قصة الوادي الصغير 10
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
بقلم / حمد الناصري
توقّف "ثابت" قليلاً وأطرق برأسه ، وأخذ يُفكر .. كيف أُدْخِل فكرة أنّ الغربيين لا يَسْعون لتأثير مُعتقداتهم على أمّة الأعراب وأنّ الشرقيين هم سبب هذه الأفكار وانتشارها.!؟ لا بُد من سرد حكاية مُعَقّدة ، مَحبوكة بأداء مُتقن من الكذب والزيف والتهويل ، ولا بُدّ من صِناعة ربكة أُدِيْن فيها إنسانية الشرقيين ونظرتهم إلى مُستقبلنا.
ـ أيها الرجال، تعلمون بأنّ الشرقيين بهم كِبْر وعِناد شديد ، يُدافعون عن أفكارهم بشكل أعمى ويَفرضون علينا آراءهم وما يُؤمنون به.. فإنِ اتّبَعت ما يُؤمنون به فأنت صديق وقريب وإنْ خالفتهم فأنت عَدو وخَصْم.؛ لا يَعتبرون تأريخنا مرجعاً ولا ثقافتنا مَصدراً ، ومنذ بعيد هم قوم لُد ، وفلسفتهم أنّ الكون انبثق من العَدم ويسير وفق طبيعة الإنسان ، تتغير مَعالم طبيعته كما تتغير ملامح الإنسان عبر الزمان.. وتتمدّد كلما توسّع الإنسان في تمدّنه، أو كُلما زادت حاجة الإنسان في الأعمار وتعلّقه بمعرفة جُزيئاته فتكون ملامح الكون كالحبل السري تمتدّ وفقاً لِلمُتغيرات الحادثة.؛ وتتوسّع كُلما تمدد إعمار الإنسان وتوسّعت أفكاره وأهدافه وهيَ خواص أزلية لعلاقة الإنسان بفطرة الكون؛.
أمّا الغربيون فنظرتهم إلى الكون لا تختلف عن نظرتنا كثيراً ، فالكون مُستمر بتقدير خالق، ويتوسّع بتدبير إلهي وهي تتطابق مع نظرتنا ومرجعيتنا التي تُعبّر عن تمدّد السماء " وإنا لموسِعون" أي أنّ الكون في حالة توسّع دائم. تلك هي نظرتنا وذلك هو مُعتقدنا ومَبادئنا التي نُؤمن بها.؛ وقد ارتأيتُ العودة إلى ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة على الأقل نظرتهم المُستقبلية تتوافق مع نظرتنا وتتطابق.
قال رجل شَرّاني وقد اقترب من شديد الصرعة وهمس :
ـ كلام مَبثوث لا علاقة له بالتراث مُطلقاً.. وألقى نظرة إلى حيث "ثابت".. أعلم أنّ الخوف يُسرع بك، إلى حيث وضعت سرّك .. هزّ رأسه ، وأعاد كلمته إلى ثابت .. لن يَتركك ذوو الوجوه الحُمر المُكتنزة تبرح من مَقامك بتاتاً ، حتى وإنِ اعتزلت في الكهوف والسراديب أو كُنت في باطن الأرض ، فأنت بالنسبة لهم تهديد وخطر ، ويجب أنْ تزول ، ذلك هو تقديرهم لك ، فإنْ لم تفعل ما يأمرونك به ، فإنّ نهايتك ستكون كنهاية مَن قبلك ...!؟
أوجس ثابت خِيْفة في نفسه وأحسّ بالخطر وبدأ يُقلب عقله يميناً ويساراً ، وفي قلبه توتر وقلق وخوف قادم ، فأصابته ربْكة وتقطعت كلماته و حدّث جموع الناس بتلطف:
