جريدة الوطن:
2025-05-28@11:11:28 GMT

أصداف: تزييف فـي «العلم»

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

أصداف: تزييف فـي «العلم»

هل سمعتم بمعلومة «علميَّة» حقَّقت انتشارًا هائلًا، واحتلَّ الكتاب الذي تناولها صدارة مبيعات الكتب في العالَم لعدَّة أشْهُر؟
حدَثَ هذا قَبل أن يتمَّ فتح الأبواب أمام نشْرِ كُلِّ شيء في عصر «الميديا» وقنوات متعدِّدة الواجهات والذَّكاء الاصطناعي، وحصل ذلك من خلال دار نشْرٍ مشهورة، وكما يعرف الجميع، فإنَّ دُورَ النشر، تلتزم بضوابط ومعايير شديدة وصارمة في طبعها ونشرها للكتب.


عنوان الكتاب «عوالم في تصادم» المؤلِّف إيمانويل فيليكوفسكي ودار النَّشر ماكميلان وشركاه وسنة النَّشر 1950، تلك الحقبة التي أعقبت الحرب العالميَّة الثانية، وشهدت نشاطًا واسعًا في عالَم النَّشر والطِّباعة، والمعلومة التي تحدَّث عَنْها الكتاب تقول: إنَّه وفي حوالي ألفٍ وخمسمئة سنة قَبل الميلاد، أنَّ كوكب المشتري قذَف مذنَّبًا صوب الأرض ممَّا تسبَّب في حدوث اضطرابات كبيرة في المجال المغناطيسي للأرض، ثم إعادة توجيه محور الأرض. ويسرد القصَّة بتفاصيلها المثيرة للاهتمام الباحث ديفيد سيبكوسكس في كتابه (التفكير الكارثي) الصادر ضِمْن سلسلة عالَم المعرفة التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت وترجمة إيهاب عبد الرحيم علي.
هذه المعلومات التي لَمْ يتمكن الباحث إيمانويل فيليكوفسكي إثباتها. ليس هذا وحده، بل جوبهت بحملة مضادَّة من جمهرة واسعة من كبار العلماء ومن جامعات مرموقة جدًّا، إلَّا أنَّها وجدَت سُوقًا كبيرًا وبيئة خصبة لانتشارها على أوسع نطاق. ويُصنِّف سيبكوسكي مِثل هذه المعلومة والنطاق الواسع الذي انتشرت فيه تحت عنوان أو مُسمَّى «التفكير الكارثي» مستشهدًا بالمواقف التي أطلقها العلماء والخبراء لوقف المعلومات ذات الطابع الكارثي، والتي تتسبب بنتائج خطيرة على مستويات مختلفة في تفكير المُجتمعات، إلَّا أنَّ كُلَّ تلك التحركات والأنشطة العلميَّة لَمْ تتمكن من إيقاف السَّيل العامِّ الذي ورَدَ في كتاب (عوالم في تصادم)، رغم الجديَّة العالية التي اتَّسمت فيها المُجتمعات في تلك الحقبة وتأثير العلماء وصعوبة نشْرِ الخرافات التي ترتدي أقنعة العِلْم إنْ لَمْ يكُنْ مستحيلًا، إلَّا أنَّ «خرافة» المشتري الذي قذف المذنَّب صوب الأرض وأحدث ما أحدث فيها قَدْ قوبل بقَبول منقطع النظير على المستوى الشَّعبي، وتفاعلت معه فئات مختلفة من المُجتمعات. ورغم رصانة الذين تصدوا لذلك من العلماء والمفكرين، إلَّا أنَّ الموجة الصاخبة التي أطلقها فيليكوفسكي كانت أقوى من هؤلاء.
لو تمَّ إسقاط ما حصل في تلك الحقبة على حجم الزائف بجميع أشكاله وأنواعه والحقول المختلفة التي ينمو فيها وينتشر بسرعة البرق في وقتنا الحالي، ما نَوْع تداعيات والتحدِّيات التي سنواجهها؟ وما حجم الوهم والخداع الذي يستهلكه النَّاس في جميع دوَل العالَم وفي مختلف المُجتمعات؟
وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أكثر من 99.9% من ذهب الأرض لم يكتشف بعد

الذهب الذي ترتديه النساء، أو نستخدمه كوعاء ادخاري في أشد الأزمات الاقتصادية، لم يصنع على الأرض، لأن هذا العنصر من الجدول الدوري يتطلب لتصنيعه درجات حرارة وشدة انفجارية لا تلاحظ إلا في تفجر النجوم أو تصادمها.

