بوابة الوفد:
2025-06-18@05:19:07 GMT

تشويه «السنوار»!

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

من نموذج استشهاد السنوار تبدأ الأسطورة.. وتكبر مع الأيام وتصبح مجالا للحكى والدرس والعظة وتتحول إلى رمز للحالة التى نشأت معها وهى أهمية فعل المقاومة وبذل الغالى والرخيص من أجلها حتى لو وصل الأمر لأن يضحى الإنسان بحياته ذاتها من أجلها على مرأى ومسمع من العالم كله. لكن خصوصية حالة السنوار أن الأسطورة بدأت مبكرا عن موعدها، حيث أنها فى العادة تستغرق أجيال، ولعل ذلك لأننا فى عصر يتم نقل كل شىء فيه على الهواء مباشرة.

 

يردد الإعلام الإسرائيلى أن حكومته أخطأت بنشر ما نشرته بشأن مشاهد اللحظات الأخيرة للسنوار حيث عززت بذلك من فكرة الأسطورة. ناشطة أمريكية راحت تشيد بشجاعته فى لحظات حياته الأخيرة ووصفت المشاهد التى التقطت له بأنها توثق الصمود الفلسطينى بشكل كامل. مسيرة فى بروكسل راحت ترفع صور السنوار وهذا عادى ومفهوم لكن الجديد أنهم راحوا يعتبرون عصا السنوار رمزا، والتى قد تتحول يوما ما لدى البعض لتوازى عصا موسى أو تتجاوزها قيمة.

لا تستغرب إذا رأيت فى المقبل من الأيام نماذج من تلك العصا تباع كتذكار على شاكلة الكوفية الفلسطينية ويمسك بها الطفل قبل الكهل، السيدات قبل الرجال، لا ليتم التوكؤ عليها، فليس هناك حاجة لتلك الوظيفة من العصا وإنما ليعلن من يمسك بها من خلالها عن هويته وانتمائه لفكر ورؤية تعلى من راية المقاومة ورفض الخضوع للاحتلال مهما كانت النتائج. 

من الغريب والعجيب بعد كل ذلك أن تأتى المذمة «من أهل الدار»، ممن حملوا أو يقال إنهم حملوا راية المقاومة فى يوم من الأيام. من عضو بالمجلس الوطنى الفلسطينى الذى يمثل السلطة الفلسطينية فى الضفة هو اللواء أسامة العلى والذى لا يجد نقيصة إلا وحاول إلصاقها بالسنوار، فى عملية تشويه ممنهج تتجاوز محاولة النيل من شخص أو رمز إلى النيل من حالة هى حالة المقاومة ورفض الاحتلال الإسرائيلى.

فبابتسامة صفراء باهتة يعلوها التشفى، يبدى الرجل فى لقاء فضائى معه، نوعا من الارتياح المكتوم لرحيل السنوار، فيما يبدو معه وكأن السنوار كان مصدر إزعاج يتحول معه هدف التخلص منه لأمر واجب. ولو أن ذلك حقيقى بالنسبة لإسرائيل، فمن الغريب أن يكون التخلص من السنوار والقضاء عليه مصدر راحة للسلطة الفلسطينية التى تتماهى فى النهاية بغض النظر عن الخلافات مع المقاومة فى غزة ويتوحد هدفهما فى التحرر من الاحتلال وإن اختلف الأسلوب سواء بالمقاومة من حماس أو بالسياسة من قبل فتح. 

ولا يكتفى العلى، فض فوه، بذلك بل يصدمنا برؤيته «التحليلية» وليست المعلوماتية والتى تحاول أن تنزع عن السنوار أسطورة الصمود التى بدا عليها، فراح يزعم أنه انتحر –بفعله– دون أن يقدم طرحا متماسكا يعزز ما يقول فى ضوء خطورة تلك الفرضية. 

ويمعن «العلى» فى نظرية المؤامرة ونزع كل فضيلة عن المقاومة وقائدها لحد يرتقى إلى تهمة الخيانة والتواطؤ حيث يؤكد أنه لم يتم القبض على السنوار رغم أن ذلك كان ممكنا حتى لا يفضح السنوار مؤامرة طوفان الأقصى والتى يبدو من حكيه تصور أنها عملية تم التوافق عليها بين حماس وإسرائيل. 

