المعهد الدولى للمحيطات يختتم فعاليات الأسبوع لبرنامج تنمية القدرات البشرية
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اختتم المعهد الدولى للمحيطات فعاليات الاسبوع الاول للبرنامج التدريبى البحر الأحمر والخليج العربى "تنمية القدرات البشرية من اجل ادارة متكاملة ومستدامة والمستمر"، والمستمر خلال شهر نوفمبر الجارى والتى يستضفها فرع المعهد لخليجى السويس والعقبة تحت رعاية الدكتور عبير السحرتى - رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد.
واشار بيان صادر من المكتب الاعلامى لمعهد القومى لعلوم والمصايد فرع السويس والعقبة ، ان فعاليات البرنامج بدأت بتعريف المشاركين بعضهم البعض من خلال العرض التقديمى لكل مشارك والسيرة الذاتية والمقتراحات التى يقترحها خلال التدريب.
وذلك تحت اشراف الدكتور لمياء اسماعيل - رئيس مديرى للمعهد الدولى للمحيطات ( ioi)
جاءت محاضرات الاسبوع الاول حول البترول كمورد طبيعى للاقتصاد فى الدول العربية المطلة على البحر الأحمر والخليج العربى والغاز كمصدر للطاقة الغير متجددة والتى تحدث فيها الدكتور أحمد عبد الحليم – مدير المعهد القومى لعلوم البحاروالمصايد فرع خليجى السويس والعقبة واستاذ الكيمياء البحرية بالمعهد.
كما قام قبطان احمد اسماعيل - المحاضر بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بشرح حول الملاحة العالمية والسلامة االبحرية والتى تحدث فيها عن تنظيم الملاحة ومنظمة الملاحة الدولية واستكملت باقى المحاضرات حول السلامة فى البحر وسبل التامين البحرى للسفن
تحدث الدكتور محمد فيالة - مدرس القانون الدولى بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى عن الأطار التنظيمى لقانون البحار، حدود الدول الساحلية واتفاقية 1982 والقضاء الدولى والتحكيم الدولى.
وفى ختام المحاضرات تم تقسيم المحاضرين الى مجموعات لاقامة محاكاة ترسيم الحدود البحرية من خلال التدريب على مجموعة من الخرائط سيتم المناقشة والتدريب عليها خلال الفترة المقبلة من التدريب.
كما تم تنظيم رحلة حقلية إلى الشركة المصرية للصيد ومعداته حيث تم التعرف على كيفية إصلاح وصيانة السفن وعملية التامين والسلامة للسفن وكيفية خروج وانزال السفن .
جدير بالذكر ان فعاليات البرنامج يتم تنظيمها بين مدينتي السويس والغردقة حيث بدأت في السويس في الفترة من ٣ نوفمبر وحتى ١٤ نوفمبر ويتم استكمالها في فرع معهد علوم البحار والمصايد بالغردقة من ١٥ نوفمبر إلى ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل العربية للعلوم والتكنولوجيا للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والنقل البحري المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد القدرات البشرية القانون الدولي IMG 20241108
إقرأ أيضاً:
نزوى .. تنمية مستدامة بين أحضان التاريخ والحضارة
تُعد مدينة نزوى إحدى أعرق المدن في سلطنة عُمان؛ إذ تجمع بين المجد التاريخي والتراث الثقافي العريق، وتُعد رمزًا من رموز الأصالة العُمانية، وتعد المركز الإداري لمحافظة الداخلية، وتقع على سفح سلسلة جبال الحجر التي تمنح المدينة طابعًا جغرافيًا مميزًا، كما تعتبر نقطة تقاطع بين عددٍ من المحافظات، كونها ترتبط بمحافظات مسقط وظفار والظاهرة وشمال الشرقية، مما يجعلها نقطة وصل بين عدة مناطق ومحافظات في سلطنة عُمان.
وقد لعبت نزوى دورًا محوريًا في تاريخ عُمان؛ إذ كانت عاصمة للبلاد خلال عدة فترات من التاريخ، ومركزًا للعلم والدين، لما كانت تحتضنه من علماء وفقهاء وقضاة أسهموا في نشر المعرفة وتثبيت دعائم الدولة العُمانية الإسلامية، كما كانت مركزًا لحركات الإصلاح الديني والسياسي، إضافة إلى ذلك، لم تكن نزوى مدينة للعلم والدين فقط، بل كانت ولا تزال حاضنة للثقافة العُمانية الأصيلة، من خلال احتضانها للعديد من الفعاليات والمناسبات الثقافية والفنية، ويتميز سكانها بحفاظهم على العادات والتقاليد العُمانية، مثل اللباس التقليدي، والحرف اليدوية، والصناعات المحلية مثل صناعة الخناجر، والنسيج، والفضيات، بالإضافة إلى سوقها الشهير الذي يُعد من أقدم الأسواق في عُمان، ويتميز بطابعه التقليدي وجمال معروضاته.
تاريخ عريق
وتزخر نزوى بمعالم تاريخية فريدة، لعل من أبرزها قلعتها الشهباء، وهي من أشهر قلاع سلطنة عُمان، بنيت في القرن السابع عشر الميلادي في عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي، وتتميز بهيكلها الضخم وبرجها الدائري الشهير، كانت تُستخدم لحماية المدينة من الغزوات، ولها طابع دفاعي فريد، حيث تضم برجًا دائريًا ضخمًا يبلغ ارتفاعه نحو 30 مترًا، وقطره قرابة 36 مترًا، وهو مصمم بطريقة هندسية دقيقة تسمح بمراقبة المدينة والدفاع عنها من كل الاتجاهات، والقلعة ليست فقط تحفة معمارية، بل كانت مركزًا للحكم والإدارة، واحتضنت بين جدرانها مجالس القضاء والتعليم والشورى، وهو ما يعكس الأهمية السياسية والعلمية لنزوى في تلك الحقبة.
وعلى مقربة منها، يقع سوق نزوى الذي يُعد قلب المدينة النابض، ويعرض مختلف المنتجات العُمانية التقليدية، بما في ذلك التمور، والتوابل، والفضيات، والأدوات الزراعية، ويشتهر ببيع الأسلحة التقليدية كالسيوف والخناجر، كما يُعد فلج دارس معلمًا سياحيًا وتاريخيًا، كونه أحد أكبر الأفلاج في سلطنة عُمان، ويُعد جزءًا من نظام الري التقليدي الفريد، وتم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي من جانب منظمة اليونسكو، ويبرز سور العقر كأيقونة سياحية وتراثية واقتصادية، ويُعد معلمًا أثريًا في قرية العقر، حيث يحيط بالحارة القديمة على امتداد قلعة نزوى، ويظهر في الصور القديمة السور ملاصقًا للقلعة، وتحيط بحارة العقر بذراعيها؛ إذ أصبح بالسور الكثير من المفردات التي تجتذب السائح، سواءً من داخل سلطنة عُمان وخارجها، فهناك المقاهي المنتشرة، والأكشاك الصغيرة لبيع المشروبات والعصائر والوجبات الخفيفة، بالإضافة إلى جلسات تتيح للزائر الاستمتاع بالمنظر، وهناك مطاعم للوجبات العُمانية التقليدية، ومعرض للفنون، وأستوديو لتصوير المقاطع المرئية، وصالة للملابس العُمانية.
مكانة دينية
يوجد بالولاية ما يزيد على 500 جامع ومسجد في نزوى، ترفع نداء الحق خمس مرات يوميًا، كمراكز للإشعاع الحيوي والروحي، ومدارس تضيء بنور العلم والمعرفة، ولها أدوار اجتماعية ودينية، ويبرز بالولاية أكثر من مسجد بُني في أوائل الإسلام ولا تزال قائمة بأدوارها. وعند الحديث عن جوامع الولاية، لابد من التطرّق لأهم جامع على مر العصور، الجامع المسمّى حاليًا "جامع القلعة"، وكان يُعرف سابقًا بجامع نزوى وجامع عقر نزوى، وقد بُني في القرن الثاني الهجري.
ومن بين المساجد، يأتي مسجد جامع سعال، حيث يُرجح أنه بُني في السنة الثامنة من الهجرة، وجُدد بناؤه عدة مرات، ولكن المحراب باقٍ لأن فيه تاريخ البناء. ومسجد الشواذنة الذي بُني في العام السابع للهجرة، وهو مبني على قاعدة صخرية، وتحيط به طرق أو أزقة ضيقة ومتعرجة، ويرتفع عن أرضية الطريق المحيط به بحوالي ثلاثة إلى خمسة أمتار، وكذلك مسجد الشيخ الذي يُنسب إلى الشيخ البشير بن المنذر العقري النزوي، ومسجد مزارعة الذي يعود للقرن الثالث الهجري، ومسجد اليعاربة في بركة الموز على ضفاف فلج الخطمين، وبناه الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي في القرن الحادي عشر الهجري، ومسجد الفرض الذي بُني قبل قرابة ألف عام أو أقل من الآن، عن طريق العالم الجليل أحمد بن محمد من بني محيص، على مسافة قرابة 100 متر من حصن نزوى القديم.
الدور الثقافي
على مرّ العصور، أنجبت نزوى عددًا من أبرز علماء عُمان عبر التاريخ، من أمثال الإمام جابر بن زيد الأزدي، مؤسس المذهب الإباضي وأحد كبار التابعين، والإمام نور الدين عبدالله بن حميد السالمي، أحد كبار العلماء الموسوعيين في الفقه والأدب والتاريخ. وهؤلاء العلماء وغيرهم لم يقتصر تأثيرهم على الجانب الديني فقط، بل ساهموا في تدوين الفقه والأدب والشعر والتاريخ، مما أغنى المكتبة العُمانية والعربية، وأسهم في حفظ الثقافة الإسلامية. حيث أنتجت نزوى تراثًا فكريًا غنيًا يتجلى في عدد كبير من المؤلفات الفقهية والأدبية والتاريخية، وقد تم الحفاظ على هذا التراث من خلال مكتبات خاصة وعائلية، تُعد من الكنوز الثقافية التي حافظت على هوية المدينة، وبعضها لا يزال قائمًا حتى اليوم. إذ يُعد التاريخ الثقافي والديني لمدينة نزوى إحدى الركائز الأساسية التي بُنيت عليها الدولة العُمانية. فقد كانت، وما زالت، رمزًا للعلم والدين والحكمة، وموئلًا للفكر المستنير الذي يجمع بين الأصالة والانفتاح، إنها مدينة العلماء والفقهاء، ومهد الثقافة التي صنعت مجد عُمان، وأضاءت دروب المعرفة لأجيالٍ متعاقبة.
تطوّر عمراني
وبرغم مكانتها التاريخية، لم تتوقف نزوى عن مواكبة الحداثة، حيث تشهد اليوم تطورًا عمرانيًا وتعليميًا وسياحيًا ملحوظًا. ففي الجانب التعليمي، تحتضن الولاية جامعة نزوى، التي أصبحت منارًا للعلم الحديث إلى جانب إرثها العلمي التقليدي، وفرعًا لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، ومعاهد صحية ومهنية، إضافة إلى ما يقارب من ستين مدرسة حكومية وخاصة. لذلك أصبحت وجهة سياحية مفضلة، يقصدها الزوار من الداخل والخارج للاستمتاع بجمال طبيعتها وتاريخها الغني.
وتواكب حركة التحديث والنمو التي شهدتها سلطنة عُمان، فقد شهدت نزوى نقلة نوعية في مختلف المجالات، من العمران والبنية الأساسية إلى التعليم والاقتصاد، مما عزز مكانتها بصفتها مركزًا إداريًا وحضاريًا رائدًا في محافظة الداخلية، فعرفت نزوى توسعًا عمرانيًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة، حيث نُفذت العديد من المشاريع الحديثة التي حافظت على الهوية المعمارية للمدينة، في انسجام بين الطابع التقليدي والمرافق الحديثة. كالطرق الحديثة التي تربط المدينة بالمحافظات الأخرى، مما سهّل الحركة التجارية والسياحية، والتركيز على تحسين الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والاتصالات، بما يخدم السكان المحليين والمناطق المجاورة، وبناء المراكز التجارية والمجمعات السكنية الحديثة لتستوعب النمو السكاني وتعكس رؤية تنموية متكاملة. وتطوير الواجهة السياحية للمدينة، من خلال الحفاظ على المعالم التاريخية وتوفير البنية الأساسية المناسبة للزوار.
المجتمع المحلي
لا تكتمل صورة مدينة نزوى دون التوقف عند المجتمع المحلي، الذي كان – وما زال – العنصر الأهم في الحفاظ على هوية المدينة وتراثها الثقافي والديني العريق، وقد ساهم تلاحم المجتمع وتشبثه بالعادات والتقاليد في صون الطابع المميز للمدينة، رغم التحولات التي شهدها العصر. حيث لا تزال أنماط الحياة في نزوى تعكس التمسك بالهوية الوطنية العُمانية، ويتجلى ذلك في اللباس التقليدي والاحتفالات والمناسبات مثل الأعراس والأعياد، حيث تُقام وفق طقوس تقليدية تعبّر عن روح الجماعة والكرم والترابط الاجتماعي، والضيافة العُمانية التي يُعرف بها أهالي نزوى في استقبال الضيوف بروح من الحفاوة والتقدير، وتمسّك الكثير من السكان بالعمل الحرفي والمهن، الذي يُعد ركيزة أساسية في الحفاظ على الحرف التقليدية التي تشتهر بها نزوى، برغم التقدم المادي والتقني الذي شهدته.
تنمية مستدامة
تحظى الولاية بجملة من المشاريع الكبيرة التي تُعد قيمة مضافة للاقتصاد والسياحة والحياة الاجتماعية، والتي تُقام بالشراكة بين الحكومة والمجتمع والشركات المحلية، تُجسّد هذه المشاريع الالتزام بتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة تشمل الإنسان والمكان، لتساهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز قدرات المجتمع المحلي، وتحقيق التوازن بين الحداثة والحفاظ على الهوية.
ويقول سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري، محافظ الداخلية: إن مواصلة الجهود الرامية إلى تطوير المحافظة بشكل عام، والولاية بشكل خاص في مختلف المجالات، بدءًا من إنشاء المتنزهات والمساحات الخضراء، وصولًا إلى تحسين خدمات النقل والإنارة، يعكس حرص المحافظة على تحقيق التنمية المستدامة والاستجابة لتطلعات المجتمع المحلي.
وقال سعادته: يُعد مشروع تطوير مدخل الولاية من المشاريع التجميلية البارزة في القطاع البلدي، والذي يندرج ضمن خطة تنمية وتطوير المحافظات، ويهدف المشروع إلى إيجاد بيئة صحية وجذابة عند مدخل الولاية، من خلال توسيع الرقعة الخضراء وزيادة التشجير، وتوفير مرافق عامة تلبي احتياجات المجتمع المحلي والزوار. وقد اكتملت الأعمال نهاية العام المنصرم على امتداد يبلغ 3,500 متر في الاتجاهين، من جسر فرق وحتى إشارات المرور بتقاطع فرق، مما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية المتنامية بالمحافظة، ويخلق فضاءات جديدة للترفيه وممارسة الرياضة، بما يعزز من القيمة الجمالية والبيئية والسياحية للولاية.
وتضمن المشروع مسطحات خضراء، وزراعة أشجار ظل، إلى جانب إنشاء ممرات للمشاة بأطوال وألوان متنوعة، ومسارات للدراجات، ومنطقة ألعاب بأرضية مطاطية، ونافورة بتصميم عصري. كما تم استخدام نظام ري حديث يعتمد على المياه المعالجة الناتجة من محطات الصرف الصحي، وهو ما يعكس التوجه نحو تعزيز الاستدامة البيئية.
وأوضح سعادته أن الأعمال الإنشائية في مشروع "حديقة نزوى العامة" تتقدم بوتيرة متسارعة، حيث بلغت نسبة الإنجاز نحو 50%، مع توقعات باستكماله في الربع الأول من العام المقبل. ويمتد المشروع على مساحة تقارب 150 ألف متر مربع، ويُعد من المشروعات النوعية الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة في ولاية نزوى، من خلال توفير فضاءات ترفيهية وتعليمية وثقافية مستدامة تلبي تطلعات المجتمع المحلي. ويشمل المشروع بحيرة اصطناعية، ومناطق مخصصة للألعاب، ومساحات خضراء واسعة، وزراعة أشجار ظل وشجيرات مزهرة للمساهمة في تعزيز التنوع النباتي والبيئي، كما تتضمن مكونات الحديقة مناطق مخصصة للعائلات مثل "غابة للنزهات" تحتوي على مسطحات خضراء ومقاعد وبيوت شجرية للأطفال، وحديقة طبية تعليمية تضم نباتات علاجية، بهدف رفع الوعي الصحي لدى الزوار، لا سيما الطلبة.
ميدان الداخلية
وتطرّق سعادته إلى مشروع "ميدان الداخلية"، مشيرًا إلى أنه يُعد مشروعًا تنمويًا شاملاً يهدف إلى تعزيز البنية الأساسية والخدمات المتكاملة، حيث يجمع بين الأبعاد الاستثمارية والسياحية والترفيهية والثقافية والصحية والبيئية، وذكر أن أعمال تنفيذ المشروع انطلقت في نهاية الربع الأول من العام الجاري، على مساحة تبلغ نحو 145 ألف متر مربع، ومن المقرر إنجازها خلال عامين.
ويضم المشروع 10 مواقع استثمارية متنوعة وخمسين عقد انتفاع في مجالات متعددة، بما يعكس توجه المحافظة نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز الأنشطة التجارية المحلية. ومن المتوقع أن يسهم الميدان في تنشيط السياحة، حيث يُقدر أن يستقطب نحو 944 ألف زائر وسائح سنويًا، إلى جانب توفير 340 فرصة عمل دائمة ومؤقتة. كما ستشارك نحو 60 أسرة منتجة في الفعاليات والأنشطة التي ستقام ضمن الميدان، دعمًا لمبادرات التمكين الاقتصادي.
وأفاد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري أن مشروع "ميدان الداخلية" يُجسّد الرؤية الطموحة للمحافظة في تحقيق تنمية مستدامة، من خلال توفير بيئة متعددة الاستخدامات تلبي احتياجات المواطنين والزوار. ويضم المشروع مرافق متنوعة، منها المعارض والمسارح المفتوحة التي ستُستخدم لاستضافة المهرجانات الثقافية والفعاليات الفنية وعروض الليزر، ما يعزز من جاذبية المنطقة كوجهة سياحية.
كما يشمل المشروع ممشى رئيسيًا بتصاميم عصرية، ومسارات مخصصة للدراجات الهوائية والسكوترات، وأحواض نوافير، ومنطقة ألعاب للأطفال، ومساحات مفتوحة. ويُعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة، ويتكامل مع مبادرات وطنية بارزة مثل "مخطط نزوى الكبرى"، و"مشروع نزوى لأنماط الحياة الصحية"، والمبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة.
ويرتبط المشروع بعدة مشاريع حيوية أخرى، منها مشروع الخط الراجع لمياه الصرف الصحي الذي تنفذه شركة نماء لخدمات المياه، والذي يهدف إلى تحسين كفاءة المياه وتقليل التكاليف التشغيلية. كما يُعد تشغيل "بوابة نزوى"، الذي تنفذه مؤسسات صغيرة ومتوسطة، جزءًا من هذا التكامل، بما يتيح فرصًا استثمارية ويعزز التنمية الاقتصادية بالمحافظة.
محطة النقل التكاملية
وأشار سعادة الشيخ محافظ الداخلية إلى أن المحافظة وقعت عقدًا استثماريًا لتطوير "محطة النقل العام التكاملية" في ولاية نزوى، وذلك بالتعاون مع إحدى الشركات المحلية المتخصصة. وتُقدر تكلفة المشروع بـ7 ملايين ريال عُماني، بعائد استثماري يبلغ نحو مليون و710 آلاف ريال عُماني.
وأوضح أن هذا المشروع يُعد من أبرز مبادرات الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في مجال النقل الحضري بمحافظة الداخلية، ويأتي تنفيذه تماشيًا مع النمو العمراني والسكاني الملحوظ في الولاية خلال السنوات الأخيرة، وفي إطار خطط التوسع في البنية الأساسية وتطوير الخدمات العامة، استنادًا إلى مخرجات دراسة "هيكلة نزوى الكبرى".
وسيسهم المشروع في دعم خطط التنمية الحضرية وتحسين تجربة التنقل للزوار، كما يعزز المحتوى المحلي، ويرفد النشاط السياحي والتجاري في الولاية. ويمثل المشروع نموذجًا ناجحًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص، ويعكس التوجه نحو تطوير البنى الأساسية الحيوية وتحفيز بيئة الاستثمار، وفتح آفاق جديدة لفرص العمل وتحسين جودة الحياة.
وتبلغ مساحة المشروع نحو 11,412 مترًا مربعًا، ويتكون من خمسة عناصر رئيسية، هي: محطة للحافلات وسيارات الأجرة، ومركزا أعمال، ومجمع تجاري، ومحطة ثانوية للنقل الداخلي. ويتميز التصميم المعماري للمشروع بدمج عناصر الحداثة والأصالة، مما يمنحه طابعًا عمرانيًا فريدًا يعكس هوية المحافظة.
وستتولى شركة النقل الوطنية إدارة وتشغيل المحطة بعد إنجازها، إلى جانب تقديم خدمات نقل عام متكاملة ومستدامة، تعتمد على تقنيات حديثة تراعي معايير السلامة والفعالية، كما سيوفر المشروع منظومة ربط مرنة بين الولايات، من خلال تشغيل مسارات نقل بين المدن بالتعاون مع مشغلين محليين، مما يسهم في تسهيل الحركة بين المحافظات، ويدعم التنمية الاقتصادية والسياحية على مستوى المنطقة.