انتهت أيام التوبة هل يبدأ الوعد الصادق3.. خطوات من الحرب الشاملة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
بعد طول انتظار شنت دولة الاحتلال هجومها المرتقب على إيران عبر ثلاثة موجات من القصف استهدفت 20 موقعا في عدة مدن وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويعد الهجوم حدثا غير مسبوق فمنذ الحرب الإيرانية العراقية، لم تتعرض طهران لمثل هذه الهجمات على أراضيها.
وسبق أن هددت إيران برد قاس ومؤلم في حال أقدم الاحتلال على مهاجمتها، وهذا يجعل خيار الحرب الشاملة مطروحا وبقوة.
أهداف الهجوم
أطلق الاحتلال على العملية اسم "أيام التوبة" حيث استمرت عدة ساعات وكانت بثلاث موجات استهدفت الأولى منها منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.
وكشفت صحيفة معاريف العبرية، أن 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم.
وقال الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن "تنفيذ الهجوم تم بتوجيه من المستوى السياسي ردا على هجمات النظام الإيراني ضد إسرائيل ومواطنيها".
مشاهد متداولة تظهر تصاعد أعمدة الدخان بعد الغارة الإسرائيلية على مدينة قُم في #إيران.
شاهد ???????? pic.twitter.com/mWMDc2UEDX — عربي21 (@Arabi21News) October 25, 2024
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف أهدافا عسكرية في إيران وفق توجيهات القيادة السياسية مشيرا إلى أنه يجري تقييما متواصلا للوضع، ولا تغيير بتعليمات الجبهة الداخلية.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الهجوم على إيران يتم على موجات ويستهدف منشآت عسكرية ومصانع إنتاج الصواريخ الباليستية.
وسمعت الانفجارات في طهران ومشهد وسط حديث عن قصف استهدف مدينة كرج وشيراز.
القيادات الاسرائيلية تدير الهجوم على ايران. pic.twitter.com/WDvzaYs5lE — ZaidBenjamin زيد بنيامين (@ZaidBenjamin5) October 26, 2024
من أين عبرت الطائرات؟
ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الهجوم نفذته طائرات حربية هجومية ودفاعية وطائرات تزويد بالوقود ويتم على موجات، مبينة أن العديد من أسراب المقاتلات شاركت في الهجوم على إيران ومن بينها F35 و F16 وF15.
وتعرف طائرات الشبح F35 بقدرتها على عبور الأجواء دون رصدها من قبل الرادارات.
وفي وقت سابق، قال اللواء الركن المتقاعد في الجيش العراقي ماجد القيسي في حديث لـ "عربي21"، إن الاحتلال يحتاج إلى أصول عسكرية قادرة على الوصول إلى أهدافها، مثل "طائرات مقاتلة متطورة وهي تمتلك إف 35 بالإضافة لطائرات التزود بالوقود"، وهذا يحتاج إلى دعم طرف ثالث مقتدر، مثل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الداعمة للكيان.
وبين، أن هجوم من هذا النوع يمثل إحراجا لحلفاء إسرائيل، في ظل رفض دول المنطقة استخدام أجوائها وأراضيها من أي الأطراف المشتبكة في هذا الصراع".
ولتجاوز رفض الدول عبور طائرات الاحتلال مجالها الجوي، يرى القيسي، أن الاحتلال سوف يستخدم طائرات إف 35 الشبحية لتعبر أجواء بعض الدول، التي لا تتمكن من كشفها وهي في أجوائها، مع إنكار إسرائيلي مسبق طالما لم تتمكن تلك الدول من إثبات اختراق أجوائها.
ونقلت وسائل إعلام عن شهود عيان قولهم، إنهم سمعوا أصوات طائرات حربية في أجواء الأردن، بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران، وغارات على محيط دمشق.
