كانت تحتاج إلى 200 ألف جنيه| هل الحالة المادية سبب وفاة شريفة ماهر؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
رحلت عن عالمنا منذ قليل الفنانة شريفة ماهر، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الـ 92 عامًا، إذ أعلن نجلها خبر الوفاة عبر حسابه الرسمي على فيسبوك قائلًا :" توفيت إلى رحمة الله، أمي الحاجة شريفة ماهر أرجوا الدعاء لها"، تاركة ورائها تاريخًا ضخمًا من الأعمال السينمائية والدرامية.
شريفة ماهرعاجل .. وفاة الفنانة شريفة ماهر عن عمر 92 عاما تفاصيل الحالة الصحية لشريفة ماهر قبل وفاتها
كشفت الفنانة شريفة ماهر عن تفاصيل حالتها الصحية التي دفعتها إلى البقاء في المنزل والابتعاد عن الأنظار لتلقي العلاج المناسب، وعن الأزمة المالية التي مرت بها، إذ قالت بإنها مصابة بتآكل في الكتف الأيسر وتحتاج إلى عملية تكلفتها 200 ألف جنيه، إلا أن حالتها المادية لا تسمح بإجرائها.
أشارت شريفة ماهر في تصريحات سابقة إلى أنها لا تستطيع النوم بسبب الألم الذي تشعر بها مما يدفعها إلى أخذ منوم، ولابد من إجراء عملية جراحية خارج مصر حيث أن التكلفة ستكون أرخص، في انتظار ابنتها لتسافر معها.
وأوضحت شريفة ماهر أيقونة السينما المصرية، إلا أنها تعرضت بإصابات أخرى خلال حضورها حفل زفاف عائلي إصيبت بكسر في قدمها ويدها، وهذا السبب منعها من الحركة والخروج من المنزل وتتلقى العلاج اللازم تحت إشراف طبيب وممرضة في المنزل.
شريفة ماهرأبرز أعمال الفنانة شريفة ماهراشتهرت الفنانة شريفة ماهر بأدوار المرأة القوية والمتسلطة، وكان أبرز أعمالها الفنيةK رجل له ماضى، أبناء الشيطان، المصير، وعذراء وثلاثة رجال، وكلمة السر، وبئر الأوهام، والفرن، وجفت الدموع، وكرامة زوجتى، وقصر الشوق، وفارس الصحراء، والعقلاء الثلاثة، والمدير الفنى، والحياة حلوة، وفاتنة الجماهير، ورابعة العدوية".
وقبلها في فترة الستينيات كانت فترة ذروة تألقها إذ اشتهرت بالمشاركة في أفلام كثيرة منها "شاطئ الحب 1962، ولن أعترف 1961، وأعز الحبايب 1961، والفانوس السحرى 1960".
وكان أخر أعمال شريفة ماهر كضيفة شرف في مسلسل فيفا أطاطا، الذي عرض عام 2014. تدور أحداث المسلسل حول العجوز أطاطا، التي تدخل السجن بسبب اتهامها بارتكاب جريمة، وتثير المتاعب داخل السجن. يجمع المسلسل مجموعة من النجوم، منهم: محمد سعد، إيمي سمير غانم، سامي العدل، أحمد فتحي، سامي مغاوري، عبد الرحمن أبو زهرة.
شريفة ماهرالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شريفة ماهر وفاة شريفة ماهر وفاة الفنانة شريفة ماهر سبب وفاة ش الفنانة شریفة ماهر
إقرأ أيضاً:
لذة لا تُباع ولا تُشترى
ريم الحامدية
لم يعد السؤال اليوم: ماذا تحب؟ بل أصبح كيف ستحوِّل ما تحب وتسعد به إلى مشروع؟
لم تعد لحظات السعادة والمتعة كافية بذاتها، ولا يكفي الشغف وحده لتبرير الوقت الذي ينفق في الهوايات، ولم تعد الهواية مساحة برئية خارج دوائر الجدوى والربح، ففي زمن تغلب عليه ثقافة الانتاج الدائم، صار كل شي مطالبا بأن يثمر وكل موهبة مطالبة بأن تتحول؛ بل إن لحظة من المتعة باتت تحتاج إلى مبرر اقتصادي.
