تايوان :لا نرى ردا عسكريا صينيا على زيارة نائب الرئيس لأمريكا
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
قالت وزارة الدفاع التايوانية ، الثلاثاء ، إنها لم تشهد تدريبات واسعة النطاق أو أي إجراء آخر من جانب الجيش الصيني بالقرب من الجزيرة بعد أن أدانت الصين الزيارة القصيرة لنائب رئيس تايوان وليام لاي للولايات المتحدة.
وقال مسؤولون تايوانيون إن من المرجح أن تبدأ الصين تدريبات عسكرية هذا الأسبوع بالقرب من الجزيرة ، مستخدمة توقف لاي في الولايات المتحدة كذريعة لترهيب الناخبين قبل انتخابات العام المقبل وجعلهم 'يخشون الحرب'.
وردا على سؤال في مؤتمر صحفي حول النشاط العسكري الصيني ردا على رحلة لاي ، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع سون لي-فانغ ، إن مسؤولية القوات المسلحة هي تتبع أي أنشطة صينية بالقرب من تايوان.
وJ-16D هي نسخة حرب إلكترونية لواحدة من أحدث المقاتلات الصينية.
وشنت بكين عمليات توغل عسكرية شبه يومية في منطقة الدفاع الجوي التايوانية في السنوات الأخيرة سعيًا للضغط على تايبيه لقبول السيادة الصينية.
ومن المقرر أن يعود لاي إلى تايبيه في وقت مبكر من يوم الجمعة ، ويعود عبر سان فرانسيسكو.
وأطلقت الصين الجولة الأخيرة من المناورات الحربية حول تايوان في أبريل ، بعد يوم من عودة الرئيسة تساي إنغ وين من رحلة إلى كاليفورنيا حيث التقت برئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي.
وتهدف كل من تايوان والولايات المتحدة إلى أن تكون عمليات التوقف التي يقوم بها لاي في الولايات المتحدة منخفضة قدر الإمكان ، قائلين إن عمليات النقل هذه روتينية. يوم الأحد ، أخبر لاي أنصاره في نيويورك أن تايوان لن تخاف أو تتراجع في مواجهة التهديدات الاستبدادية.
وفي حديثه للصحفيين اليوم الثلاثاء ، دعا رئيس مجلس الدولة التايواني تشن شين جين الصين إلى الرد الهادئ على زيارات لاي للولايات المتحدة ، قائلا :إن عمليات الانتقال بين الرئاسة ونائب الرئيس مستمرة منذ سنوات عديدة.
وقال تشين "ليست هناك حاجة لأن تنتهز الصين هذه الفرصة للاستفزاز دون سبب".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: استطلاعات الرأي الجيش الصيني الدفاع التايوانية الدفاع الجوي
إقرأ أيضاً:
موقف أمريكا من العلاقات الاقتصادية بين الصين وإيران| تحليل إخباري
في تحول مفاجئ أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 24 يونيو الماضي، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن “الصين يمكنها الآن مواصلة شراء النفط من إيران... ونأمل أن يشتروا الكثير من الولايات المتحدة أيضًا”.
جاء هذا التصريح بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، والذي توسطت فيه واشنطن.
البيت الأبيض حاول احتواء الجدل، موضحًا أن الرئيس كان يشير إلى بقاء مضيق هرمز مفتوحًا، وليس إلى رفع العقوبات بشكل رسمي. إلا أن هذه التصريحات فاجأت حتى مسؤولين في وزارة الخزانة والخارجية الأمريكية، خاصة أن ترامب نفسه كان قد أكد في مايو أن “أي دولة تشتري النفط من إيران لن يُسمح لها بممارسة الأعمال التجارية مع الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال”.
الصين.. زبون إيران الأول وورقة ضغط واشنطنالصين تمثل السوق الأهم للنفط الإيراني، إذ شكلت 13.6% من وارداتها النفطية من إيران في النصف الأول من عام 2025، بمعدل 1.38 مليون برميل يوميًا.
