تكلفته بضع دولارات.. جهاز جديد يكتشف بعض السرطانات خلال ساعة
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إنجاز علمي قد يجعل الكشف المبكر عن السرطان أكثر سهولة على مستوى العالم، طور الباحثون جهاز فحص بسيط ومنخفض التكلفة يمكنه اكتشاف عدة مؤشرات للسرطان في الدم بحساسية أعلى من الطرق الحالية، والأكثر إثارة للإعجاب هو أن نتائج الاختبار قد تكون متاحة خلال ساعة واحدة فقط بحسب ما ذكره موقع «study finds».
تم وصف هذا النظام المبتكر في ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا في مجلة «Lab on a Chip»، حيث يجمع بين مواد عادية من الورق والبلاستيك لابتكار أداة تشخيصية منخفضة التكلفة وذات دقة عالية، ويعد السرطان من أكثر الأمراض فتكًا في العالم، حيث سُجلت نحو 19.31 مليون حالة جديدة و10 ملايين حالة وفاة في عام 2020.
أما عن المنصة الجديدة للاختبار، التي تُعرف باسم «PiPP»، تم تطويرها بواسطة باحثين في جامعة تكساس في إل باسو (UTEP)، فالجهاز يعمل من خلال الجمع بين أفضل خصائص الورق والبلاستيك لخلق سطح اختبار هجين يمكنه الكشف عن مؤشرات متعددة للسرطان في وقت واحد، كما يستخدم النظام ورق كروماتوجرافي عادي – مشابه لورق ترشيح القهوة – يتم وضعه داخل إطار بلاستيكي مصمم بدقة.
ويقول المؤلف الرئيسي، الدكتور شيوجون (جيمس) لي، أستاذ الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة UTEP، في بيان صحفي: «جهاز البيوتشيب الجديد منخفض التكلفة – بضع دولارات فقط – وحساس، مما يجعل التشخيص الدقيق للأمراض في متناول الجميع، بغض النظر عن الغنى أو الفقر، إنه جهاز محمول وسريع، ويُغني عن الحاجة إلى أجهزة متخصصة».
ويركز الجهاز على اكتشاف علامتين مهمتين للسرطان: المستضد السرطاني الجنيني (CEA)، المرتبط بسرطان القولون والمستقيم، والمستضد الخاص بالبروستاتا (PSA)، الذي يساعد في تشخيص سرطان البروستاتا، وتظهر هذه البروتينات بمستويات منخفضة جدًا في الدم في المراحل المبكرة من السرطان، مما يجعل اكتشافها صعبًا باستخدام الطرق التقليدية.
وما يجعل هذا الابتكار واعدًا بشكل خاص هو مزيجه بين البساطة والفعالية، وتستغرق عملية الاختبار بأكملها ساعة واحدة فقط، مقارنةً بـ 16 ساعة تحتاجها الطرق التقليدية، ويمكن للجهاز اكتشاف هذه المؤشرات بتركيزات منخفضة جدًا – بحساسية أعلى بعشر مرات من أجهزة الاختبار التجارية الحالية، كما أنه يتطلب قطرة دم صغيرة فقط، ويمكن قراءة نتائجه باستخدام ماسح ضوئي مكتبي عادي أو كاميرا هاتف ذكي.
على الرغم من النتائج الواعدة، فإن الطريق نحو جعل هذا الجهاز متاحًا للجمهور سيستغرق بعض الوقت، حيث أنه يجب أن يخضع النموذج الأولي لتجارب سريرية صارمة مع مرضى حقيقيين، وهي عملية قد تستغرق عدة سنوات، مثل جميع أجهزة التشخيص الطبي، سيتطلب الحصول على الموافقة النهائية من إدارة الغذاء والدواء قبل أن يتمكن الأطباء من استخدامه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السرطانات القولون والمستقيم الكيمياء الحيوية الكشف المبكر سرطان البروستاتا سرطان القولون ورقة بحثية الغذاء والدواء
إقرأ أيضاً:
أمل جديد في علاج أكثر السرطانات شراسة.. يفتك بالشابات
توصل فريق من الباحثين إلى أن جزيئا غير معروف نسبيا في الجسم قد يكون مفتاحا لعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي، أحد أكثر أنواع السرطان فتكا وشيوعا بين الشابات.
وفي الدراسة التي نشرتها مجلة "أبحاث السرطان الجزيئية"، بدأ الباحثون في مختبر "كولد سبرينغ هاربور" بولاية نيويورك بتحليل بيانات جينية من نحو 11 ألف مريض بالسرطان، بهدف فهم دور جزيئات الحمض النووي الريبي الطويلة غير المشفرة، وهي جزيئات لا تنتج بروتينات، لكنّها تنظم سلوك الجينات وتؤثر على نمو الخلايا وتمايزها.
وخلال تحليل نماذج أورام الثدي، رصد الباحثون ارتفاعا واضحا في مستوى جزيء اسمه (LINC01235) في خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC)، نوع لا يستجيب للعلاجات الهرمونية التقليدية، ويميل للانتشار بسرعة.
وباستخدام تقنية "كريسبر" لتعديل الجينات، أوقف الباحثون عمل هذا الجزيء في خلايا مصابة بالسرطان، فلاحظوا أن نمو الخلايا تباطأ، وأصبحت قدرتها على تشكيل الأورام أضعف بكثير مقارنة بالخلايا التي ظل فيها الجزيء نشطا، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتبيّن من التجارب أن (LINC01235) ينشّط جينا آخر يسمى (NFIB)، الذي يعمل على تعزيز خطر الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي.
ويكبح (NFIB) إنتاج بروتين يعرف بـ(p21)، الذي يثبط نمو الخلايا، وعندما يعطّل هذا البروتين، تنمو الخلايا السرطانية وتتكاثر بلا ضوابط.
وأظهرت نتائج التحليل أن أورام الثدي عبّرت عن (LINC01235) بمستويات أعلى بكثير من الخلايا السليمة. وبعد تعطيله، تباطأ النمو الورمي بشكل ملحوظ، ما عزّز فرضية دوره المحوري في تحفيز السرطان.
وقد تمثل هذه النتائج خطوة أولى نحو توظيف تقنية "كريسبر" لتطوير علاج موجه ضد سرطان الثدي الثلاثي السلبي، ما يمنح الأمل لآلاف المريضات حول العالم.
يذكر أن سرطان الثدي الثلاثي السلبي هو الأكثر شيوعا بين الشابات، خصوصا النساء ذوات البشرة السمراء، وغالبا ما يشخّص في مراحل متقدمة لصعوبة علاجه.
ورغم أن نسب النجاة تتجاوز 90 بالمئة إذا اكتُشف المرض مبكرا، إلا أنها تهبط إلى 15 بالمئة فقط في حال انتشاره إلى الغدد الليمفاوية أو الأعضاء الحيوية.