قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أن سيدنا محمد ﷺ كان أسوة لكل أحد مع اختلاف مشاربهم وأوضاعهم وأحوالهم ودرجاتهم وأعمالهم وتخصصاتهم، ولم يكن نبي قط على هذا الحال إلا سيد الخلق.

 

وتابع جمعة أنه صلى الله عليه وسلم قد اشتغل بالرعي، والتجارة، والعبادة، والقيادة، والتدريس، والقضاء، وكان من الأغنياء ومن الفقراء، وكان أبا وزوجا وجارا وصديقا، وتزوج امرأة واحدة، ورأى أحفاده فكان جدا، وتزوج أكثر من امرأة معا، فكانت له الأسرة المستقلة، وكانت له حالة التعدد، وكان محاربا ومعاهدا ومفاوضا ومناظرا ورجل سلام، وعاش في دار الكفر، وعاش في دار الإيمان، وهاجر، ولو جلسنا نعدد نواحيه كلها ما استطعنا.


ولكنه كان بالجملة مثالا لكل أحد فيجد كل واحد ممن أراد أن يتأسى بالنبي ﷺ في حال من الأحوال، أو في شأن من الشئون رسول الله ﷺ أمامه بسيرته العطرة وإرشاده المستقيم مثالا يحتذى وأسوة حسنة متبعة.


وأضاف: كان سيد الخلق ظاهره كباطنه، وهو أمر لم نعهده فيما رأيناه من البشر، ولم نعهده كلنا في أنفسنا، بل إن الإنسان يحب أن تكون له خصوصية لا يطلع عليها أحد، ولكنه ﷺ أمر الناس أن تعرفه، وقال : «بلغوا عني ولو آية» وتزوج من تسع نسوة حتى ينقلن بثقة وأمانة حياته الخاصة، فلم تتبرم واحدة قط، ولم ترو واحدة ما يشين في سره وخصوصيته، كما أنه ﷺ ، قد آمن به من عرفه لا من لم يعرفه، وهو عكس ما كان عليه الأنبياء من أنهم قد آمن بهم من لم يعرفهم، وكان أصحاب محمد ﷺ دافعوا عنه وفادوه بأنفسهم، وأصحاب الأنبياء فروا منهم وتفرقوا حين اللقاء.


وبذلك نقلت حياة النبي المصطفى ﷺ بكل تفاصيلها وروى عنه أحاديثه أكثر من ألف وسبعمائة 1700 شخص عاش كثير منهم ليروي مقولة واحدة، وتحت يدينا صورة واضحة بكل العلاقات في حين أن بوذا وكنفشيوس وسيدنا موسى وعيسى -عليهما السلام- لا نعرف عن سيرتهم شيئًا، وأصحابهما -عليهما السلام- نعرف العدد القليل جدا منهم بأسمائهم دون سيرتهم، في حين أن المجلدات قد نقلت في سيرة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ونقلت ترجمة نحو عشرة آلاف صحابي، ولم يحدث هذا في تاريخ البشر. 
فكانت حياة سيدنا محمد ﷺ عمارا وتعميرا، وكانت حياة غيره مجملة لا تصلح لأن تكون محلا للدرس واستخراج الأسوة للعالمين.


لقد طبق النبي ﷺ ما أمر به من ربه على أكمل وجه، وهذا في حد ذاته معجزة، حيث لم يختلف أول أمره عن آخره، فارس معلم بالنهار، عابد قائم بالليل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عليه وسلم النبي المصطفى العلماء كبار العلماء ومفتى الجمهورية رسول الل جمعة أ صلى الله عليه وسل

إقرأ أيضاً:

إنقاذ حياة سيدة بعد انفجار رحم بمستشفى فاقوس المركزي

تمكن فريق النساء والتوليد بمستشفى فاقوس المركزي بمحافظة الشرقية من إنقاذ سيدة في العقد الثالث من العمر، بعد تعرضها لحالة نادرة وخطرة جدًا أثناء الحمل، وذلك في إنجاز طبي جديد يضاف إلى سجل المستشفى المتميز.

