لغة الجسد تكسبك عقل وقلب شريك حياتك
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
إن جذب انتباه المتلقي بذكاء لا يتعلق فقط بما يقوله الشخص، بل بكيفية قوله، أو بمعنى أدق تساعد لغة الجسد في الاستحواذ على اهتمام وإنصات المتلقي.
إن لغة الجسد هي أداة قوية، ويمكن أن توصف بـ"الشريك الصامت" للكلمات والأفكار، التي يمكنها إما تعزيز أو تقويض الرسالة المراد توصيلها للمتلقين.
وبحسب ما جاء في تقرير نشره موقع Small Business Bonfire، إذا المرء يريد أن يُنظر إليه باعتباره ذكيًا عند إلقاء خطاب عام أو في اجتماع، فإن إتقان عادات لغة الجسد الدقيقة التالية هو المفتاح:
1.
إن الثقة هي المفتاح عندما يتعلق الأمر بالتحدث أمام الجمهور، ويجب أن تعكس لغة الجسد ذلك. إن وقوف الشخص منتصب القامة، مع إرجاع كتفيه للخلف ورأسه مرفوعًا، يمكن أن ينقل على الفور شعورًا بالثقة والذكاء، ويتعلق الأمر بامتلاك مساحته وإظهار أنه مرتاح فيها.
ويجب توخي الحذر بأن الأمر لا يتعلق بتضخيم الصدر والتبختر مثل الطاووس. يتعلق الأمر بالحفاظ على وضعية جيدة، والتي تعكس الثقة وتساعد أيضًا على التنفس بشكل أفضل والتحدث بوضوح أكبر.
2. الحفاظ على التواصل البصري
إن الحفاظ على التواصل البصري هو عادة فعالة بشكل لا يصدق. يمكن رفع النظر وبدء التواصل البصري مع مختلف أفراد الجمهور ونقل النظرات من شخص إلى آخر، مع الحرص على عدم التحديق لفترة طويلة في أي شخص، ولكن لفترة كافية لإنشاء اتصال. تكون النتيجة المضمونة هي جمهور أكثر تفاعلاً وتقبلاً لما يقوله الشخص.
3. استخدام إيماءات اليد بشكل فعال
اشارت نتائج دراسة، أجراها باحثون في جامعة شيكاغو، إلى أن المتحدثين الذين يستخدمون إيماءات اليد يُنظر إليهم على أنهم أكثر فعالية وكفاءة. يمكن أن تلعب إيماءات اليد دورًا مهمًا في كيفية تلقي رسالة المتحدث. يمكن أن تساعد في التأكيد على نقاط، وإبقاء الجمهور منخرطًا، وحتى المساعدة في تذكر مضمون الخطاب.
ولكن يجب تذكر أن كل إيماءات اليد ليست متساوية. فالإيماءات المفتوحة، حيث تكون راحتا اليدين متجهتين لأعلى أو نحو الجمهور، يمكن أن تخلق شعوراً بالصدق والمشاركة. ومع ذلك، فإن إيماءات الإشارة والقطع قد تبدو عدوانية. وعند التحدث أمام الجمهور، يجب مراعاة عدم تدلي اليدين بلا حراك أو ما هو أسوأ من ذلك، هو تحريك اليدين والأصابع بعصبية.
4. تقليد الجمهور
يمكن أن يؤدي تقليد لغة جسد الجمهور أو تقليدها بمهارة إلى خلق شعور بالفهم والانسجام. إنها مثل طريقة غير منطوقة لقول "أنا أفهمكم" أو "أنا واحد منكم".
فإذا كان الشخص يلقي محاضرة أمام مجموعة تميل إلى الأمام وتشارك وتومئ برؤوسها. فربما يجد أنه من المفيد تقليد هذه السلوكيات، والانحناء عند طرح نقطة رئيسية أو أن يهز رأسه موافقاً على النقاط التي يناقشها. ولكن يجب ان يحرص المتحدث على عدم المبالغة في ذلك، إذ يجب أن يكون التقليد دقيقاً وطبيعياً. لا يتعلق الأمر بتقليد كل إيماءة أو حركة، بل يتعلق بعكس الحالة المزاجية العامة ومستوى مشاركة الجمهور.
5. ابتسامات من القلب
إن الابتسامة هي أكثر من مجرد عرض للسعادة أو الود. إنها علامة عالمية على حسن النية، والتي يمكن أن تكسر الجدران وتفتح القلوب.
