رغم توقف شركات طيران عالمية.. الإمارات تبقي رحلاتها إلى إسرائيل مفتوحة
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، تجسد آثار الحرب المستمرة على حركة الطيران، حيث ألغت العديد من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى إسرائيل، مما أدى إلى شبه خلوّ بوابات المطار. وتستقبل الصور المعلقة للرهائن المحتجزين في غزة المسافرين القادمين، الذين أصبح عددهم محدودًا.
ومع هذا، يبقى مكتب تسجيل الرحلات إلى الإمارات العربية المتحدة نشطًا، حيث تستمر شركتا "فلاي دبي" و"الاتحاد للطيران" في تسيير رحلات منتظمة إلى إسرائيل، مما يحافظ على رابط جوي حيوي للإسرائيليين إلى العالم الخارجي.
تتجاوز هذه الرحلات الجانب التجاري، إذ تُعد بمثابة دليل على التزام الإمارات باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل التي بدأت في عام 2020 بموجب اتفاقيات أبراهام التي توسط فيها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
أشار جوشوا تايتلباوم، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، إلى أن "الإمارات تسعى من خلال هذه الرحلات إلى تعزيز العلاقات مع إسرائيل وإظهار التزامها بالسلام والانفتاح على الأعمال التجارية، حتى في ظل التوترات الإقليمية".
ورغم المخاوف الأمنية التي دفعت شركات طيران دولية مثل "دلتا" و"لوفتهانزا" إلى تعليق رحلاتها بعد تصاعد الحرب في 7 أكتوبر 2023، استمرت "فلاي دبي" في تسيير رحلات يومية متعددة، بينما واصلت "الاتحاد" رحلاتها بوتيرة أقل.
Relatedشاهد: مطار بن غوريون في إسرائيل يستأنف نشاطه إثر إغلاق المجال الجوي بسبب عملية "الوعد الصادق"هبوط طائرة ركاب قادمة من كولونيا الألمانية اضطرارياً في مطار بن غوريونلأول مرة.. طائرة مساعدات إماراتية تحط في مطار بن غوريون بتل أبيبشاهد: طائرة أميركية تحمل عربات مدرعة تهبط في مطار بن غوريونوقد أصبحت الإمارات شريانًا مهمًا للطيران الإسرائيلي، خاصة بعد توقف عدد من شركات الطيران الأخرى، مما عزز من عائدات "فلاي دبي"، التي قامت بتسيير أكثر من 1800 رحلة منذ أكتوبر 2023. في الوقت ذاته، حافظت "الاتحاد" على جدول رحلاتها اليومية إلى إسرائيل.
في المقابل، شهدت أسعار تذاكر الخطوط الإسرائيلية "إلعال" ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة لتوقف الرحلات الدولية ونقص المسافرين، حيث انخفض عدد الركاب عبر مطار بن غوريون إلى النصف.
ورغم الانتقادات الدولية بشأن تصرفات إسرائيل في الحرب، تواصل الإمارات العمل على تحقيق توازن في مواقفها، إذ أصدرت دعوات متكررة لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والأسرى الفلسطينيين، بينما تبقي سفارتها وقنصليتها في إسرائيل مفتوحتين.
تظل رحلات الطيران الإماراتية إلى إسرائيل خطوة استراتيجية، تُظهر التزام الإمارات بالتطبيع مع إسرائيل مع الحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية في ظل التحديات الإقليمية المستمرة.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما هي الفوائد التي ستجنيها شركات الطيران الإسرائيلية من المرور في سماء السعودية؟ هيئة الطيران الإماراتية: لا يوجد موعد محدد لرفع حظر طائرات 737 ماكس هل سيحلّق الطيران الإسرائيلي فوق السودان وسلطنة عمان؟ اتفاق التطبيع الإماراتي-الإسرائيليتعاون اقتصاديمطارات - مطارتل أبيبالإمارات العربية المتحدةخطوط الطيرانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 إسرائيل روسيا ضحايا فرنسا الحرب في أوكرانيا كوب 29 إسرائيل روسيا ضحايا فرنسا الحرب في أوكرانيا تعاون اقتصادي مطارات مطار تل أبيب الإمارات العربية المتحدة خطوط الطيران كوب 29 إسرائيل روسيا ضحايا فرنسا الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة المناخ حريق أذربيجان معاداة السامية فی مطار بن غوریون یعرض الآن Next إلى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
200 ألف تذكرة طيران تُلغى و شركات طيران تنسحب حتى إشعار آخر
يمانيون |
في تطور يعكس حجم الخسائر المركبة التي يتكبدها كيان الاحتلال جرّاء الحصار الجوي اليمني، أعلنت شركة الطيران الأوروبية “ريان إير” إلغاء جميع رحلاتها من وإلى الأراضي المحتلة، ما أدى إلى إلغاء نحو 200 ألف تذكرة طيران دفعة واحدة، في ضربة موجعة لبنية النقل الجوي الصهيونية، التي باتت تتآكل تحت وطأة الردع اليمني المتصاعد.
