ندوة علمية لـ«تريندز» تناقش آفاق تعاون مراكز الفكر الصينية والعربية
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت ندوة علمية بمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أهمية التعاون الفكري والثقافي بين الصين والدول العربية، في إطار تعزيز التفاهم المشترك وتحقيق التنمية، مؤكدةً أهمية التواصل الثقافي، وبناء منصات بحثية وتعاون مستدام يُمكّن من استشراف حلول مستقبلية لتحديات مشتركة بين الجانبين.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع معهد دراسات تاريخ ووثائق الحزب الشيوعي الصيني، ومجموعة بيت الحكمة للثقافة تحت عنوان «مستقبل التعاون بين مراكز الفكر الصينية والعربية في العصر الجديد»، وذلك بمقره في أبوظبي، بهدف تعزيز الشراكات البحثية وتطوير التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية.
حضر الندوة، وفد صيني رفيع المستوى، برئاسة معالي سون دونغ شنغ، نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب الشيوعي الصيني، والسفير الصيني لدى دولة الإمارات تشانغ إي مينغ، إضافة إلى عدد من الباحثين والخبراء من الجانبين.
شراكات بحثية
وفي كلمته الترحيبية، عبّر الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، عن اعتزاز المركز باستضافة هذه الفعالية التي تركز على تعزيز التعاون بين المؤسسات الفكرية والبحثية الصينية والعربية، وتبادل الأفكار بما يخدم التنمية المشتركة ويعزز استقرار المجتمعات.
وشدد الدكتور محمد العلي على أهمية التعاون بين مراكز الفكر، مشيراً إلى أن «تريندز» يسعى منذ انطلاقته إلى تعميق هذه الروابط، وقد نجح في إقامة شراكات بحثية واسعة النطاق تغطي مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين.
وأشار إلى نجاح مركز «تريندز» في تنظيم «قمة تريندز الأولى لمراكز الفكر في دول البريكس» في موسكو، والتي بحثت دور المؤسسات البحثية والإعلامية في تطوير السياسات وتعزيز القوة الناعمة لدول البريكس.
ولفت الدكتور محمد العلي، إلى أن مركز تريندز يولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع المراكز الصينية، حيث أقام أنشطة بحثية مشتركة مع السفارة الصينية لدى دولة الإمارات ومجموعة الصين للإعلام، وشارك في «معرض بكين الدولي للكتاب 2024»، وافتتح مكتباً افتراضياً في الصين لتعزيز التعاون البحثي والفكري بين الجانبين.
وأكد أن التعاون بين مراكز الفكر أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات العالمية المتزايدة، حيث يمكن لهذه المراكز من خلال تبادل الأفكار والرؤى أن تسهم في صياغة استراتيجيات شاملة لمواجهة هذه التحديات.
نموذج عالمي
بدوره، أكد معالي سون دونغ شنغ، نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في كلمته بالندوة، على أهمية تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية لتحقيق التحديث المشترك وبناء «مجتمع ذي مصير مشترك».
وأشار إلى المبادئ الخمسة للتحديث الصيني التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، ومنها أهمية القيادة الشاملة للحزب، والالتزام بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتركيز على التنمية المرتكزة على الشعب.
وأبرز سون دونغ شنغ ضرورة تعميق الإصلاح والانفتاح، وتطوير «روح النضال»، حيث يشمل التحديث الصيني تحقيق الرخاء المشترك والتوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية.
وأشاد بالدور الإيجابي لمبادرات الصين مثل «الحزام والطريق»، والتعاون في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، والطاقة، والتكنولوجيا، مما يُعزز التعاون مع الدول العربية.
وأضاف أن التعاون الصيني العربي يشكل نموذجاً عالمياً للتنمية السلمية والتفاهم المتبادل، معبراً عن أمله في استمرار هذه الشراكة لخلق مستقبل أفضل للجميع.
تحديث متوازن
من جانبه، أعرب السفير الصيني لدى دولة الإمارات تشانغ إي مينغ عن سعادته بالحضور، مشيداً بالعلاقة العميقة بين الصين والإمارات، مؤكداً أن الصين تواصل جهودها نحو تحقيق «التحديث صيني النمط»، الذي يسعى لتعزيز التوازن الدولي وإطلاق مكاسب تنموية جديدة تعود بالنفع على العالم بأسره.
كما أشار السفير إلى أهمية التعاون الصيني العربي، لاسيما في ضوء توقيع الصين وثائق تعاون ضمن مبادرة «الحزام والطريق» مع 22 دولة عربية، ومشاريع البنية التحتية التي تعود بالفائدة على ما يقارب ملياري شخص.
البحث العلمي أداة قوية
وفي مداخلة لها أمام الندوة، تطرقت الباحثة موزة المرزوقي، رئيسة قسم الدراسات الاقتصادية بمركز «تريندز»، إلى آفاق التعاون بين الصين والعالم العربي في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبيئة، مشيرة إلى أن التعاون البحثي والفكري بين الطرفين يشكل أداة قوية لدعم استراتيجيات التحديث والتنمية المستدامة.
كما تحدثت عن دور مراكز الفكر في إقامة شراكات تهدف إلى استكشاف حلول للتحديات البيئية مثل التصحر وندرة المياه، وتطوير استراتيجيات لمدن مستدامة تتكامل فيها الطاقة المتجددة والمساحات الخضراء.
بدورها، سلطت هوه نا، مديرة القسم العربي بإدارة البحوث السادسة بمعهد تاريخ ووثائق الحزب، الضوء على «أهمية التحديث الصيني النمط كمرجع أساسي للدول النامية»، مشيرة إلى مساهمة الصين في تحقيق التنمية والسلام من خلال مبادراتها العالمية، ودعمها للدول العربية في رسم مسارات مستقلة للتنمية.
وأكدت هوه نا على أن التحديث الصيني النمط هو مسار للتنمية السلمية، حيث يهدف إلى التشارك والنفع المتبادل، ويعزّز رؤية حضارية تقوم على المساواة والحوار.
توصيات
ألقى الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، توصيات المجموعة، والتي تتلخص في ضرورة إصدار نشرات ودراسات دورية باللغتين العربية والصينية، تركز على موضوعات التحديث والعصرنة ومواجهة التحديات العالمية، مع التركيز على دور الصين في التنمية العالمية وازدهار المجتمعات، وتعزيز التأهيل اللغوي والبحثي، من خلال العمل على توفير برامج تأهيل لغوية متخصّصة تشمل دورات ميدانية لتطوير مهارات الباحثين العرب باللغة الصينية، وكذلك تعزيز تعليم اللغة العربية للباحثين الصينيين، وذلك بهدف سد الفجوة اللغوية وتمكين الباحثين من العمل والتواصل بشكلٍ مباشر وتبادل الأفكار بفعالية.
ومن التوصيات تنظيم مؤتمر سنوي دوري لمراكز الفكر الصينية والعربية، يُقام بشكلٍ دوري في إحدى العواصم العربية وفي العاصمة الصينية بكين بالتناوب، لمناقشة المستجدات والتطورات في مجالات التعاون، واستعراض أطر جديدة للشراكة المستدامة بين الجانبين، بما يسهم في بناء علاقات أعمق وأقوى.
وتشجيع التعاون الأكاديمي المباشر بين الجامعات الصينية والعربية في الدراسات المشتركة حول الثقافة والدراسات الإقليمية الخاصة بالجانبين، دون الاعتماد على أطراف وسيطة، وإبراز عظمة العلاقات الصينية العربية من خلال إعداد دراسات وأبحاث مشتركة تُبرز عمق العلاقة التاريخية والثقافية بين الحضارتين الصينية والعربية، وإطلاق مبادرات للاستدامة والتنمية خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والبيئة والابتكار الزراعي، حيث يمكن للصين أن تشارك خبراتها في الطاقة الشمسية والري المستدام، ما يسهم في معالجة تحديات التصحر، ونقص المياه التي تواجه المنطقة العربية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز تريندز للبحوث والاستشارات تريندز مركز تريندز الصين الحزب الشيوعي الصيني السفير الصيني محمد العلي الصینیة والعربیة تعزیز التعاون التعاون بین مراکز الفکر بین الصین فی مجالات من خلال
إقرأ أيضاً:
«الشارقة لإدارة الأصول» تستكشف فرص التعاون والاستثمار في الصين
الشارقة (الاتحاد)
زار وفد من شركة الشارقة لإدارة الأصول، الذراع الاستثمارية لحكومة الشارقة، جمهورية الصين الشعبية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز أواصر التعاون الدولي، وتوسيع مجالات الشراكة بين البلدين في مجالات البحث والتطوير وتبادل المعرفة، واستكشاف فرص واعدة في قطاعات جديدة، بما يعزّز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والصين، بما يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة في إمارة الشارقة.
