فتح المغيث للإمام السخاوي.. معلومات عن الكتاب الذي شرح في 10 سنوات
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يختتم الأزهر الشريف، غدا الأربعاء، شرح كتاب «فتح المغيث شرح ألفية الحديث» لشمس الدين السَّخاوي، بعد 240 محاضرةً طيلةَ 10 سنوات.
ويتولى شرح المحاضرة الأخيرة، الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
ويتضمن برنامج المجلس الحديثي، لختم كتاب "فتخ المغيث" للإمام السخاوي، افتتاحية لتلاوة القرآن الكريم، ثم كلمة ترحيبية للدكتور حسن صلاح الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء.
كما سيتم إجازة الحاضرين وختم المجلس الحديثي، وقراءة خواتيم كتاب "فتح المغيث" للإمام السخاوي، مع الدكتور أحمد معبد عبد الكريم.
كما يلقي الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأروقة الأزهرية، كلمة عن جهود أروقة الجامع الأزهر في القاهرة والمحافظات، وكذلك كلمة للدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
بدأت رحلة قراءة وشرح كتاب "فتح المغيث" للحافظ السخاوي، في صباح يوم السبت 28 جمادى الأولى سنة 1435هـ الموافق 29/ 3 / 2014م، في الرواق العباسي بالأزهر الشريف، وبعد أن انتهى شيخ المحدثين في الديار المصرية من قراءة آخر درس في القدْر الذي شرحه من كتاب "تدريب الراوي" للحافظ السيوطي = شرع الشيخ بعده مباشرة في إقراء أول درس من كتاب "فتح المغيث" للحافظ السخاوي.
سلسلة علوم الحديث للدكتور أحمد معبد
تلقَّى الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، علوم الحديث على جماعة من أهل العلم:
منهم الشيخ محمد محمد السماحي (ت. 1404هـ) صاحب «المنهج الحديث في علوم الحديث»، و«غيث المستغيث في مصطلح الحديث»، و«أبو هريرة في الميزان»، قرأ عليه شيخنا «فتح المغيث» للسخاوي، أو أكثره، قراءة درسٍ وليس له منه إجازة.
وهو يروي بالإجازة عن محمد حبيب الله ما يأبى الشنقيطي (ت. 1363هـ) وله مؤلفات كثيرة في الحديث وعلومه؛ كـ«زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم»، و«هدية المغيث في أمراء المؤمنين في الحديث»، وغير ذلك من أثباته.
وهو يروي بالإجازة عن محمد بن جعفر الكتاني (ت. 1345هـ) صاحب «الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السُّنَّة المُشرَّفة».
وهو يروي عن محمد جمال الدين القاسمي (ت. 1332هـ) صاحب «قواعد التَّحْديث في فنون مصطلح الحديث»، وغيره من مؤلفاته الحديثية.
وهو يروي عن محمد بن محمد بن عبد الله الخاني (ت. 1316هـ) بالسماع والإجازة لـ«حاشية» عطية الأجهوري على «المنظومة البيقونية».
وهو يروي عن عبد الرحمن بن محمد الكزبري (ت. 1262هـ) وله رسالة في مصطلح الحديث.
وهو يروي عن محمد مرتضى الزبيدي (ت. 1205هـ) وله «بلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب»، وغيره من مؤلفاته الحديثية.
وهو يروي عن محمد بن أحمد بن سالم السفاريني (ت. 1188هـ) وله «المُلَح الغرامية بشرح منظومة ابن فرح اللامية».
وهو يروي سماعًا وإجازة عن إسماعيل بن محمد العجلوني (ت. 1162هـ) صاحب «الفيض الجاري شرح صحيح البخاري» وقد افتتحه بمقدمة نافعة في مصطلح الحديث.
وهو يروي قراءة وإجازة عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي البعلي (ت. 1126هـ) قرأ عليه «نزهة النظر» لابن حجر، و«فتح الباقي» لزكريا الأنصاري.
وهو يروي قراءة وإجازة عن نجم الدين محمد الغزي (ت. 1061هـ) قرأ عليه «الألفية» للعراقي.
وهو يروي عن أبيه بدر الدين محمد الغزي (ت. 984هـ) وله «الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد» مشحون بالفوائد الحديثية.
وهو يروي عن شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلَّاني (ت. 932هـ) صاحب «إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري» وفيه مقدمة نفيسة في علوم الحديث، وله «مباهج الهداية لمعالم الرواية» شرح على منظومة «الهداية» لابن الجزري.
وهو يروي عن شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت. 902هـ) وله «شرح التقريب والتيسير»، و«فتح المغيث بشرح ألفية الحديث»، و«الغاية في شرح الهداية» قراءة عليه لبعض «الفتح» و«الغاية».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی مصطلح محمد بن بن محمد
إقرأ أيضاً:
غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
بقلم : سمير السعد ..
في عالمٍ تُثقله الحروب وتغرقه الفواجع، تبرز قصيدة “تهويدة لا تُنيم” للشاعر العراقي غسان حسن محمد كصرخة شعرية تحمل وجع الوطن، وتجسِّد الإنسان العراقي في زمنٍ لم يعد فيه للتهويدات مكان، ولا للطفولة حضنٌ آمن. غسان، ابن العمارة ودجلة والقصب، هو شاعر يكتب بقلبه قبل قلمه، ويغزل قصائده من نسيج الوجع العراقي بأدقّ خيوط الإحساس وأصفى نبرة صدق.
يفتتح الشاعر قصيدته بمشهد يختزل حجم الانهيار الداخلي في صورة جسدية/معمارية رمزية:
“من ربّت على ظهرِ الجسر..،
حتى انفصمت عُراه.”
ليتحوّل الجسر، رمز العبور والحياة، إلى معبر نحو الفقد والانفصال، ولتمتدّ صورة اليُتم على النهر كلحن لا يُفضي إلى الوصول:
“ليمتدَّ اليتمُ على كامل النهرِ،
يعزفُ لحنَ اللاوصول؟!”
هنا لا يتحدث الشاعر عن اليتيم بمعناه الفردي، بل يُحوّله إلى حالة جماعية تسري في جسد المكان، حالة بلد بأكمله يُرَبّى على غياب الآباء، وانقطاع الحكايات.
تدخل الحرب بوصفها شخصية غاشمة، لا تنتظر حتى تهدأ التهويدة، بل تُباغت الزمن وتفتك بالطمأنينة:
“الحرب..،
الحرب..،
(لعلعةٌ..):
كانت أسرعَ من تهويدة الأمِّ لوليدها”
هكذا يضع الشاعر التهويدة، رمز الحنان والرعاية، في مواجهة مباشرة مع صوت الحرب، لنعرف أن النتيجة ستكون فاجعةً لا محالة. ولا عجب حين نسمع عن الوليد الذي لم تمنحه الحياة حتى فرصة البكاء:
“الوليدُ الذي لم يفتر ثغرهُ
عن ابتسام..”
فهو لم يعرف الفجيعة بعد، ولم يلعب، ولم يسمع من أبيه سوى حكاية ناقصة، تُكملها المأساة:
“لم يَعُد أباه باللُعبِ..,
لم يُكمل حكايات وطنٍ..،
على خشبتهِ تزدهرُ المأساة لا غير.!”
في هذا البيت تحديدًا، يكشف غسان عن قدرة شعرية مدهشة على تحويل النعش إلى خشبة مسرح، حيث لا تزدهر إلا المأساة، في تورية درامية تفتك بالقلب.
ثم يأتي المشهد الفاصل، المشهد الذي يُكثّف حضور الغياب:
“عادَ الأبُّ بنعشٍ.. يكّفنهُ (زهرٌ)
لم يكُن على موعدٍ مع الفناء.!”
فالموت لم يكن مُنتظرًا، بل طارئًا، كما هي الحرب دومًا. لقد كان الأب يحلم بزقزقة العصافير، وسنابل تتراقص على وقع الحب:
“كان يمني النفسَ
بأفقٕ من زقزقات.،
وسنابلَ تتهادى على وقع
أغنية حبٍّ..
تعزفها قلوبٌ ولهى!”
بهذا المشهد، يقرّب الشاعر المأساة من القلب، يجعل القارئ يرى الأب لا كمقاتل، بل كعاشق كان يحلم بأغنية، لا بزئير دبابة. حلمُ الأب كُسر، أو بالأدق: أُجهض، على خيط لم يكن فاصلاً، ولا أبيض، بين الليل والنهار:
“حُلم أُجهض على الخيط
الذي لم يكن فاصلاً..،
ولا ابيضَ..
بين ليلٍ ونهار”
لا زمن في الحرب، لا بداية ولا نهاية، ولا فاصل بين حلمٍ وحطام. فالحرب تعيش في الفراغ، وتُشبع نهمها من أجساد الأبناء دون أن ترمش:
“ذلك أن لا مواقيت لحربٍ..
تُشبعُ نهمَ المدافع بالأبناء..”
وفي النهاية، تأتي القفلة العظيمة، القفلة التي تحوّل الحرب من آلة صمّاء إلى كائنٍ لو امتلك عيناً، لبكى، ولابتسم الطفل:
“فلو كانَ للحربِ عينٌ تدمع.،
لأبتسم الوليد!”
ما أوجع هذا البيت! إنه انقلابٌ شعريّ كامل يجعل من التهويدة التي لم تُنِم أيقونةً لفجيعة كاملة، وابتسامة الوليد غاية ما يتمنّاه الشاعر، وكأنّها وحدها قادرة على إنهاء الحرب.
غسان حسن محمد الساعدي ، المولود في بغداد عام 1974، والحاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، هو عضو فاعل في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونقدية منها “بصمة السماء”، و”باي صيف ستلمين المطر”، و”أسفار الوجد”، إضافة إلى كتابه النقدي “الإنصات إلى الجمال”. شاعرٌ واسع الحضور، يكتب بروح مغموسة بجماليات المكان وروح الجنوب العراقي، وينتمي بصدق إلى أرضه وناسها وتاريخها الأدبي والثقافي.
شاعر شفاف، حسن المعشر، لطيف في حضوره، عميق في إحساسه، يدخل القصيدة كمن يدخل الصلاة، ويخرج منها كما يخرج الطفل من حضن أمه، بكاءً وشوقًا وحلمًا. هو ابن العمارة، وابن دجلة، وابن النخيل والبردي، يدخل القلوب دون استئذان، ويترك فيها جُرحاً نديًّا لا يُنسى.
في “تهويدة لا تُنيم”، لا يكتب الساعدي الشعر، بل يعيش فيه. يكتب لا ليواسي، بل ليوقظ. لا ليبكي، بل ليُفكّر. قصيدته هذه، كما حياته الشعرية، تُعلن أن الشعر ما يزال قادراً على فضح الحرب، وردّ الضمير إلى مكانه، لعلّ الوليد يبتسم أخيرًا.