المجال يضيق عن الرد على العلى، ولكن الإجابة المختصرة هى ماذا جنينا من النهج الذى يؤمن به العلى والسلطة الفلسطينية، النهج الذى يمثل بديلا للمقاومة التى تمثلها فصائل غزة؟ الإجابة لا شىء سوى المزيد من ضياع الأراضى والحقوق الفلسطينية والمزيد من الخضوع للاحتلال.. فهل هذا ما يريده العلى؟ أعتقد. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبد الرازق استشهاد السنوار الإنسان بحياته

إقرأ أيضاً:

القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الإتصالات تنظم لقاء تعريفى لمبادرة معهد تكنولوجيا المعلومات لتدريب المجندين

فى إطار توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة لتنمية القدرات الرقمية للشباب والعمل على بناء كوادر متخصصة قادرة على الإلتحاق بسوق العمل تقود مسيرة التحول الرقمى الشامل، نظمت القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لقاء لعدد من المجندين بالقوات المسلحة خريجى كليات الهندسة ( تخصص حاسبات ) وكليات الحاسبات والمعلومات للتعريف بمبادرة معهد تكنولوجيا المعلومات لتدريب المجندين، والتى تأتى تنفيذًا للبروتوكول المبرم بين إدارة نظم المعلومات للقوات المسلحة ومعهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، وذلك بحضور الدكتور عمرو طلعت وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعدد من قادة القوات المسلحة ومسئولى معهد تكنولوجيا المعلومات  .


تضمن اللقاء إستعراض لكافة التفاصيل الخاصة بالدورة المُخطط تنفيذها بمعهد نظم المعلومات والتى تستهدف تأهيل المجندين وإكسابهم مهارات تقنية متقدمة من خلال دورة مكثفة فى أحد التخصصات التكنولوجية
التى تعد الأكثر طلبًا بسوق العمل والتى من أبرزها ( الأمن السيبرانى - الذكاء الإصطناعى - تطوير المواقع الإلكترونية – التصميم الجرافيكى –  التعلم الإلكترونى - إختبار جودة البرمجيات -  نظم المعلومات الجغرافية )
وتحتسب مدة الدورة ضمن فترة تأدية الخدمة العسكرية للمجندين ويحصل المتدرب على شهادة معتمدة
من معهد تكنولوجيا المعلومات وعدد من الشهادات الدولية تمكنه من التقدم لفرص عمل واعدة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات داخل مصر وخارجها.


تأتى تلك الجهود فى ضوء حرص القوات المسلحة على التعاون مع كافة الوزارات والمؤسسات لدعم الشباب المصرى وتأهيله علميًا وتكنولوجيًا وتعظيم الإستفادة من قدراته وإبداعاته لتحقيق الرؤية الإستراتيجية الطموحة للدولة المصرية فى التنمية المستدامة والتى تسهم فى رفعة الوطن وتقدمه وتحقيق الريادة بكافة المجالات.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. رد ضاحكاً على مزاح الجمهور: (الحوت ما بتلحق وأسطورة لن تتكرر وكنت بغنيها من زمان).. الفنان مأمون سوار الدهب يغني إحدى أغنيات الأسطورة محمود عبد العزيز ويهديها لإبنته بعد زواجه منها
  • انهيار الأسطورة الصهيونية أمام الرد الإيراني.. نهاية التفوق العسكري المزعوم
  • السجن المشدد 25 عاماً لموظف بريد الأقصر المختلس
  • جنايات الأقصر تقضى بالسجن المشدد 25 عامًا لموظف بريد الأقصر المختلس
  • القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الإتصالات تنظم لقاء تعريفى لمبادرة معهد تكنولوجيا المعلومات لتدريب المجندين
  • لليوم الثاني على التوالي.. المقاومة الفلسطينية تنفذ كمينا مركبا للاحتلال في غزة
  • حماس تنفي اغتيال رئيس مكتبها السياسي في قطر
  • تجديد حبس متهم بتزوير المستندات والاستيلاء على أموال المواطنين
  • فى أول يوم لإنطلاق ماراثون إمتحانات الثانوية العامة.. محافظ أسوان يتفقد عدد من اللجان الامتحانية الفرعية بإدفو
  • محافظ أسوان يتفقد لجان امتحانات الثانوية العامة بمدارس إدفو |صور