ورغم تراجع الكميات مقارنة بالعام الماضي، إلا أن هذا الحجم لا يزال يعكس مدى عمق العلاقات الاقتصادية بين طهران وبكين، خاصة بعد توقيع الاتفاق الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين عام 2021.
في ظل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، طلب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من الصين التدخل لدى طهران لعدم إغلاق مضيق هرمز – الذي يمر عبره خُمس الإنتاج النفطي العالمي – محذرًا من أن إغلاقه سيكون بمثابة “انتحار اقتصادي” لإيران، لكنه سيؤذي اقتصاديات دول أخرى أكثر من الولايات المتحدة.
خلال الحرب الأخيرة، شنت الولايات المتحدة ضربات على منشآت نووية إيرانية رئيسية مثل فوردو ونطنز وأصفهان، وهو ما ردّت عليه إيران باستهداف قواعد أمريكية في قطر. وبينما لوّح ترامب لاحقًا باستخدام القوة في حال عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة، فإنه في الوقت نفسه تراجع عن خطاب “تغيير النظام”، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى “مزيد من الفوضى”.
تصريحات ترامب سمحت ضمناً باستمرار شراء الصين للنفط الإيراني، مما عكس واقعية سياسية تهدف للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ولو على حساب التناقض الظاهري مع العقوبات المعلنة.
نفوذ الصين في طهران.. وتعاون أمريكي ضمنيترى واشنطن أن للصين تأثيرًا متزايدًا على إيران، لا سيما مع تدهور علاقات طهران مع أوروبا والغرب. وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من بكين سابقًا التوسط مع إيران خلال أزمة الحوثيين في البحر الأحمر، كما اتهمت الصين لاحقًا بتزويد الحوثيين بأسلحة – وهو ما نفته بكين.
ومع مشاركة وزير الدفاع الإيراني في اجتماع منظمة شنغهاي في الصين، وامتنان طهران لبكين على “تفهمها” خلال الحرب الأخيرة، بات واضحًا أن الصين تلعب دورًا متزايدًا في موازين الشرق الأوسط، بشكل يتقاطع أحيانًا مع مصالح الولايات المتحدة، لكن لا يصطدم بها بشكل مباشر.
الرئيس السابق جو بايدن كان قد سعى لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكن انشغاله بأزمات أخرى – أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية – حدّ من قدرته على التقدم في هذا المسار. وواجه بايدن انتقادات من الجمهوريين، وعلى رأسهم ترامب، الذين اتهموه بتليين موقفه تجاه إيران، مما سمح لها بتعزيز دعمها لوكلائها وفتح الباب لتصعيد جديد منذ أكتوبر 2023.
أما في الولاية الحالية، فرغم التصعيد العسكري والضربات النووية، فإن ترامب يبدو أكثر استعدادًا للتفاوض خلف الكواليس، خاصة إذا كان ذلك يخدم أهدافه الاستراتيجية في تحجيم إيران دون الانزلاق إلى حرب شاملة.
خاتمةفي الوقت الذي تواصل فيه واشنطن انتقاد شراء النفط الإيراني علنًا، فإن تساهلها مع الصين في هذا الملف قد لا يكون سوى خطوة براجماتية تهدف إلى تجنب التصعيد وفتح نافذة تفاوض مستقبلية.
فالصين باتت طرفًا أساسيًا في معادلة واشنطن – طهران، وقد تتحول إلى قناة خلفية لأي تسوية محتملة. وفي ظل تشدد الطرفين الظاهري، يبدو أن المصالح الاقتصادية وتبادل الرسائل غير المباشرة تهيمن على الساحة أكثر من الشعارات أو التهديدات.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستقبل واشنطن بتسوية تضمن استمرار “الغموض النووي” الإيراني مقابل استقرار إقليمي هش؟ أم أن التصعيد سيعود مجددًا... ولكن هذه المرة بأدوات أكثر حذرًا؟