تركيا تعلن عن تطور نظامًا دفاعيًا للحماية من أنشطة هجوم المسيّرات
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
مطورة النظام الدفاعي "فليكس" قال للأناضول: - هو نظام إلكتروني تفاعلي مدمج مع نظام قيادة وتحكم، والرادار الذي يعمل ضمن النظام قادر على تتبع المسيرات في السماء على شكل قبة بقطر 360 درجة.
- النظام قادر على استخدام ميزات التشويش وتوفير أعلى درجات الحماية للمواكب الرسمية نجحت شركة "متكسان" التركية للصناعات الدفاعية، في تطوير نظام دفاعي يوفر الحماية ضد أنشطة الطائرات بدون طيار بما في ذلك المسيرات الانتحارية.
وعرضت متكسان النظام الدفاعي "فليكس" (FELIX)، لأول مرة، ضمن فعاليات النسخة السادسة عشر من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية (IDEF 2023)، الذي يجري تنظيمه في إسطنبول، في الفترة من 25 إلى 28 يوليو/ تموز الجاري. ومن خلال الخبرات المكتسبة من أنظمة الرادار والحرب الإلكترونية، تمكّنت متكسان من تطوير النظام الدفاعي "فليكس" (FELIX)، الذي يوفر الحماية ضد أنشطة الطائرات المسيّرة.
ومع زيادة استخدام الطائرات المسيّرة في السنوات الماضية، خاصة من قبل المنظمات الإرهابية، ازدادت الاستثمارات في مجال الأنظمة الدفاعية التي توفر الحماية من تلك الطائرات.
وفي هذا الإطار، أجرت شركة متكسان، خلال السنوات الماضية، مجموعة من الدراسات والأنشطة التي أفضت إلى تطوير النظام الدفاعي المبتكر "فليكس"، بغرض اكتشاف وتتبع وتحييد الطائرات المسيرة، بما في ذلك الانتحارية.
وبالإضافة إلى التقنيات المبتكرة، يتم عرض النظام الدفاعي "فليكس" كواحد من أنظمة الدفاع العالمية المضادّة للمسيرات، والقادرة على العمل من فوق منصات متحركة. ويعمل النظام الدفاعي المشار إليه باستخدام نظام الرادار (Retinar AESA)، الذي تم تطويره لاكتشاف الطائرات بدون طيار، والعمل ضمن نظام الهجوم الإلكتروني القادر على التشويش والتفاعل مع الهدف، وإدارة برنامج التحكم في القيادة.
ويعتبر النظام الدفاعي "فليكس" من بين الأنظمة الحديثة والمتطورة ضمن سلسلة أنظمة الدفاع الجوي، القادرة على العمل على المنصات المتحركة والثابتة، بغرض حماية المرافق الحكومية ومراكز الطاقة ووحدات الأمن ومواكب الشخصيات المهمة. ويوفر نظام الرادار المذكور القدرة على كشف وتتبع المسيرات وتحديد مواقعها وتصنيفها سواء كانت أهداف منخفضة أو عالية، سريعة أو منخفضة السرعة.
وبإمكان أنظمة الرادار التي يمكنها إجراء عمليات الكشف والتتبع من على منصات ثابتة أو متحركة، العمل أيضًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ودون التأثر بالظروف الجوية.
وقال المدير العام لشركة متكسان، سلجوق كرم آلب أرسلان، إن النظام الدفاعي المضاد للطائرات المسيرة "فليكس"، تم تطويره كنظام دفاع إلكتروني لتوفر الحماية من تهديدات الطائرات المسيرة بما في ذلك الانتحارية.
وأضاف آلب أرسلان للأناضول، أن الطائرات الصغيرة بدون طيار، تكون عادة منخفضة التحليق وبطيئة الحركة، لكنها في الوقت عينه تشكل تهديدًا خطيرًا.
وأوضح أن النظام الدفاعي "فليكس" يقدم حلولًا مبتكرة لتوفير الحماية من الطائرات المسيرة، وأن أهم ميزات فليكس هو القدرة على الدفاع و توفير الحماية والعمل من على منصات ثابتة ومتحركة.
وتابع القول: هجمات الطائرات بدون طيار باتت من العمليات الشائعة والمستخدمة ضد مواكب كبار الشخصيات.
كما يتم استخدام هذا النوع من العمليات ضد القوات المسلحة خلال عمليات نقل القوات والمعدات.
هذا الوضع دفع شركتنا إلى العمل لإنتاج نظام دفاع ذكي ومبتكر لتوفير الحماية من الطائرات المسيرة بما في ذلك المسيرات الانتحارية، بمدى يصل إلى 24 كيلومترًا".
درع القبة آلب أرسلان لفت أيضًا إلى أن النظام الدفاعي "فليكس" جرى عرضه لأول مرة ضمن فعاليات النسخة السادسة عشر من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية (IDEF 2023).
وقال إن "النظام المذكور هو نظام إلكتروني تفاعلي مدمج مع نظام قيادة وتحكم، وأن الرادار الذي يعمل ضمن النظام قادر على تتبع المسيرات في السماء على شكل قبة بقطر 360 درجة".
ولفت آلب أرسلان إلى أن "النظام الدفاعي "فليكس" قادر على استخدام ميزات التشويش وتوفير أعلى درجات الحماية للمواكب الرسمية، فضلًا من أن النظام المذكور طرح مفهومًا جديدًا للدفاع الجوي وتوفير الحماية من تأثيرات الطائرات المسيرة
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
هل التعويم المدار خيار مناسب لسوريا؟
نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن محافظ مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، أن البلاد تتجه نحو تطبيق نظام التعويم المدار لعملتها المحلية، في خطوة تهدف إلى الحد من تدخل الصرافين في سوق الصرف، وتعزيز جهود توحيد الأسعار النقدية. وأوضح حصرية أن الخطة الجديدة تستهدف تمرير جميع عمليات التجارة الخارجية عبر القطاع المصرفي الرسمي، بما يؤدي إلى إلغاء الدور الذي ظلّ يلعبه الصرافون، الذين كانوا يتقاضون نحو 40 سنتًا عن كل دولار يدخل إلى سوريا.
وفي تصريحاته، أكد حصرية أن عودة سوريا إلى نظام سويفت ستشكّل نقلة نوعية من شأنها أن تُشجّع التجارة الخارجية، وتُسهم في خفض تكاليف الاستيراد، وتسهيل عمليات التصدير. كما اعتبر أن هذه الخطوة ستؤدي إلى جلب العملات الأجنبية التي تحتاجها البلاد بشكل كبير، إلى جانب دعم جهود مكافحة غسل الأموال، والتخفيف من الاعتماد على الشبكات المالية غير الرسمية في التجارة عبر الحدود.
وكشف حصرية أن العودة إلى الربط الكامل بنظام المدفوعات الدولية "سويفت" ستكون "في غضون أسابيع"، الأمر الذي من شأنه أن يعيد ربط سوريا بالاقتصاد العالمي بعد أكثر من 14 عاما من الحرب والعقوبات التي أدت إلى عزل البلاد ماليًا.
