قالت صحيفة "كلكلست" الإسرائيلية، إن النظام الدفاعي الإيراني يُعد أحد الأكبر في العالم، ويتضمن العشرات من البطاريات طويلة المدى، ورادارات كشف التخفي، وصواريخ مضادة وغيرها، موضحة أن سلاح الجو الإسرائيلي اخترق تلك المنظومة، ودمر 4 بطاريات فقط، ولكنه تسبب بتعطيل الدفاع عن البلد بأكملها.

 

ووصفت كلكلست الاختراق الإسرائيلي، في تقرير تحت عنوان "الدفاع الجوي الإيراني.

. ماذا دمرنا وماذا بقي وما هو الأخطر؟"، بـ"الذكي والدقيق" الذي استهدف واحداً من أكثر أنظمة الدفاع كثافة وخطورة في العالم، حيث تم تدمير المكونات الحيوية فيه، دون سقوط طائرة إسرائيلية واحدة.
وسلطت الصحيفة الضوء على ما نُشر في وسائل الإعلام حول الأهداف التي ضربتها إسرائيل، والتي كانت عبارة عن مكونات مهمة لبطاريات صواريخ بعيدة المدى من طراز "إس 200" و"إس 400"، زودت روسيا إيران بها، وفيها رادارات حساسة للغاية، بالإضافة إلى صواريخ سريعة يمكنها القضاء على هدف من مسافة تزيد عن 300 كيلومتر.

 

النفط يقفز بعد تقارير عن استعداد إيران لضرب إسرائيلhttps://t.co/jg3zyrLfzl

— 24.ae (@20fourMedia) November 1, 2024

 


ضربة موجعة

أما الهدف الثاني الذي تم تدميره، فهو موقع رادار ميداني كبير في غرب إيران، وهو رادار ليس له هوائي كبير كما يظهر في الأفلام، ولكنه مجمع على شكل مربع به مجموعة من الهوائيات التي يبلغ ارتفاعها عشرات الأمتار.
وقالت الصحيفة إن الرادار الذي تم ضربه هو نموذج متطور يمكنه اكتشاف الحركة الجوية من مدى يزيد عن ألف كيلومتر، وحساس بشكل كبير، ويتنبأ بمسار الصواريخ الباليستية، وحتى يكتشف الأقمار الاصطناعية في مدار منخفض، موضحة أن تحييد ذلك الرادار يشكل ضربة موجعة للتشكيل الدفاعي الإيراني.
وأضافت أنه على الرغم من تلك الأضرار التي أصابت المنظومة الدفاعية في إيران، إلا أنه لا يزال هناك الكثير لديه، لأنه يُعد خامس أكبر نظام في العالم.


تشكيل المنظومة الدفاعية

وقالت الصحيفة إن إنشاء تلك المنظومة الدفاعية بدأ في خمسينيات القرن الماضي على أساس المدافع الأمريكية والبريطانية المضادة للطائرات، حيث رأى الغرب إمكانات إيران كحليف، نظراً لقربها من أراضي الاتحاد السوفيتي وثروته النفطية، كما أرادت إيران إقامة شراكة مع الولايات المتحدة للحفاظ على قوتها في مواجهة التوسع السوفيتي.
وتلقى الجيش الإيراني آنذاك تدريبات على الأساليب الأكثر تقدماً في مجال الدفاع الجوي، خوفاً من أن تكون أراضيهم بمثابة جسر لدخول الاتحاد السوفيتي إلى الشرق الأوسط، وبجانب المعرفة والرادارات الجديدة والصواريخ، تدربت القوات الإيرانية مع الأمريكيين لعقود من الزمن.
وفي فترة ما بعد الثورة وبدء الحرب العراقية الإيرانية، أصبح نظام الدفاع الجوي ضرورياً بشكل كبير، حيث كان لدى العراقيين قوة جوية هجومية ومتنوعة وماهرة، وكان لدى الإيرانيين مساحة كبيرة للدفاع عنها، والعديد من الأصول الحساسة، مشيرة إلى أن مساحة إيران تعادل 74 مرة مساحة إسرائيل.
وفي السنوات الأولى، تمكن العراقيون من اختراق الأهداف وضربها، لكن في وقت لاحق من الحرب، تحسن التشكيل في الاعتراضات، وتخصص في الخدمات اللوجستية المعقدة عن طريق تشغيل العديد من البطاريات والمقاتلات، وبمرور الوقت، حصل الإيرانيون على صواريخ من روسيا والصين وإجراء هندسة عكسية لها، بالإضافة إلى المعدات الأمريكية التي خلفتها الثورة.