ـ يا قومنا ، أفيقوا من غفلتكم ، فالغُرباء ذوو العيون الزرقاء أعداء أمّتكم، لا قِيَم لهم ولا مُرتكز ، وأخشى أنْ يُضلوكم بثقافتهم ويُفسدوكم ببعض ما عندهم من الكذب والتضليل ، فالشرقيون يختلفونَ مَعنا في القِيَم وفي ثوابت التُراث ، وبهم زيغ وانحراف عن الحق وخروج عن الصواب ، حتى توجههم إلى رمالنا وبحارنا ليس فيه من الأسس القويمة لديهم ثقافة باطلة، تتقاطع مع مصالحنا في منظومة الوادي ، وفي زمن مضى كانوا ألدّ الخصوم وعلى عداء مع الغربيين فيما يخص الحضارة وثوابت قِيَم الإنسان القديم في الرمال وفي قرية التراث والقرية الأعلى والكثبان .. على الأقل أنّ ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة يَدِينون بقِيَم ترتبط بمُعتقد واحد، ويَعترفون بأنّ الكون له خالق.. لكن الشرقيين ذوي العيون الزرقاء وذوي الأنوف الفطحاء لا يُؤمنون بخالق أو مُدبّر أوحَد، ومرجعياتهم الفكرية والثقافية ، الحياة تسير ونحن نتغير ، تتوسّع مآلات أفكار الإنسان وتزداد عَقليته بالتغيير ، في كل مراحل التغيير .. وهُم يَكفرون بما نُؤمن به ونعتقد.؛
أيها الرجال ، أحدثكم وأنا على رأس الحِكْمة في المُتحد الجديد وأنا على الأمانة كما عهدتموني وألْزم نفسي بالسّير بخطى وثّابة لإنقاذ أفكارنا وثقافتنا من كل غريب مُتطفل لا يُؤمن بعقيدتنا ولا بالموقف العصيب.؛
وما زلتُ أنظُر إلى فلسفة التغيير ، بأنه كُلما ازداد عدد الغرباء وتنوعهم في منظومة الوادي الصغير كُلما تأثرت مَبادئنا وتغيّرت قِيمنا بأخلاقياتهم ولن نَسْتقر على حال ، طالما أولئك الغُرباء الشرقيون وعلى رأسهم ذوو العيون الزرقاء ، كذلك فإنّ ذوي الأنوف الفطحاء وفارعي الطول وذوي العيون السوداء، قد أخذوا يتصارعون معهم، وقد دخلوا في صراعات المنافع أو هم داخلون أصلاً مع الشرقيين وقد وقفوا ضدّ الغربيين الذين تطلعوا إلى وسائل الاستقرار في البحر وفي الرمال ، لكي نتمكّن وعلى أرض الواقع ، باتحاد واحد يضم كل القرى والأحياء ، بمسمى الوادي الصغير ، لكنهم يرون أنّ خطة الاستقرار لا بُد أن تكون في تجربة أولى ، في مُتحد سيح المالح ثم تتوالى التجربة تُباعاً ؛
ما أراهُ أيها الحضور الكريم ، أنّ تعدّدهم في البحر والرمال شرٌ على الوادي الصغير والمُتحد وقرية عين الماء القديمة وقرية التراث والبلدة العتيقة وقرية البحر والتي هي مَصَبّ ومَقتل الغُرباء المُتصارعين في بحرنا الكبير .؛ وإنْ تقاطعت مصالحهم مع بعضهم فيومئذ نحن الخاسرون .. وعليه يتوجّب علينا أنْ نقف وقفة الثائر في وجه الطُغيان الشرقي كاملاً ونرفض الاستبداد الثقافي وعبودية المنافع.. تجارتنا توسّعت بحكم تكثيف ذوي الوجوه الحُمر بالمُبادلة التجارية العابرة وتنوّعَت بفضل شُمولية منافعنا مع أصْدقاء البحر ذوي السُحنة الرصاصية والتي ارتكزت في بدايتها على التمر والملح والعسل والبخور واللبان والأسماك المجففة من مياهنا البحرية ، وامتزجت تجارة المُبادلة بتجربة حُرة ، فاسْتقبلنا منهم التوابل والحُلي والمُجوهرات والشرقيون لا يُرَغّبوننا فيهم.
