تعود بداية قصة القطة "هالو كيتي" إلى قبل 50 عاما، عندما ظهرت لأول مرة على محفظة صغيرة. واليوم، يمكن رؤية نظرتها البريئة على العديد من المنتجات، بدءا من ملاءات الأسرة إلى الملابس، والمنتجات الجلدية والألعاب والدمى، وربما أيضا في تزيين الكعك وأكواب القهوة. وتعتبر "هالو كيتي" رمزا ثقافيا يحمل في طياته علامة تجارية تتجاوز قيمتها مليار دولار.

بدايات القطة الشهيرة

عرضت هالو كيتي، المعروفة أيضا باسم "كيتي وايت"، لأول مرة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1974، من تصميم مصممة يابانية في شركة "سانريو". وكانت تُظهر تصميما بسيطا يتكون من نقطتين سوداوين تشبه العيون، وشوارب رفيعة، ولفافة حمراء على رأسها. وبغض النظر عن بساطتها، حققت الشخصية نجاحا عالميا لم يكن متوقعا في البداية.

تقول الأسطورة إن وزنها يساوي وزن 3 تفاحات، وطولها يعادل 5 تفاحات، وتحب فطيرة التفاح التي تعدها والدتها. ومن المفارقات أن بعض الناس يعتبرونها شخصية كرتونية إنسانية وليست قطة، حيث تمشي على قدمين لا أربع.

بعض الناس يعتبرون هالو كيتي شخصية كرتونية إنسانية وليست قطة (بيكسلز) جاذبية لا تقاوم

تعد هالو كيتي جزءا من شخصيات الـ"كاواي" (Kawaii)، وهي كلمة يابانية تعني "لطيف" أو "محبوب". تُستخدم لوصف الأشياء أو الشخصيات التي تتمتع بمظهر جميل أو جذاب، وغالبا ما ترتبط بثقافة الشباب والموضة في اليابان.

يشمل مفهوم "كاواي" مجموعة متنوعة من العناصر، من الشخصيات الكرتونية إلى الملابس والتصميمات الفنية، وتعتبر جزءا أساسيا من الثقافة اليابانية المعاصرة.

وعلى عكس العديد من شخصيات الـ"كاواي"اليابانية الأخرى، التي تتميز بالتعبير عن المشاعر، لا تُظهر هالو كيتي أي تعبيرات، حيث لا تمتلك فما.

يقول أندرياس نويكيرشين، مؤلف ومؤرخ ثقافي معروف بكتاباته حول الثقافة الشعبية، "وجه هالو كيتي هو لوحة فارغة يمكن للجميع إسقاط مشاعرهم عليها". هذا البعد يجعل منها أيقونة ثقافية قادرة على اجتذاب مختلف الجماهير.

سانريو، الشركة اليابانية المتخصصة في تصميم وتصنيع وبيع شخصيات كرتونية، تصف هالو كيتي بأنها "سعيدة وصديقة"، وهي صفات تجذب الناس في جميع أنحاء العالم، مما يجعل الشخصية تحظى بشعبية في ثقافات متعددة. ولا يهم أن لديها أختا توأما، أو أنها تحب خبز الكعك.

قيمة سوقية بمليارات الدولارات

تعتبر شخصية هالو كيتي واحدة من العلامات التجارية الأكثر قيمة في العالم، حيث تُقدَّر قيمتها السوقية بحوالي 7 مليارات دولار أميركي.

وتُحقق هذه القيمة من خلال مجموعة واسعة من المنتجات التي تحمل العلامة، والتي تتضمن الملابس، والألعاب، والأدوات المنزلية، والقرطاسية، وغير ذلك الكثير.

ظهرت هالو كيتي لأول مرة على محفظة من الفينيل في عام 1975، ومنذ ذلك الحين، أصبحت متاحة في كل مكان: على الأقلام، وملاءات الأسرة، والأجهزة المنزلية، وحتى في مجموعات المصممين الحصرية. ويوضح نويكيرشين: "لا يوجد تقريبا بلد لا توجد فيه هالو كيتي".

عوامل تساهم في القيمة السوقية:

التنوع في المنتجات: تُنتج سانريو أكثر من 600 منتج جديد شهريا، مما يضمن وجود هالو كيتي في أسواق مختلفة.

التسويق العالمي: تباع منتجات هالو كيتي في أكثر من 130 دولة، مما يعزز من انتشارها وطلبها.

التعاون مع العلامات التجارية: تتعاون سانريو مع العديد من المصممين والشركات لإصدار منتجات خاصة، مما يساهم في زيادة قيمة العلامة.

التوجه نحو البالغين: قامت سانريو بتطوير منتجات تناسب البالغين، مما أتاح لها الوصول إلى جمهور أوسع، وزيادة قاعدة عملائها.

مزيج من الحنين والفكر النسوي

في حين يقال إن هالو كيتي ولدت في لندن، فإن ذلك يعكس طموحات الفتيات اليابانيات في السبعينيات، كما تؤكد الأنثروبولوجية كريستين يانو في مقابلة مع لوس أنجلوس تايمز. وهذه الخلفية كانت تُلبي ذوق ذلك العصر، حيث كانت الفتيات يتطلعن إلى العالم الغربي.

وأوضحت يانو: "الكثير من الناس لا يعرفون قصتها، والكثير منهم لا يهتمون". وتضيف: "يمكنك أن تعطيها غيتارا، يمكنك أن تضعها على المسرح، يمكنك تصويرها كما هي. هذه الفراغية تمنحها جاذبية للعديد من أنواع الأشخاص".