 


دفاعات بعيدة المدى

ورصدت كلكلست الأنظمة المضادة للطائرات الموجودة في المنظومة الإيرانية، والتي تأتي في مقدمتها بطاريات الصواريخ بعيدة المدى، وعلى رأسها صواريخ "صياد" التي تم تطويرها محلياً، مشيرة إلى أن طرازي "صياد 3 و4" تم تجهيزهما برادار وتوجيه لاسلكي من الأرض، ويمكنهما إصابة هدف من مسافة 300 كيلومتر؛ وسرعتها القصوى تزيد عن 5 ماخ.
وتحدثت الصحيفة عن صواريخ "إس 200"، والتي دخلت الخدمة عام 1967، والتي على الرغم من قدمها إلا أنها صواريخ سريعة وقوية، وتم تحسينها محلياً، ويصل مداها إلى 350 كيلومتراً، ويعرفه الجيش الإسرائيلي جيداً، حيث تم إطلاقه، خلال السنوات الأخيرة، من سوريا على الطائرات الإسرائيلية.


دفاعات متوسطة المدى

أما بشأن الدفاعات متوسطة المدى، فذكرت الصحيفة أنها أنظمة دفاعية أكثر قدرة على الحركة، ومرونتها تدعم الصواريخ طويلة المدى، من خلال إغلاق الزوايا في المناطق الحساسة، موضحة أن الإيرانيين يعتمدون على بطاريات "بوك" الروسية التي يصل مداها إلى 40 كيلومتراً، فضلاً عن بعض التطويرات التي أجروها عليه حتى وصل مداها إلى 60 كم أو أكثر.
وإلى جانب ذلك، يستخدم الإيرانيون منظومة دفاع "سوم خرداد"، وهي على هيئة مركبة تتكيف بشكل جيد مع صحاري البلاد، وتحمل من 3 إلى 4 صواريخ ويمكنها حمل صواريخ صياد 2 المُطورة، مما يزيد مدى الاعتراض إلى حوالي 100 كيلومتر.
ويمكن لهذه الأنظمة أن تعمل بشكل مستقل ومتصلة ببطاريات طويلة الأمد، أو يتم نشرها حول مواقع حساسة مثل المطارات والمنشآت العسكرية والبنى التحتية الوطنية، وتم تجهيز الطائرات بدون طيار الإيرانية متوسطة الحجم أيضًا بأجهزة استشعار بصرية تعمل بالأشعة تحت الحمراء يمكنها اكتشاف الأسلحة الخفية والطائرات بدون طيار، ووفقاً للصحيفة، يشكل هذا تهديداً كبيراً للطائرات الإسرائيلية.

 

هل بدأت إيران تشكك في قدرة وكلائها؟https://t.co/mlwPOxb64h pic.twitter.com/e1wqdGk8b8

— 24.ae (@20fourMedia) October 31, 2024

 


الدفاعية قصيرة المدى

أما عن الدفاعات الجوية قصيرة المدى، فتستخدم إيران بطاريات "بانتسير" وبطاريات "تور"، وكلاهما روسي الصنع، ويمكنهما إسقاط الطائرات، والمسيرات على مسافة 20 كيلومتراً، بالإضافة إلى ذلك، هناك بطاريات محلية، تم تطويرها من نسخ فرنسية وصينية.
وأضافت الصحيفة أن الصواريخ ليست سوى نصف القصة، لأن إيران لديها محطات رادار ميدانية تسمى "قدير"، تعرف كيفية اكتشاف أي حركة في الهواء من مسافات بعيدة، وهذه المحطات المتقدمة تتفوق على الأهداف منخفضة التسلل، وبالتالي فهي مدعومة برادارات البطاريات المضادة للطائرات، مشيرة إلى أن الإيرانيين يشغلون العديد من الرادارات المتنقلة التي تعمل على التشويس في إطار الحرب الإلكترونية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل إيران إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة غزة وإسرائيل الدفاع الجوی

إقرأ أيضاً:

بعد حرب الـ12 يوما مع إيران.. بماذا أوصت مراكز الأبحاث الإسرائيلية نتنياهو؟

اعتبرت مراكز الدراسات الإستراتيجية الإسرائيلية الهجوم على إيران فرصة لتفكيك المشروع النووي الإيراني وتقويض محوره الإقليمي، مع إجماع على أهمية استمرار الضغط العسكري وعدم التسرع في التسوية. ويُظهر تحليل الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومواقف الرأي العام دعما ملموسا للعملية العسكرية.