وفيما يخص مواردنا الطبيعية ، تشاورنا مع ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة ،وآثروا بإسْتبدال التجارة القديمة بتجارة حديثة من مَخزون الأرض بحراً وبراً ، وكما يقال : الخير في بَطن الشر.؛ وما يخرج منها من نباتٍ شتّى ، مطروح على قائمة النقاش وتحديد الأولوية المُتاحة .؛
قال الرجل الشرّاني الذي جلس بجوار أبي صرعة وكأنه يَحتمي به :
ـ إذن نفهم من قولك ، أنّ التفكير يَحملنا إلى التغيير المَشمول بواقع مخزون الأرض ونستخرج مكنونات أرضنا وبحارنا لصالح الغربيين .. وأنّ أصدقاء البحر، تتقاطع منافعهم مع ذوي الوجوه الحمراء المُكتنزة.. أليس كذلك.؟ وسؤالي لك، لماذا نُضَيّع جهود من قَبْلنا ، بل علينا أنْ نُكمل ما بدأوه ، فنقاوم الغُرباء ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة ونقاطع ذوي العيون الزرقاء والأنف الفطحاء ، ونجعل من ذوي السِحنة الرصاصية مكاناً سوياً وهو فرض واجب ولازم ، فهم يشتركون معنا في البحر ونُمَكّنهم من التنافس مع أولئك الذين تحدّثت عنهم ، فأرض الأعراب ليس مُلْكاً لك تبيع وتشترى وتخرج ما تشاء منه ، حتى ولو كان شِبراً واحداً ، من البحر أو الرمال.. ويَتفق معي كثير من رجالنا الحاضرين وأهلنا بالوادي الصغير ومجتمع قرى الرمال وقرية البحر والتراث والبلدة القديمة والكثبان ، بأنّ أصدقاء البحر ذوي السِحنة الرصاصية قد لمَسْنا منهم تعاوناً وشراكة لا ضرر فيها ولا صراعات ولا مطامع ، بل هُم يُريدون تعاوناً أكبر ، ويُؤيدون أنْ تكون لنا قوة مُشتركة قيادة واحدة غير مُفَرّقة.
تدَخّل شديد الصرعة ، وهو يُركز عينيه في عيني ثابت :
ـ نعلم كثيراً بأنّ ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة جاءوا بالشر ، وجاءوا بأشياء مُزرية وأسقطوها على مُجتمعنا ، مزّقوا أواصرنا مع أصدقاء البحر ، أحدثوا فِتَنًا في الأرض وأحدثوا في البحر نزاعاً وقلبوا التاريخ بمَسْلكهم المُفَرّق.. حتى أصدقاء البحر تضرروا من سلوكهم ، والغربيون أضداد بعض والشرقيون أعداء بعض والبيض فارعو الطول أشرار على ذوي السِحنة الرصاصية وعلى ذوي العيون الملونة والأنف المقوسة ، أصْدقاء البحر ورغم أننا نختلف معهم في كثير من الأمور لكنهم وثّقوا مَعنا رباطاً منذ زمن غابر ، لا يُعرف تاريخه بالدقّة ، ولكنّ نعرف أنّ منافع بيننا تبودلت في عصور مُهمة من تاريخ علاقاتنا البحرية ، فبحر الوادي الكبير ، يتداخل مع بحر ذوي السِحنة الرصاصية تماماً ، كما تداخلت العلاقات أكثر بوجود بعض منهم ، عاشوا في بُلدان بحر الوادي الصغير الشرقية والغربية ورأس الجنوب ورأس الشمال ، والتي عُرفت بهجرة أصدقاء البحر إلى رمال الأعراب وهُم اليوم أقرب نفعاً من غيرهم ، كما يجب أنْ نحتفظ بعلاقتنا التاريخية مع ذوي العيون المُلونة والأنوف المُقوسة ، ونوثّقها ونزيدها ارتباطاً فهم أنفع لما نحتاجه منهم في الشدّة والرخاء ، خاصة وأنّ وقوعهم على مياهٍ بحرية عميقة ، وفي أيامٍ سالفة، كُنا معاً ، حين عُرفنا بحضارة البحر ، ذلك الامتداد البحري قديماً قد وصل إلى أقصى بحر ذوي الأنوف الفطحاء ، أولئك الرجال كانوا سَنداً لنا في البحر وتاريخهم مَشهود ، كانوا رجالاً أقوياء ، ساهموا في إخراج ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة واشتركوا مع رجال الوادي الصغير بإخراج الغُرباء من بحر الوادي الصغير وسواحل الحارات العَشر وخلّصوا قرية البحر من قبضتهم ولهاته الأسباب ، حقدَ عليهم الغُرباء ذوو الوجوه الحُمر وقسّموا بلادهم الكبيرة إلى أجزاء وقطع ، وقطّعوا علاقتهم بأرض الوادي الصغير وقرية البحر وما جاورها ، والتاريخ شاهدٌ على تُراثنا البحري ، إنّ الغُرباء الحاقدين على التاريخ البحري للوادي الصغير والقُرى التي تتبعهُ كالحارات العَشْر وقرية البحر والتراث والبلدة القديمة والجبل الأعلى والكثبان والرمال ، قد أقنعوا رجلاً من عِلْيَة الرجال ، تسيّد الوادي الصغير منذ عهد أجداده الأُوَل ونصحوه بالتخلّى عن بلاد ذوي العيون المُلونة والأنوف المُقوسة وبلاد ذوي السِحنة الرصاصية وكثير من المرجعيات ، ذكرته باسم ذلك الرجل الذي تخلّى عن بلاد ذوي العيون المُلونة والأنوف المقوسة ، إذ كان يومئذ مُشتتًا بانقسامات بحرية وفي الرمال مزّقته الاختلافات ، فلم يكن قادرًا على القول الصريح ، فهو لا يَقوى على الرفض، والغُرباء ذوو الوجوه الحُمر ، اختاروا الوقت المناسب الذي كان فيه سيّد القوم في وَهْن وفي ضَعف ، فالانقسامات ازدادت بين الزعامات القبلية وتأجّجت الصراعات الداخلية وتفرّقت السُبل ، وكان وقتئذ في أشدّ الحاجة إليهم ، فاستدعت الحاجة إلى إخماد الانقسامات التي شُقّت عليه ولم يستطع يومئذ إخماد ثورة المُجتمعات وتلك حِقبة قاسية خلّفت تمزّقاً كبيراً في جنبات المجتمع وازدادت الاتهامات بين الزعامات وتباينتْ آراؤهم واختلفتْ وتصدّعت القرى والحارات وبَلدات الكثبان والرمال ، ولم يستطع تحقيق مُنَاهُ ، فالشرّ والمصائب أوشَكا أنْ تقذف به إلى فقدان مكانته وخسارة هيبته ، وكان من أهم التحديات بقاء الوادي الصغير مُتماسكاً وقوياً ، والبقاء على هيبته وسيرته الأولى ، سيّد قومه، وذاق الأمرّيْن ،الانقسام بين زعماء القرى ورجال الشرّ وبين التمزّق والفقْر وبين فقدان سُلطته وبين وجود الأشرار من الغُرباء، وخاصة ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة ، فالأشرار أحد أهم أسباب التمزق والانقسام وزيادة فجوة التوافق في رمال الوادي وفي أرضه وجباله وسواحله ، وكان من أصْعَب وأشقّ الانقسامات في تاريخه .. وكان لزاماً عليه ، القبول بتواجدهم وبشروطهم ، أملاً في نُصْرته وبقاء حضارة أجداده البحرية ، وكما يُقال ، أحلى الامرّيْن مُرّ ، وإنْ لم يكن راضِياً ، فوجودهم يومئذ قرار مَفروض فهو في أصْعب حالاته وفي أشدّ الحاجة إليهم ، وكان من أهمّ شروطهم التخلّي عن بلاد ذوي العيون المُلونة والأنوف المُقوسة.. لكن حقد ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة على ذوي العيون المُلونة والأنف المُقوسة وذوي السِحنة الرصاصية من أهم تحديات الغُرباء شرقيهم وغربيهم ، فكل أحد منهم يُريد أنْ يبسط نفوذه في البحر العميق.
