يمانيون:
2025-05-12@21:54:18 GMT

اليمن وثرواته الطبيعية .. حقوق مغتصبة ومنافع مسلوبة

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

اليمن وثرواته الطبيعية .. حقوق مغتصبة ومنافع مسلوبة

يمانيون – متابعات
لا شك أن اليمن بلدٌ غنيٌّ بالثروات الطبيعية المتنوعة، التي تشكل مورداً هاماً لتنمية شعبه وبناء دولته، ولكن للأسف، فَــإنَّ هذه الثروات تعاني من الاستغلال والسرقة والتدخل من قبل الأطراف الخارجية، التي تسعى إلى الاستيلاء على حقوق أبناء اليمن فيها، والتحكم في مصيرها، والتأثير في شؤونها.

من بين هذه الثروات، نجد النفط والغاز، اللذَين يشكلان العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ويسهمان بنسبة تتراوح بين 85 ٪ إلى 90 ٪ من إيرادات الموازنة العامة للدولة، والذي يفترض أن يستفيد منهما المواطنون في تحسين مستوى معيشتهم، وتلبية احتياجاتهم الأَسَاسية، وتحقيق طموحاتهم المشروعة، ولكن ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تماماً، فالعائدات المالية من هذه الثروات تذهب إلى جيوب الفاسدين والخونة، الذين يتآمرون مع تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي السعوديّة الذي يستولي على هذه الأموال، ويودعها في حساباته المصرفية، دون أن تصل إلى المستحقين من شعب اليمن.

هذه الموارد لم تسلم من جشع دول تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي، الذي يشن حربًا ظالمة على اليمن منذ تسع سنوات، بحجّـة استعادة الشرعية المزعومة، في حين تكمن من هذه الحجّـة مصالح مادية وجيوسياسية كبيرة تتعلق بثروات اليمن الطبيعية، حَيثُ تقوم قوى العدوان بالتواطؤ مع مليشياتها بنهب كميات كبيرة من النفط والغاز من المحافظات التي تحتلها، مثل مأرب وشبوة والجوف والمهرة، وتهربها إلى خارج البلاد عبر موانئ تابعة لها، مثل عدن والمكلا والغيضة، ناهيك عن تدميرها بنية قطاع النفط في البلاد، وإيقافها عمليات التصدير والتكرير، مما كلف بلادنا خسارة مليارات الدولارات سنويًا.

ولكن هذه ليست كُـلّ المآسي التي يتعرض لها شعب اليمن؛ بسَببِ طمع دول تحالف العدوان، فقد نقلت حكومة الخائن هادي بأمر من دول التحالف بنك اليمن المركزي من صنعاء إلى عدن، وقطعت رواتب الموظفين في المؤسّسات الحكومية، بذريعة عدم اعترافها بسلطة صنعاء، بل وذهبت قوى العدوان إلى إضرَام النار في الاقتصاد اليمني بطبع العملة بلا حدود؛ مما أسفر عن تضخم ضخم وسقوط قيمة الريال اليمني في المناطق المحتلّة مقابل العملات الأجنبية؛ وهذا؛ ما أَدَّى إلى انهيار مستوى المعيشة للموظفين وأسرهم، وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، حَيثُ أصبح الكثير من موظفي مؤسّسات الدولة يواجهون صعوبات في تلبية احتياجاته الضرورية، مثل الغذاء والصحة والتعليم، كما اضطر بعضهم إلى الخروج من وظائفهم، والبحث عن مصادر دخل بديلة، أَو حتى التسول.

من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الأبرز لقوى العدوان على اليمن، وأنها تشارك في الحرب بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والسياسي والعسكري للتحالف السعوديّ الإماراتي. ولكن ما لا قد يعرفه الكثيرون هو أن السفير الأمريكي يلعب دورًا خطيرًا في العدوان على الشعب اليمني وتدمير الاقتصاد الوطني، ففي إحدى جولات المفاوضات في الكويت كان السفير الأمريكي يهدّد وفدنا الوطني بضرب العملة الوطنية، واعتبر مطالبة الوفد بالمرتبات شروطًا تعجيزية، وقال في إحدى جلسات التفاوض: “إذا لم توافقوا على مطالب التحالف، فَــإنَّ قيمة الحبر المطبوع على أرواق العملة سيكون أغلى من قيمة العملة نفسها”.

