المملكة تؤكد دعمها للجهود العالمية للتنوع الأحيائي وتدعو إلى مؤتمر مكافحة التصحر بالرياض
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
أكد وفد المملكة في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع الأحيائي (COP 16)، في كولومبيا، التزام المملكة بتعزيز الجهود العالمية للحفاظ على التنوع الأحيائي وتحقيق أهداف إطار “كونمينج – مونتريال”، كما دعا الوفود المشاركة إلى مؤتمر الأطراف السادس عشر لمكافحة التصحر، الذي تستضيفه الرياض، خلال الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر المقبل.
وجددت المملكة خلال المؤتمر، الذي اختتم أعماله مؤخرًا، التزامها باتفاقية التنوع الأحيائي بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء”.
واستعرضت الدول الأطراف في اختتام أعمال المؤتمر، مدى تقدمها في تحقيق الأهداف المحددة في إطار كونمينغ-مونتريال، الذي يهدف إلى وقف وعكس فقدان التنوع الأحيائي بحلول عام 2030، الأمر الذي يعكس التزام المجتمع الدولي بتعزيز الجهود المشتركة لحماية التنوع الأحيائي وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وتضمن برنامج أعمال وفد المملكة، الذي يرأسه الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان، اجتماعات ومفاوضات وبناء شراكات دولية لدعم الجهود الوطنية لإثراء التنوع الأحيائي وتعزيز الاستدامة البيئية.
وشمل برنامج الوفد في المؤتمر الذي استضافته مدينة كالي الكولومبية بمشاركة مندوبين من 196 دولة بينهم 140 وزيرًا وسبعة رؤساء، اجتماع الأطراف السادس عشر في اتفاقية التنوع الأحيائي، واجتماع الأطراف الحادي عشر في بروتوكول قرطاجنة للسلامة الأحيائية، واجتماع الأطراف الخامس في بروتوكول ناغويا بشأن الحصول على الموارد الوراثية والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدامها، إضافة للاجتماع رفيع المستوى الذي يناقش موضوعات تتعلق بتنفيذ إطار كونمينغ مونتريال العالمي للتنوع الأحيائي.
كما تضمنت المشاركات الاجتماعات التنسيقية لإقليم آسيا والمحيط الهادئ والدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، والجلسات العامة، وأنشطة الفرق العاملة وفرق الاتصال، وإعلان الأهداف الوطنية للتنوع الأحيائي.
ونظم الوفد السعودي عددًا من الفعاليات الجانبية التي استعرضت جهود المملكة في الحفاظ على التنوع الأحيائي، وإكثار الأنواع المهددة بالانقراض وإعادة توطينها، والتعريف بالمبادرات والبرامج الوطنية، إضافة إلى إبداء المرئيات على الوثائق بما يتماشى مع الاعتبارات الوطنية.
وشاركت المملكة في المعرض المصاحب للمؤتمر بجناح تفاعلي يوضح ثراء النظم البيئية والتنوع الأحيائي، ويستعرض الجهود الوطنية في التنمية والمحافظة لتحقيق الاستدامة البيئية، كما يسلط الضوء على استضافة المملكة لمؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في ديسمبر القادم.
وأوضح رئيس وفد المملكة في المؤتمر الدكتور محمد قربان في كلمته بالجلسة العامة رفيعة المستوى أن المملكة أعلنت عن مبادرة 30X30 التي تهدف لحماية 30% من المناطق البرية والبحرية في المملكة بحلول عام 2030، مبينًا أن هذه المبادرة تعد ركيزة وأداة رئيسة لتحقيق الهدف الثالث من إطار كونمينج مونتريال للتنوع الأحيائي.
وأضاف الدكتور قربان أن المملكة دشّنت خطة نظام المناطق المحمية خلال استضافتها للمنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد الدولي لصون الطبيعة لدول غرب آسيا في سبتمبر الماضي، لتكون خارطة طريق شاملة لإنشاء وإدارة محميات المملكة والوصول إلى الهدف 30X30.
وفي كلمة وفد المملكة، في جلسة “التآزر بين التنوع الأحيائي وتغير المناخ: من العلم إلى العمل”، أكد الدكتور محمد قربان أن المملكة ملتزمة باتباع نهج تحولي تتقاطع فيه أهمية صون البيئة والتنوع الأحيائي والمناخ بما يعزز التقدم المرن والمستدام، مشيرًا إلى أن المملكة أعلنت في شهر سبتمبر الماضي بمدينة نيويورك عن اتفاقيات ريو الثلاثة بالتعاون مع شركاء دوليين، موحِّدة بذلك الأطراف تحت جدول أعمال مشترك يتجاوز التفويضات الفردية ويعزز التأثير التعاوني.