ولذلك يعتقد العلماء أن ذهب الأرض قد جاء إليها من حادث عنيف قريب من الشمس حصل قبل 5 مليارات عام، وقذف بكميات هائلة من الذهب، اختلطت بالأرض الهشة الناشئة آنذاك، وهو ما نستخرجه اليوم من باطنها.

وجد العلماء أن المواد من نواة الأرض قد تصعد للسطح عبر البراكين (الجزيرة) ذهب الوشاح

وكان يعتقد سابقًا أن كل ما نستخرجه من الذهب يأتي فقط من طبقة الوشاح، وهي الطبقة التالية مباشرة لطبقة القشرة الأرضية التي نعيش عليها.

وحسب هذا الاعتقاد، فإن بقية الذهب الموجود في باطن الأرض والواقع في طبقة نواة الأرض (التي تلي الوشاح)، لم يخرج منها قط، ولن يخرج منها بأي شكل، لأن هناك عازلا يمنع مادة نواة الأرض من التسرب للوشاح.

وبحساب الكمية الكلية المتوقعة للذهب والمعادن الثمينة الأخرى في باطن الأرض (في طبقتي الوشاح واللب)، وجد العلماء أنها كبيرة جدا لدرجة أن ما لم يعدّن منها تساوي نسبته 99.999%، معظمها في النواة.

مصدر جديد

ولكن مؤخرًا، عثر باحثون من جامعة غوتنغن الألمانية على آثار من معدن نادر يُدعى "الروثينيوم" في صخور بركانية بجزر هاواي، وقد أظهر التحليل الكيميائي أن هذه الآثار لا يمكن أن تكون من القشرة الأرضية أو الوشاح، بل يُعتقد أنها جاءت من نواة الأرض.

إعلان

وتشير النتائج، التي نشرت في دراسة بدورية "نيتشر" المرموقة إلى أن نواة الأرض، التي تحتوي على معظم الذهب والمعادن الثمينة، قد تُسرب مواد إلى الوشاح، ثم تصل هذه المواد إلى السطح عبر النشاط البركاني، وهذا يخالف اعتقاد العلماء السابق بأن نواة الأرض معزولة تمامًا.

ويساعد هذا الاكتشاف العلماء على فهم كيفية تشكل الأرض وتوزيع المعادن فيها، والأهم من ذلك أنه قد يُعيد التفكير في كيفية البحث عن المعادن الثمينة ومصادرها.

مقالات مشابهة

  • لغز وعاء غامض مدفون قبل ألف عام فكّكه العلماء.. ما هو؟
  • شبكة تزييف عملة في بغداد.. المتهم طبع ملايين منذ 2019
  • بالصور.. مأدبة عشاء في قصر العلم العامر تكريمًا للرئيس الإيراني
  • الرقابة الإدارية تتابع ملف طباعة «الكتاب المدرسي» وتحذّر من التلاعب بالمستقبل التعليمي
  • هيئة الكتاب تصدر السبنسة لسعد الدين وهبة
  • أكثر من 99.9% من ذهب الأرض لم يكتشف بعد
  • علي جمعة يرد على منكري السنة: واحد مستلقي على قفاه ويتكلم دون علم
  • الثقافة تفتتح الدورة الرابعة لمعرض الكتاب والحرف التراثية بالعاصمة الإدارية
  • انطلاق حفل توقيع كتاب مذكرات صلاح دياب.. هذا أنا بحضور كبار الكتاب
  • جيل ألفا وما بعده في معرض الكتاب