أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «جسور المستقبل» تحتفي بـ 40 عاماً من العلاقات الدبلوماسية مع الصين الإمارات والصين.. شراكة عقود

أكدت ندوة علمية بمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أهمية التعاون الفكري والثقافي بين الصين والدول العربية، في إطار تعزيز التفاهم المشترك وتحقيق التنمية، مؤكدةً أهمية التواصل الثقافي، وبناء منصات بحثية وتعاون مستدام يُمكّن من استشراف حلول مستقبلية لتحديات مشتركة بين الجانبين.


جاء ذلك في الندوة التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع معهد دراسات تاريخ ووثائق الحزب الشيوعي الصيني، ومجموعة بيت الحكمة للثقافة تحت عنوان «مستقبل التعاون بين مراكز الفكر الصينية والعربية في العصر الجديد»، وذلك بمقره في أبوظبي، بهدف تعزيز الشراكات البحثية وتطوير التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية.
حضر الندوة، وفد صيني رفيع المستوى، برئاسة معالي سون دونغ شنغ، نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب الشيوعي الصيني، والسفير الصيني لدى دولة الإمارات تشانغ إي مينغ، إضافة إلى عدد من الباحثين والخبراء من الجانبين.

شراكات بحثية 
وفي كلمته الترحيبية، عبّر الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، عن اعتزاز المركز باستضافة هذه الفعالية التي تركز على تعزيز التعاون بين المؤسسات الفكرية والبحثية الصينية والعربية، وتبادل الأفكار بما يخدم التنمية المشتركة ويعزز استقرار المجتمعات.
وشدد الدكتور محمد العلي على أهمية التعاون بين مراكز الفكر، مشيراً إلى أن «تريندز» يسعى منذ انطلاقته إلى تعميق هذه الروابط، وقد نجح في إقامة شراكات بحثية واسعة النطاق تغطي مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين.
وأشار إلى نجاح مركز «تريندز» في تنظيم «قمة تريندز الأولى لمراكز الفكر في دول البريكس» في موسكو، والتي بحثت دور المؤسسات البحثية والإعلامية في تطوير السياسات وتعزيز القوة الناعمة لدول البريكس.
ولفت الدكتور محمد العلي، إلى أن مركز تريندز يولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع المراكز الصينية، حيث أقام أنشطة بحثية مشتركة مع السفارة الصينية لدى دولة الإمارات ومجموعة الصين للإعلام، وشارك في «معرض بكين الدولي للكتاب 2024»، وافتتح مكتباً افتراضياً في الصين لتعزيز التعاون البحثي والفكري بين الجانبين.
وأكد أن التعاون بين مراكز الفكر أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات العالمية المتزايدة، حيث يمكن لهذه المراكز من خلال تبادل الأفكار والرؤى أن تسهم في صياغة استراتيجيات شاملة لمواجهة هذه التحديات.

نموذج عالمي
بدوره، أكد معالي سون دونغ شنغ، نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في كلمته بالندوة، على أهمية تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية لتحقيق التحديث المشترك وبناء «مجتمع ذي مصير مشترك».
وأشار إلى المبادئ الخمسة للتحديث الصيني التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، ومنها أهمية القيادة الشاملة للحزب، والالتزام بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتركيز على التنمية المرتكزة على الشعب.
وأبرز سون دونغ شنغ ضرورة تعميق الإصلاح والانفتاح، وتطوير «روح النضال»، حيث يشمل التحديث الصيني تحقيق الرخاء المشترك والتوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية.
وأشاد بالدور الإيجابي لمبادرات الصين مثل «الحزام والطريق»، والتعاون في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، والطاقة، والتكنولوجيا، مما يُعزز التعاون مع الدول العربية.
وأضاف أن التعاون الصيني العربي يشكل نموذجاً عالمياً للتنمية السلمية والتفاهم المتبادل، معبراً عن أمله في استمرار هذه الشراكة لخلق مستقبل أفضل للجميع.

تحديث متوازن
من جانبه، أعرب السفير الصيني لدى دولة الإمارات تشانغ إي مينغ عن سعادته بالحضور، مشيداً بالعلاقة العميقة بين الصين والإمارات، مؤكداً أن الصين تواصل جهودها نحو تحقيق «التحديث صيني النمط»، الذي يسعى لتعزيز التوازن الدولي وإطلاق مكاسب تنموية جديدة تعود بالنفع على العالم بأسره.
كما أشار السفير إلى أهمية التعاون الصيني العربي، لاسيما في ضوء توقيع الصين وثائق تعاون ضمن مبادرة «الحزام والطريق» مع 22 دولة عربية، ومشاريع البنية التحتية التي تعود بالفائدة على ما يقارب ملياري شخص.

البحث العلمي أداة قوية
وفي مداخلة لها أمام الندوة، تطرقت الباحثة موزة المرزوقي، رئيسة قسم الدراسات الاقتصادية بمركز «تريندز»، إلى آفاق التعاون بين الصين والعالم العربي في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبيئة، مشيرة إلى أن التعاون البحثي والفكري بين الطرفين يشكل أداة قوية لدعم استراتيجيات التحديث والتنمية المستدامة.
كما تحدثت عن دور مراكز الفكر في إقامة شراكات تهدف إلى استكشاف حلول للتحديات البيئية مثل التصحر وندرة المياه، وتطوير استراتيجيات لمدن مستدامة تتكامل فيها الطاقة المتجددة والمساحات الخضراء.
بدورها، سلطت هوه نا، مديرة القسم العربي بإدارة البحوث السادسة بمعهد تاريخ ووثائق الحزب، الضوء على «أهمية التحديث الصيني النمط كمرجع أساسي للدول النامية»، مشيرة إلى مساهمة الصين في تحقيق التنمية والسلام من خلال مبادراتها العالمية، ودعمها للدول العربية في رسم مسارات مستقلة للتنمية.
وأكدت هوه نا على أن التحديث الصيني النمط هو مسار للتنمية السلمية، حيث يهدف إلى التشارك والنفع المتبادل، ويعزّز رؤية حضارية تقوم على المساواة والحوار.