⬅️شهود عيان: اصوات طائرةت حربية في اجواء الاردن pic.twitter.com/141c88eN3F — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 25, 2024
رصد طائرات فوق الأردن pic.twitter.com/ZBWTozpKAA — ZaidBenjamin زيد بنيامين (@ZaidBenjamin5) October 26, 2024
الرد الإيراني
من جانبه، قال مركز الدفاعات الجوية في طهران؛ إن أصوات الانفجارات التي سمعت في طهران، ناتجة عن "تعاملنا مع محاولات الكيان الصهيوني استهداف 3 نقاط".
وأضاف، أنه "يتم التحقيق في تفاصيل وزوايا تعامل الدفاعات الجوية مع محاولات الكيان الصهيوني".
وأشار إلى أن "الكيان الصهيوني هاجم مواقع عسكرية بمحافظات طهران وخوزستان وإيلام"، مضيفا أن "هجوم الكيان الصهيوني أسفر عن أضرار محدودة في بعض المواقع".
النيران في قلب طهران pic.twitter.com/n6HPGW6bQA — محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) October 26, 2024
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مسؤولين قولهم؛ إن "إيران مستعدة للرد على اعتداءات الاحتلال الصهيوني".
من جانبها، قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية؛ إن "الكيان الصهيوني استهدف عدة قواعد عسكرية غربي وجنوب غربي طهران".
وأشارت صحف إيرانية، إلى أن مسؤولين إيرانيين قالوا؛ إن الدفاع الجوي الإيراني أدى مهامه بنجاح.
هل سترد إيران؟
مع تزايد التهديدات الإسرائيلية مؤخرا، أكدت طهران أنها سترد بقسوة على أي هجوم يستهدف أراضيها، وكان هذا التحذير على لسان كبار المسؤولين بدءا من الرئيس مسعود بزشكيان إلى قادة الحرس الثوري.
يقول داني سيترينوفيتش، وهو ضابط استخبارات إسرائيلي متقاعد متخصص في الشؤون الإيرانية، إن الواقع أن القيادة الإيرانية في مأزق حقيقي، فمن الواضح أن قادة إيران غير مهتمين بحرب إقليمية، ومن الواضح لهم أيضاً أن أي رد يقربهم من حرب إقليمية، وهم يخشون مثل هذا الصراع، وخاصة في ضوء الوجود العسكري الأمريكي الواسع النطاق في الشرق الأوسط.
وتابع في تحليل نشره المجلس الأطلسي لدراسات الشرق الأوسط، هل يمكنهم استيعاب هذا الهجوم دون الرد وبالتالي التعرض لهجمات مستقبلية؟ سوف يحتاج المجلس الأعلى للأمن القومي إلى تقديم توصية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي بما ينبغي القيام به بعد ذلك. إسرائيل لم تهاجم البنية الأساسية أو المواقع النووية، وقد تفعل ذلك إذا ردت إيران.
وأشار إلى أن الهجوم كان واسع النطاق وليس رمزياً من جانب إسرائيل، ومن وجهة نظر إيران، فإن الرد على إسرائيل من شأنه أن يوازن معادلة الردع ضد إسرائيل، ولكن من الممكن أن يجر ذلك إيران إلى حرب كانت حذرة من خوضها منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وختم، "إنها ليلة تاريخية، حيث أصبحنا أقرب من أي وقت مضى إلى حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران يمكن أن تمتد إلى حرب إقليمية".
قواعد الاشتباك
ولم تهاجم طائرات الاحتلال، البنية التحتية ولا المواقع النووية، استجابة للطلب الأمريكي.
وذكرت شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن إسرائيل "لا تضرب المنشآت النووية أو حقول النفط في إيران".
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن الهجوم على إيران لا يشمل منشآت نووية أو نفطية.
هل اجتاز الهجوم حدوده؟
حافظ الاحتلال خلال هجومه على نسق معين يثبت قواعد اشتباك بين الطرفين، هي أكبر من اشتباك وأقل من حرب شاملة، التي تبدو كشبح تخشى جميع الدول وقوعه.