مع دخولها العقد الخامس من عمرها، لا يبدو أن توسع هالو كيتي سيتباطأ (بيكسلز)

يقول نويكيرشين: "الكثير منهن يرغبن في رؤية شخصيته على منتجات للبالغين". ومنذ الثمانينيات، بدأت يوكو ياماغوتشي، المصممة الثالثة لهالو كيتي، في استشارة المعجبين لتطوير منتجات تناسب الكبار، وهو نهج لا يزال يحقق نجاحا حتى اليوم.

هل نحن على موعد مع هوليود؟

يحتفل بعيد ميلاد هالو كيتي الـ50 في جميع أنحاء العالم، حيث يعرض المؤثرون منتجاتها المفضلة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كولونيا، ألمانيا، يمكن للمعجبين الانغماس في عالم وردي في متحف "سوبر كاندي". وأنشأت سانريو أيضا موقعا جديدا يحتفي بهالو كيتي، يتضمن جدولا زمنيا لحياتها ومهنتها.

ومع دخولها العقد الخامس من عمرها، لا يبدو أن توسع هالو كيتي سيتباطأ، حيث يناقش في الأوساط الفنية إنتاج فيلم رئيسي حول الشخصية.

يقول نويكيرشين: "إذا واصلت سانريو المرونة واستجابت للاتجاهات، ستظل هالو كيتي موجودة لفترة طويلة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

سوريا توقع مذكرة تفاهم لبناء مشروعات لتوليد الكهرباء باستثمارات 7 مليارات دولار

الاقتصاد نيوز - متابعة

وقعت وزارة الطاقة السورية مذكرة تفاهم مع تحالف من شركات عالمية بقيادة شركة أورباكون القابضة القطرية من أجل تطوير مشروعات كبرى بهدف توليد الكهرباء عبر استثمارات أجنبية تصل إلى نحو سبعة مليارات دولار، بحسب ما ذكرته الشركة القطرية في بيان لها يوم الخميس 29 مايو/ أيار.

وتشمل مذكرة التفاهم بناء أربع محطات غاز لتوليد الكهرباء تعمل بنظام الدورة المركبة بإجمالي طاقة يصل إلى 4000 ميغاواط، إلى جانب بناء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميغاواط في جنوب البلاد.

وخلال مراسم توقيع المذكرة التي حضرها الرئيس السوري أحمد الشرع، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، قال وزير الطاقة في حكومة دمشق، محمد البشير: "نعيش اليوم لحظة تاريخية تشكل نقطة تحول في قطاع الطاقة والكهرباء في سوريا لإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة في هذا القطاع المهم".

يأتي توقيع المذكرة وسط توقعات ببدء بناء المحطات بعد عقد الاتفاقات النهائية والاتفاق على الجوانب المالية، على أن تستغرق عملية بناء محطات الغاز نحو ثلاث سنوات، وأقل من سنتنين بالنسبة لمحطة الطاقة الشمسية.

وعند اكتمالها، من المنتظر أن تلبي تلك المشروعات ما يتجاوز 50% من احتياجات سوريا من الكهرباء.

حالياً لا يتجاوز الإنتاج اليومي للكهرباء في سوريا 1.6 غيغاواط مقابل 9.5 غيغاواط قبل 2011، بحسب وكالة رويترز، وذلك مع الأضرار الكبيرة التي أصابت شبكة الكهرباء في البلاد بسبب الحرب التي استمرت لنحو 14 عاماً، إلى جانب البنية التحتية المتهالكة ونقص الوقود.

ومن المتوقع وصول تكلفة إعادة إعمار قطاع الكهرباء في سوريا إلى حوالي 11 مليار دولار. وتراهن الإدارة الجديدة في البلاد على تحمل القطاع الخاص عبء عملية إعادة الإعمار في القطاع، وهو ما يعكس تحولات في السياسات الاقتصادية التي قادتها الدولة في فترة نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

من جانبه، علق الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة القطرية، رامز الخياط، قائلاً إنه سيتم الحصول على تمويلات لتنفيذ هذه المشروعات من بنوك إقليمية ودولية، إلى جانب ضخ رأس مال من الشركاء.

وذكر الخياط أن التوقعات تشير إلى توفير هذه المشروعات "50 ألف فرصة عمل مباشرة و250 ألف فرصة عمل غير مباشرة".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي إلى سوريا: صفقة الطاقة البالغة 7 مليارات دولار ليست سوى البداية في سوريا
  • بعد جمع 5 مليارات دولار من بيع سندات.. أرامكو قد تلجأ لأسواق الدين مجدداً
  • سوريا توقع مذكرات مع شركات طاقة عالمية باستثمارات تصل إلى 7 مليارات دولار
  • سوريا توقع صفقات كهرباء بـ7 مليارات دولار مع شركات أميركية وقطرية وتركية
  • سوريا: توقيع اتفاقية بـ7 مليارات دولار مع تحالف شركات لتوليد الكهرباء
  • سوريا توقع مذكرة تفاهم لبناء مشروعات لتوليد الكهرباء باستثمارات 7 مليارات دولار
  • سوريا.. رفع العلم الأمريكي في دمشق للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.. وتوقيع اتفاقيات طاقة بـ7 مليارات دولار
  • سوريا.. استثمارات بـ 7 مليارات دولار في مجال الطاقة
  • سوريا توقع اتفاقا بـ 7 مليارات دولار مع تحالف شركات لتوليد الكهرباء
  • إطلاق صندوق سعودي بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار الجريء