بريطانيا .. حبس شخص 18 عاما استخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مخلة للأطفال
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
في سابقة قانونية صادمة، حُكم على هيو نيلسون، رجل يبلغ من العمر 27 عامًا من بولتون، بالسجن لمدة 18 عامًا بعد إدانته بارتكاب 16 جريمة اعتداء جنـ سي على الأطفال، هذه القضية، التي تُعتبر الأولى من نوعها في المملكة المتحدة، أثارت الكثير من الجدل حول استخدام التكنولوجيا الحديثة في ارتكاب الجرائم.
تفاصيل القضيةتعود أحداث القصة إلى أغسطس الماضي، عندما بدأت شرطة مانشستر الكبرى تحقيقًا في الأنشطة المشبوهة لنيلسون، استخدم المتهم برنامج "Daz 3D"، الذي يتميز بخصائص الذكاء الاصطناعي، لتحويل صور أطفال أبرياء إلى صور تحمل طابع الاعتداء الجن سي، وفي بعض الحالات، كان نيلسون يتلقى طلبات من متحرشين بالأطفال، الذين قدموا له صورًا لأطفال كانوا يعرفونهم في حياتهم اليومية، بحسب ما نشرته صحيفة ذا جارديان.
لم يقتصر نشاط نيلسون على إنشاء الصور فقط، بل قام أيضًا ببيع هذه الصور في غرف الدردشة على الإنترنت، حيث ارتبط بنقاشات مع مجرمين آخرين حول مواضيع تتعلق بالاعتداء الجنـ سي على الأطفال، وحقق من خلال هذه الأنشطة ما يقرب من 5000 جنيه إسترليني خلال فترة 18 شهرًا، تتجلى هنا مخاطر التكنولوجيا، إذ أدت إلى تسهيل التواصل بين المجرمين وتبادل المواد المحظورة.
الأساليب المستخدمةحكم القاضي مارتن والش على نيلسون بعد دراسة الأدلة المقدمة، مشيرًا إلى أن هذه القضية تمثل تطورًا مقلقًا في عالم الجرائم الإلكترونية، بالمقارنة مع حالات سابقة تتعلق بالتزييف العميق، والتي تشمل عادة نقل وجه شخص إلى جسم آخر، اتخذ نيلسون خطوة أبعد بإنشائه شخصيات ثلاثية الأبعاد من صور أطفال بريئين، مما يعكس قلة الوعي بالمخاطر المحيطة بالتكنولوجيا.
التأثير على الضحايا والمجتمعأشار القاضي إلى أنه من المستحيل تحديد ما إذا كان الأطفال قد تعرضوا للاعتداء بسبب صور نيلسون، لكنه أكد على أن ما قام به كان له تأثير مدمر على الضحايا المحتملين، لقد أظهر نيلسون عدم اكتراث تام للأضرار الناجمة عن توزيع المواد المرعبة والمقززة، وهي سمة تتسم بها العديد من الجرائم الجنسية التي تستغل التكنولوجيا.
القبض على نيلسونجاءت عملية القبض على نيلسون بعد أن أبلغ ضابط شرطة سريًا في غرفة دردشة عبر الإنترنت بأنه حصل على 80 جنيهًا إسترلينيًا لإنشاء شخصية جديدة باستخدام الصور المقدمة له، هذه المعلومات كانت نقطة انطلاق مهمة للتحقيق، حيث تمكنت السلطات من تتبع أنشطته وملاحقته.
الرسائل المشجعة على الجرائمخلال التحقيقات، كشفت الشرطة أن نيلسون كان يتبادل رسائل مع ثلاثة أفراد يشجعون على ارتكاب جرائم اغت صاب للأطفال دون سن 13 عامًا، هذه الأنشطة أظهرت كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون وسيلة لتسهيل التواصل بين المجرمين، مما يزيد من تعقيد جهود الشرطة في مكافحة هذه الجرائم.
العقوبات والتبعات القانونيةفي النهاية، أدين نيلسون بتهم متعددة تشمل تشجيع اغتصاب طفل دون سن 13 عامًا، ومحاولة تحريض طفل دون 16 عامًا على الانخراط في أعمال جن سية، بالإضافة إلى توزيع وتصوير مواد غير لائقة، مثل نيلسون أمام المحكمة مرتديًا سترة وربطة عنق، حيث لوح لوالديه في صالة الجمهور، لكنه جلس برأس منخفض، مما يعكس حالة من الندم أو العجز عن مواجهة العواقب.
