30 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: بعد سلسلة من التطورات المعقدة والمفاجئة، يواجه البرلمان العراقي حاليًا استحقاقًا سياسيًا حاسمًا يتمثل في اختيار رئيس جديد للبرلمان في جلسة يوم الخميس التي دعا إليها “الإطار التنسيقي”.

وفي ظل التنافس الشديد، تبرز مجموعة من القوى والشخصيات السنية التي تسعى لاستغلال هذه اللحظة لترجيح كفة مرشحها، فيما يأتي الدور الحاسم لدعم “الإطار التنسيقي” لتحديد الفائز بالمنصب.

وفي إطار هذه المنافسة، أصبحت طريق رئاسة البرلمان أكثر انفتاحًا أمام محمود المشهداني، المدعوم من “الإطار التنسيقي” وكتلة الـ 55 نائبًا، بعد استقالة خميس الخنجر من رئاسة “حزب السيادة” على إثر تحريك ملف “اجتثاث البعث” ضده.

ورغم ذلك، لم تُحسم الأمور بشكل قاطع، إذ تتخلل المشهد خلافات وتحالفات غير معلنة تهدف إلى تحريك الأصوات وتحقيق مكاسب سياسية تتجاوز منصب رئيس البرلمان، نحو قضايا أوسع مثل قانون العفو العام وقانون الأحوال الشخصية.

مفاجأة استقالة الخنجر، الذي كان يدعم سابقًا سالم العيساوي لرئاسة البرلمان، تركت فراغًا في التحالفات، حيث تحولت أصابع الدعم تدريجيًا إلى المشهداني، الذي يُعَدّ المرشح المفضل لزعيم “دولة القانون” نوري المالكي، بسبب دعمه في قضايا محورية مثل سحب القوات الأميركية.

في المقابل، يبدو أن رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي لم يعد متمسكًا بالمشهداني، بل فضّل دعم زياد الجنابي بشكل غير معلن، مما يزيد من تعقيد المشهد ويؤجج الصراع بين القوى السنية والشيعية.

هذا الوضع المتوتر، الذي يتخلله تبادل للتحالفات ودعم غير مُعلن، يشير إلى أن جلسة الخميس قد تكون “حاسمة ونهائية”، وفق تصريحات الإطار التنسيقي، إذ يمكن أن تنتهي إما بانتخاب المشهداني أو بانسحاب المرشحين لصالح بدلاء آخرين في محاولة لتجنب المزيد من الانقسامات.

في المحصلة، يبدو أن هذا التنافس المحموم بين القوى السنية والشيعية يستهدف تحقيق أكثر من مجرد انتخاب رئيس للبرلمان، بل يمتد لإعادة رسم التحالفات وترتيب الملفات العالقة.

و قال رئيس مجلس النواب السابق، محمد الحلبوسي، إن أي رئيس للبرلمان لن يصل إلى المنصب دون دعم كتلة “تقدم”، مؤكدًا أن تأييد كتلته يشكل حجر الزاوية لأي مرشح يسعى لرئاسة البرلمان. وأضاف الحلبوسي أن من وصفهم بـ”من دقّ الدفوف في ساحات الاعتصام” لن يُسمح لهم بالمشاركة في تسمية رئيس البرلمان، في إشارة إلى شخصيات يعتقد أنها تفتقر للشرعية المطلوبة للمنصب.

وفي تعليقه على ترشح سالم العيساوي، صرّح الحلبوسي برفضه القاطع لهذا الترشح، مؤكدًا أن العيساوي لن يكون رئيسًا للبرلمان ولن ينافسه في الأنبار، معبرًا عن ثقته في سيطرته الانتخابية في هذه المحافظة. كما أشار إلى إمكانياته المالية، قائلاً إن أي منافس لن يحصل على مقعد واحد في حال قرر صرف الأموال بنفس قدر حملاتهم الانتخابية، في تحدٍّ صريح يعكس ثقته بمكانته السياسية.

ورغم اختلاف النهج، أوضح الحلبوسي أن هناك اجتماعات عُقدت مع خميس الخنجر، لكنه لم يخفِ تحفظاته تجاه توجهات الخنجر، حيث أشار إلى ميوله لتلقي “الأوردرات الخارجية”، في تلميحٍ إلى أن الأخير يتلقى توجيهات من جهات خارجية قد تؤثر على مواقفه السياسية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الإطار التنسیقی رئیس ا

إقرأ أيضاً:

مطلوب وظيفة رئيس وزراء العراق

آخر تحديث: 1 دجنبر 2025 - 9:07 ص بقلم:سمير داود حنوش لاشيء جديد أن تنتهي الإنتخابات العراقية السادسة التي جرت في الحادي عشر من نوفمبر إلى تقاسم مناطق النفوذ وتوزيع المغانم وتبادل الأدوار في المناصب.ذلك ليس غريباً على العراقيين، لكن الجديد أن يحمل كل مرشح سيرته الذاتية للحصول على منصب رئاسة الوزراء بغض النظر عن الفائز والخاسر في أصوات الناخبين.أخيراً وبعد ظهور نتائج الإنتخابات جلس الإطار التنسيقي “الكتلة الأكبر” ليضع شروطاً واجب توفرها في المرشح لمنصب رئاسة الوزراء عبر C.V يتحدث فيه عن أهم أولوياته الحكومية فيما إذا تولى المنصب، والأهم هو تعهده تحريرياً بعدم تشكيل أي تكتل أو حزب سياسي أو دخوله إلى السباق الإنتخابي القادم. ذلك الشرط المهم الذي فات على الإطار التنسيقي أن يفرضه إلزاماً لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني في بداية توليه الرئاسة.سيناريو غريب لن تجده سوى في العراق، عندما تتحول رئاسة الوزراء إلى فرصة الباحثين عن عمل ووظيفة شاغرة لا تشترط الفوز بالإنتخابات أو الحصول على أعلى الأصوات.وظيفة تكون من شروطها أن يكون المرشح ملتزماً بتعليمات الكتل الحزبية وأن لا يُغرد خارج سربها، وقدرته على غض النظر والصمت والطاعة، وببساطة أن يتحول منصب رئيس الوزراء إلى وظيفة مدير تنفيذي بل قد يتحول هذا المنصب إلى إكسسوار في العملية السياسية، بينما القرارات المصيرية تُتخذ في دهاليز الغرف المظلمة وكواليس الإجتماعات المغلقة. تلك هي لعبة السياسة في العراق، لكن في المقابل تشترط القوى السياسية في المرشح لمنصب رئاسة الوزراء أن يكون حازماً وقوياً في مواجهة سلاح الميليشيات المسلحة وأن يُخرج العراق من قاع الإنهيار الإقتصادي الذي يواجهه البلد وأن يُنقذ رواتب الموظفين والمتقاعدين من الضياع بعد أزمة السيولة النقدية التي تواجه البلد وإحتمالية إنخفاض أسعار النفط وإنقاذ خزينة الدولة من الإفلاس. تلك القوى السياسية تشترط في المرشح أن يُمسك ببيضة القُبّان في سياساته الخارجية ويُبعد العراق عن بؤر التوترات وحروب المنطقة القادمة، فهل رأيتم تناقضاً أكثر من ذلك أو شيزوفرينيا تفوق هذا الفعل؟.الأغرب في المشهد السياسي هو ذلك التنافس الذي قد يصل إلى الضرب تحت الحزام من أجل وظيفة يتوجب على شاغلها أن يملك مصباح علاء الدين السحري ليحل جميع مشاكل العراق السياسية والإقتصادية، فلماذا التهافت على هذه الوظيفة؟. غياب مقتدى الصدر عن المشهد السياسي لم يُخلي الساحة من منافس فحسب، بل غيّر المعادلة السياسية جذرياً وجعل الإطار التنسيقي بلا خصم يفرض شروطه أو حتى منافس يُغيّر بعض من قواعد اللعبة.القول إن التدخل الإيراني في الشأن الداخلي لتشكيل الحكومة والقرار الأمريكي الراعي الرسمي للنظام السياسي ليس له تأثير أو وجود، قول فيه الكثير من البُهتان والتجنّي، فطالما كان الصراع ينتهي لصالح الجارة الشرقية في تشكيل الحكومات السابقة وربما برضا وتوافق أمريكي، لكن يبدو أن المعادلة الإقليمية قد تغيرت وبدأت إيران تفقد بوصلة السيطرة على الوضع العراقي في ظل وجود فيتو أمريكي قادم يمنع حلفاء الجارة الشرقية من المشاركة في السلطة. مشكلة العراق ليس بمن يكون رئيس للوزراء، بل في النظام السياسي الذي بات لا ينتج ما هو نافع أو مفيد، معضلة نظام لم يعد يستطيع إيجاد الحلول لمشكلات أصبحت تكبر ككرات الثلج حتى باتت بدون حل سوى التنظير وسفسطة أحاديث السياسية.من المبكر التنبؤ بما ستحدثه نتائج هذه الإنتخابات وما يُفضي إليه تشكيل الحكومة القادمة، لكن المؤكد إن عواصف الأحداث القادمة وتوقعات إندلاع شرارة الحرب بين إيران وإسرائيل في أي لحظة تؤكد إن العراق لن يكون بمعزل عن توترات إقليمية قد تقلب المعادلة في العملية السياسية.

مقالات مشابهة

  • مسارات التصفية الهادئة للأسماء.. ونواب الرئيس يعودون إلى طاولة المساومات
  • نقاش حاد في البرلمان الياباني حول دفن المسلمين… ووزير الصحة يرفض الحظر
  • مطلوب وظيفة رئيس وزراء العراق
  • الإطار يسيطر على تشكيل الحكومة وحده رغم التحذيرات الأميركية
  • الحكومة المقبلة بين “المرشح المدروس” و”خيار التسوية المحتملة”
  • غداً.. الإطار يضع اللمسات الأخيرة على اسم رئيس الوزراء الجديد
  • ملف رئاسة الوزراء أمام التسوية المنتظرة: بين التعقيد الأميركي وحسابات الإطار
  • عامر الفائز: المالكي أصغر مني بعامين وسأقود الجلسة الأولى للبرلمان
  • البرلمان الفلسطيني: رئاسة أبو العينين لبرلمانية المتوسط انطلاقة جديدة للتعاون والتنمية
  • رئيس بلا طموح سياسي: استراتيجية الإطار التنسيقي لتجنب التشرذم