سياسي إسرائيلي يدعو للاستفادة من قوة قطر الناعمة في صراعات المنطقة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
مع التعثر السياسي الذي يجد فيه الاحتلال نفسه، بجانب التورط العسكري، واصطناع المزيد من الأزمات الدبلوماسية، تؤكد أوساط عديدة فيه أن النزعة التي تحكمه لتقسيم العالم إلى خير وشر لا تساعد في إدارة سياسة ذكية.
لأن الاحتلال بهذه الحالة لا يحدد المصالح المشتركة مع جميع أنواع الجهات الفاعلة، رغم أن هناك مفهوما في الدبلوماسية يسمى frenemies، وتعني "الأعداء الأصدقاء"، حسب كل حالة سياسية على حدة، وهو ما لم تفهمه دولة الاحتلال، ولا ساستها، مما أوقعها في تلك الأزمات التي تبدأ ولا تنتهي.
نداف تامير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة JStreet في تل أبيب، وعضو اللجنة التنفيذية لمعهد ماتيفينغ للسياسة الإقليمية، ومستشار في الشؤون الدولية لمركز بيريس للسلام، أكد أن "قطر تعدّ مثالاً كلاسيكيًا على مثل هذا النموذج في العلاقات الدبلوماسية، صحيح أنها تدعم حركة الإخوان المسلمين، لكن الاستنتاج الإسرائيلي بأنها تدعم "الإرهاب" هو خاطئ ومضلل، فهناك طيف واسع في حركة الإخوان المسلمين، ولدينا العديد من هذه النماذج، حيث عضو الكنيست منصور عباس والشيخ رائد صلاح والرئيس المصري الراحل محمد مرسي".
وأضاف تامير الدبلوماسي السابق في البعثات الإسرائيلية في واشنطن وبوسطن ومستشار سياسي لرئيس الدولة، في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "قطر لم تسعى قط إلى الترويج للعمل المسلح، حتى لو أقامت علاقات مع المشاركين بتنفيذ بعض تلك العمليات، وقد تم نقل المساعدات القطرية إلى حماس استجابة لطلب أميركي إسرائيلي، كما أن استضافة قيادة الذراع السياسية حماس في قطر تمت كجزء من مفهوم شامل يسعى لإبعاد الحركة عن إيران، بجانب التقدير الإسرائيلي والأمريكي والدولي الكبير في الجهود القطرية الرامية لإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين من أسر حماس".
وأشار أن "هذه أمثلة جيدة على أهمية العمل مع قطر، لأنه حتى في اليوم التالي للحرب في غزة، سيظل الإسرائيليون بحاجة إلى القطريين، كوسطاء لأن حماس لن تختفي من غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، مع العلم أن قطر تستضيف قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط، ويوجد في أراضيها فروع تابعة لبعض أهم الجامعات الأمريكية، فضلا عن الشراكة الإيرانية القطرية في حقل غاز بحري كبير تتيح لها أن تكون أغنى دولة في العالم يسمح لها باستثمار موارد كبيرة في إعادة الإعمار في دول مثل سوريا ولبنان وغزة".
وأوضح أن "هذه الإمكانيات التي تحوزها قطر تجعلها قوة حاسمة في أي تسوية سياسية بعد الحرب الدائرة في المنطقة حالياً، وقد تعلمت قطر من اليهود الأميركيين كيفية خلق النفوذ على المعاهد البحثية والجامعات في الولايات المتحدة من خلال التبرعات، مما يخلق تأثيرا على صناع القرار، وبالتالي فيمكن لدبلوماسية القوة الناعمة القطرية أن تكون بديلاً للصراعات العسكرية المستمرة، وربما هو النهج الذي يجب على دولة الاحتلال الإسرائيلي أيضًا أن تحاول تنفيذه".
وأشار إلى أن "الإسرائيليين يجب أن يتعلموا من حلفائهم في الولايات المتحدة، التي تساعدها قطر في التحركات الدبلوماسية مع الدول والمنظمات المعادية لها، على سبيل المثال، إطلاق سراح مواطنين أميركيين من السجون الإيرانية، وتحقيق الاتفاق الذي مكّن من انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وقد تبين للجميع، ومنهم الإسرائيليون، أن قطر مهتمة بالمساعدة في خلق عمليات من شأنها تعزيز السلام والاستقرار، من خلال دبلوماسية القوة الناعمة".
واستدرك بالقول أن "بنيامين نتنياهو لجأ إلى قطر لتمويل حماس، ومع الهدف المعلن المتمثل في إضعاف السلطة الفلسطينية، وفرصة التوصل إلى تسوية سياسية، ولذلك فإني أقترح مساعدة قطر من أجل المساعدة في تعزيز التسوية مع الفلسطينيين كجزء من نظام إقليمي، صحيح أن قطر ليست دولة صديقة لدولة الاحتلال، لكنها دول لها مصالح اقتصادية وسياسية في العالم الغربي والعربي والإسلامي، ومن الصحيح أن نتعامل معه بحذر، ولكن مساعدتها في النهاية".
وختم بالقول أنه "يجب على الدوائر السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية التعرف على قدرة قطر على التأثير بشكل كبير في المنطقة، ومن المفيد التفكير في كيفية الاستفادة منها، ليس كلاعب منفرد أو حتى مركزي، ولكن كدولة لديها القدرة على ذلك، وتوظيف النفوذ الذي لا تتمتع به دول أكبر منها بكثير، مثل مصر والسعودية، لأنها تعلمت كيف تتمكن من التنقل بين مختلف التحالفات الإقليمية والدولية".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال قطر الفلسطينية فلسطين قطر الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كاتب اسرائيلي يدعو للتفاوض مع كتائب القسام .. مفتاح الحل في غزة لا الدوحة
#سواليف
اقترح المعلق الاسرائيلي في القناة 12 الإسرائيلية، في مقال قصير اعتماد مسار تفاوضي بديل تسلكه #الحكومة_الإسرائيلية لإنهاء #الحرب والتوصل إلى #اتفاق_نهائي بشأن #الأسرى وتفكيك حركة #حماس.
وأشار ايهود يعاري في مقاله إلى أن الحكومة الإسرائيلية تركز جهودها حاليًا على التفاوض مع قيادة حماس في #قطر، في حين تتجاهل خيارًا آخر يتمثل في فتح قنوات تواصل مباشرة مع الجناح العسكري لحماس في غزة، والذين وصفهم بأنهم “يمسكون بمفتاح #إنهاء_الحرب” لكونهم الجهة التي تحتجز #الرهائن فعليًا.
ودعا اسرائيل الى طرح عرض علني وواضح تمامًا، يقضي بضمان خروج آمن لهم من القطاع مقابل عودة الأسرى الأحياء والأموات.
مقالات ذات صلةمضيفا”هذا هو السبيل أيضًا لإنهاء الحرب… برحيل الصفين الأول والثاني، وربما أكثر، من أعضاء حماس سيمهد الطريق لإقامة نظام بديل في القطاع، تتولى فيه الدول العربية، وخاصة دول الخليج، بتمويل دولي ودعم عسكري إسرائيلي، زمام الأمور.
ويزعم أن هناك فجوة بين صفوف قادة الصف الثاني في حماس في قطاع غزة والقادة السياسيين المقيمين في قطر، معتمدا على تصريحات أدلى بها أحمد يوسف، أحد قادة حماس في قطاع غزة، والذي يصرح علنًا بأن السابع من أكتوبر كان خطأً فادحًا، وأن القتال يجب أن يتوقف فورًا، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن، وبالطبع، وقف إطلاق النار. وهناك أمثلة أخرى كثيرة على هذا التوجه داخل الحركة.
كذلك يزعم المعلق الاسرائيلي قائلاً: من المحتمل جدًا ألا يكمن مفتاح حل المشكلة بالضرورة في المحادثات في قطر والقاهرة – حيث لمصر وقطر مصالحهما الخاصة – ولكن بالتحدث بطريقة غير مباشرة مع أولئك الذين ما زالوا في سلسلة قيادة الجناح العسكري لحماس في غزة.. وكثير منهم يبحثون عن مخرج”.
قد يكمن مفتاح الحل في نهاية المطاف في التواصل مع قادة حماس المحليين في مختلف القطاعات، الذين فقدوا منذ زمن طويل ثقتهم بـ”قادتهم” في قطر. قائلا :” الحل في غزة ليس في القاهرة وبالتأكيد ليس في قطر، بل في خان يونس ورفح”.