ولم يخفِ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، في إحدى خطاباته حقيقة ما يحدث، حَيثُ أكّـد أن “النظامين السعوديّ والإماراتي يسرقان نفط اليمن وثرواته”، وقال: “لدينا كُـلّ الموارد. لدينا كميات هائلة من النفط. بعضها أخرجوه، وكان يُنهب الكثير منه، وعائداته كانت تضيع، وبعضها لم يستخرج استرضاء لدول معينة أرادت الانتظار حتى يتهيأ لها فرصة السيطرة المباشرة لتسرقه، أمثال النظام السعوديّ برعاية شركات أمريكية وغربية، والنظام الإماراتي كذلك”.

إلى ما قبل نقل قوى العدوان بنك اليمن المركزي، كانت عاصمة اليمن الشرعية صنعاء توفر رواتب الموظفين بشكل منتظم حتى عام 2016، بما في ذلك مرتبات الجنود الموالين لتحالف العدوان. ولكن بعد أن نقل البنك اليمن إلى عدن، واستهدفت سيولته النقدية في صنعاء، وجمدت احتياطيه من العملة الصعبة وإيراداته من الموارد الطبيعية توقفت عملية دفع الرواتب.

أمام هذه المؤامرة الشنيعة على ثروات اليمن ورواتب شعبه، اتخذت حكومة صنعاء إجراءات عديدة لحماية اقتصادها وأمنها، وتأمين رواتب الموظفين في المؤسّسات التابعة لها، رغم انخفاض إيراداتها إلى مستوى زهيد. فقد أصدرت توجيهات يجرِّم طبع وترويج وحيازة وتداول الأوراق المالية غير المصدَّق عليها من قِبَل بنك صنعاء المركزي. كما أطلقت حملات تبرعية لجمع التبرعات من أبناء الشعب والقطاعات المختلفة لصالح صندوق رواتب الموظفين.

وقد نجحت صنعاء في الحفاظ على سعر ثابت لقيمة العملة الوطنية في مناطق السيادة الوطنية، كما تمكّنت من دفع رواتب بعض الموظفين في قطاعات محورية، بالإضافة إلى دفع مخصصات لبعض المحافظات التي تحت سيطرتها، وأحدثت نوعًا من التنمية في هذه المحافظات، بإطلاق مشاريع إنشائية وخدمية، كما تمكّنت أَيْـضاً من تأمين احتياجات مواطنيها إلى حَــدّ كبير من الغذاء والوقود والكهرباء، رغم الحصار المفروض على موانئها ومطارها وافتقارها لمواردها الرئيسة.

تجاه ما يتعرض له اليمن من حرب ظالمة ومدمّـرة من قبل قوى العدوان التي تسعى إلى فرض سيطرتها على البلاد، وقيام هذه القوى بشن هجوم عسكري هو الأعنف في التاريخ على الشعب اليمني، مستخدمة كُـلّ أنواع الأسلحة والطائرات والصواريخ، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، ومدمّـرة البنية التحتية والمؤسّسات والمنشآت الحيوية، فَــإنَّ ذلك لم يكن كافيًا لإرضاء جشع قوى العدوان، فقد أطلقت حربًا اقتصادية شرسة على اليمن، تهدف إلى نهب ثرواته من النفط والغاز، وإلى شل حركة الاقتصاد الوطني عبر تعطيل عمل بنك اليمن المركزي، وإلى حرمان الموظفين عن رواتبهم. كما فرضت حصارًا خانقًا على البلاد، مانعة دخول المواد الغذائية والدوائية والإنسانية، ومحاولة قطع خطوط التواصل والاتصال بين الشعب اليمني والعالم.