عند التحدث أمام الجمهور، يمكن للابتسامة الصادقة أن تصنع العجائب. إنها تُظهر للجمهور أن المتحدث هو شخص يشارك جزءًا من نفسه، بما يجعله يبدو أكثر ارتباطًا وأكثر إنسانية.
6. التحكم في التنفس
يمكن أن يعاني الشخص من التوتر كلما اضطر إلى التحدث أمام الجمهور. ينبض قلبه بسرعة مع تعرق راحتي اليد، وبالتالي يلجأ إلى التحدث بسرعة كبيرة، مما يمكن أن يؤدي إلى تعثر في كلماته فيتحول الأمر لما يشبه الكابوس.
في هذه الحالة، يساعد أخذ أنفاس بطيئة وعميقة قبل وأثناء الحديث على تهدئة الأعصاب وتثبيت الصوت. ومن خلال التركيز على التنفس، يتمكن الشخص من التباطؤ، وجمع أفكاره، وإيصال رسالته بطريقة واضحة وواثقة.
7. الحفاظ على وضعية منفتحة
يساعد الحفاظ على وضعية منفتحة على تحقيق نتائج طيبة من خلال استرخاء الجسم وعدم تقاطع الذراعين، بما يشير إلى أن المُتحدث شخص يمكن الاقتراب منه وأنه واثق من نفسه. وعلى النقيض، إن الوضعية المنغلقة مثل تقاطع الذراعين أو ثني الكتفين، يمكن أن تعطي انطباعًا بالدفاعية أو العصبية.
كما يمكن تحريك الذراعين بأريحية وهدوء مع استخدام راحتي اليد بشكل معبر أثناء التحدث.
8. التحدث بصدق
في نهاية المطاف، فإن أقوى عادة في لغة الجسد يمكن تبنيها هي الأصالة، التي تتخطى كافة الحواجز. إن تبني عادات لغة الجسد يمكن أن يساعد في تعزيز المهارات في التحدث أمام الجمهور، ولكن لا شيء يضاهي كون الشخص صادقًا. يمكن للمتلقين أن يكتشفوا متى يكون الأداء مصطنعًا ومتكلفًا مما يمكن أن يقل من الذكاء المتصور عن الشخص. يجب أن يحتض الشخص أسلوبه وشخصيته الفريدة وأن يكون واثقًا من هويته وما لديه ليقوله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ذكاء لغة الجسد الجسد الذكاء اتصال یتعلق الأمر الحفاظ على لغة الجسد یمکن أن
إقرأ أيضاً:
بوتين شريك أم خصم؟ خبراء أميركيون يفككون آفاق قمة ألاسكا
واشنطن- يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا يوم غد الجمعة، في أول دعوة من رئيس أميركي لنظيره الروسي لعقد محادثات خاصة على الأراضي الأميركية منذ عام 2007.
وتأتي القمة في ظل تباين كبير بين مواقف واشنطن وموسكو حول ما يمكن أن يُقبل في أي اتفاق سلام مستقبلي، وسط توقعات بأنها قد تمثل خطوة نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، رغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم تتم دعوته للقمة، وأعلن مسبقا رفضه التخلي عن أي أراض أوكرانية لمصلحة روسيا.
وتظهر واشنطن تفاؤلا حذرا حول المقترح الروسي لوقف إطلاق النار، الذي قد يتضمن تنازلات إقليمية كبيرة لصالح روسيا في شرق أوكرانيا، إلى جانب الدعم الأميركي المحتمل للاعتراف الدولي بهذه المناطق كأراض روسية.
وخلال الشهرين الماضيين، مهّد ترامب الطريق للقمة عبر تصعيد الضغط على الكرملين، شمل إقناع أعضاء الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي، واعتبار المساعدات العسكرية لأوكرانيا جزءا من الإجمالي، وتهديد روسيا بعقوبات جديدة، بالإضافة إلى رفع التعريفات الجمركية على الهند لضمان استمرارها في شراء النفط الروسي.
آراء خبراءواستطلعت الجزيرة نت آراء خبيرين أميركيين متخصصين في السياسة الخارجية تجاه روسيا وأوروبا وحلف الناتو حول 5 نقاط رئيسية، تتعلق باختيار ألاسكا مكانا للقمة، والملفات المطروحة للنقاش، وسبب عدم دعوة الرئيس الأوكراني، والموقف الأوروبي، وواقع إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام.
واعتبر ماثيو والين الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي (مركز بحثي يركز على الشؤون العسكرية) أن اختيار ألاسكا "ليس مصادفة"، إذ تقع قريبة من روسيا، وتؤدي إقامة الاجتماع هناك بدلا من واشنطن العاصمة أو دولة ثالثة إلى تقليل الطابع الرسمي وإضفاء شرعية أقل على الحدث، رغم أن دعوة بوتين إلى الولايات المتحدة تحمل رسالة سياسية واضحة.
إعلانموضحا أن الهدف الحقيقي لترامب هو "وقف القتل"، وليس دعم أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات إلا إذا كان هناك عائد مباشر أو صفقات شراء.
وحدد والين أن القمة ستركز على شروط وقف إطلاق النار أو الانسحاب الروسي، مؤكدا أن الولايات المتحدة تملك نفوذا محدودا، يقتصر على زيادة العقوبات المستهدفة، وتسليح أوكرانيا، وتقديم الدعم الاستخباراتي.
وأضاف أن ترامب يعتقد أنه سيكتشف سريعا مدى جدية بوتين في المفاوضات، وإذا تحقق تقدم، فقد تُناقش مطالب موسكو مقابل وقف إطلاق النار دون توقع انسحاب كامل للقوات الروسية.
وفيما يخص غياب زيلينسكي، أشار المتحدث إلى أن ترامب ليس من المعجبين بالرئيس الأوكراني ولا يهتم بتفاصيل المظالم والدبلوماسية المعقدة، ويركز على صفقات ثنائية مع بوتين.
وأضاف أنه من هذا المنطلق يرى الأوروبيون القمة خطوة إيجابية لكنها تثير الشكوك حول قدرة ترامب على ضمان سلامة أراضي أوكرانيا ومستقبلها، خاصة أن ترامب يميل إلى احترام بوتين، وقد يصدق وعوده، في حين يسعى لإعلان نصر دبلوماسي بغض النظر عن نتائج الحرب.
ويختم ماثيو بالقول إن الوضع الميداني الحالي يعزز نفوذ موسكو التفاوضي، مع إنجازات محدودة لأوكرانيا رغم الإمدادات الغربية الكبيرة، في حين يواصل بوتين حربه مع استعداد للتضحية بالموارد البشرية والمادية.
من جهته، يقول خبير الشؤون الأوروبية ونزع السلاح بمعهد بروكينغز ستيف بايفر إن اجتماع ترامب مع بوتين قد يكون خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب، لكنه يرى أن البيت الأبيض حاول خفض التوقعات واصفا القمة بـ"تجربة استماع".
وأوضح بايفر أن المسؤولين الروس كانوا واضحين في مطالبهم، التي تميل إلى استسلام أوكرانيا، وأن القمة ستتركز أساسا على الملف الروسي الأوكراني، حيث يسعى بوتين للتفاوض مع ترامب بعيدا عن زيلينسكي، مستفيدا من معرفة دقيقة بالملفات، مقابل محدودية معرفة ترامب بالتفاصيل.
وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية قد تكون على جدول الأعمال، وهي محور اهتمام ترامب، إلا أن الإمكانيات التجارية والاستثمارية بين البلدين محدودة بسبب البيئة الاستثمارية الصعبة في روسيا.
ولفت الخبير إلى أن أي تطبيع واسع للعلاقات الأميركية الروسية دون اعتدال في المطالب الروسية لأوكرانيا قد يثير انتقادات داخل الولايات المتحدة.
وبشأن غياب الرئيس الأوكراني، أكد بايفر أن ترامب يسعى للقاء بوتين بشكل مباشر، وتغيب زيلينسكي يجعل التقدم في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية صعبا، خاصة أن الأوكرانيين لن يقبلوا صفقات تتم دون مشاركتهم.
وأضاف أن القادة الأوروبيين حاولوا تعزيز موقف زيلينسكي قبل القمة، عبر مقترحات لوقف إطلاق النار، وسحب القوات المتبادل من بعض المناطق، وضمان أمني صارم لأوكرانيا، وهو ما قد يصعب على ترامب تبنيه.
واختتم بايفر بالقول إن التوصل إلى اتفاق سلام واقعي يبدو صعبا للغاية، إذ إن الموقف الروسي متصلب ويستند إلى مطالب تصل إلى استسلام كييف، بينما أظهرت أوكرانيا بعض المرونة التفاوضية، لكن الفجوة بين المواقف كبيرة جدا.
إعلان