من هي بروك رولينز السيدة الأولى في حملة ترامب الرئاسية؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
برز اسم بروك رولينز مؤخرًا كواحدة من الشخصيات المحورية على الساحة السياسية الأمريكية، بعدما أصبحت عنصرًا رئيسيًا في تشكيل أجندة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وتتمتع «رولينز» بتأثير كبير على قرارات الحملة الانتخابية، وقد أثبتت ذلك من خلال تفاعلها المستمر مع ترامب وفريقه، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.
وحققت «رولينز» نجاحًا ملحوظًا في تشكيل فريق حملة ترامب، حيث لعبت دورًا محوريًا في اختيار الأعضاء الجدد للحملة، ففي منتصف أغسطس الماضي، أعلنت الحملة عن تشكيل فريقها الانتقالي، وظهرت رولينز على قناة «فوكس بيزنس» لتقديم تقييمها للاختيارات الجديدة، مشيدةً باختيار ليندا مكماهون، المديرة التنفيذية السابقة لشركة «WWE» العالمية للمصارعة ورئيسة الأعمال الصغيرة في إدارة ترامب، معتبرةً إياها خيارًا سليمًا للحملة، كما أثنت على هوارد لوتنيك، الملياردير وقطب وول ستريت، ما يعكس ثقتها في قرارات ترامب، وجاء فوز «رولينز» الحقيقي في اختيار ترامب لمكماهون، الذي يظهر العلاقة القوية بينهما وتأثيرها على الإدارة المحتملة، خاصةً أن «مكماهون» كانت صديقة مقربة منها وواحدة من مؤسسي معهد أمريكا للسياسة الأولى «AFPI»، الذي ساهمت «رولينز» في تأسيسه عام 2021.
دور رولينز المستقبلي في الولايات المتحدةأثار صعود «رولينز» تساؤلات حول دوافعها وراء تأييدها القوي لترامب، حيث قال البعض إنها تسعى إلى نيل المزيد من «السلطة»، على الرغم من أنها تتجنب الشهرة، ونجحت «رولينز» في تعزيز مكانتها في عالم ترامب، فإذا فاز في الانتخابات المقبلة، فمن المرجح أن تصبح من الشخصيات الأكثر نفوذًا في الإدارة الجديدة، ما يمنحها تأثيرًا كبيرًا على الأجندة السياسية، حيث يذكر اسمها في الفترة الأخيرة كمرشحة محتملة لرئاسة الأركان في الولايات المتحدة، بعد إعلان ترامب اعتقاده بأنها قادرة على إدارة أي مؤسسة، ما يعكس تأثيرها المتزايد.
«رولينز» هي محامية أمريكية، والرئيسة والمديرة التنفيذية لمعهد «أمريكا للسياسة الأولى»، وهي مؤسسة تسعى لتعزيز السياسات العامة على أساس رؤية إدارة ترامب، وشغلت سابقًا منصب المدير لمجلس السياسة الداخلي خلال فترة رئاسة ترامب، حيث كانت لها دور محوري في الإشراف على مكتب الابتكار الأمريكي في البيت الأبيض، والمبادرات الحكومية والتكنولوجية، ومن إنجازاتها البارزة مساهمتها في إقرار قانون «الخطوة الأولى» الذي سعى إلى إصلاح نظام السجون الأمريكي والحد من تكرار الجرائم، وهو قانون وقع عليه ترامب في ديسمبر 2018.
ما هو معهد أمريكا للسياسة الأولى «AFPI»؟يعتبر معهد أمريكا للسياسة الأولى منظمة مستقلة رسميًا، لكنه يلعب دورًا محوريًا في عملية الانتقال السياسي، ويتنافس المعهد مع جماعات أخرى تريد العمل علي الانتقالات المستقبلية لحملة ترامب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حملة ترامب الحملة الانتخابية ترامب
إقرأ أيضاً:
ترامب في وضع “اهتزاز تلقائي”.. من قصف إيران إلى قصف نفسه بالتغريدات
في السياسة كما في السيرك، هناك من يقفز عبر الحلقات النارية، وهناك من يُشعلها تحت قدميه… ثم يتساءل: من المسؤول؟
دونالد ترامب، الرئيس الأميركي و”المنجم الرسمي لمنصات التواصل”، قرر أن يتقمص دور البطل العالمي المدافع عن إسرائيل، في لحظة حماسة نادرة ظن فيها أن إيران ستبتلع العدوان الإسرائيلي كما تبتلع أمريكا تقارير حقوق الإنسان: بلا مضغ، وبلا ردة فعل.
لكن إيران – على غير ما توقّعه ترامب وصقور البيت الأبيض – لم تبكِ في مجلس الأمن، ولم ترفع دعوى أمام محكمة الجنايات، بل رفعت سقف الردود وصواريخ الواقع. وما إن بدأت الصافرات في تل أبيب، حتى بدأت صافرات أخرى داخل دماغ ترامب، فدخل في موجة من التصريحات المتناقضة التي لو قُرئت متتالية، لأعطتنا خلاصة كتاب في علم النفس المختل… أو دليل تقلبات المزاج الحاد.
فمن تغريدة إلى أخرى، تحوّل ترامب من “صقر نووي” إلى “حمامة مربوطة بخيط تغريدة”، فبدأ بـ: “غادروا طهران فوراً”، ثم لحّنها بلطف بـ: “قلت ذلك لحماية الأبرياء”. بعدها، بدأ التشنج يظهر في “صبرنا ينفذ”، ثم تذكّر فجأة أن الجنود ليسوا بيادق في لعبته، فقال: “لا نريد خسارة جنودنا”.
وما هي إلا ساعات حتى تحوّل إلى رجل المخابرات الشجاع وهو يصرّح: “نعرف مخبأ المرشد”، لكن هذه الشجاعة لم تدم، فقد أتبعها بجملة: “لن نقتله الآن”… يا للكرم الأخلاقي!
ثم جاءت مرحلة المفاوض الحنون، فقال: “تعالوا نتفاوض”، لكنه لم ينسَ أن يضيف عليها نكهته المعتادة: “نريد استسلاماً بلا شروط”، وكأنه يطلب من إيران أن تحضر إلى طاولة الحوار مكبّلة اليدين وبنصف سيادة.
أما قمة المسرحية، فكانت في عروض التشويق المجاني: “ترقّبوا نهار الخميس”، “انتظروا الأسبوع القادم”، “سنضرب إيران”… قبل أن يختم العرض السياسي البائس بجملته الذهبية: “لن نضرب إيران ولن ندخل الحرب”. تماماً كمن يهدد ثم يتراجع، ثم يتمنى أن أحداً لم يسمعه أصلاً! أو يقرأ تغريداته قبل حذفها.
ما حصل في الحقيقة هو أن ترامب – ومعه اللوبي الداعم للكيان الإسرائيلي – لم يتوقعوا أن رد الجمهورية الإسلامية في إيران سيكون بهذا الحجم والوضوح، فدخلوا في متاهة “إدارة التبعات”، وأخرجوا ترامب من حالة الزهو إلى حالة “الاهتزاز التلقائي المزمن”. وهو اضطراب سياسي معروف، يُصيب القادة الذين يطلقون النار أولاً… ثم يتساءلون عن وجود أهداف مدنية لاحقاً.
لا شك أن الدعم الأميركي لإسرائيل أمر تقليدي بقدر تقليدية القهوة في مكاتب الـ CIA، لكن الجديد هو حجم الارتباك العلني الذي أصاب رأس الإدارة حين قررت الجمهورية الإسلامية الرد بقواعد مختلفة.
ترامب، الذي طالما تفاخر بأنه رجل “الصفقات الحاسمة”، وجد نفسه في مواجهة مع دولة لا تتسوق من “أمازون السياسة”، ولا تطلب رضا واشنطن على كل صاروخ.
إن أخطر ما في هذا المشهد ليس التهديد بالحرب ولا لغة التصعيد، بل هذا النوع من الزعامات المرتبكة التي تُقحم العالم في كوارث بناءً على توقعات خاطئة، ثم تحاول الخروج منها عبر منصّات التواصل الاجتماعي… بتغريدة هنا، ومؤتمر صحفي هناك، وتهديد مؤجل إلى الخميس القادم.
ما يحدث يُذكّرنا بأن السياسة الأميركية – خاصة في عهد ترامب – تشبه إدارة فرن ميكروويف… ضغطة واحدة زائدة، وينفجر الطبق ويحترق المطبخ بكل من فيه؟!.