قالت دار الإفتاء المصرية أنه لم تُحرِّم الشريعة الإسلامية التعامل بين الرجل والمرأة بل سلكت طريقًا وسطًا في تحديد هذا التعامل، فلم تمنعه منعًا باتًّا بحيث تصير معه المرأة بمعزلٍ عن الناس، ولم تفتحه انفتاحا يؤدي إلى الفوضى بين الجنسين.

"التفت في الصلاة خوفًا على طفلي.. فهل صلاتي صحيحة؟".. الإفتاء تُجيب دار الإفتاء توضح فضل تعليم الكبار ومحو الأمية

ووضحت الإفتاء أنه لذا ضبطت هذا التعامل بضوابط تحفظ معها القيم والأخلاق الإسلامية، ومن بين تلك القيم أنها أمرت بحفظ حرمات الله تعالى في البصر والسمع والمشاعر، مع الابتعاد كل البعد عن الخلوة الشرعية التي لا تجوز إلا بين المحارم.

 

حدود مشاركة المرأة للرجال في مجالات الحياة المختلفة والأدلة على ذلك

وضحت الإفتاء أنه لمَّا كانت المرأة شريكة الرجال في عمارة الأرض كان لا بدَّ لها أن تشارك الرجال في مجالات الحياة المختلفة، كلٌّ بما خوِّل إليه من وظائف ومهام؛ لذلك لم تحرِّم الشريعة الغراء على المرأة مخالطة الرجال الأجانب على حسب ما تقتضيه مصالحها ومصالح بيتها وما يقتضيه إعمار وطنها.

والمتأمل في نصوص الشرع الشريف يلحظ أنَّ مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية -مع ما تقتضيه من مخالطة الرجال- كان سمتًا عامًّا للمجتمع في شتى المجالات -العامة والخاصة- منذ عصر النبوة.

فقد شرع لها الشرع الشريف الذهاب إلى المسجد لحضور الجماعات، كما حثَّها على طلب العلم وحضور مجالس العلماء، وأمرها بحجِّ البيت الحرام، وسنَّ لها الخروج لصلاة العيدين، وكلها -وغيرها كذلك- لا يخلو من وجود الرجال الأجانب.

وليس الأمر متوقِّفًا على مواطن الطاعة والعبادة فحسب، بل كان يتعدَّاه إلى غير ذلك من سبل تقوية الأواصر الاجتماعية، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ، فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، فَقُلْتُ لَهَا: افْعَلِي.. إلخ» أخرجه الإمام البخاري.

وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قَالَتْ: "تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ، وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ وَغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي المَاءَ، وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ: «إِخْ إِخْ» لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ.. إلخ" أخرجه الإمام البخاري.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء المصرية الشريعة الإسلامية الرجل والمرأة وآله و س ل ى الله

إقرأ أيضاً:

بسبب عائلتي.. أعيش على حافة الحياة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيدتي الفاضلة قراء الموقع الكرام، قصتي أو بالأحرى حياتي عبارة عن صراع حقيقي أنا المهزومة فيه.

فبعد وفاة والدي رحمة الله عليه أوكلت لي مسؤولية البيت، لكن ما أثقلها من مسؤولية. فمشاكل إخوتي لا تكاد تنتهي.

أحاول دوما أن أصلح بينهم لكن لا حياة لمن تنادي، فلا أحد يتقبل كلامي ولا أحد يصغي لما أقول بالرغم من أنني الأخت الكبرى.

أجل سيدتي، فبالإضافة إلى إعاقة أمي وعجزها الذي يضطرني لان أكون حريصة جدا على حالتها.

أخي المتزوج لا يعرف الاستقرار، علاقته بزوجته دوما متوترة ويتعاملون مع أولادهم بقسوة.

أما أخي الأعزب فلا عمل له سوى مواكبة الموضة وآخر الصيحات الهواتف النقالة.

ومن زادت من همي أختي التي تراجعت في مستواها الدراسي والتي بدأت تلمح من الآن أنها لن تعود للدراسة لأنها مؤكد سوف ترسب في السنة الدراسية.

وتوترات أخرى تعكر صفوة حياتنا، وأنا حقا فقدت القدرة على التحمل وأشعر بالتعب.

أصبحتُ عصبيةً ومتوَتِّرة، حتى مستقبلي وضعته على رف الانتظار إلى أجل غير مسمى. وبت ارفض كل من يتقدم لخطبتي خوفا من أن تتفاقم الأمور في بيتنا بعد غيابي.

أهملت نفسي، وأراني أذبل كوردة بلا ساقي، أصابني كسَل وجمودٌ، حتى إنني أعيش على هامِش الحياة.

بالرغم من أنني فتاة مُثقَّفة والحمد لله، وعلى قسطٍ مِن الجمال، وعندي وظيفة جيدة.