إعلان ما نظام التعويم المدار؟ويُعد سعر صرف العملة الوطنية من أبرز المؤشرات التي تعكس قوة الاقتصاد الوطني وتؤثر على مستويات التجارة والاستثمار، وتختلف الدول في كيفية إدارتها لسعر الصرف تبعًا لنظامها الاقتصادي والمالي. وتندرج أنظمة سعر الصرف عادة ضمن 3 نماذج رئيسية:
نظام سعر الصرف الثابت: حيث تقوم الدولة بتثبيت قيمة عملتها مقابل عملة أجنبية رئيسية مثل الدولار الأميركي، أو مقابل سلة من العملات. ويتطلب هذا النظام تدخلًا دائمًا من البنك المركزي لضمان بقاء سعر العملة في نطاق محدد، من خلال عمليات بيع وشراء العملات الأجنبية.ويهدف التعويم المدار إلى تخفيف حدّة تقلبات أسعار الصرف، أو توجيهها نحو مستوى يخدم أهدافًا اقتصادية محددة، كدعم الصادرات أو كبح التضخم. ويعتمد نجاح هذا النظام على مجموعة من العوامل، منها: متانة الاقتصاد، حجم الاحتياطيات الأجنبية، فعالية السياسات النقدية والمالية، والقدرة على تنفيذ إصلاحات هيكلية.
وقد طبّقت دول عدة هذا النظام بدرجات متفاوتة من النجاح، مثل: الصين والهند، اللتين استفادتا من التعويم المدار في تعزيز التنافسية وزيادة الصادرات، إضافة إلى دول مثل جورجيا، رومانيا، سنغافورة، ماليزيا، تايلاند، الأرجنتين، إندونيسيا، الجزائر، والمغرب.
إعلان هل تنجح سوريا في تطبيق التعويم المدار؟في تصريحات خاصة لموقع الجزيرة نت، قال الخبير في الاقتصاد السوري يونس الكريم إن نظام التعويم المدار سبق أن طُبّق في سوريا عام 2007 خلال فترة ما عُرف باقتصاد السوق الاجتماعي، الذي كان يمثل مزيجًا بين النمط الرأسمالي والمقاربة الاجتماعية، وذلك في محاولة لتقليل التأثير على الشرائح الفقيرة جراء تقلبات سعر الصرف.
ويشير الكريم إلى أن النظام حينها وسّع من تطبيق التعويم المدار في السنوات الأولى من الثورة، مما أدى إلى استنزاف جزء كبير من الاحتياطيات النقدية. ويضيف أن العودة اليوم إلى التعويم المدار تُعد اعترافًا ضمنيًا بالعودة إلى ربط الليرة السورية بالدولار الأميركي، بعد محاولات سابقة لفك هذا الربط وتثبيت الليرة على أساس سلة من العملات. وبرأيه، فإن الدولرة الجزئية كانت ولا تزال خيارًا أكثر واقعية وأسهل من التعويم.
ويعدد الكريم بعض الإيجابيات المحتملة للتعويم المدار في الحالة السورية، من أبرزها:
استقرار سعر الصرف: حيث يسهم الربط بالدولار في استقرار أسعار السلع والخدمات، بالنظر إلى أن معظم المواد الأساسية مستوردة من الخارج، كما يُخفف من تقلبات سعر الليرة. الحد من السوق السوداء: تعاني سوريا منذ سنوات من وجود سوق سوداء قوية لتداول العملات، وتطبيق التعويم المدار قد يؤدي إلى القضاء على الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء. مكافحة التضخم: عانى السوريون لفترة طويلة من تضخم مفرط، ويُعد التعويم المدار أداة فعّالة لمعالجته أو على الأقل الحد من تفاقمه. جذب الاستثمارات: النظام الجديد قد يُقلل من مخاطر تقلبات الصرف بالنسبة للمستثمرين، ويُساعد في تأمين الاحتياطات النقدية اللازمة للاستيراد.في تقرير نشره موقع الحرية، يوضح الأكاديمي والباحث الاقتصادي الدكتور عباس رشيد كعده جملة من الخطوات الاستباقية التي ينبغي اتخاذها من قبل مصرف سوريا المركزي، لضمان نجاح الانتقال إلى التعويم المدار. وتشمل هذه الخطوات:
إعلان إطلاق منصة رسمية لشراء الدولار من المواطنين بسعر قريب من سعر السوق الموازية، مع وضع سقوف وضوابط يومية تمنع المضاربات. توفير السيولة بالليرة السورية لتمويل عمليات الشراء، بدلًا من استخدام الاحتياطي النقدي بالدولار، مما يسهم في تنشيط الدورة النقدية داخليًا. توسيع قنوات التداول الرسمية من خلال دمج البنوك وشركات الصرافة المرخصة ضمن منظومة شفافة لإدارة الطلب على القطع الأجنبي. تعزيز آليات الرقابة على السوق لمنع المضاربات غير المشروعة التي تؤثر على الاستقرار النقدي. بناء الثقة بين المواطن والبنك المركزي عبر الإفصاح المنتظم عن السياسات النقدية والأسعار بشكل شفاف. تهيئة بيئة اقتصادية داعمة من خلال تشجيع الإنتاج والتصدير بما يُحسن ميزان المدفوعات ويقلل الضغط على العملة. تحديات جوهرية قد تعيق تطبيق التعويم المدارورغم الجوانب الإيجابية المفترضة، يرى الخبير يونس الكريم أن هناك مجموعة من التحديات الكبيرة التي قد تُعيق نجاح هذه الخطوة، وأبرزها:
نقص الاحتياطات الأجنبية: إذ يُعد توفر احتياطي نقدي قوي شرطًا أساسيًا لتدخل البنك المركزي عند الضرورة، وسوريا تُعاني حاليًا من عجز حاد في هذا الجانب. ضعف قدرة البنك المركزي على فرض قراراته على شركات الصرافة، بسبب غياب السيطرة على أجزاء من الجغرافيا السورية. التقلبات الحادة في سعر الصرف: في ظل بيئة اقتصادية هشّة، فإن أي تطبيق للتعويم المدار قد يؤدي إلى تقلبات خطيرة تُربك السوق وتزيد من حالة عدم اليقين. استنزاف الاحتياطي النقدي: التدخل المتكرر في السوق يستهلك الاحتياطي المتاح، مما يهدد الاستقرار المالي على المدى القصير. بنية تحتية مصرفية ضعيفة: المصارف السورية بحاجة ماسة للتحديث والدعم الفني والتقني لتواكب متطلبات نظام أكثر مرونة. اقتصاد منهك بعد الحرب: من الصعب تطبيق نظام نقدي مرن في ظل اقتصاد هش يعاني من ضعف الإنتاج وتضخم مزمن. غياب الاستقرار السياسي: نجاح أي سياسة نقدية يتطلب بيئة سياسية وقانونية مستقرة، وهو ما لا يتوفر في الحالة السورية حاليًا. ضعف الكوادر والخبرة المؤسسية: البنك المركزي لا يزال يعمل ضمن منظومات وسياسات قديمة تعود لعهد النظام السابق، ما يعوق تنفيذ سياسات متقدمة. تعارض السياسات الاقتصادية: هناك تضارب واضح بين سياسة التعويم المدار والانفتاح الاقتصادي الكلي الذي دعا إليه بعض المسؤولين في وقت سابق. إعلانيُعد تبنّي نظام التعويم المدار خطوة جريئة في السياق السوري، وهو خيار ينطوي على مزايا نظرية مغرية، لكن تطبيقه العملي محفوف بالمخاطر في بيئة سياسية واقتصادية غير مستقرة. فعلى الرغم من أن النظام قد يوفر مرونة أكبر في مواجهة الصدمات ويعزز التنافسية، إلا أن نجاحه مرهون بمدى توفر الظروف المناسبة، وعلى رأسها الاستقرار السياسي، كفاية الاحتياطيات، وقدرة المصرف المركزي على ضبط السوق.
وفي ظل الواقع الراهن، يبدو أن تطبيق هذا النظام في المدى القريب سيكون أقرب إلى المجازفة النقدية منه إلى الإصلاح الإستراتيجي، وقد يكون أثره سلبيًا على ثقة المستثمرين وحركة رؤوس الأموال في البلاد.