وذكر الخبير العسكري ماجد القيسي الأسبوع الماضي، أن "الكيان يخشى أيضا رد إيران على الهجوم بناء على ما سبق، فمطلع الشهر الماضي، استخدمت إيران 220 صاروخا ووصلت جلها إلى أهدافها، فكيف إذا استخدمت 500 أو أكثر في آن واحد، واعتمدت مبدأ الإغراق الناري، وهذا لن تستطيع حتى منظومة ثاد اعتراضه.
التعليق الأمريكي
بعد انتهاء الهجوم نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم، إن واشنطن تطلب من إيران عدم التصعيد.
وقال مسؤول، إن الرد الإسرائيلي على إيران انتهى ونطلب من طهران عدم الرد أو التصعيد، مبينا أنه لو قررت إيران الرد سنكون مستعدين وستكون هناك عواقب وخيمة.
وشدد "إذا اختارت إيران الرد على إسرائيل مجددا فنحن مستعدون تماما للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى، وينبغي أن يكون هذا هو نهاية تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران.
وفي وقت سابق، نقلت شبكة الجزيرة عن مسؤول أمريكي قوله، إن الولايات المتحدة ليست ضالعة في الهجمات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال إيران الحرب الشاملة إيران الاحتلال الهجوم الاسرائيلي الحرب الشاملة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی الهجوم على على إیران pic twitter com إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل انتهت حرب الـ 12 يومًا بين إيران وإسرائيل؟
في منعطف غير متوقع أعاد خلط الأوراق في واحدة من أكثر مناطق العالم توتراً، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليزف للعالم "بشرى" وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد 12 يومًا من حرب كادت أن تنفجر في عمق الشرق الأوسط، لا سيما مع توجيه إيران ضربة غير مسبوقة لقاعدة "العديد" الأميركية في قطر.
من شفير الهاوية إلى طاولة التهدئةجاء إعلان ترامب بعد تصعيد عسكري اعتقد كثيرون أنه سيكون الشرارة لحرب إقليمية واسعة. إلا أن الرئيس الأميركي باغت الجميع بإعلانه توصّل الطرفين إلى اتفاق كامل على وقف إطلاق النار، قائلاً: "كانت حربًا يمكن أن تدمر الشرق الأوسط، لكنها لم تفعل، ولن تفعل أبدًا!"، مضيفًا بعباراته المعتادة: "بارك الله إسرائيل، وبارك الله إيران، وبارك الله الشرق الأوسط، وبارك الله الولايات المتحدة الأميركية، وبارك الله العالم".
تنسيق وتفاهمات مبكرةورغم أن تفاصيل الاتفاق بقيت طي الكتمان، إلا أن مؤشرات كثيرة ظهرت تباعًا، تشير إلى أن الأمور جرت بتنسيق محكم. فقد كشف موقع "واللا" العبري، وكذلك صحيفة "نيويورك تايمز"، أن طهران نسّقت مسبقًا هجومها على قاعدة العديد مع قطر، وأن الولايات المتحدة كانت على علم بذلك.
ترامب نفسه أكّد هذه الرواية في منشور على منصته "تروث سوشيال"، شاكراً إيران على "إبلاغنا مسبقًا"، ما أتاح اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بمنع وقوع إصابات. ووصف الرد الإيراني بـ"الضعيف للغاية"، معتبراً أنه جاء كرد رمزي على الضربة الأميركية التي دمّرت منشآت نووية إيرانية مطلع الأسبوع الجاري.
ضربة أنهت أحلام إيران النوويةنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بدوره شدّد على أن إيران لم تعد قادرة على تصنيع سلاح نووي بالمعدات المتوفرة لديها بعد الضربة الأميركية، مضيفًا أن طهران إن حاولت مجددًا في المستقبل فستواجه الجيش الأميركي مرة أخرى.
حرب أم "مسرحية محسوبة"؟يرى مراقبون أن الضربة الإيرانية لقاعدة العديد لم تكن تصعيدًا مفتوحًا بقدر ما كانت "ضربة لحفظ ماء الوجه"، تمهّد لطريق دبلوماسي نحو التهدئة، خاصة في ظل تقارير متزامنة من موقعي "أكسيوس" و"واللا" تؤكد أن ترامب يسعى لإنهاء الحرب، وقد أبلغ بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما نقل "واللا" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "نريد اتفاقًا الآن، لا مزيد من الحروب".