ولكن في مواجهة هذه العدوان، لم يستسلم الشعب اليمني، بل قاوم بكل شجاعة، حاملا شعار “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، بإرادَة حديدية وصمود أُسطوري، وتَحَدٍّ منقطع النظير لكل المؤامرات؛ ليثبت حقه في الحرية والسيادة، ويكتب تاريخًا جديدًا من دمائه وتضحياته، موجهاً إلى كُـلّ شعوب الأُمَّــة، رسالة تقول: إن الحق لا يضيع ما دام هناك من يدافع عنه.

حسام باشا

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رواتب الموظفین الشعب الیمنی قوى العدوان بنک الیمن

إقرأ أيضاً:

خطاب القائد وفشل العدوان الامريكي على اليمن

تحليل _ عبدالمؤمن جحاف:

في خطابٍ ناريٍّ مليء بالتحذيرات والتفاصيل الميدانية والسياسية والعسكرية، قدم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله”  قراءة عميقة وتحليلًا سرديًا شاملاً لمستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية ،أيضاً ليُذكّر العالم بأن جريمة القرن لا تزال تُرتَكَب يوميًا في غزة، تحت سمع وبصر “أمةٍ غائبة” و”نظامٍ دوليٍ عاجز”. فقد جاء خطابه في 8 مايو/أيار 2025م (10 ذو القعدة 1446هـ) ليُحاسب الضمير الإسلامي أولًا، قبل أن يُسجل انتصارات اليمن العسكرية ضد أمريكا وإسرائيل، ويكشف فشل العدوان الأمريكي في كسر إرادة صنعاء.

وفي زمن تتداعى فيه القيم ويُختبر فيه الإيمان الحقيقي، أطل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في هذة الكلمة المفصلية تمثل جرس إنذار أخلاقي وانساني  تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، وتجاه صمت الأمة المتخاذل أمام مشهد دموي مباشر يُبثّ للعالم على الهواء.

العدوان على غزة: استمرار الجريمة أمام تفرج العالم

لم تكن كلمات السيد القائد مجرد توصيف لحالة طارئة، بل شهادة تاريخية على “جريمة القرن”، كما أسماها، التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة على مدى 19 شهرًا من المجازر المتواصلة. فالعدو الإسرائيلي، كما أوضح السيد القائد، لم يترك فرصة لحياة الفلسطينيين، لا في المساجد ولا في المستشفيات ولا في البيوت. مشاهد الإبادة، التي كانت تُعرف في التاريخ بعد سنوات، صارت تُشاهد مباشرة عبر الفضائيات، بينما العالم يكتفي بالمراقبة أو الشراكة بالصمت.

الأمة الإسلامية: الغياب الأخلاقي والتفريط الجماعي

من أهم في الكلمة، هو التحليل العميق لحالة “اللامبالاة” التي تعيشها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها العرب. مئات الملايين من المسلمين يكتفون بالمشاهدة بينما يُقتل الأطفال وتُهدم البيوت. حمّل السيد القائد هذه الأمة مسؤولية كبيرة تجاه تفريطها في أقدس واجباتها: الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن المظلوم، ومواجهة الظالم. التفريط هنا ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل حالة تُغضب الله، وتفتح أبواب السخط الإلهي في الدنيا قبل الآخرة.
فقد قدّم  السيد القائد رؤيةً تحليليةً للدوافع الخفية لصمت وتخاذل العرب، مُرجعًا إياها إلى:
1.”المخاوف”: خوف الأنظمة من فقدان الدعم الغربي.
2. “الأطماع”: التطلع لمكاسب سياسية عابرة.
3. “التأثيرات التربوية”: تشويه الوعي الديني والسياسي لدى النخب الحاكمة.