توصيات 
ألقى الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، توصيات المجموعة، والتي تتلخص في ضرورة إصدار نشرات ودراسات دورية باللغتين العربية والصينية، تركز على موضوعات التحديث والعصرنة ومواجهة التحديات العالمية، مع التركيز على دور الصين في التنمية العالمية وازدهار المجتمعات، وتعزيز التأهيل اللغوي والبحثي، من خلال العمل على توفير برامج تأهيل لغوية متخصّصة تشمل دورات ميدانية لتطوير مهارات الباحثين العرب باللغة الصينية، وكذلك تعزيز تعليم اللغة العربية للباحثين الصينيين، وذلك بهدف سد الفجوة اللغوية وتمكين الباحثين من العمل والتواصل بشكلٍ مباشر وتبادل الأفكار بفعالية.
ومن التوصيات تنظيم مؤتمر سنوي دوري لمراكز الفكر الصينية والعربية، يُقام بشكلٍ دوري في إحدى العواصم العربية وفي العاصمة الصينية بكين بالتناوب، لمناقشة المستجدات والتطورات في مجالات التعاون، واستعراض أطر جديدة للشراكة المستدامة بين الجانبين، بما يسهم في بناء علاقات أعمق وأقوى.
وتشجيع التعاون الأكاديمي المباشر بين الجامعات الصينية والعربية في الدراسات المشتركة حول الثقافة والدراسات الإقليمية الخاصة بالجانبين، دون الاعتماد على أطراف وسيطة، وإبراز عظمة العلاقات الصينية العربية من خلال إعداد دراسات وأبحاث مشتركة تُبرز عمق العلاقة التاريخية والثقافية بين الحضارتين الصينية والعربية، وإطلاق مبادرات للاستدامة والتنمية خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والبيئة والابتكار الزراعي، حيث يمكن للصين أن تشارك خبراتها في الطاقة الشمسية والري المستدام، ما يسهم في معالجة تحديات التصحر، ونقص المياه التي تواجه المنطقة العربية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مركز تريندز للبحوث والاستشارات تريندز مركز تريندز الصين الحزب الشيوعي الصيني السفير الصيني محمد العلي الصینیة والعربیة تعزیز التعاون التعاون بین مراکز الفکر بین الصین فی مجالات من خلال

إقرأ أيضاً:

تعاون استثماري مشترك بين سلطنة عُمان وهونج كونج

هونج كونج- العمانية

بحث معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني خلال لقائه مع جون لي كا-تشيو حاكم منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة أوجه التعاون الثنائي بين سلطنة عُمان وهونغ كونغ في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، واستعراض الفرص المتاحة لتعزيز الشراكة بين الجانبين.

جاء ذلك خلال زيارة معاليه التي يقوم بها حاليًّا إلى هونج كونج، حيث أشاد معاليه بالعلاقات القائمة بين سلطنة عُمان وهونج كونج، مؤكدًا على أهمية مواصلة تبادل الزيارات وتعزيز مجالات التعاون بما يخدم المصالح المشتركة بينهما.

من جانبه أكد حاكم هونج كونج أن سلطنة عُمان تمتلك رؤية استراتيجية طموحة متمثلة في "رؤية عُمان 2040" تتوافق مع مبادرة "الحزام والطريق" بما يسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، مشيرًا إلى أن هونج كونج، بوصفها مركزًا ماليًّا وتجاريًّا عالميًّا، توفر بيئة جاذبة للاستثمارات في مختلف القطاعات، منها الطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة.

حضر اللقاء سعادة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الهنائي السفير المتجول بوزارة الخارجية.

مقالات مشابهة

  • تعزيز الشراكة.. وزير الخارجية يلتقي رئيس التنظيم والإدارة لبحث آفاق التعاون والتطوير
  • معلومات الوزراء يستعرض أبرز نتائج استطلاعات مراكز الفكر العالمية
  • تعاون استثماري مشترك بين سلطنة عُمان وهونج كونج
  • عهد مُتجدد من الشراكة العُمانية الصينية يستمد قوته من "ملتقى الصداقة والتعاون".. و"الرؤية" جسر داعم لازدهار العلاقات
  • عهد مُتجدد من الشراكة العُمانية الصينية يستمد قوته من "ملتقى الصداقة".. والتعاون البناء عنوان المرحلة
  • عهد مُتجدد من الشراكة العُمانية الصينية يستمد قوته من "ملتقى الصداقة".. و"الرؤية" جسر داعم لازدهار العلاقات
  • ندوة في معان تناقش جماليات المكان في الأدب الأردني
  • الأوقاف تعقد 27 ندوة علمية كبرى بعنوان «فضائل مصر في القرآن الكريم»
  • شراكة استراتيجية بين “تريندز” و”سيليوس” الإندونيسي لتعزيز التعاون البحثي وتبادل الخبرات
  • رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والسفير الصيني يزوران “متنزه الناشر”