سواليف:
2025-06-02@19:53:34 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أحداً يطرق بابي؟؟

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

أحداً يطرق بابي؟؟
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي
نشر بتاريخ .. 14/ 01 / 2018


أذكرها جيداً ، #البوابات كانت مصنوعة من #التنك ،او براميل قديمة جرى تطبيقها وإدخالها ببعضها البعض لتصبح #بوابة_الدار ، لم يكن يُرتجى منها سوى أن تكون مصدّة وهمية للضباع الحائمة والكلاب الهائمة التي تقودها حاسّة شمّها إلى دجاجات البيت وأرانبه المختبئة ، لم تكن وظيفة البوابات لتغلق بوجه الجيران وأهل الحي ، على العكس فجميع الجيران والأقارب يعرفون أين يكمن “ملقط” البوابة وكيف تفتح ، دفعة يد واحدة سيسمعك صريرها وهي ترتد إلى الحائط بكل ترحاب ،لا يوجد قفل ولا مفتاح تحت المقبض ،البوابة الكبيرة عبارة عن درع حديدي يقف في وجه غير العاقل ويوهمه أن الدخول إلى #الحوش معقّد ومحمي.

.
كانت الجارات يألفن “ملقط” البوابة ، يفتحن “الخوّيخة” – الباب الصغير المنبثق من البوابة الكبيرة – ويدخلن في الصباح الباكر بلا استئذان إلى غرفة العيلة الوحيدة ، كانت الزيارات مبكرة جداً وغير مستهجنة ، في السادسة او السابعة صباحاً تأتي الجارة وتجلس على فراش الأولاد بحثاً عن “جوز زغاليل” لـ”ولاّدة منتصف الليل” أو “بيض بلدي” للمكسور أو “حليب ” للشايب..وأحياناً كانت زيارة بروتوكولية خالية من أية طلبات ، بعد أن تيسّر زوجها إلى البذار وأولادها إلى المدرسة ، لذا لم تجد من يسلّيها سوى جارتها فــ”صابحتها مصابحة”..
صوبة البواري في بواكير اشتعالها والحيطان الطينية متعرقة من بخار ليلة أمس ، إبريق البلاستيك في درجة البيت على حافة المصرف، وسجادة الصلاة مطوي نصفها بعد أن أُديت صلاة الفجر قبل ساعتين ، والصغار يتكورون في فراشهم يسمعون حديث الجارات وهو يتشابك فوق رؤوسهم ويرفرف فوق أشجار نعاسهم..
كانت تحضر الجارات حديثات العهد بالأمومة المواليد الصغار منذ مطلع الشمس إلى ختيارة مختصة في “التمتين” بعد ان يشتكين من بكائه طوال الليل ووجعه الذي لا يهدأ ، تجلس العجوز في فراشها ، تحرّك يديه ورجليه وعندما يصرخ ألماً تعرف سرّ “الملع” او التمزق العضلي ، تدلك العضو المتألم بزيت دافئ ثم تعيد تربيطه من جديد بكثير من التسمية وآيات الحفظ ، كانت البساطة مظلة الحياة كلها ، لا هنّ يشعرن بالحرج من هذه الزيارة ولا هي تشعر بالإزعاج..وعند خروجهن يغلقن البوابة خلفهن كما كانت..
**
البوابات القديمة مثل القلوب القديمة تفتح بسهولة لكل الناس، دخولها غير معقد ، مفاتيحها مألوفة للجميع ولا تحتاج الى كل هذه الأقفال لتحمي صاحبها..البوابات الجديدة كالقلوب الجديدة ، سميكة وعالية وأقفالها معقدة ،ولا يمكن الولوج إلى صاحبها بسهولة الا اذا استأذنته عبر جرس او “انتركوم او موعد مسبق”…فلم نعد نزور أحدا أو يزورنا أحد الا لحاجة أو مناسبة ..حتى صرنا نفرح اذا ما رنّ الجابي جرس البيت مرة في الشهر..

يا لتلك البيوت المفتوحة للجميع كيف كانت تحتفظ بكل ذلك الآمان!!..
الآن ألف قفل على الباب وننام خائفين!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة مجزرة مروّعة في بيت لاهيا / شاهد 2024/11/17

#139يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: البوابات الحوش الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

نقيب الصحفيين يعبّر عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس ضد الكاتب الصحفي محمد الباز

عبر خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس اليوم، ضد الكاتب الصحفي محمد الباز في قضية تتعلق بالنشر.

وأكد البلشي على موقف نقابة الصحفيين الثابت الرافض لتوقيع عقوبات سالبة للحرية في قضايا النشر، تنفيذًا لنص المادة 71 من الدستور، والمادة 29 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، والتي جاءت أحكامها مطابقةً لنصوص الدستور.

وأشار البلشي إلى أن حكم الحبس الصادر بحق رئيس مجلس إدارة "الدستور" يؤكد أهمية مطالب النقابة المتكررة خلال العامين الماضيين، والتي دعمتها مخرجات المؤتمر العام السادس للنقابة، بضرورة الإسراع في إصدار قانون يمنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر، باعتباره قانونًا مكملًا للدستور. موضحًا أن النقابة أعدت مشروع قانون في هذا الصدد داعيا جميع الأطراف للعمل على إقراره.

وشدد نقيب الصحفيين على تقديره للشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، مؤكدا على ضرورة الفصل بين نقد الشخصيات العامة وتوجيه الإساءة لها، داعيًا الزملاء الصحفيين إلى الالتزام بالقواعد المهنية وميثاق الشرف الصحفي عند تناولهم للحياة الشخصية للمواطنين أو الشخصيات العامة.

وأكد البلشي أن رفض النقابة للحبس في قضايا النشر ليس حكرًا على آراء بعينها، ولا تمييزًا للصحفيين، بل يمتد ليشمل جميع المواطنين، انسجامًا مع موقفها الثابت واحترامًا لنصوص الدستور. كما دعا منظمات المجتمع المدني إلى دعم مطالب النقابة وترسيخ مبدأ منع الحبس في قضايا النشر عبر ممارسة تؤكد هذا الحق.

وشدد نقيب الصحفيين على أن رفض الحبس في قضايا النشر  لا يُقصد به تحصين المتهمين في قضايا النشر ( صحفيين أو مواطنين) من المحاسبة، لكنه حماية للحق في التعبير وصونا للدستور، مشيرًا إلى وجود سبل قانونية ونقابية تكفل حماية حقوق المواطنين والمجتمع من أي انتهاكات عبر النشر، دون اللجوء إلى الحبس.

مقالات مشابهة

  • رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان أحد أبرز مