هل يمكن أن تسبب العين أو الحسد الموت؟.. أمين الفتوى يوضح
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل حول تأثير الحسد والعين، وهل يمكن أن يصل الأمر إلى الموت نتيجة ذلك.
وجاءت إجابته في إطار حلقة من برنامج تليفزيوني تم بثها اليوم الاثنين، حيث أكد أن الحسد قد يؤدي إلى الموت في بعض الحالات، ولكنه شدد على أن الربط المباشر بين شخص معين وموت آخر بسبب حسده له غير جائز.
وأوضح الشيخ وسام أن المقصود من ذكر الحسد في القرآن الكريم هو تربية النفوس على الطهارة والنقاء، وليس لإثارة مخاوف غير واقعية أو التسبب في نشر أفكار خرافية.
وأكد على أهمية عدم الانسياق خلف هذه المفاهيم، لأن ذلك يؤدي إلى نشر ثقافة الخوف والتشاؤم، بدلاً من تعزيز الثقة بالله والاعتماد على ذكره.
كيفية التحصن من الحسد
أضاف الشيخ وسام أن الحل الأمثل للوقاية من الحسد هو الاعتماد على القرآن والأذكار، مثل قراءة الفاتحة والمعوذتين والإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن التفكير بأن كل ما يحدث لنا هو بسبب الحسد أو السحر.
وفي ذات السياق، قدم الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العالم الأزهري، مجموعة من الوسائل التي يُنصح بها للتحصين من الحسد.
وذكر أن أفضل الطرق لذلك تشمل ذكر الله تعالى بشكل مستمر، سواء بترديد اسم الله أو بالدعاء بقول "يا الله"، وقراءة سورتي الفلق والناس والفاتحة وآية الكرسي.
كما أشار الدكتور مختار إلى تجربة عملية تتمثل في قراءة سورة الإخلاص (الصمد) 11 مرة. واستشهد بقصة الصحابي أبو الدرداء، حيث جاءه رجل ليخبره بأن بيته قد احترق، فرد عليه أبو الدرداء بثقة قائلاً: "ما احترق بيتي". وعندما أخبره آخرون بنفس الخبر، أجاب بنفس الثقة. وعندما تبين أن النار وصلت إلى منزله ثم انطفأت، برر أبو الدرداء هذا الأمر بأذكارٍ سمعها من الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي من شأنها أن تحمي من المصائب.
وتشمل هذه الأذكار دعاءً جاء فيه: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت، وأنت رب العرش الكريم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم."
الخلاصة
أكد الشيخ أحمد وسام والدكتور مختار مرزوق أن الوقاية من الحسد تتحقق بالاعتماد على الأذكار والقرآن، وعدم الغوص في التفكير بأن كل حادثة مؤسفة تحدث بسبب الحسد. فالتحصن بذكر الله تعالى وبالأدعية من شأنه أن يبعث الطمأنينة في نفوس المؤمنين، ويبعد عنهم الخوف من تأثير الحسد أو العين، مع التشديد على أهمية تجنب نشر الخرافات وتعزيز الوعي الديني السليم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: من الحسد
إقرأ أيضاً:
هل فيزا المشتريات حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من أحد المتابعين قال فيه: «ما حكم استعمال فيزا المشتريات، أشتري بها وأُقَسِّط للبنك من مرتبي، أحيانًا بأرباح وأحيانًا بمصاريف إدارية فقط، هل ذلك حلال أم حرام؟».
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، أن المعتمد في الفتوى أن فيزا المشتريات يجوز استعمالها في شراء السلع ولا حرج في ذلك شرعًا، مشيرًا إلى أن حقيقة المعاملة أن البنك يكون بمثابة وكيل عن العميل، كأنه هو الذي اشترى السلعة أولًا ثم باعها له بالتقسيط، وهذا هو الواقع العملي لما يحدث في فيزا المشتريات.
وبيّن الشيخ إبراهيم عبد السلام أن العلماء في دار الإفتاء فرّقوا بين استعمال الفيزا في شراء السلع، وبين استعمالها في سحب أموال نقدية، موضحًا أن شراء السلع بالفيزا جائز شرعًا ولا إثم فيه، لأن المعاملة يكون فيها سلعة حاضرة، والبنك طرف ممول، والعميل يستفيد بالشراء ثم يسدد الأقساط، سواء كان ذلك بأرباح متفق عليها أو بمصاريف إدارية.
وأكد أمين الفتوى أن الإشكال والحرمة تكون في حالة سحب المال النقدي بالفيزا، ثم تجاوز المدة المسموح بها، وترتب على ذلك فوائد، فهنا تدخل المعاملة في شبهة القرض الربوي، وهو أمر غير جائز شرعًا، بخلاف فيزا المشتريات التي تتوسط فيها السلعة، ومع وجود السلعة ينتفي الربا.
وأشار إلى أن القاعدة الفقهية في ذلك واضحة، وهي أنه «إذا توسطت السلعة فلا ربا»، موضحًا أن البنك في هذه الحالة لا يُقرض مالًا مباشرًا، وإنما يُمول شراء سلعة ثم يُقسط ثمنها على العميل، وهو ما يجعل المعاملة جائزة شرعًا ولا حرج فيها مطلقًا، ما دامت منضبطة بهذه الصورة.