«قتلتنا يا ناس».. سر إطلاق النار والإغماءات خلال عرض مسرحية ريا وسكينة للريحاني
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
الجرائم التي ارتكبتها عصابة ريا وسكينة في حق ضحاياها كانت حديث الشارع المصري في بدايات عشرينيات القرن الماضي، خاصة بعد القبض عليهم والحكم بإعدامهم، ليتم تجسيد قصتهم على المسرح بمعالجة مأساوية على يد نجيب الريحاني وفرقته.
عالج الريحاني وبديع خيري قضية ريا وسكينة معالجة مأساوية، وقدماها على مسرح برنتانيا في القاهرة عام 1923، ولكن قبل ذلك بعام تم تجسيد هذه القصة ضمن ريبرتوار (قصص تمثيلية) الريحاني أثناء رحلته إلى الشام في 1922، وفق ما أورد الكاتب الراحل لويس عوض في كتابه «أوراق العمر».
وخلال هذه الرحلة أدى نجيب الريحاني مشهد خنق «فردوس» إحدى الضحايا بانفعال شديد، فأطلق أحد المتفرجين عليه عيارًا ناريًا من الصالة وهو يصيح: «اتركها العمى بقلبك».
وذكر الريحاني في مذكراته أن مسرحية «ريا وسكينة» نجحت منذ عرضها نجاحًا عظيمًا، وأنه كان يسمع بأذنيه نحيب المتفرجين من الصالة كلها، ومن المتفرجين من كان يصرخ بأعلى صوته قائلًا: «بزيادة.. قتلتونا يا ناس»، وكان يُغمى على بعض السيدات بين عرض وآخر لبشاعة المأساة.
وبعد ذلك اختفت «ريا وسكينة» من مسرحيات فرقة الريحاني لسذاجة النص من جهة، ولتغيير الحساسية الفنية أو الأخلاقية عند الجمهور أو ربما لتخصص الريحاني نهائيًا في الكوميديا منذ ذلك التاريخ البعيد.
ويُذكر أن كان الريحاني يقوم بدور السفاح «مرزوق» زوج سكينة، وكانت الفنانة بديعة مصابني تقوم بدور الضحية «فردوس»، وكان عزيز عيد يقوم بدور السفاح «حسب الله»، أما دور ريا فكان يقوم به ممثل هزلي اسمه إبراهيم حسين.
ويبدو أن نجيب الريحاني استمد بعض وقائع مسرحيته مما كانت ترويه الصحف عن الحقيق في قضية ريا وسكينة بهذا الوقت، فكان القائم بالتحقيق في هذه القضية الكبرى هو كامل بك عزيز، بنيابة الإسكندرية، تحت إشراف محمد فهمي القيسي بك، وكيل النيابة بمحكمة مصر الأهلية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نجيب الريحاني مسرحية ريا وسكينة ريا وسكينة عصابة ريا وسكينة نجیب الریحانی ریا وسکینة
إقرأ أيضاً:
ريّا بالملابس الحمراء وسكينة بالارتباك.. أزياء المشنقة تحكي النهاية
تبقى قصة ريا وسكينة محفورة في الوجدان الشعبي، رغم مرور أكثر من قرن على إعدامهما بعد ارتكاب عشرات الجرائم بحق السيدات، حيث استدرجن ضحاياهن وقتلنهن لسرقة المجوهرات، بمساعدة آخرين.
لقد تحولت هذه القصة لاحقًا إلى أعمال درامية، لكنها لا تزال تكشف عن تفاصيل صادمة عن حياة أخطر مجرمتين عرفتهما مصر في تاريخها.
الدقائق الأخيرة قبل إعدام ريا وسكينة
ما لا يعرفه الكثيرون هو ما جرى في الدقائق الأخيرة قبل إعدام ريا وسكينة، وفق أورنيك السجون رقم 169، الذي يتضمن تقرير الطبيب عن المسجونين المنفذ عليهم حكم الإعدام، كانت تفاصيل اللحظة الأخيرة لكل منهما دقيقة ومرعبة.
في الساعة السابعة والنصف صباحًا، اصطفت هيئة التنفيذ أمام غرفة الإعدام، وأُحضرت ريا مرتدية ملابس الإعدام الحمراء وطاقية بيضاء على رأسها.
كانت تمشي بخطوات ثابتة رغم شحوب وجهها وخفوت قوتها، استمعت بصمت إلى حكم الإعدام الذي أعلنه مأمور السجن، قبل أن تدخل غرفة الإعدام.
ووفق البيانات، كان وزنها عند دخول السجن 42 كيلوجرامًا، واستمر نبضها لمدة دقيقتين بعد تنفيذ الحكم، وظلت معلقة لنصف ساعة كاملة.
وبعد الساعة الثامنة بقليل، اقتيدت سكينة إلى غرفة الإعدام، وكانت أكثر حركة وحيوية، متحدثة ومتمتمة بعبارات مختلفة، لكنها أظهرت شجاعة ورباطة جأش أمام مأمور السجن الذي قرأ عليها نص الحكم.
حسب التقرير الطبي، دخلت سكينة السجن بوزن 47 كيلوجرامًا وارتفع إلى 53 كيلوجرامًا قبل التنفيذ، واستمر نبضها لمدة أربع دقائق بعد الإعدام، وظلت معلقة أيضًا لنصف ساعة.
صمت المشنقة وكلمات ريا وسكينة الأخيرة
رغم أن الموت كان ينتظرهما، فقد أظهرت كل منهما ملامح مختلفة في مواجهة المصير، ريا سكنت في صمتها، بينما سكينة أظهرت جراءة وعنادًا، كأنها تحاول ترك بصمة أخيرة في لحظة فارقة من حياتها.
هذه الحكاية تظل درسًا عن الجريمة والجزاء، وعن القوة والضعف في لحظة القرار الأخير، وعن الرهبة الإنسانية في مواجهة المجهول، وعن أسطورة مجرمتين تظل حكايتها تحاصر الذاكرة الشعبية حتى اليوم.