وبين الدكتور قربان أن خطة العمل لمؤتمر الأطراف السادس عشر القادم في الرياض ستركز على إبراز التناغم بين ملفات صون الطبيعة والتنوع الأحيائي والمناخ، مبيِّنًا أن الخطة تتضمن أهدافًا ملموسة وقابلة للقياس.
وعلى هامش المؤتمر، اجتمع رئيس وفد المملكة الدكتور محمد قربان مع عدد من المسؤولين والمختصين من مختلف دول العالم، منهم: المدير العام للوكالة الفرنسية للتنوع الأحيائي أوليفير تيبو، والرئيس التنفيذي لشركة تمويل الطبيعة الدكتور سيمون زاديك، ومدير الصندوق العالمي للشعاب المرجانية بيير باردو.
كما تسلم وفد المملكة شهادتي انضمام محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية ومحمية الوعول التابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية للقائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
وكان وفد المملكة قد ألقى، في بداية المؤتمر، بيان المجموعة العربية بصفتها رئيسةً للمجموعة في الدورة الحالية من المؤتمر، حيث جاء البيان الذي يمثل لأول مرة جميع الدول العربية في مؤتمرات التنوع الأحيائي، لتوحيد الموقف العربي تجاه القضايا البيئية ذات العلاقة.
ودعا البيان العربي إلى الاعتراف بدور المجتمعات المحلية والنساء والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة في حماية النظم البيئية، ومراعاة السياقات الوطنية والأبعاد الثقافية والاقتصادية الخاصة بكل دولة عند صياغة وتنفيذ السياسات البيئية.
واستعرض البيان الجهود العربية للحفاظ على التنوع الأحيائي والبيئة، التي تقوم بها العديد من الدول العربية مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، مشروع الحزام الأخضر لمكافحة التصحر، المبادرة العربية للبيئة والتنمية المستدامة، واستضافة المنطقة العربية ممثلة بالمملكة لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي سيعقد في الرياض في ديسمبر القادم.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية للتنوع الأحیائی التنوع الأحیائی لمکافحة التصحر وفد المملکة أن المملکة المملکة فی
إقرأ أيضاً:
بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأحد بالرباط، أن الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيساعد في الدفع قدما بالدينامية، التي يعرفها هذا الملف بقيادة الملك محمد السادس.
وأضاف بوريطة، في لقاء صحفي مشترك مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، ديفيد لامي، أن موقف المملكة المتحدة يمثل “تطورا مهما”، بالنظر إلى أن بريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن، وفي مجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء.
وقال إن “هناك أربع دول من أصدقاء الأمين العام حول الصحراء انخرطت في هذه الدينامية، وعبرت عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، وهي فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا، واليوم المملكة المتحدة”.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة كان لها دائما صوت مؤثر ومصداقية على المستوى الأوروبي والأممي والدولي، لافتا إلى أن هذا الموقف ستكون له مزايا اقتصادية، حيث ستدرس وكالة المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار إمكانية إنجاز مشاريع استثمارية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وسجل أن الدينامية، التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، لا يعتبرها المغرب تشريفا أو محاولة للحفاظ على الوضع القائم، وإنما يراها بمثابة عنصر للبحث عن حل لهذا النزاع، الذي دام أكثر من 50 سنة.
وأبرز، في هذا الصدد، أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لديهما اليوم الفرصة لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع على أساس مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، معربا عن أمله في أن تنخرط كل الأطراف في مسار جدي لإيجاد حل نهائي لهذه القضية.
من جهة أخرى، وصف بوريطة الزيارة التي يقوم بها المسؤول البريطاني ب”التاريخية” لعدة اعتبارات، تتمثل في كونها أول زيارة يقوم بها وزير خارجية المملكة المتحدة إلى المغرب منذ 2011، ولأنها ستعطي قفزة نوعية للعلاقات الثنائية، فضلا عن كونها شكلت مناسبة لإجراء الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وبحث القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي، وبعدد من القضايا الإقليمية.
وفضلا عن ذلك، يضيف الوزير، فإن “هذه الزيارة مهمة وتاريخية، حيث عبرت المملكة المتحدة عن موقفها بشأن قضية الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن البيان المشترك شدد على أن “بريطانيا تعتبر خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في 2007 كأساس أكثر واقعية وقابلية للتطبيق وأكثر براغماتية، وأنها ستشتغل من اليوم على المستوى الثنائي والاقليمي والدولي، على أساس هذه الشراكة”.
وذكر بأن هذه الزيارة الهامة تشكل أيضا نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، مؤكدا أنه “تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لتنويع الشراكات وتعزيزها مع الدول الفاعلة على المستوى الدولي، انخرطنا في حوار لتطوير علاقاتنا الثنائية اعتمادا على الروافد التاريخية التي تجمع البلدين، وكذا على العلاقة الخاصة التي تجمع الأسرتين الملكيتين”.