صوتك جميل.. لماذا لا تُطلق بودكاست؟ طبخك لذيذ.. لماذا لا تفتح مطعمًا؟
تصويرك ملفت؟ لماذا لا تجعل حسابك عامًا؟ خواطرك عميقة؟ لماذا لا تكتب كتابًا؟
أسئلة تبدو في ظاهرها دعمًا وتشجيعًا، لكنها تحمل في داخلها ضغطًا غير مرئي، يلاحق الإنسان حتى في أكثر مساحاته خصوصية وهي مساحات اللعب، والراحة، والهواء الخفيف الذي نتنفسه بعيدًا عن منطق السوق.
لقد تحوّلت الهوايات من ملاذ إلى مشروع، ومن مساحة حرّة إلى خطة عمل، ومن لحظة صدق إلى فرصة تسويق، لم نعد نرسم لنفرِّغ قلوبنا؛ بل لنبيع اللوحة، ولم نعد نكتب لأننا نختنق إن لم نبوح بما يختلج صدورنا، ولكن لنحصد إعجابات وانتشار على المنصات الرقمية، ولم نعد نصوِّر لأن الضوء يُدهشنا وجمال اللقطة تُنعش قلوبنا؛ بل لأن الخوارزمية تحتاج محتوى جديدًا!
إننا في زمن الثقافة التي تُسلِّع كل مُتعة وتحوِّل كل جمال إلى فِعل مادي، وكل شغف إلى أرقام ومؤشرات.
هذه الثقافة لا تكتفي بأن تدفعنا للإنتاج؛ بل تُشعرنا بالذنب إن لم نفعل، تُشعرنا بأننا متأخرون إن لم نحوّل ما نحب إلى إنجاز ملموس، وكأن الحياة باتت سباقًا لا يتوقف، ومن يهدأ قليلًا يُتّهم بالكسل أو الهروب.
المشكلة ليست في العمل، ولا في تحويل الموهبة إلى مشروع؛ بل في الإكراه الخفي الذي يتسلل إلى أرواحنا، أن تشعر بأن متعتك غير شرعية ما لم تُدرّ مالًا، وأن راحتك ترف لا تستحقه، وأن الهواية بلا جمهور هي فرصة ضائعة.
هناك أشياء خُلقت لتُحَب فقط، أشياء لا تقبل أن تُحوَّل إلى منتج، ولا تليق أن تُختزل في أرباح، أشياء نمارسها لأننا نختنق بدونها، لا لأننا نريد أن نبيعها.
أن نطبخ لأن رائحة البيت تحتاج دفئًا، أن نكتب لأن الصدر امتلأ بالكلمات، أن نصوِّر لأن اللحظة خافتة ونخشى أن تضيع، أن نمشي بلا هدف؛ لأن أرواحنا تحتاج مساحة بلا اتجاه.
لست ضد الفائدة ولا ضد الرزق حين يأتي متناغمًا مع رغبة الإنسان واستعداده، لكننا ضد شعور الذنب، وضد مطاردة الإنسان بأسئلة التوسّع والانتشار والسبق، وكأن الهدوء خطيئة، والبساطة فشل، والرضا خسارة.
لقد دفعنا هذا العصر إلى أن نعامل أنفسنا كمشاريع، لا كبشر، أن نقيس أعمارنا بالإنتاجية، وأيامنا بالإنجازات، وقيمتنا بما نعرضه أمام الآخرين، ربما آن الأوان أن نتوقف قليلًا، أن نسأل أنفسنا بصدق متى كانت آخر مرة فعلنا شيئًا لمجرّد أننا نحبه؟ بلا جمهور، وبلا مردود، بلا ضغط.
نحتاج أن نستعيد حقّنا في الأشياء التي لا تُوظَّف، ولا تُحوَّل، ولا تُستثمَر.
نحتاج أن نحمي مساحاتنا الصغيرة من ضجيج السوق، أن نعيد تعريف النجاح، لا ككمية ما نبيع؛ بل كمساحة ما نشعر.
ولعلّ أجمل ما يمكن أن نقاوم به هذه الثقافة، هو أن نحب شيئًا ولا نُعلن عنه، وأن نمارسه في الخفاء، ونحرسه من أن يتحوّل إلى واجب.
ربما لم نُخلق لنكون علامات تجارية، ولا لنحمل أرواحنا إلى السوق.
وربما أخطر ما يحدث لنا اليوم… أننا بدأنا نصدّق ذلك.
فما الذي سنحتفظ به لأنفسنا، قبل أن يُعاد تسعيرنا بالكامل ويصبح لكل فرد فينا "باركود"؟!
رابط مختصر