الحب زاد رغم الفراق.. «صبحة» ترملت بعد عامين زواج واختارت أصعب طرق الوفاء
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
ضربت صبحة السيد، صاحبة الـ48 عاما، نموذجا للمرأة الريفية الوفّية لزوجها، سواء في حياته القصيرة التي قضاها معها أو حتى بعد وفاته، فسرعان ما أخذه الموت في ريعان شبابه، لم يقض معها سوى عامين فقط، تاركًا لها القليل من الذكريات والكثير من الحب، الذي نتج عنه طفلتين صغيرتين، تولت تربيتهن وحدها.
قصة حب صبحة«اتجوزت وأنا عندي 20 سنة تقريبًا، هو كان في نفس سني.
رُزقت صبحة وزوجها بطفلتين خلال عامين من زواجهما، وكانا دائمًا ما يخططان سويًا لتعليمهن وتربيتهن بأفضل طريقة، حتى يصبحن فخرًا لهما ولقريتهن: «ملحقش يفرح بيهم معايا.. مات فجأة بعد سنتين وسبنا لوحدنا، ودي كانت أكبر صدمة في حياتي»، إذ دخلت صبحة في حالة اكتئاب شديدة، إثر وفاة زوجها الذي لم تر منه سوى الحب والاهتمام.
بعد وفاة زوجها بفترة قصيرة، بدأ أقاربها وأهل القرية يتوافدون عليها بالعرسان، حتى تختار أحدهم وتتزوج مرة أخرى، لأنها كانت بالنسبة للجميع فتاة صغيرة في ريعان شبابها، ومن الطبيعى أن تتزوج ثانية من شخص يتولى مسؤوليتها هي وبناتها، وفق حديثها، لكنها رفضت بشدة واختارت الطريق الصعب وقررت أن تعيش وفيّة لذكرى زوجها، على أن تتفرغ وتكافح لتربية ابنتيه بالطريقة التي كان يحلم بها.
«جوزي كان راجل فلاح ولما مات مكنش عندنا أي دخل»، لذا قررت صبحة أن تقوم بدور الأب والأم على مدار أكثر من 26 عاما، حيث استأجرت قطعة أرض وزرعتها بمجموعة من المحاصيل كالطماطم والفلفل والجرجير، واشترت عدد من المواشي لتربيتها والاستفادة من إنتاجها، لتقضي بذلك كل وقتها خارج المنزل من الساعة 4 فجرًا حتى العشاء: «الحمد لله علمت بناتي زي ما أبوهم كان عايز.. واحدة معاها مؤهل متوسط واتجوزت وعندها ولد والتانية مؤهل عالي».
تحرص صبحة دائمًا على إحياء ذكرى زوجها، فاعتادت منذ وفاته أن تأخذ بناتها مرة أسبوعيًا لزيارة قبره وقراءة القرآن والدعاء له: «دي عادة أسبوعية، كبرت بناتي على حب أبوهم، كنت بحسسهم دايمًا إنه معانا في كل خطوة في حياتهم»، ونتيجة لهذا اعتاد ابنتيه على توزيع الصدقات على روحه والحكي عنه وعن أخلاقه الطيبة أمام الجميع.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
بعد عامين من «COP28» .. «اتفاق الإمارات» التاريخي لا يزال خريطة الطريق للعمل المناخي الفعال
أبوظبي (الاتحاد)
يصادف اليوم ذكرى مرور عامَين على إعلان معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، التوصل إلى «اتفاق الإمارات» التاريخي في ختام مؤتمر الأطراف COP28 الذي شكل محطةً فارقةً في جهود العمل المناخي العالمي المشترك.
وبفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة في دولة الإمارات ودعمها اللامحدود، نجح الاتفاق في توحيد جهود الأطراف الـ 198 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للتوافق على مجموعة من التدابير الشاملة والعملية غير المسبوقة عبر مجالات التخفيف والتكيف والتمويل، بهدف خفض الانبعاثات وتعزيز جهود إزالة الكربون وحماية الأفراد والمجتمعات الأكثر تضرراً من تداعيات تغير المناخ.
وتضمنت هذه التدابير الالتزام بأهداف زيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، ومضاعفة كفاءة الطاقة، والحد من إزالة الغابات، كما حقق COP28 إنجازاً تاريخياً من خلال نجاحه في تأسيس صندوق لمعالجة تداعيات تغير المناخ لأول مرة في مؤتمرات الأطراف. وحقق COP28 أيضاً نتائج إيجابية تتجاوز المخرجات التفاوضية من خلال خطة عمل رئاسة المؤتمر، حيث نجح في حشد جهود القطاع الخاص بطريقة فعالة وعملية لإزالة الكربون بشكل غير مسبوق، وساهمت مبادرات رائدة، مثل ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز، الذي يُعد الشراكة الأكثر شمولاً للقطاع الخاص في مجال إزالة الكربون حتى الآن، في حشد جهود شركات نفط عالمية ووطنية تمثل 40% من إنتاج النفط العالمي في ميثاق يهدف إلى الحدّ من انبعاثات غاز الميثان وخفض انبعاثات الكربون من عملياتها الإنتاجية بشكل كبير. كما تم إطلاق صندوق «ألتيرّا»، أكبر صندوق استثماري عالمي يركز على المناخ، خلال COP28، بهدف تحفيز جمع 250 مليار دولار بحلول عام 2030 لتمويل حلول العمل المناخي العالمية على نطاق واسع.
وساهمت مخرجات COP28 في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وتعزيز دورها الفعال في توفيق الآراء ودعم العمل المشترك عبر توحيد جهود الحكومات وقطاعات الطاقة والصناعة والتمويل ومنظمات المجتمع المدني، لبناء إجماع عالمي، وتغليب الشراكة على الاستقطاب، والحوار على الانقسام.
من خلال توحيد جهود كافة الأطراف والمعنيين وضمان مشاركة الجميع في العملية التفاوضية، أكدت الإمارات أهمية دور القيادة الشاملة والعمل الجماعي في تحويل التفاهمات المبدئية إلى تقدم إيجابي يحتوي الجميع ولا يترك أحداً خلف الركب.
وفي ظل الاستمرار الحالي في ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، تزداد الحاجة إلى تطبيق هذه المنهجية الواقعية والعملية والشاملة لتلبية هذا الطلب بشكل مسؤول وموثوق، وهو ما يسلط الضوء على أهمية «اتفاق الإمارات» التاريخي الاستثنائية كنموذج لكيفية بناء مستقبل أكثر مرونة واستدامة للجميع من خلال التعاون والمصداقية والتنفيذ.