 

وكانت السيدة قد استقبلت صباح يوم الجمعة الموافق 5 ديسمبر 2025 بقسم الطوارئ تعاني من آلام حادة بالبطن وحالة صدمة، حيث تبين فور الفحص أنها حامل في الأسبوع الحادي عشر، مع تاريخ طبي يشمل ثلاث عمليات قيصرية سابقة.

 

وأجريت للسيدة الفحوصات الأولية والتحاليل الطبية والأشعة اللازمة، والتي كشفت عن نزيف داخلي ناتج عن حمل خارج التجويف الرحمي السليم، حيث كان الجنين قد انغرس في نسيج ندبة القيصريات السابقة، وهو أمر نادر الحدوث ويحدث بنسبة حالة واحدة لكل ألفي حمل تقريبًا.

 

على الفور، تم تجهيز المريضة لإجراء عملية جراحية عاجلة، مع تزويدها بكيسين من الدم تحسبًا لأي مضاعفات، وتم نقلها إلى غرفة العمليات لإجراء استكشاف للبطن تحت تأثير التخدير الكلي.

 

وخلال العملية، تبين وجود انفجار في الرحم مع انزلاق الجنين إلى تجويف البطن، الأمر الذي شكل حالة طبية حرجة استدعت التدخل الفوري لإيقاف النزيف والحفاظ على الرحم.

 

وبفضل جهود الفريق الطبي، نجح الأطباء في السيطرة على النزيف واستقرار حالة السيدة، والتي أصبحت الآن تحت الملاحظة الدقيقة بالقسم الداخلي بالمستشفى.

 

ويأتي هذا الإنجاز الطبي في إطار توجيهات الدكتور أحمد البيلي، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الشرقية، وبإشراف الدكتور أحمد الشوادفي مدير مستشفى فاقوس، والدكتور محمد أبو زيد، رئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى.

 

وقد قدم مدير المستشفى الشكر والتقدير للفريق الطبي على جهودهم الكبيرة، حيث ضم فريق الاستقبال برئاسة الدكتورة سهير عبدالحميد، وفريق بنك الدم بقيادة الدكتور محمود عبد العظيم، وفريق العمليات بقيادة الدكتور علاء الشحات، الدكتورة رباب أمين، محمد سليمان، وأخصائي التخدير الدكتورة هالة محمد، بالإضافة إلى الممرضة تقوى صالح في تمريض العمليات، على مساهمتهم في إنقاذ حياة المريضة.

 

وتؤكد هذه الحالة على الكفاءة العالية لفريق النساء والتوليد بمستشفى فاقوس المركزي، وقدرتهم على التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة، وتقديم أفضل رعاية صحية للمرضى، مما يعكس الالتزام المستمر للمستشفى بالارتقاء بالخدمات الطبية في محافظة الشرقية.

مقالات مشابهة

  • أذكار الصباح الواردة عن النبي كاملة.. اغتنم فضلها ورددها الآن
  • إنقاذ حياة سيدة بعد انفجار رحم بمستشفى فاقوس المركزي
  • دُعَاءِ سيدنا رسول الله ﷺ.. الأزهر يكشف
  • بورسعيد حزينة.. أول صورة للطفل زياد الذي توفي بعد اصطدام باب المعدية بالرصيف
  • فضائح بالجملة| محمد موسى يكشف الجانب المظلم في حياة الهارب محمد ناصر
  • مصطفى حسني: إحنا أولى بأن النبي يكون موجود في حياتنا
  • محمد شريف باشا.. الرجل الذي كتب دستور مصر الحديث
  • أزهري يروي قصةـ طبيبة مسيحية ترى سيدنا محمد في المنام
  • رابطة الأندية تعلن عقوبات مباراة بيراميدز وكهرباء الإسماعيلية في الدوري
  • إصابة 4 من أسرة واحدة باختناق بسبب تسرب غاز السخان في البحيرة