قال رجل يُعرف بـ أبي حَدْبَة ، لظهور حَدْبَة تقوّس في ظهره، وكان يمشي بانحناءٍ مُفرط:
ـ دعوني أعَقّب على سيرة الرجل الشهم ، سيّد قوم الوادي ورماله في مواجهة غُرباء البحر العميق ، فالرجل أظهر سيرة كبيرة من القوة والشجاعة استلهمها من سِيرة أجداده كامتداد طبيعي إلى حضارة البحر الباقية وحضارة الشرق العالقة في الأذهان .. وأنا أتذكّر يومئذ حين قال بجرأة في وجه الأعداء جميعهم، شرقيهم وغربيهم " لا تُضيعوا وقتكم فيكون عليكم كقطع الليل مُظلماً.؛" فقال كبير الغُرباء الغربيين ... ماذا تعني من قولك هذا.؟ فردّ عليه بالحال ، وعينيه قد أوقفها في عين كبير الغُرباء لكأنّ شرارة تتطاير من نظرته " لن أمُدّ يدي إلى من أفرغته قوتنا الأولى ولا أضع في بطن كفي شيئاً ، فهي ملآنة بالعزة والشموخ" وغضب كبير غُرباء ذوي الوجوه الحُمر المُكتنزة ، وأقسم على فعل شيء ، يندم عليه سيّد الوادي ، فقال : إنْ كنت تعي ما أقول فاسمع وإنْ كنت لا تعي ما أقول فدع قومك وانصرف عنهم خيراً ، عين الغرباء في دارك وعينك إلى باب الدار.؛ عقّب سيّد رجال الوادي بغضب ، قبل أن ينصرف ..مدّ سبابته إلى كبير الغُرباء الغربيين مُحَذّراً ، وأردف ، لا تقل شيئاً وأمرهُ ليس بيديك. بل قُل الأمر الذي هو بين يديك.؛ فقال كبير الغرباء ،وهو يهز رأسه : سترى كل شيء مُدته .؛
تهامس الغُرباء بينهم وتعاهدوا على تقسيم أمكنة نفوذ السيّد بحراً وبراً .. وقال أحدهم وقد مدّ عُنقه واحمر وجهه ، ذلك ليعلم يقيناً ماذا نقول ومن لا يَستجيب لا يطمئن .؛
يتبع 11
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الإناث يتفوقن وأسيوط تتصدر.. وزير الثقافة يعتمد الفائزين بجائزة المبدع الصغير
أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، اعتماد أسماء الفائزين بـ”جائزة الدولة للمبدع الصغير” في دورتها الخامسة، والتي تُمنح تحت رعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسي، وتُعد أول جائزة من نوعها تُمنح للأطفال من سن 5 حتى 18 عامًا، في مجالات الآداب والفنون والابتكارات العلمية.
أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن فخره واعتزازه بالفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير في دورتها الجديدة، مؤكدًا أن هذه الجائزة، التي تُمنح تحت رعاية كريمة من السيدة انتصار السيسي، تُعد إحدى أبرز المبادرات الثقافية التي تُجسد رؤية الجمهورية الجديدة في تمكين الأطفال والنشء وتكريس مفهوم العدالة الثقافية.
وأكد وزير الثقافة أن الجائزة تعكس التزام الدولة العميق ببناء أجيال جديدة تنتمي لوطنها، وتحمل بذور الإبداع والتجديد، مشيرًا إلى أن الإقبال الكبير من الأطفال على الترشح يعكس وعيًا متزايدًا لدى الأسر المصرية بأهمية دعم الإبداع في مراحل عمرية مبكرة.
وأوضح الوزير أن إجمالي عدد المتقدمين للجائزة هذا العام بلغ 6570 مشاركًا، من بينهم 4262 من الإناث و2308 من الذكور، يمثلون مختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى مشاركات من 9 دول عربية وأجنبية، أبرزها السعودية، الكويت، كندا، والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن محافظة أسيوط تصدرت عدد المتقدمين بإجمالي 1116 مشاركًا، تلتها القاهرة بـ779، ثم الإسكندرية بـ487، ما يعكس امتداد أثر الجائزة ونجاحها في الوصول إلى الفئات المستهدفة في الحضر والريف على حد سواء.
وشهدت الدورة الخامسة مشاركة واسعة في فروع الجائزة المختلفة، حيث جاء فرع الرسم في مقدمة التخصصات بـ3438 مشاركة، تلاه فرع القصة بـ751 مشاركة، ثم الشعر بـ428، والغناء بـ604، والابتكارات العلمية بـ500، والتطبيقات والمواقع الإلكترونية بـ566، ما يعكس تنوع اهتمامات الأطفال وتفوقهم في مجالات الإبداع المختلفة.
وقد جاءت أسماء الفائزين في الدورة الخامسة على النحو التالي:
● فرع القصة
الفئة العمرية الأولى:
• عابد الرحمن يوسف صبحي يوسف (الغربية)
• ليزا شريف رضوان عبد الحميد (الجيزة)
الفئة العمرية الثانية:
• أبانوب جورج وهيب زكي (الدقهلية)
• يوستينا بشاي صموئيل جاد (أسيوط)
● فرع الشعر
الفئة العمرية الأولى:
• همسة أيمن بدوي التابعي سمرة (دمياط)
الفئة العمرية الثانية:
• أحمد رمضان محمد عبد الرحمن عوف (الدقهلية)
• عبد الرحمن مصطفى أحمد النحاس (الإسكندرية)
• هاجر أشرف نجيب السيد متيرد (دمياط)
● فرع التأليف المسرحي
الفئة العمرية الأولى:
• جنا الدكتور خلف الله عبد الحميد (سوهاج)
• عمر وائل مصباح عبد المحسن (الدقهلية)
الفئة العمرية الثانية:
• آية وليد عرفان محمود أبو النور (دمياط)
• لمى أحمد كمال عبد الغفار (القليوبية)
● فرع الرسم
الفئة العمرية الأولى:
• آية محسن عبده سعيد هارون (أسوان)
• خالد حسن شحات حسن إبراهيم (الدقهلية)
• مريم خالد حسن الشواربي (القاهرة)
الفئة العمرية الثانية:
• رودينة ممدوح أحمد عبد الرحيم (القاهرة)
● فرع العزف
الفئة العمرية الأولى:
• لارا محمد عبد الجيد عطية (القاهرة)
• مصطفى محمد أحمد محمد قدورة (الجيزة)
الفئة العمرية الثانية:
• مالك محمد شحاتة السيد (الجيزة)
• يوسف أشرف فريد حسن (الجيزة)
● فرع الغناء
الفئة العمرية الأولى:
• فريدة إسلام سيد مصطفى كمال (القاهرة)
• فياض أحمد فياض محمود حسن (الجيزة)
الفئة العمرية الثانية:
• عائشة محمد إبراهيم عبد العظيم مرسي (الشرقية)
• فاروق محمد فاروق علي (الجيزة)
● فرع التطبيقات والمواقع الإلكترونية
الفئة العمرية الأولى:
• حمزة محمد السيد سعد (البحيرة)
• رامي فادي صبري كرم (الدقهلية)
الفئة العمرية الثانية:
• إسراء بدوي سمير حسني (القاهرة)
• مارك ألبير بطرس آدم (القاهرة)
● فرع الابتكارات العلمية
الفئة العمرية الأولى:
• أنطوني مينا يني عطا عطية (سوهاج)
• مريم أحمد سيد أحمد تمساح (الأقصر)
الفئة العمرية الثانية:
• يوسف محمد علي محمود الجميلي (الدقهلية)
● عمل مشترك:
• ملك أمين عادل علي أبو زين (المنوفية)
• هناء خالد حسن عبد المقصود حسن (المنوفية)
كما توجه وزير الثقافة بالشكر إلى أعضاء اللجنة العليا للجائزة ولجان التحكيم على ما بذلوه من جهد كبير لضمان الشفافية والعدالة في تقييم الأعمال، مؤكدًا حرص الوزارة على تطوير الجائزة من عام إلى آخر، وتوسيع قاعدة المشاركين فيها، لتصبح رافدًا مستدامًا لاكتشاف المواهب وصقلها.
واختتم الوزير تصريحه قائلًا:إن الاستثمار في الأطفال هو استثمار في المستقبل، وجائزة الدولة للمبدع الصغير تجسد رؤية الجمهورية الجديدة التي تضع الإنسان في قلب مشروعها الحضاري، وتؤمن بأن بناء الوعي يبدأ من الطفولة. وسنواصل العمل على احتضان الطاقات الواعدة من كل ربوع الوطن، إيمانًا بأن كل طفل موهوب هو مشروع مبدع كبير في المستقبل.”