ويتفق باحثو هذه المراكز على أن الحل المثالي للمعضلة الإيرانية هو إسقاط النظام، وأن هذا يمكن أن يحدث من خلال ضربات عسكرية واستخباراتية لمقدرات النظام ومؤسساته، وتشجيع الجمهور الإيراني على إطلاق انتفاضات لإسقاط النظام الإيراني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"دبلوماسية التجارة لا المعونة".. إستراتيجية أميركية جديدة في أفريقياlist 2 of 2أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالميend of list

واستقصت ورقة تحليلية عنوانها: "مراكز الأبحاث الإسرائيلية والهجوم على إيران توصيات بمواصلة الضربات ومنع تطوير الصواريخ الإيرانية" نشرها مركز الجزيرة للدراسات للباحث نهاد محمد الشيخ خليل، ما تناولته مراكز الأبحاث الإسرائيلية عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، التي اندلعت بين 13 و23 يونيو/حزيران 2025، بالبحث والتحليل.

وناقشت الورقة ما صدر عن مركزين يحظيان بأهمية في إسرائيل، هما: معهد دراسات الأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية (مسجاف)، ومعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "آي إن إس إس" (INSS).

وقد اعتمدت هذه الورقة على تحليل نصوص الأوراق المنشورة على موقعي المعهدين خلال الحرب، بوصفها مؤشرا على المزاج الإستراتيجي الإسرائيلي.

وتم تقسيم الدراسة إلى 6 محاور أساسية هي:

إنجازات الضربة العسكرية. تشخيص واقع إيران ومحورها. أهداف الحرب كما طرحتها مراكز البحث. صمود الجبهة الداخلية الإسرائيلية. المواقف الإقليمية والدولية. الموقف الأميركي. خلاصة واستنتاجات

تُظهر الورقة تفاعلا واسعا ومعمقا ومواكبا للوقائع من معهدي الأبحاث اللذين تناولت الدراسة أوراقهما (معهد دراسات الأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية، ومعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي).

ويمكن إجمال أبرز الاستنتاجات التي خلصت لها الدراسة في النقاط التالية:

أولا: تمجيد الإنجازات العسكرية في مجالي الدفاع والهجوم، إضافة إلى القدرات الاستخبارية، والنجاح في استعادة الردع بعد هزة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهذه نقطة اتفاق بين المعهدين. ثانيا: برزت تباينات بين توقع إمكانية إسقاط النظام الإيراني، كما رأى باحثو مسجاف، وتحذيرات مركز "آي إن إس إس" من المبالغة في تقدير الضعف الداخلي الإيراني. كما يظهر تباين في تقييم صمود إيران؛ إذ رأى بعض المحللين أنها ضعيفة وقابلة للانهيار، بينما شدد آخرون على تماسك النظام ورغبته في جرّ إسرائيل لحرب استنزاف. ثالثا: تشابه الخطاب في كلا المعهدين في تصوير الحرب فرصة إستراتيجية لتفكيك المشروع النووي الإيراني وتقويض محوره الإقليمي، مع إجماع على أهمية استمرار الضغط العسكري وعدم التسرع في التسوية. رابعا: يُظهر تحليل الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومواقف الرأي العام دعما ملموسا للعملية العسكرية؛ وهذا يعطي غطاء سياسيا للقدرة على استمرارها في حدود 3 أشهر على أقصى تقدير، لكن الأغلبية كانت تبدي استعدادا للصمود لمدة شهر واحد. خامسا: تتقاطع التحليلات في قراءة حذرة لمواقف دول الخليج والأردن، التي تمزج بين إدانة الهجوم وتفادي التصعيد مع إيران، وفي نفس الوقت المشاركة في اعتراض الصواريخ والطائرات المُسيّرة المنطلقة من إيران باتجاه إسرائيل. سادسا: يتفق باحثو المعهدين على أن الحل المثالي للمشكلة الإيرانية هو إسقاط النظام، وأن هذا يمكن أن يحدث من خلال ضربات عسكرية واستخباراتية لمقدّرات النظام ومؤسساته، وتشجيع الجمهور الإيراني على إطلاق انتفاضات لإسقاط النظام الإيراني. إعلان

مقالات مشابهة

  • بعد حرب الـ12 يوما مع إيران.. بماذا أوصت مراكز الأبحاث الإسرائيلية نتنياهو؟
  • إيران تُحذّر: سنردّ بحزم أكبر في حال تكرار الهجمات الأميركية أو الإسرائيلية
  • ملف الشهر: تطور أنظمة الدفاع الجوي في مواجهة تهديدات المستقبل
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • سي إن إن: أميركا استنفدت ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل وإيران
  • صواريخ إيران تهز ثاد الأمريكية.. نفاد المخزون وورطة الإمدادات السريعة
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • فتوح يخوض مران تأهيلي بإستاد الدفاع الجوي
  • الزمالك ينقل وديتي غزل المحلة وبروكسي إلى ملعب الدفاع الجوي
  • الدفاع الروسية: ضربنا مواقع لإنتاج المسيرات والتحكم بالدرونات بعيدة المدى الأوكرانية