يمانيون:
2025-05-31@10:18:22 GMT

الجامعةُ العربية ابنةُ أُمِّها

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

الجامعةُ العربية ابنةُ أُمِّها

د. محمد عبد الله شرف الدين

الذاكرةُ الجمعية العربية تحيلُ على شيم وقيم ومبادئ وأعراف وتقاليد تَصُبُّ في حياض العروبة، وتذودُ عن عرينها، بشُمِّ العرانين، وهي كذا، ولا زالت؛ وإن طفا عليها زبد اللاعروبة، فالزبد -حتمًا- يذهب جفاء.

وفي زمكانية بلوغ الطغيان ذروة التقدم الخداعي؛ إذ رنا ببصره الأعمى أقصى آفاق المخاتلة، ليدعي زوراً الحفاظ على الإنسانية؛ فهو إنما يدعي ذلك لينتهك حرمة الإنسانية، ويدعي بهتاناً أنه يحرّر المرأة؛ ليغتصبها، وينقذ الشعوب؛ ليستعبدهم، ويحث على وحدة الأمم؛ ليبعثرها، بل يجعل من دهاليز كينونة الوحدوية الأممية أنفاقاً مظلمة قاتمة السواد، يمرر عبرها مؤامراته، ويصدرها للشعوب مغلفة بغلاف الحب الخلودي، وفي جوفها السم الزعاق.

لقد أنشأ الغرب الكافر بعد الحرب الغربية العالمية في سنة (١٩١٩م): (عصبة الأمم)، مؤذنًا بمرحلة جديدة ظنتها البشرية شط الأمان؛ لكنها -فعلاً- عصابة شر قادت العالم في سنة (١٩٣٩م) إلى حرب عالمية غربية ثانية أفتك من سابقتها؛ إذ أودت أقطابها بأكثر ممن قتلتهم أولاهما.

وفي سنة (١٩٤٥م) أنشأ الغرب الكافر منظمة الأمم المتحدة، وبتكتيكات جديدة تتطلبها المراوغة، باستراتيجيات تواكب متطلبات المرحلة، وتحت عباءتها غزا الغرب الكافر الشعوب، واحتل دولاً بأكملها، ونهب ثروات الأمم، وكلّ ذلك بغطاء شرعية تلك المنظمة شرعية الغاب مجازاً، وإلا فقانون الغاب أرحم منها.

وفي السنة ذاتها (١٩٤٥م) أنشأت جامعة الدول العربية بميثاق عربي في ظاهره، وفي باطنه ميثاق عبري بامتيَاز.

لقد تواكب إنشاء المنظمتين في أعتاب حقبة مروعة، وذلك لتهيئة البشرية لأشد نكبة إنسانية عرفتها البسيطة، إنها نكبة احتلال فلسطين، فاعترفت مباشرة منظمة الأمم المتحدة بكيان العدوّ الإسرائيلي الغاصب لفلسطين؛ لتلعب من ثم جامعة الدول العربية دوراً أشد قذارة وانحطاطاً من أمها العهور.

– من أهداف هذه الجامعة:

(1) السعي نحو تحقيق مزيد من الوحدة بين الدول العربية الأعضاء بها، وغير الأعضاء.

(2) صيانة استقلال الدول الأعضاء.

(3) المحافظة على السلام والأمن العربي.

من الطبيعي أن تضم لوائح جامعة الدول العربية شعار الشرف والعفة والعز والتحرّر، فهي استراتيجية الفراعنة: (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، وذلك لتمرير مؤامرات تصفية قضية فلسطين، فالابنة، كأمها في الخطط الاستراتيجية، وبشبكة علاقات تنهض وفق تناوب الأدوار، وبشكل تكاملي.

إن من أخطر ما جنته جامعة الدول العربية على قضية فلسطين هو إطلاق مبادرة (السلام -الاستسلام)، معلنة بذلك تسليم فلسطين على طبق من ذهب للعدو الإسرائيلي، في نقض صريح لمبادئها المعلنة، وفي مخالفة صريحة لقيم العروبة، وتنكر تام لمبدأ الجهاد في سبيل الله.