من الرابح من الاتفاق؟تحوّل وقف إطلاق النار إلى فرصة ثمينة لجميع الأطراف، وإن تفاوتت نسب المكاسب:
الولايات المتحدة: أظهرت تفوقها العسكري وجاهزيتها الحاسمة من خلال استهداف منشآت نووية إيرانية بدقة عالية، ما أعاد ضبط معادلة الردع في المنطقة.
إسرائيل: خرجت منتشية بما اعتبرته "إزالة تهديد وجودي"، ما يمنحها فترة لالتقاط الأنفاس بعد شهور طويلة من القتال متعدد الجبهات.
إيران: وعلى الرغم من الخسائر الفادحة، فإن الاتفاق منحها مخرجًا مشرّفًا من أزمة كادت أن تعصف بنظامها، لا سيما في ظل الاختراقات الأمنية التي كشفتها الجولة الأخيرة من المواجهة، والعقوبات الاقتصادية الخانقة التي ترزح تحتها منذ سنوات.
الشرق الأوسط والعالم: تنفّست عواصم عديدة الصعداء، بعد أن كانت الحرب الإيرانية الإسرائيلية تنذر بشلل اقتصادي وتوتر سياسي في المنطقة والعالم. الاتحاد الأوروبي عبر وزراء خارجيته دعا صراحة للعودة إلى الدبلوماسية ووقف التصعيد.
لماذا لا تنتهي حرب غزة؟التطور الدراماتيكي في ملف إيران وإسرائيل أعاد إلى الواجهة تساؤلات مشروعة حول الأسباب الحقيقية التي تحول دون إنهاء الحرب في قطاع غزة، المستمرة منذ أواخر عام 2023، رغم الضغوط الدولية المتزايدة ومبادرات الوساطة المتعددة.
فهل تفتقد حرب غزة إلى الإرادة السياسية ذاتها؟ أم أن غياب أطراف فاعلة بحجم إيران وإسرائيل في المعادلة الداخلية للقطاع يجعل من الصراع أكثر استعصاءً على الحل؟ أسئلة مفتوحة تنتظر إجابات، في وقت تبدو فيه "نوافذ التهدئة" نادرة في سماء المنطقة.
شرارة الحرب أُخمدت.. ولكن هل أُطفئت جذورها؟كشف الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي، عن تداعيات خطيرة قد تشهدها المنطقة عقب استهداف إيران لقاعدة العديد الأمريكية في قطر، وخرقها المزعوم لوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً، مؤكداً أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق حاسم.
وقال مهران في حديث خاص لـ"صدى البلد"، إن استهداف إيران لقاعدة العديد يمثل تطوراً نوعياً في طبيعة الصراع، إذ انتقلت طهران من سياسة الاستهداف غير المباشر عبر وكلائها في المنطقة إلى المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية، مشدداً على أن هذا التحول الاستراتيجي في السلوك الإيراني ينذر بمرحلة جديدة من الصراع قد تتجاوز حدود الضربات المحدودة.
وأضاف الخبير القانوني، أن الموقف الحالي يمثل أخطر أزمة تشهدها المنطقة منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، خاصة مع وجود تهديدات إيرانية واضحة باستهداف المزيد من القواعد الأمريكية في المنطقة والرد الإسرائيلي المرتقب على خرق وقف إطلاق النار.
وحول تساؤلات ما إذا كانت الحرب قد انتهت فعلياً بعد إعلان ترامب، أوضح الدكتور مهران أن الحديث عن نهاية الصراع سابق لأوانه تماماً في ظل استمرار التصعيد الميداني، مشيراً إلى أن ما نشهده الآن هو فترة هدوء مؤقتة تسبق عاصفة أكبر، خاصة مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي أن خرق وقف إطلاق النار سيكون له ثمن وعقاب.
