باكو (وام)
شهد جناح دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف COP29 اليوم ثماني جلسات تمحورت حول تمويل المناخ وسبل تسريع التحول العالمي نحو مستقبل يتمتع بالحياد المناخي والمرونة للجميع. وأكد المشاركون ضرورة توحيد الجهود لتبني الاستدامة ركيزة أساسية لمواصلة عمليات التطوير والتنمية، وخلق فرص مستقبلية جديدة لتحسين الحياة.


ودعت الجلسات التي شارك فيها نخبة من قادة الفكر إلى ضرورة العمل على تعزيز التعاون الدولي، واتخاذ جميع التدابير اللازمة للتعافي من التأثيرات المناخية، وذلك عبر تحقيق التمويل العادل لقضايا المناخ من خلال بناء الشراكات الجديدة، وتعزيز الاستثمارات في المشاريع الصديقة للبيئة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة.
وشهدت الفعاليات مشاركة مجموعة واسعة من قادة العمل المناخي في دولة الإمارات، بما في ذلك مركز التمويل المناخي العالمي، وشركة «مصدر» ومبادرة «المرأة في الاستدامة والطاقة المتجددة WiSER»، وبنك HSBC، وبرنامج التمويل الإسلامي العالمي، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.
وأكدت جلسة حشد تمويل المناخ من أجل الجنوب العالمي التي شاركت فيها شيماء قرقاش، مديرة إدارة الطاقة والاستدامة في وزارة الخارجية، وأدارتها مرسيدس فيلا مونسيرات، الرئيس التنفيذي لمركز تمويل المناخ العالمي، أن التعاون بين بلدان الجنوب يساعدها على التخفيف والتكيّف بفعالية مع اضطرابات المناخ ومعالجة الأهداف الإنمائية الشاملة الأخرى.
واستعرضت الجلسة دور التعاون بين بلدان الجنوب، لاسيما في مبادرات أفريقيا الخضراء، في الوصول لحلول مناخية حقيقية من خلال «المشاريع القابلة للتمويل» التي يمكن أن توحّد السياسة مع الاستثمار.
واستكشفت جلسة مناقشة الإطار العالمي للتمويل المناخي مع السفير ماجد السويدي، المدير العام، الممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28، الرئيس التنفيذي لصندوق «ألتيرّا»، الإجراءات اللازمة لتلبية احتياجات تمويل المناخ، وتسريع الوصول إلى الاستثمار والمساهمة في النمو الاقتصادي.
وأشار إلى تخصيص صندوق «ألتيرا» 5 مليارات دولار من رأس المال التحفيزي للجنوب العالمي، وقال إنه «لا يمكن أن يحدث الانتقال من مسار المليارات إلى التريليونات إلا إذا شارك القطاع الخاص في المحادثات ذات الصلة، وبطريقة هادفة».
فيما استعرضت جلسة أخرى «السندات الخضراء وتمويل الطاقة المتجددة» من خلال شركة «مصدر» والشركاء الرئيسيين للبنوك الإماراتية.
فقد نوّه بروس جونسون، مدير التمويل المؤسسي والخزانة في «مصدر»، إلى رؤية «مصدر» الطموحة التي تستهدف ترسيخ مكانتها قوة رائدة في مجال الطاقة المتجددة، والتي أسفرت عن توجيه العوائد من السندات الخضراء السنوية لتمويل مشاريع الطاقة المستدامة.
وناقش مجلس صناع التغيير الإماراتي مع مبادرة WiSER، خلال جلسة أدارتها إيمي براشيو، النائب العالمي لرئيس شركة EY في مجال الاستدامة، تفعيل حلول التمويل المناخي المبتكرة لخدمة الجميع.
وشهدت الجلسة حواراً مفتوحاً حول حلول تمويل المناخ المبتكرة لدفع الاستثمار نحو المشاريع التي لها آثار اجتماعية وبيئية عادلة. وشهد جناح الإمارات نقاشات ثرية حول مناقشة كيفية «إشراك الفئات المهمشة في إيجاد الحلول»، إضافة إلى «نماذج لتعزيز المرونة المناخية والوصول إلى التمويل».
ودافعت ريم المصبح، رائدة الأعمال التكنولوجية، سفيرة الشباب والمبادرة في WiSER، عن أهمية «الإرشاد، وبناء القدرات، وزيادة الوعي - لبناء الأساس وتوسيع نطاقه لإيجاد حلول أكثر تأثيراً». فيما دارت نقاشات ثرية حول الانتقالات الاجتماعية الشاملة في تمويل التحول العادل عبر الجنوب العالمي بين ممثلي بنك HSBC وقادة الفكر العالمي. وتم التركيز على ضرورة توفير دعم مالي مستدام وعادل للدول النامية التي تواجه تحديات كبيرة في تحقيق الانتقال نحو اقتصادات صديقة للبيئة.
وناقش برنامج التمويل الإسلامي العالمي للمناخ والطبيعة والتنمية كيف يوفر التمويل المدمج الوصول إلى 3 تريليونات دولار من الأصول العالمية التي تمثلها المالية الإسلامية. وجرى التطرق إلى سياسة وتمويل سد فجوة التكيف مع التغيرات المناخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال مدرسة محمد بن راشد للإدارة الحكومية وبنك HSBC.