وعلى هذا المنوال استمرت عجلة تصفية القضية، حتى بلغت منتهاها قبيل معركة (طُـوفَان الأقصى) من خلال صفقة القرن (صفقة ترامب)، وتسريع وتيرة التطبيع، وتجريم حركات الجهاد والمقاومة، وتغييب ملف الأسرى، وأخيرًا التحضير لعملية عسكرية صهيونية لاجتياح غزة.

كلّ ذلك على مرأى ومسمع الجامعة العربية العبرية.

بلا شك أن كيان العدوّ العبري يدير تلك الجامعة، تختم مقرّراتها بختم عبري قاني؛ إذ عناوينها تجاه العدوّ الإسرائيلي الاستسلام، بينما عناوينها تجاه العرب الأقحاح الحرب، بلا هوادة، كما حدث في العدوان السعوأمريكي على اليمن، والعدوان الداعشي الصهيوني على سورية.

وأمام هذا السقوط الرهيب كان الرهان على وعي الشعوب، ونجح الرهان، فهَـا هي حركات الجهاد العربية الإسلامية الشعبوية تدك معاقل العدوّ الإسرائيلي، من اليمن ولبنان والعراق، متجاوزة عبرية جامعة زعماء العرب المنبطحين، فالشعوب العربية هي الممثل الشرعي للعرب والعروبة، وما سواهم لا شرعية لهم، والكلمة الأولى والأخيرة هي للشعوب صاحبة القرار، والقول، والفعل.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: جامعة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

مكون الحراك الجنوبي يدين عدوان وتصعيد العدو الصهيوني في فلسطين

الثورة نت/..

أدان مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة، بأشد العبارات عدوان وتصعيد اعداء الامة الامريكي والصهيوني ومن دار في فلكهم في كافة أنحاء فلسطين.

وبارك المكون في بيان له، عمليات الردع النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية جوا وبحرا في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة ونجاح الحصار الجوي والبحري الشامل على مطارات وموانئ العدو الصهيوني، نصرة واسنادا للشعب الفلسطيني واهل غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنهم.

وأشار الى ان عدوان الكيان الصهيوني وشريكهم العدو الأمريكي على بلدنا واستهداف المدنيين والأعيان المدنية بما في ذلك مطار صنعاء الدولي أثناء تواجد حجاج بيت الله المغادرين لتأدية مناسك الحج هي جريمة بحق الانسانية وجريمة حرب مكتملة الأركان وارهاب دولة وازدراء للأديان وتجاوز واعتداء واضح وصريح تجرمه كل الأديان السماوية والاعراف والمواثيق الانسانية والدولية.

وأضاف ” وهو الأمر الذي يقتضي تحرك دولي واقليمي لمحاسبة اعداء الامة والانسانية العدو الصهيوني الارهابي المؤقت الزائل وشريكهم في الإجرام العدو الأمريكي ومن دار في فلكهم على كل انتهاكاتهم وممارستهم العدوانية بحق الأديان وجريمة الابادة الجماعية بحق الانسانية في قطاع غزة”.

وثمن البيان خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، حول اخر المستجدات، مؤكدا على الاستجابة الشعبية لدعوته في الخروج المليوني المشرف في جمعة مسيرات (لا أمن للكيان…وغزة والأقصى تحت العدوان).

مقالات مشابهة

  • ما سبب الخلاف بين نتنياهو وقادة الغرب‎؟
  • مكون الحراك الجنوبي يدين عدوان وتصعيد العدو الصهيوني في فلسطين
  • أمين جامعة الدول العربية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة
  • 4 دول أوروبية تدعو لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة
  • 4 دول أوروبية تدعو إلى قبول فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة
  • 4 دول أوروبية تدعو لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة
  • سفير جامعة الدول العربية لدى موسكو: الأمن بالشرق الأوسط يؤثر على العالم
  • إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج تصدر بيانًا مشتركًا لقبول فلسطين عضو يالأمم المتحدة
  • طرد السفير الإسرائيلي من جامعة في السنغال
  • جامعة قطر تحتفي بتخريج دفعة جديدة من طلبة مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها