البصمة الاستعمارية في الخليج والتغيير!
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
ما تعرف بمنطقة الخليج وعبر أنظمتها ظلت خلال ما عُرفت بالحرب الباردة تسير في فلك الاستعمار الغربي الأمريكي وتناصب العداء للاتحاد السوفييتي من ذات المنظور الاستعماري الغربي الأمريكي الذي تعمل تحت إرادته وإدارته..
وتحت عنوان الإلحاد وعبر الأسلمة الاستعمارية أيضاً ظلوا في هذا العداء للسوفييت والصين ومن يسير في خيار أو نظرية «الاشتراكية».
بعد تفتت السوفييت تحولت روسيا إلى خيار الرأسمالية وإن بطريقتها وفلسفتها، والصين دمجت بين الاشتراكية والرأسمالية وبطريقتها وفلسفتها أيضاً، وواقعياً فالحزب الشيوعي الصيني هو من يدير الدولة بسقف شيوعيتها وسقف رأسماليتها أيضا، وباكستان التي ربطت بالاستعمار في سياساتها وإدارتها وكانت ممراً لما عُرف بالجهاد الإسلامي إلى أفغانستان وكان واقعياً جهاد مع ومن أجل أمريكا وتم أسلمته سياسياً لهذا الهدف ـ باكستان هذه ـ باتت علاقتها الأهم هي مع الصين وبسقفها الشيوعي والرأسمالي معاً ولا نريد التطويل في هذا الجانب..
الذي يعنينا أن الدول الخليجية تخلت عن العداء لروسيا والصين أكان خياراً لهذه الدول أو ربطاً بالمتغيرات الدولية، فهل يمثل مثل هذا الواقع مؤشر تحرر تدريجياً من الاستعمار الغربي الأمريكي وإن بالتدرج أم أنه مجرد اضطرار فرضته متغيرات ولا زال الخيار والقرار أو نقل الإرادة والمستوى النوعي من الإدارة هو للاستعمار الأمريكي الغربي؟..
نقول إنه مجرد مؤشر وهو بين مستجد مظاهر أو ظواهر سياسة أمر واقع لا زال متراكمه أمريكياً ولا زالت أمريكا بوضوح هي المؤثر الأكبر، ولكن الإنصاف يوجب علينا الاكتفاء بهذا الحال العائم أو بحكم معمم لأن هذا المتغير ربما يتعامل به أو معه كمؤشر لتحرر تدريجي وصولاً إلى علاقات متزنة ومتوازنة لهذه الدول بالشرق والغرب وصولاً لفرض أولوية مصالحها كأنظمة وأوطان بما يتجاوز استعمالها الأدواتي لصالح الاستعمار الأمريكي الغربي، وذلك ما يزال هو القائم وهو المعتمل فعلياً..
دعوني أقول إني ربما أتفهم التراكم الأمريكي تحديداً وما بات يفرضه كأمر واقع، ولكني لا أميل لنفي أن تكون هذه الأنظمة تفكر ما استطاعت تغيير هذا الأمر الواقع وإن بالتدرج لصالح أوطان بل ولصالح مستقبلها كأنظمة، فمثل ذلك قد يكون موجوداً أو حاضراً ولكنه لا يحس بما يمكن قياسه أو القياس عليه تغيير أو متغير..
قد يطرح البعض أن العلاقات القائمة لهذه الأنظمة مع روسيا والصين هي تغيير ومتغير يقاس به أو يقاس عليه، ولكن هذه الظاهرة هي عالمية وأمر واقع عالمي باعتبار العالم لم يعد في أوضاع وبيئة ما عرفت بالحرب الباردة أساساً، وبالتالي فالقياس يحتاج إلى تعمق في تفكير ورؤى هذه الأنظمة فوق ما هو ظاهرة عالمية أو أمر واقع..
على سبيل المثال كلنا نعرف أن أمريكا كانت وراء إزاحة أو إقالة رئيس وزراء باكستان “عمران خان” وزجه في السجن وذلك يقدم تأثير أمريكا في باكستان، ولكن الحرب الهندية الباكستانية أكدت أن الصين هي الأقوى في باكستان رغم حقيقة أن أمريكا إن أزاحت أو أقالت عمران لأسبابها أو لمصالحها..
هذا لم يعد مجرد مؤشر بل للقياس، ومثل ذلك لم يتوفر في الأنظمة الخليجية وأتذكر مثلا أن الكويت وقعّت ما عُرف اتفاقا استراتيجياً مع الصين يتصل حتى بالدفاع، ولكن الأفعال والتفعيل لا يقدمان إلى الحضور الصيني في الكويت كما في باكستان..
