس وعيًا تكنولوجيًا وقيمة اجتماعية مضافة. كما أشار إلى مشروع آخر يتعلق بالتحكم الذكي في سرعة السيارة على المنحدرات لتفادي المخالفات، مؤكدًا أن هذه المشاريع تُظهر نضجًا في التفكير وتوظيفًا عمليًا للمعرفة النظرية.
الدكتور يحي مبروكمن جانبه، ألقى الدكتور يحيى مبروك، رئيس مجلس الأمناء، كلمة أعرب فيها عن فخره بما تم تحقيقه من تطور داخل كلية الهندسة، مشيرًا إلى أن الهندسة ليست تخصصًا أكاديميًا فقط، بل هي ركيزة أساسية في كل مناحي الحياة.
وقال: "حتى التمريض يعتمد على أجهزة من تصميم المهندس، والملابس التي نرتديها تمر بمراحل إنتاج هندسية دقيقة. لذلك، فإن المهندس هو صانع الحياة الحديثة"، مشجعًا الطلاب على الاعتزاز بتخصصهم والسعي لترك بصمة إيجابية في المجتمع.
وأكد أن تقدم الدول يقاس بعدد ونوعية مهندسيها، داعيًا الطلاب إلى أن يكونوا فاعلين ومبدعين يسهمون في تطوير أوطانهم، وليس مجرد حملة.
وفي كلمته، عبّر الدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، عن سعادته الغامرة بمستوى المشاريع الطلابية المعروضة، قائلًا: "رأيت طلابًا في مراحل دراسية مبكرة ينفذون مشاريع ذات جدوى مجتمعية حقيقية، وهو أمر يدعو للفخر".
الدكتور محمد الشربينيوأضاف أن هذا المعرض يعكس تحولًا نوعيًا في فلسفة التعليم الجامعي، حيث لم يعد الطالب متلقيًا سلبيًا للمعرفة، بل أصبح مشاركًا فاعلًا في إنتاج المعرفة وتطبيقها. كما أثنى على الإمكانيات التدريبية المتوفرة حاليًا داخل معامل الكلية، قائلًا: "ما كان يومًا حكرًا على مراكز الخدمة والورش الكبرى، أصبح اليوم متاحًا داخل أروقة الكلية".
واختتم كلمته بالتأكيد على أن امتلاك سيارة تعليمية كهربائية تتيح للطلاب محاكاة الأعطال وتشخيصها وإصلاحها، يمثل استثمارًا في المستقبل، وميزة تنافسية لخريجي الكلية في سوق العمل.
واضاف الدكتور إيهاب السعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا أن سعادته بهذه اللحظة تنبع من سببين رئيسيين: أولهما أن الكلية التي كانت تمثل تحديًا خاصًا هذا العام، أصبحت اليوم واقعًا حقيقيًا على أرض الجامعة بفضل الله وتوفيقه. أما السبب الثاني، فيكمن في طبيعة الكلية نفسها، حيث لا تُعد مجرد إضافة عددية لمنظومة الكليات، بل تميزت منذ انطلاقها ببرامج أكاديمية نوعية أُعدّت بعناية، انطلاقًا من دراسة متعمقة لاحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، بما يضمن تخريج كوادر هندسية قادرة على المنافسة والابتكار.
وأضاف نائب رئيس الجامعة: "كما يُقال إن كلية الحاسبات تمثل قاطرة التكنولوجيا في أي جامعة، فإنني أرى أن كلية الهندسة هي قاطرة الابتكار"، مؤكدًا أن هذا المفهوم سيتجلى بوضوح من خلال المعرض العلمي الذي يعكس إبداعات طلاب الكلية وقدرتهم على تحويل الأفكار إلى نماذج عملية.
واختتم الدكتور السعيد كلمته بتوجيه الشكر والعرفان لكل من ساهم في تنظيم وإنجاح المعرض، وفي مقدمتهم عميد الكلية الأستاذ الدكتور سمير الحلفاوي، وأعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، مؤكدًا أن جهودهم محل تقدير واعتزاز من إدارة الجامعة بأكملها.
من جهته، أكد الدكتور سعيد الحلفاوي، عميد كلية الهندسة، أن هذا المعرض يأتي ضمن رؤية الكلية لتقديم تعليم هندسي مبتكر وتطبيقي، يسهم في تخريج مهندسين ذوي كفاءة عالية.
الدكتور سعيد الحلفاويوأوضح أن الكلية تبنت منذ إنشائها منهجًا يركز على التدريب العملي والتكامل بين التخصصات، مشيرًا إلى أن هذا المعرض يجسد ما تم العمل عليه خلال الفترة الماضية من دعم للمشروعات الطلابية، وفتح آفاق التعاون مع مؤسسات صناعية.
وفي ختام الفعالية، قام الحضور بجولة داخل أروقة المعرض، اطلعوا خلالها على ابتكارات الطلاب في مجالات متعددة مثل الطاقة المتجددة، والأنظمة الذكية، والمستشعرات، والروبوتات. كما تم عرض مشروع السيارة الكهربائية وكيفية التفاعل مع أنظمتها وتشخيص الأعطال فعليًا، وسط إشادة من قيادات الجامعة والأساتذة والطلاب.
يعكس هذا المعرض العلمي الأول لكلية الهندسة بجامعة الريادة حرص الجامعة على تأصيل ثقافة الابتكار والريادة في عقول طلابها، ويؤكد التزامها الراسخ بتقديم نموذج تعليمي متكامل يربط بين النظرية والتطبيق، ويرفع من جاهزية الخريجين لمواكبة تطورات سوق العمل محليًا وعالميًا.