تداعت مجموعة الشخصيات المنضوية في إطار "مجموعة العشرين" والتي درج الرئيس فؤاد السنيورة على الالتقاء بها دورياً على مدى 13 سنة الماضية، وذلك في خضم التطورات الراهنة الشديدة الهول نتيجة تعاظم حدّة واتساع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان واللبنانيين، وبعد نقاش مستفيض للأوضاع العامة في البلاد، توجهت المجموعة في بيان، بـ"التعزية القلبية الصادقة الى عائلات الشهداء والضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي الوحشي على مختلف الأراضي والمناطق اللبنانية"، سائلة الله "أن يعجل بشفاء جراح المصابين".



وأثنت المجموعة على "البيان الصادر عن القمة الروحية التي انعقدت في بكركي والبيان الذي صدر عن الرؤساء أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة، وهما البيانان اللذان اعتُبرا انهما يشكلان خريطة طريق لوقف الحرب غير المسبوقة التي تشنها إسرائيل على جميع اللبنانيين، وبالتالي للخروج من المحنة الهوجاء الراهنة التي تعصف بلبنان". حيث شددت المجموعة على "أهمية المسارعة للتوصل وبأسرع وقت ممكن لوقف إطلاق النار، لحفظ أرواح المواطنين الأبرياء وللحؤول دون المزيد مما يرتكبه العدو الإسرائيلي من قتلٍ وتدمير منهجي وتهجير قسري لجموعٍ كبيرة من اللبنانيين في شتى أنحاء لبنان إلى خارج مدنهم وبلداتهم وقراهم ومنازلهم، حيث يعانون الأمرين".

ورأت أن "وقف إطلاق النار ينبغي أن يتلازم ويترافق مع المباشرة الفورية في تطبيق القرار الدولي 1701 كاملا"، مشددة على "أهمية وضرورة دعم الجيش اللبناني وتعزيز إمكاناته وقدراته للدفاع عن لبنان، والتأكيد على انتشاره في جنوب الليطاني وفي كل المناطق اللبنانية".

كما رأت "ضرورة المسارعة ومن دون أي تأخير او أعذار لدعوة مجلس النواب فوراً للانعقاد وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحوز على ثقة المجلس النيابي وثقة المواطنين ويكون رمزاً لوحدة الوطن، بحيث يُصار بعدها إلى إعادة تكوين السلطات الدستورية، لاسيما عبر تشكيل حكومة إنقاذ تكون قادرة وفاعلة وتعمل على وضع لبنان على سكة التعافي والنهوض الوطني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي".

وأكدت "أهمية التمسك بوحدة اللبنانيين واحتضان بعضهم لبعضهم الآخر، وتضامنهم في وجه العدوان الإسرائيلي، وتأكيد عودتهم كفريق واحد متضامن إلى ما تقتضيه مصلحتهم الواحدة ومصلحة لبنان، وذلك بشروط الدولة اللبنانية وتحت رعايتها، وبما يعني أن تمسك الدولة بالقرار الوطني وتُدافع عن سيادتها الوطنية وكرامة شعبها، وأن تكون صاحبة السلطة الوحيدة والحصرية على كامل التراب اللبناني".

واشارت الى ان "ما أثبتته الأيام لجهة ثبات وأهمية الصيغة اللبنانية، صيغة العيش الواحد والمشترك بين جميع اللبنانيين، وان وحدة الشعب اللبناني هي السلاح الأفضل والأمضى في الدفاع عن لبنان، وفي تأكيد حقه بالحرية والاستقلال والسيادة، وان الحلول للبنان لا تكون ويجب أن لا تكون إلاّ عبر الحلول الوطنية الجامعة التي ترتكز على التمسك بالدستور وبحسن  واستكمال اتفاق الطائف، وان هذه الصيغة اللبنانية لا تحتمل ولا تتحمل انتصار فريق من اللبنانيين على فريق آخر، بل هي تقوم على أساس واحد لا بديل له، وهي عودة الجميع إلى الدولة اللبنانية وإلى سلطتها الواحدة والموحدة، وخضوعهم جميعاً إلى أحكام دولة القانون والنظام والمؤسسات، الدولة الراعية والعادلة، دولة المواطنة، التي هي أقوى من كل طائفة ومن كل الطوائف، وهي التي تظلُّ الملاذ للجميع، وهي الحامية للجميع على مساحة الوطن، الدولة التي تحترم دستور البلاد، كما وتحترم مواطنيها. فإمّا أن ينتصر الجميع وبالجميع ومعهم لبنان، وإما أن ينهزم الجميع ونخسر جميعا لبنان هذه الصيغة الفريدة، ونخسر وطننا ومستقبلنا الواحد".