الدروس المستفادةقالت خبيرة التنمية البشرية هبة شمندي فى تصريحات خاصة لصدى البلد، تُبرز هذه القضية أهمية إدراك المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، وضرورة اتخاذ تدابير وقائية لحماية الأطفال من هذه الأنواع من الاعتداءات، كما تسلط الضوء على الحاجة إلى التشريعات الصارمة لمواكبة التطورات التكنولوجية، مما يحمي المجتمع من الجرائم التي تتخذ من التكنولوجيا وسيلة للتنفيذ.
إن حكم السجن الذي صدر بحق هيو نيلسون هو تذكير صارخ للمجتمع بأهمية التصدي للاعتداءات الجن سية، خاصة في عصر يتزايد فيه استخدام الذكاء الاصطناعي، يتوجب على الجميع، من الأفراد إلى المؤسسات، العمل معًا لضمان سلامة الأطفال وحمايتهم من أي خطر قد يواجهونه جراء الاستخدام غير المسؤول للتكنولوجيا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الاطفال شرطة مانشستر وظيفة الذكاء الاصطناعي صور الأطفال الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
بعد فيسبوك وتيك توك… يوتيوب يلتحق بالقائمة السوداء للأطفال
أعلنت السلطات الأسترالية، الأربعاء، عن نيتها إقرار قانون جديد يمنع الأطفال دون سن السادسة عشرة من استخدام منصة “يوتيوب”، في خطوة تشكّل توسعاً في معركة البلاد ضد “التهديدات الخفية” التي تشكلها الخوارزميات الرقمية على الصحة النفسية والنمو المعرفي للأطفال.
وقالت وزيرة الاتصالات الأسترالية، أنيكا ويلز، في بيان رسمي: “هناك مكان لوسائل التواصل الاجتماعي، لكن لا مكان للخوارزميات المفترسة التي تستهدف الأطفال وتوجّه سلوكهم بطريقة غير مدروسة أو آمنة”.
القرار يأتي بعد أشهر من اعتماد البرلمان الأسترالي في نوفمبر 2024 لقانون غير مسبوق، حظر بموجبه دخول من هم دون 16 عاماً إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، وإكس (تويتر سابقاً)، لكنّ يوتيوب لم يكن مشمولاً في القانون، نظراً لاستخدامه الواسع في المؤسسات التعليمية وتوفيره محتوى تعليمي وترفيهي عالي الجودة، بحسب ما قالت الحكومة حينها.
والتحوّل الملحوظ في موقف السلطات الأسترالية يعكس قلقاً متزايداً من الخوارزميات التي تتحكم بما يشاهده المستخدمون على يوتيوب، وخصوصاً “التغذية التلقائية للمحتوى” التي يُعتقد أنها تسهم في خلق أنماط إدمان وتشتيت تركيز لدى الأطفال.
من جانبه، قال متحدث باسم منصة يوتيوب إن: “يوتيوب ليست منصة تواصل اجتماعي، بل مكتبة فيديوهات عامة ذات محتوى مجاني وعالي الجودة، وتُشاهَد بشكل متزايد على شاشات التلفزيون”، مؤكداً أنهم ملتزمون بحماية الأطفال وتوفير أدوات رقابة أبوية صارمة.
هذا ويحظى القانون المقترح بدعم واسع من الحزبين الحاكم والمعارض، وسط تصاعد الدعوات المجتمعية لوضع ضوابط أكثر صرامة على استخدام الأطفال للتكنولوجيا ووسائل الإعلام الرقمية.
ويتوقع مراقبون أن يُحدث التشريع المرتقب تأثيرًا واسع النطاق، قد يُلهم دولاً أخرى للسير على خطى أستراليا، في وقت تتزايد فيه الأدلة على ارتباط الاستخدام المفرط للشاشات بمشاكل نفسية وسلوكية لدى القُصر.
ويأتي هذا القرار وسط نقاش عالمي ساخن حول دور شركات التكنولوجيا الكبرى في حماية الفئات الضعيفة، مع تصاعد التحقيقات البرلمانية في الولايات المتحدة وأوروبا بشأن تأثير الخوارزميات على الصحة العقلية للأطفال، واتهامات متكررة لهذه المنصات بإهمال واجبها الأخلاقي والرقابي.