إذا تابعنا زيارة الرئيس الأمريكي «ترامب» الأخيرة للمنطقة فما أكدته هو حضور الابتزاز والتغول الأمريكي بقوة، وبالتالي فهذا يثبت أنه حتى لو كانت هذه الأنظمة تسير بالتدرج باتجاه توازن واستقلالية فذلك لازال بعيداً كواقع وأمر واقع فوق خيار أو قرار الأنظمة حتى لو أرادت، ولعل الصراعات العالمية هي ما ستؤثر في تسهيل مهمة هذه الأنظمة إن أرادت تغيير بأي سقف أو مدى كما هي ما ستكشف إن كانت هذه الأنظمة تريد البقاء في فلك الاستعمار الغربي الأمريكي حتى يوم القيامة، كما طرح مؤسس النظام السعودي، أم أنها تنتظر نضوج المتغير والظروف لتحدث تغييراً يعتد به على أنه تغيير؟!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فوائد غير متوقعة للأنظمة الغذائية النباتية للأطفال
توصلت دراسة شاملة إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية والصارمة للأطفال، عند تصميمها بعناية ودعمها بالمكملات الغذائية المناسبة، قادرة على دعم النمو السليم وتقديم فوائد صحية ملموسة.
وأجرى فريق بحثي من إيطاليا والولايات المتحدة وأستراليا تحليلاً لبيانات أكثر من 48 ألف طفل ومراهق من مختلف أنحاء العالم ممن تبنوا أنماطاً غذائية متباينة، بهدف استكشاف تأثيرات تلك الأنظمة على الصحة والنمو والتغذية.
وكشفت الدراسة أن الأنظمة النباتية غنية بالعناصر المغذية، إلا أنها قد تسبب نقصاً في بعض العناصر الأساسية إذا لم يتم تعويضها بالأغذية المدعمة أو المكملات الغذائية الضرورية.
النتائج الرئيسية
أظهرت البيانات أن الأطفال النباتيين الذين يمتنعون عن تناول اللحوم والأسماك ولكنهم يستهلكون الألبان والبيض لديهم مستويات أعلى من الألياف والحديد وحمض الفوليك وفيتامين C والمغنيسيوم، مقارنة بأقرانهم من آكلي اللحوم. ومع ذلك، كانت معدلات استهلاكهم للطاقة والبروتين والدهون وفيتامين B12 والزنك أقل نسبياً. أما بالنسبة للأطفال الذين يتبعون نظاماً نباتياً صارماً يعتمد كلياً على الأغذية النباتية، فقد أظهرت النتائج نمطاً مشابهاً رغم محدودية الدراسات المتوفرة حولهم.
كما لاحظ الباحثون أن الأطفال النباتيين كانوا أقل وزناً وأخف بدانة وأقصر قليلاً مقارنة بغيرهم، بالإضافة إلى انخفاض مؤشر كتلة الجسم، كتلة الدهون، ومحتوى المعادن في العظام.
وأشارت الدكتورة جانيت بيزلي، الأستاذة المشاركة في مجال التغذية والطب بجامعة نيويورك، إلى أن مستويات فيتامين B12 لدى الأطفال النباتيين كانت غير كافية في حال الانقطاع عن تناول المكملات الغذائية أو الأغذية المدعمة. وذكرت أيضاً أن الكالسيوم واليود والزنك تُستهلك غالباً عند الحدود الدنيا الموصى بها لهذه الفئات العمرية، ما يجعل هذه العناصر تحتاج إلى عناية خاصة لضمان تلبيتها.
وأضافت أن نقص الكالسيوم كان الأبرز والأكثر انتشاراً بين الأطفال النباتيين.
الفوائد الصحية
وأشارت الدراسة إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية والصارمة ساهمت في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال بالمقارنة مع من يتناولون اللحوم، حيث سجلت هذه الفئة مستويات أقل من الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL).
وأكد الباحثون أن الأنظمة الغذائية النباتية تُعد خياراً صحياً قابلاً للتطبيق للأطفال إذا خُطط لها بعناية. كما يمكن أن تُسهم في تحقيق فوائد صحية وبيئية عديدة. وشددوا على أهمية الاستعانة بأخصائيي تغذية وأطباء أطفال لضمان توفير الاحتياجات التغذوية الأساسية، خصوصاً ما يتعلق بالعناصر مثل فيتامين B12 والكالسيوم واليود والحديد والزنك.
اختتم الباحثون بالتأكيد على أهمية تطوير إرشادات غذائية واضحة ومستندة إلى الأدلة لمساعدة الأسر على تصميم أنظمة غذائية نباتية آمنة ومتوازنة لأطفالها. ولكنهم نبهوا إلى أن النتائج الحالية تعاني من محدودية بسبب اختلاف منهجيات البحث، تنوع المشاركين، والتحديات التي تواجه التقييم الدقيق لاستهلاك العناصر الغذائية.