وخلال الزيارة وقّعت شركة الشارقة لإدارة الأصول مذكرة تفاهم مع «CICC»، بحضور الشيخ سعود بن محمد القاسمي، نائب رئيس شركة الشارقة لإدارة الأصول، وعمر الملا الرئيس التنفيذي للاستثمار، وسعيد شرار الرئيس التنفيذي للعمليات، ومجموعة من الرؤساء التنفيذيين والمديرين من الشارقة لإدارة الأصول، ووفد ممثل من بنك الصين.
وقال الشيخ سعود بن محمد القاسمي: تمثّل هذه الاتفاقية نقطة انطلاق جديدة لتحقيق تعاون مثمر مع شركة «CICC»، وهذا التعاون سيفتح آفاقاً جديدة للبحث والاستثمار والابتكار وتبادل الخبرات والمعارف بين الطرفين، كما من شأنه أن يمهّد الطريق أمام إنجازات نوعية بقطاعات مهمة منها المالية والتكنولوجيا والتنمية المستدامة، بما سيسهم في دفع عجلة التنمية على المدى الطويل.
وأكد متحدث باسم شركة «CICC» أن الشراكة مع شركة الشارقة لإدارة الأصول تمثل التزامنا بتعزيز التعاون بين الصين ودولة الإمارات، واستكشاف فرص جديدة تتيحها هذه الشراكة، خصوصاً في مجالات البحث والتطوير، من خلال توظيف نقاط قوتنا المشتركة، يمكننا مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص في أسواقنا وتوسيع نطاق تأثيرنا في الأسواق الإقليمية والدولية.
أخبار ذات صلةوتنص مذكرة التفاهم على التزام الطرفين بالتعاون في مشاريع بحثية مبتكرة تسهم في تقديم حلول عملية ومستدامة تخدم الاقتصادين الإماراتي والصيني، وتعزّز من فرص النمو والتطور في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا، والخدمات المالية، والاستدامة البيئية، واستراتيجيات الاستثمار المستدام وإنشاء إطار عمل متين لمشاريع بحثية مشتركة تسهم في إيجاد حلول مبتكرة لتحقيق نمو مستدام. ومن المتوقع أن تثمر مذكرة التفاهم عن سلسلة من المبادرات المشتركة، تشمل تنظيم ورش عمل وندوات تخصصية، إلى جانب تنفيذ مشاريع بحثية تطبيقية تخدم الأولويات الاستراتيجية للطرفين، مع التركيز على ممارسات الاستثمار المستدام والحلول الابتكارية التي من شأنها أن تحقق فوائد اقتصادية طويلة الأجل.
وتؤكد هذه الشراكة رؤية الطرفين المشتركة لتعزيز التعاون الدولي، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وبناء علاقات استراتيجية قوية مما يمهّد الطريق لشراكات مستقبلية تعزّز الروابط الاقتصادية بين الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وعلى هامش الزيارة إلى الصين، التقى الشيخ سعود بن محمد القاسمي، معالي حسين إبراهيم الحمادي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية. وزار وفد الشركة 23 شركة صينية في مختلف القطاعات الحيوية لاستكشاف فرص الاستثمار والتعاون المشترك ومنها، دار أوبرا وملعب بكين برفقة مجموعة دافينغ الصناعية، وتعرّف الوفد على أحدث تقنيات شركة «Seyond» الرائدة في تقنيات «LlDAR»، وأهم الفرص الاستثمارية الواعدة في هذه التقنية المتقدمة وتطبيقاتها في قطاع السيارات والنقل، كما تعرفوا خلال زيارة شركتي «Pony.AI» و«Huamo.AI» على فرص التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتنقل الذاتي، وروبوتاكسي.
واطلع الوفد خلال زيارة شركة «Ding Dong Limited» المتخصّصة في توصيل الأغذية الطازجة في شنغهاي، على أفضل الممارسات في مجالات الخدمات اللوجستية، وإدارة المستودعات، وإدارة المرافق، وتجارة التجزئة الإلكترونية، إلى جانب زيارة مجموعة «H World» التي تدير أكثر من 11 ألف فندق في 19 دولة مختلفة، للاطلاع على عمليات تشغيل الفنادق ومناقشة فرص التوسع والشراكة في إمارة الشارقة.