واشارت الى ان "أزمة النازحين اللبنانيين الضيوف أصبحت تتفاقم غارة بعد غارة، ويوما بعد يوم، وهي باتت مشكلة خطيرة تفوق القدرة الاستيعابية للمناطق والمجتمعات المضيفة وتفوق قدرتها على التحمل، وكذلك لقدرة وإمكانات الدولة اللبنانية. إن هذا يستدعي تزخيم كل الجهود، والعمل على تكوين إدارة فاعلة وموثوقة، أهلية وحكومية، تتولى الأمر وتستطيع أيضا أن تُسهم في استنهاض الدعم العربي والدولي من أجل تأمين مستلزمات الضيافة الموقتة والكريمة، وتأمين عودتهم السريعة والكريمة إلى بلداتهم وقراهم، وذلك بالتلازم مع إعداد المخططات اللازمة لإعادة الإعمار مع ما يقتضيه ذلك من وجود إدارةٍ كفوءة وموثوقة وتمويل كاف ومضبوط من أجل إنجاز عملية الإعمار للمناطق المهدمة والمتضررة، وذلك إفشالا لمخططات العدو الإسرائيلي الذي تسبب بالنزوح القسري".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!

اليوم سأحدثكم عن قصة حصول باكستان على السلاح النووي وإحداثها لمعجزة سياسية-علمية في العالم الإسلامي، فدولة التي لم تكن تملك شيئا بل حتى لا تستطيع صناعة مسامير وبراغي كيف لها أن تصنع سلاحا نوويا معقدا جدا في فترة قصيرة جدا، حتى الغرب لم يستطع مجاراتها؟ لا بد أن يكون وراء ذلك سر عظيم جدا ألا وهي الإرادة والعزيمة التي صنعت المستحيل.

بدأ كل شيء عام 1971 عندما تعرضت باكستان لهزيمة قاسية ومذلة أمام الهند، العدو الأول والأزلي، انتهت بانفصال بنغلادش عن باكستان، وبعد ثلاث سنوات فجّرت الهند أول قنبلة نووية له بمساعدة الكيان وخرجت للعالم تتبجح وصرّح الهنود: "نحن الآن صرنا قوة نووية".

في تلك اللحظة المفصلية في التاريخ كانت باكستان تراقب الوضع وشعرت بأن عدوها قد اكتسب ما سيمكنه من التفوق عليها، وهذا ما استفز كبرياء الشعب والحكومة هناك، حينها وقف رئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو وقال عبارته الشهيرة: "لو اضطررنا لأكل العشب أو التراب، سنصنع قنبلة نووية". لم يأخذه الغرب ولا حتى الهند على محمل الجد، وظن الكل أنه مجرد هرطقة سياسية فقط وشعبوية معتادة للإلهاب حماس الجماهير هناك.. لكن تأكد لا حقا أن الرجل كان يعني ما يقوله بالحرف الواحد!

وبدأ التخطيط الفعلي لامتلاك برنامج نووي سري دون أن يثيروا ريبة أعين الغرب والعدو الأزلي الحاقدة.. وانطلق جمع المعلومات من طرف أجهزة المخابرات الباكستانية باحثة عن كل من يستطيع أن يقدم لهم يد العون من دول وحكومات ومنظمات سرية وجماعات تهريب وقبل ذلك البحث عن علماء نووي موثوقين ومستعدين للتضحية من أجل ذلك، وكان الاختيار على أحد الرجال الذين صنعوا المعجزة بأتم معنى الكلمة، ألا وهو الدكتور عبد القدير خان، وهو عالم الباكستاني شاب كان يعمل حينها في منشأة تخصيب أوروبية (URENCO – هولندا). اتصلت به المخابرات الباكستانية وقالت له بالحرف الواحد: "سيد عبد القدير أنت مستدعى في مهمة وطنية نبيلة هل ستلبي الدعاء أم نذهب لخيارات أخرى؟".

وكان الجواب: "لا مجال للتردد أمام نداء الوطن!" لم يتردد هذا الرجل الوطني المخلص للحظة في تلبية نداء الواجب، وترك كل الامتيازات الممنوحة له والرفاهية وجودة الحياة وحقول الورود والياسمين في هولندا؛ البلد الساحر من حيث الطبيعة الخلابة وجودة الحياة، وعاد متخفيا ليعمل في ظروف قاسية في مناطق وعرة غير موصولة حتى بطرق معبدة وبعيدة كل البعد عن المدن في باكستان. كل هذه التضحية من أجل هدف واحد ونبيل ألا وهو أن تمتلك بلده سلاحا نوويا يمكنها من استعاده التوازن أمام عدو أزلي يتربص على الحدود في كشمير..