لكن فقدت الشغف في الحياة، ولم أعد أرغب في تطوير نفسي، صرت أحاول أن أقنع نفسي بأنني متماسكة ومتفائلة.

لكن في الحقيقة اليأس لفّ قلبي وصار يائسا من التحسن، فما العمل أفيدوني من فضلكم.

أختكم نصيرة من الشرق

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخيتي، بعد قراءتي لرسالتك رأيت حياتك من زاوية جميلة أنت في غفلة عنها.

فأنت البذرة الحسن التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، أنت الأخت الطيبة التي تلم الشمل وتصبر على هموم عائلتها. ليصعد أجر صبرها إلى الله ويعود عليها برحمات منه يثبتها ويزيد من همتها.

أنا لا أكلفك ما لا تطيقين، لكن اعلمي أن هذه المسؤولية لم تكن لتقع على عاتقك لو لم يرى الله فيك خيرا. فلما تفقدين الشغف في الحياة حبيبتي..؟ أتعلمين متى نفقد الشغف في الحياة؟.

حين نضيع الهدف الذي نقوم لأجله من نومنا ونمضي في لتحقيقه في يومنا، فتأخذ المشاكل المحيطة بنا الحيز الأكبر من اهتمامنا. ونغدو مكبلين بها.

أنا لا أطلب منك التخلي عن عائلتك، لا على العكس، فقمة التربية أن نكون مهتمين بالعائلة. وأن نحاول بكل ما أوتينا من حب وحنان اتجاههم مساعدتهم وإصلاح حالهم.

لكن بدلا من أن نترك تلك المشاكل تقتل كل ما هو جميل فينا. لابد أن نجعلها محفزا للتفكير في بدائل للخروج من قوقعة الصخب إلى المدى الأرحب.

هل سألت نفسك يوما، لما تستمر المشاكل بالرغم من محاولاتك المتكررة لإصلاحها؟. وهنا مربط الفرس، أنت تتعاملين مع مشاكل أسرتك بالسرد والعد فقط والنهي والأمر.

حبيبتي تتوقفي لبرهة، راجعي أسلوبك مع أفراد أسرتك، ربما هم بحاجة إلى الحب والحنان أكثر من حاجتهم إلى الآمر. والناهي والمنتقد على الدوام.

والله يقول في كتابه الكريم: “ادفع بالتي هي أحسن” فالإحسان طريق لكسب قلوب من حولنا، خاصة الصغار.

وأنت قلت أن هناك مشكلة في تربي أخاك وزوجته لأولادهم، إذا كوني أنت العمة الحنون وساهمي في تربيتهم ونيل الأجر من الله. فالعمة مكمن الحب والرحمة أيضا.

فيما يخص الأخ، والأخت الآخرين، أظن أنه طيش شباب وسرعان ما سيعودان إلى رشدهما.

وكل ما يحاجانه حلول فعلية كان تدفعيهما إلى عمل تربصات تؤهلهم للحياة العملية، لكن بأسلوب الترغيب. أما والدتك فبرها وطاعتها وخدمتها واجب عليكم لا نقاش فيه.

عزيزتي، إن التفكك الأسري وافتقاد المودة يؤدي دوما إلى التنافر بين أفراد العائلة. لذا حاولي قدر المستطاع ترميم جسور المودة بين أفراد عائلتك.

كما أنصحك أن ترجعي حساباتك في مسألة زواجك، فإن جاءك من ترضين دينه وخلقه فكري مليا واستخيري الله. ثم أبدا لا تهملي نفسك وصحتك. فالعمر يمر، والله يحاسبنا على كل لحظة فيما أفنيناها.

فاستغلي كل أوقاتك الاستغلال الحسن، في الطاعات وإقامة علاقات طيبة. واعلمي انك قوية وسوف تبقين كذلك وأن أخر الصبر جبرا بإذن الله.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • بسبب عائلتي.. أعيش على حافة الحياة
  • برلماني: مشاركة الشركات السويسرية بمشروعات الطاقة يدعم التنمية الاقتصادية
  • هل يجوز للحاج تغيير ملابس الإحرام حال اتساخها؟.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز الحج عن والدي المتوفى؟.. دار الإفتاء تجيب
  • «أكثر من مليون مصلٍ».. إقامة صلاة الجمعة في 849 جامعًا ومسجدًا داخل حدود الحرم
  • “الشؤون الإسلامية” تقيم صلاة الجمعة في 849 جامعًا ومسجدًا داخل حدود الحرم
  • مصر تدعم زيادة مشاركة الشركات السويسرية في مشروعات الكهرباء والطاقة المتجددة
  • هل الزلازل دليلًا على غضب الله وعقاب لكثرة الذنوب؟.. الإفتاء تجيب
  • شروط الحج وأنواعه وحكم سفر المرأة دون محرم.. الإفتاء توضح
  • حكم من قرأ التشهد كاملا في الركعة الثانية سهوا؟.. الإفتاء توضح