ثلاثة سيناريوهات محتملة للأيام المقبلةورصد الخبير، ثلاثة سيناريوهات محتملة للأيام المقبلة، الأول وهو سيناريو الحرب الشاملة، حيث تتصاعد المواجهات لتشمل ضربات إسرائيلية مباشرة للأراضي الإيرانية تستهدف منشآت نووية ومراكز قيادة، مقابل هجمات إيرانية واسعة على إسرائيل وقد تكون علي القواعد الأمريكية في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تدخل حزب الله وفصائل المقاومة في العراق وسوريا واليمن، محولاً المنطقة بأسرها إلى ساحة حرب مفتوحة.
أما السيناريو الثاني فهو المواجهة المحدودة، حيث يتم تبادل ضربات محسوبة بين الطرفين دون الوصول إلى حرب شاملة، مع استمرار الوساطات الإقليمية والدولية لاحتواء الموقف، وهو ما يراه مهران السيناريو الأرجح في المرحلة الراهنة، استناداً إلى الخبرة التاريخية في إدارة الأزمات بين القوى الكبرى.
وعن السيناريو الثالث التهدئة والمفاوضات، أوضح مهران أنه رغم استبعاده في الوقت الحالي، إلا أن الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية الدولية قد تدفع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، خاصة مع ارتفاع تكلفة الحرب وتداعياتها على الاقتصاد العالمي المتعثر أصلاً.
وفيما يتعلق بالموقف القانوني، شدد أستاذ القانون الدولي على أن استهداف إيران لقاعدة العديد قد يمثل انتهاكاً واضحاً للسيادة القطرية بموجب المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن إيران تستند في موقفها إلى حق الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من الميثاق، في مواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية المستمرة، مشير أيضا الي أن مفهوم السيادة يثير العديد من الإشكاليات خاصة في ظل تواجد قواعد أجنبية علي الأراضي القطرية.
عدم ثقة من إيران في اتفاق وقف إطلاق الناروحول أسباب عدم ثقة إيران في اتفاق وقف إطلاق النار، أرجع مهران ذلك إلى تجارب تاريخية مريرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 رغم التزام طهران بكافة بنوده، والاغتيال الأمريكي للجنرال قاسم سليماني على الأراضي العراقية في ينايرعام 2020، مما خلق فجوة ثقة يصعب تجاوزها، وبعد خيانة امريكا المفاوضات الأخيرة بشأن الاتفاق النووى، وفترة الاسبوعين للتفكير في دخول الحرب.
وعن تأثيرات الأزمة الراهنة على المنطقة العربية، حذر عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي من أن الدول العربية المضيفة للقواعد الأمريكية باتت أهدافاً محتملة في أي صراع مقبل، ما يضعها في موقف بالغ الحرج، داعياً هذه الدول إلى اتخاذ موقف أكثر استقلالية يضمن حماية أمنها الوطني بعيداً عن توريطها في صراعات خارجية.
هذا وأكد مهران على أن الخروج من الأزمة الراهنة يتطلب مبادرة دولية واسعة النطاق ترعاها قوى مؤثرة ومحايدة، تهدف إلى وضع ضمانات حقيقية لأمن جميع دول المنطقة، وتؤسس لنظام أمني إقليمي مستقر قائم على مبادئ القانون الدولي واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشددا أيضا علي ضرورة الوصول لحل في القضية الفلسطينية لأن الانتهاكات الإسرائيلية هي السبب الرئيسي في كل ما يحدث.
وشدد أيضا الدكتور مهران على أن استمرار الوضع الراهن وسياسات فرض الأمر الواقع بالقوة لن تؤدي سوى إلى مزيد من عدم الاستقرار وتقويض أسس النظام الدولي بأكمله، محذراً من أن أي مواجهة شاملة في المنطقة لن تقتصر تداعياتها على أطراف الصراع فقط، بل ستطال العالم بأسره اقتصادياً وأمنياً وسياسياً.