استغل هذا الرجل الذكي منصبه هناك لجمع كل ما يمكنه من معلومات حول تقنية الطرد المركزي، ونجح في نسخ تصاميمها وخزنها في ذاكرته في عام 1975. وكما سبق وذكرت، عاد إلى باكستان سرّا حاملا مخططات علمية وتقنية ثمينة، ومعه حتى قائمة موردين دوليين وأسرار لا تُقدّر بثمن.

أسّس "مختبرات خان" في منطقة كاهوتا، وبدأ العمل بصمت رفقة علماء آخرين قام هو بنفسه بإقناعهم في العمل معه وكفاءات وطنية كوّنها هو بنفسه. وفي الخفاء تم إنشاء منشآت التخصيب الذي هو أصعب شيء في أي برنامج نووي، واستُخدمت شبكة تهريب دولية لاقتناء القطع والتكنولوجيا من أوروبا وماليزيا والصين، وكل ذلك تم بسرّية مذهلة وبمساعدة جزئية من الصين التي زوّدت باكستان ببعض التصاميم والمكونات النووية والتي فيما بعد تحولت إلى الحليف الأول للباكستان. والآن 80 في المئة من واردات السلاح إلى باكستان هي من التنين الصيني، مستغلة وبذكاء خلاف الصين الحدودي مع الهند مما قرب تلقائيا بينهما وفق المعادلة الشهيرة "عدو عدوي صديقي"، أضف إلى ذلك أن الظروف الإقليمية آنذاك خدمت المشروع النووي بطريقة غير مباشرة، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا مشغولة بدعم باكستان في حربها ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، غضّت الطرف عن تقدمها النووي، أو لنقل أن واشنطن لم تكن تتصور أن باكستان بلغت أشواطا متقدمة جدا في الحصول على سلاح نووي كامل.

في عام 1998 فجّرت الهند سلسلة تجارب نووية وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، وفي يوم 28 أيار/ أمايو ردّت باكستان بتفجير خمس قنابل نووية دفعة واحدة في جبال بلوشستان. وهنا كان العالم مذهولا، والغرب في حالة صدمة واضحة، ولعل الصدمة الأكبر كانت في نيودلهي حين علم الهنود أن تفوقهم النوعي على عدوهم الأزلي قد زال وحدث التوازن بين القوى!

دخلت باكستان رسميا نادي القوى النووية إلى جانب القوى العظمى في العالم، وأصبحت أول دولة إسلامية تمتلك السلاح النووي. حاول شرطي العالم تدارك الأمر، ففرضت أمريكا عقوبات اقتصادية علها تثنيها عن ذلك، لكن يبدو أن الرجال فعلوها أخيرا والردع النووي قد تحقّق، فالبرنامج اكتمل ورسالة رئيس الوزراء قد وصلت فعلا، كل كلمة قالها كان يعنيها، لا شيء سيثني باكستان عن امتلاك سلاح نووي.

أما بالعودة للحديث عن البطل القومي عبد القدير خان الذي قام عليه المشروع، فقد وُضع لاحقا تحت الإقامة الجبرية بعد اتهامه بتهريب تكنولوجيا نووية إلى دول أخرى ككوريا الشمالية وإيران وليبيا، ومع ذلك بقي في أعين شعبه "أبو القنبلة الإسلامية".

قصة المشروع النووي في دولة باكستان تظهر مدى حجم التأثير حين تجتمع الإرادة والعزيمة السياسية مع إرادة الشعب، ومدى أهمية العقول العلمية وحب الوطن الخالص الذي يمكن أن يغير موازين القوى بشكل كامل وإحداث المعجزات!

مقالات مشابهة

  • باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
  • بحبح يكشف: تقدم في مباحثات وقف إطلاق النار بغزة بمساعدة مصر وقطر
  • نصار: يبقى الدستور المرجع الوحيد لجميع اللبنانيين
  • ترامب: لا علاقة لعودتي إلى واشنطن بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • ترامب مهاجمًا ماكرون: ذلك الباحث عن الشهرة غالبًا ما يفهم الأمور بشكل خاطئ
  • ترامب عن مغادرته لقمة السبع: لا علاقة لها بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • ترامب: ماكرون ليست لديه أية فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن
  • ترامب: مغادرتي مبكرا لاجتماع مجموعة السبع لا علاقة له بوقف النار بين إسرائيل و إيران
  • بيان عربي ودولي يطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على إيران
  • من داخل الطائرة التي تقلّ اللبنانيين من شرم الشيخ إلى بيروت... شاهدوا هذا الفيديو