أخبار ذات صلة منصور بن زايد: الإمارات نموذج ملهم في التميُّز والريادة الإمارات تواصل جهود دعم القطاع الصحي في غزة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاستدامة المناخ الحياد المناخي الإمارات تمویل المناخ من خلال

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثية

في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية من تداعيات تغير المناخ، حذرت دراسة من تدهور قدرة الغابات على التعافي من الحرائق التي تزداد وتيرتها، مما قد يُضعف من قدرتها على أداء دورها الحيوي كمخزن طبيعي للكربون وتنظيم المناخ.

وحلل البحث المنشور في مجلة "علم البيئة الطبيعية والتطور" (Nature Ecology and Evolution) آلاف الحرائق الكبرى التي اندلعت في الغابات بين عامي 2001 و2021، وكشف عن ارتفاع ملحوظ في شدة الحرائق وتباطؤ مقلق في معدلات تعافي الغابات بعدها، خاصة في مناطق شمالية مثل غرب أميركا الشمالية، وأجزاء من سيبيريا، وجنوب شرق أستراليا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقرير: المعلومات المضللة تؤخر العمل لمواجهة تغير المناخlist 2 of 2سد دوكان يفقد 75% من مياهه و4 ملايين عراقي يواجهون الجفافend of list

واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات الأقمار الصناعية لتحديد أكثر من 3200 حريق كبير بمساحات تتجاوز 10 كيلومترات مربعة.

وأشارت النتائج إلى أن شدة هذه الحرائق زادت بشكل واضح خلال العقد الأخير، وأن الغابات الشمالية تحديدا أصبحت أكثر عرضة لأضرار طويلة الأمد بسبب تلك الحرائق.

وبحسب الدراسة، فإن ما لا يقل عن ثلثي الغابات المتضررة من الحرائق لم تنجح في استعادة كثافتها النباتية وإنتاجيتها خلال فترة 7 سنوات من الحريق، وهي الفترة التي يعتبرها العلماء حاسمة لتعافي النظم البيئية.

إحدى الطائرات تعمل على إطفاء نيران حريق اندلع بغابة في كولورادو الأميركية أتى على أكثر من 15 ألف فدان (الفرنسية) دور تغير المناخ

وأفادت الدراسة بأن شدة الحريق كانت العامل الأهم الذي أثر في سرعة تعافي الغابات، حتى أكثر من تغير المناخ نفسه.

لكنها شرحت أن تغير المناخ لعب دورا غير مباشر لكنه متنام في تفاقم الوضع. فارتفاع درجات الحرارة، وتراجع رطوبة التربة، يسهمان في جعل بيئات الغابات أكثر هشاشة، ويقللان من فرص نمو نباتات جديدة بعد الحريق.

ووجد الباحثون أن الغابات الإبرية دائمة الخضرة، مثل تلك المنتشرة في شمال كندا وروسيا، كانت من بين الأكثر تضررا، بسبب حساسيتها العالية لتغير الظروف المناخية بعد الحريق.

وفي تلك المناطق، لم تتعافَ معظم الغابات خلال فترة الدراسة، مما يُنذر بفقدانها الدائم في بعض الحالات.

التعافي يزداد بطئا

بمقارنة أزمنة التعافي قبل وبعد عام 2010، وجد الباحثون زيادة ملحوظة في مدة التعافي لكافة مؤشرات صحة الغابات.

إعلان

فقد ارتفع الوقت اللازم لاستعادة كثافة الغطاء النباتي بنسبة 8%، وهيكل مظلة الأشجار بنسبة 11%، والإنتاجية الأولية الإجمالية بنسبة تصل إلى 27%.

وهذا يعادل تأخيرا يتراوح بين عدة أشهر إلى عام كامل في التعافي مقارنة بما كانت عليه الأمور مطلع الألفية.

كما ارتفعت نسبة الغابات التي تتأخر لأكثر من 6 سنوات في التعافي من نحو 11-13% قبل 2010 إلى 16-22% بعده، مما يثير مخاوف من استمرار هذا الاتجاه.

أشجار محترقة بعد حريق غابات في بلدة ملولة التونسية في يوليو/تموز 2024 (الفرنسية) الغابات الرطبة استثناء

رغم ذلك، بيّنت الدراسة أن الغابات الموجودة في مناطق رطبة مثل أجزاء من أميركا الجنوبية وآسيا، تعافت بسرعة نسبية من الحرائق.

فقد تعافت 60 إلى 80% من هذه الغابات في غضون 7 سنوات، مما يبرز أهمية توفر الماء والتربة الغنية في تسريع إعادة بناء النظم البيئية.

تاريخيا، كانت بعض النظم البيئية تعتمد على الحرائق الطبيعية المتقطعة لتجديد التربة وتحفيز نمو النباتات.

لكن مع تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وتراجع الرطوبة، أصبحت هذه الحرائق أكثر شدة، وبدأت تدمّر النظم البيئية بدلا من إنعاشها.

وتشير بيانات معهد الموارد العالمية إلى أن المساحة التي تلتهمها حرائق الغابات زادت بنحو 5% سنويا منذ عام 2001، كما أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن هذه الحرائق ارتفعت بنسبة 60% خلال نفس الفترة.

ويهدد هذا التسارع في فقدان الكتلة الحيوية بتحويل الغابات من "مصارف للكربون" إلى مصادر له، وهو ما سيكون له آثار كارثية على استقرار مناخ الأرض.

مقالات مشابهة

  • قرقاش يرد على دعوة سموتريتش حول تمويل الحرب ضد إيران: قمة الوقاحة
  • خارطة طريق تمويل المناخ تواجه تعثرا وسط غموض في مصادر التمويل
  • "الوطنية للتمويل" تقدم التمويل الإلكتروني للأجهزة عبر "ثواني"
  • الشيوخ يناقش آليات وزارة التعليم في مكافحة التنمر والعنف في المدارس
  • تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثية
  • بلدي مسندم يناقش تطوير الخدمات
  • مجلس الشيوخ يناقش دراسة بشأن تطوير كليات التربية.. وإصلاح برامج إعداد المعلمين
  • الشيوخ يناقش دراسة عن تطوير وإصلاح كليات التربية.. تفاصيل المقترحات
  • اجتماع بالحديدة يناقش آليات تعزيز الخدمات وتسريع وتيرة المشاريع التنموية
  • رئيس جهاز شؤون البيئة يشارك في منتدى برلين الأول للتنقل المناخي