المعطيات القادمة من الداخل الصهيوني تؤكد أن هيئة المطارات تقف عاجزة حتى اللحظة عن إعادة فتح الأجواء أمام شركات الطيران الدولية، رغم ما تبذله من جهود يائسة، في وقت تتسابق فيه الشركات العالمية لتعليق رحلاتها، في موقف يعكس هشاشة الوضع الأمني الذي فشل الكيان في تطمين شركائه التجاريين تجاهه.
اللافت أن القرار الجديد لشركة “ريان إير”، وهي من أكبر شركات الطيران منخفضة التكاليف في أوروبا، لم يقتصر على تعليق مؤقت، بل امتد حتى نهاية يوليو القادم، في مؤشر واضح على إدراك الشركات الأجنبية لطول أمد التصعيد وخطورة الطيران فوق أجواء أصبحت مهددة بالصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية.
ومع إعلان مجموعة “لوفتهانزا” الألمانية للطيران قبل يومين تمديد تعليق رحلاتها حتى منتصف يونيو على الأقل، تتسع دائرة المقاطعة الجوية بشكل متسارع، وتغدو السماء فوق الكيان منطقة محظورة تجاريًا، وهو ما يترجم في لغة الاقتصاد إلى خسائر بمئات الملايين من الدولارات، إلى جانب الأثر السياسي المتفاقم.
هذا الانهيار المتدرج في قطاع الطيران لا يمكن فصله عن معادلة الردع الجديدة التي فرضتها صنعاء، والتي تمثلت في حظر الطيران إلى مطار بن غوريون، كرد عملي على استمرار الإبادة الجماعية في غزة، في إطار الموقف اليمني السيادي والأخلاقي الذي أثبت فاعليته الميدانية والتكتيكية.
وتُشكّل هذه التطورات تحوّلًا نوعيًا في أدوات المواجهة، حيث بات الردع لا يقتصر على الجبهة العسكرية بل يمتد ليشلّ مفاصل الاقتصاد الصهيوني الحيوي، وفي مقدمتها قطاع الطيران والسياحة والنقل الجوي، وهو ما يشير إلى أن زمن الحروب التقليدية قد ولّى، لتحلّ محله أدوات مدروسة تتقن فن التأثير دون حاجة لاجتياح بري أو استنزاف مباشر.
فالضربة التي تلقاها كيان الاحتلال لا تكمن فقط في تعطيل جدول رحلات، بل في تفكك الثقة بالنظام الأمني الجوي للكيان، وما يتبع ذلك من انسحابات تدريجية للشركات الدولية، وضغط شعبي داخلي متزايد نتيجة تعطل السفر، وارتفاع الأسعار، وغياب البدائل الآمنة، وكلها عوامل تفكك الجبهة الداخلية للاحتلال من حيث لا يتوقع.
في المحصلة، تُثبت صنعاء مجددًا أن كيان الاحتلال ليس محصنًا، وأن الذراع اليمنية قادرة على إعادة صياغة المشهد الإقليمي بأدوات دقيقة وفاعلة، تفرض واقعًا جديدًا من الردع المتعدد الأبعاد، حيث لم يعد الكيان يملك حرية الحركة لا في البحر ولا في الجو، بينما تتساقط ورقة “التفوق الجوي” التي طالما تغنّى بها.