الصهيونية: مشروع شامل لا يرحم حتى المطبّعين

بوضوح، كشف السيد القائد عن الطبيعة الحقيقية للصهيونية، سواء “الدينية” أو “العلمانية”، باعتبارها مشروعًا شموليًا يستهدف الأمة بكاملها. الطامة الكبرى، حسب تعبيره، أن بعض الزعماء العرب قد يبطشون بشعوبهم عند أي انتقاد بسيط، لكنهم لا يتأثرون بعقيدة الصهاينة التي تصفهم بـ”أقل من الحمير”. النظرة الإسرائيلية للعرب والمسلمين واحدة، حتى للمطبّعين.
وبالتالي قدم السيد القائد رؤيته  للمشروع الصهيوني بجناحيه (الديني والعلماني)، مؤكدًا أنه مشروع واحد يستهدف:
– السيطرة على المسجد الأقصى وهدمه لبناء “الهيكل”.
– تحقيق “إسرائيل الكبرى” عبر تفتيت العالم الإسلامي.
– استباحة كرامة العرب، الذين وصفهم الخطاب بأن الصهاينة “يعتبرونهم أقل من الحيوانات”.

اليمن: موقف إيماني يربك العدو

في مقابل التخاذل العربي، يقدم اليمن نموذجًا عمليًا لمفهوم النصرة الفاعلة. من منطلق إيماني صادق، كما عبّر السيد القائد، نفّذ اليمن منذ منتصف رمضان أكثر من 131 عملية عسكرية إسنادية استخدمت فيها صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة و وصواريخ فرط صوتية، مستهدفة عمق الكيان الإسرائيلي، أبرزها مطار “بن غوريون” في اللد، ما أدى إلى توقف الحركة الجوية، وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وإلغاء رحلات عشرات شركات الطيران.

العدوان الأمريكي: الفشل أمام الإرادة اليمنية

رغم 1712 غارة أمريكية بحرية وجوية استهدفت اليمن، فإن العمليات اليمنية لم تتوقف. بل إن حجم الهجمات الأمريكية عكس، بحسب الكلمة، مدى فاعلية الموقف اليمني. فلو لم يكن لليمن تأثير، لما استنفر الأمريكي بقاذفاته وحاملات طائراته. ومع كل هذا، بقيت القدرات العسكرية اليمنية فاعلة، والإرادة الشعبية صلبة، بل وخرجت بمظاهرات مليونية أسبوعية لم يشهد مثلها العالم.

رسائل  للأمة

السيد القائد، في حديثه، لم يكتفِ بالميدان العسكري، بل قدّم موقفًا إيمانيًا جامعًا يربط بين الجهاد العسكري والصلابة الروحية. أعاد توجيه البوصلة إلى المفهوم القرآني للعزة، وأكد أن “الخسارة الحقيقية” ليست في الدمار أو الشهداء، بل في فقدان الكرامة والتفريط بالحق.

خرج من حدود اليمن الجغرافي ليوجه رسالة إلى كل الحكومات الإسلامية، داعيًا إياها للوقوف مع الشعوب بدل الاستنزاف لصالح الأعداء.

مقالات مشابهة

  • مناقشة الصعوبات التي تواجه أداء الوحدة التنفيذية للمشاريع بمحافظة صنعاء
  • ما الرسالة التي وجهها بنزيما إلى زملائه قبل حسم لقب الدوري السعودي؟
  • عن حسابات لندن في العدوان على اليمن
  • حدث غريب ولأول مرة في اليمن.. وزارة تعيد حقوق المواطنين
  • حكومة صنعاء تعلن بدء صرف مرتبات موظفيها.. وهذه هي الجهات التي ستصرفها
  • مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وإذاعة صنعاء تنعيان مدير شؤون الموظفين بالإذاعة فيصل عبدالرحمن
  • خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • كم بلغت الخسائر الأمريكية من العدوان على اليمن؟
  • خطاب القائد وفشل العدوان الامريكي على اليمن
  • استشناف الرحلات الى مطار صنعاء خلال اسبوع