تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في زمن أصبح فيه المظهر يغلب الجوهر، ومراسم العزاء يتخللها البذخ والاستعراض، جاء عزاء الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، الشقيقة الكبرى لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، لتكسر تلك الصورة النمطية وتعيد للأذهان دروسًا في البساطة والتواضع والرقي.

فبعيدًا عن السرادقات الفاخرة والأواني المزخرفة التي اعتدنا رؤيتها في مثل هذه المناسبات، كانت الصورة الأكثر تداولًا وصخبًا هي لفنجان شاي زجاجي بسيط، وضع على طاولة حديدية، يتوسط مشهدًا جمع بين الحزن والوقار، وبين البساطة التي تليق بمكانة من يعزى ومن يتقبل العزاء.

هذه الصورة لم تكن مجرد انعكاس لموقف شخصي أو اختيار عابر، بل كانت رسالة إنسانية وأخلاقية عميقة، فالراحلون تكرم ذكراهم بالصدق والبساطة، لا بالتفاخر، فهنا في ساحة آل الطيب بقرية القرنة بمحافظة الأقصر، حيث يعرف الناس بالتدين المعتدل والنهج الإنساني، جاءت تلك المشاهد لتعبر عن قيم أصيلة تضرب بجذورها في عمق المجتمع المصري.

شاهدت عدة صور نشرها صديقي محمد غنوم، في بوست له عبر صفحته الشخصية علي فيسبوك، لعزاء شقيقة فضيلة الإمام الأكبر ولكن استوقفتني صورة تقديم واجب الضيافة "الشاي" في فنجان زجاجي بسيط على طاولة حديدية، صورة علقت بذهني لأنها تحمل دلالات تتجاوز الإطار المادي، فهي تحمل في طياتها مشهدًا للتواضع الذي يعكس قيم العائلة الطيبة وأصالة البيئة الصعيدية العريقة.

ربما كان البعض يتوقع مراسم عزاء فاخرة تليق بمكانة أسرة فضيلة الإمام الأكبر الاجتماعية والدينية، ولكن ما جرى كان أقرب إلى جوهر الحياة البسيطة التي تتماشى مع مبادئ شيخ الأزهر الداعية للزهد والتواضع، فليس من الصعب أن نستشعر رسالة صادقة ومباشرة بأن العبرة ليست في المظاهر أو الماديات، بل في صدق المشاعر وعمق الارتباط بالقيم الأصيلة التي تتجاوز البذخ وحدوده.

اللافت في المشهد أن بساطته لم تنقص شيئًا من احترام الحدث أو قدر الفقيدة، بل أضافت لمسة من الوقار والحكمة، ففي تلك اللحظات التي يُختَبر فيها الإنسان، تظهر معادن القيم الحقيقية، وتؤكد أن القيم لم ولن تقاس بالمظاهر، وأن مراسم العزاء لا تحتاج إلى بهرجة لتكون مهيبة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فضيلة الإمام الأكبر

إقرأ أيضاً:

عاجل- مدبولي يهنئ شيخ الأزهر بحلول العام الهجري الجديد: دعوات بالصحة والتوفيق والازدهار لمصر والأمة الإسلامية

بعث الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وذلك بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447هـ.

وفي برقيته، عبّر رئيس الوزراء عن خالص التهاني لفضيلة الإمام الأكبر، داعيًا المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة المباركة على فضيلته بموفور الصحة ودوام التوفيق، وعلى شعب مصر العظيم، والأمة الإسلامية جمعاء، بمزيد من التقدم والرفعة والازدهار.

وأكد مدبولي في رسالته على ما يمثله الأزهر الشريف من ركيزة دينية وتنويرية كبرى في العالم الإسلامي، مشيدًا بدور فضيلة الإمام الأكبر في تعزيز قيم الوسطية ونشر التسامح والاعتدال في الداخل والخارج.

مقالات مشابهة

  • عاجل- مدبولي يهنئ شيخ الأزهر بحلول العام الهجري الجديد: دعوات بالصحة والتوفيق والازدهار لمصر والأمة الإسلامية
  • رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بالعام الهجري الجديد
  • شيخ الأزهر يقرر تعيين رئيس جديد للإدارة المركزية للامتحانات وآخر لشئون الوافدين
  • شيخ الأزهر يستقبل السفير الفرنسي بالقاهرة بمقر المشيخة
  • بروتوكول تعاون لافتتاح مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية بسيراليون
  • السفير الفرنسي لشيخ الأزهر: نؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة
  • شيخ الأزهر للسفير الفرنسي: الحروب المجنونة لا يدفع ثمنها إلا الفقراء والأطفال
  • شيخ الأزهر لـ أنجلينا أيخهورست: ما سرُّ القوة الشيطانية التي تُجهض أي قوى أخرى؟
  • مصالحات الأزهر تنهي خصومة ثأرية بالصعيد بين "آل الشهاينة "و "آل العقل".. بعد 12 عام
  • استمرت أكثر من 12 عامًا.. الأزهر ينهي خصومة ثأرية في صعيد مصر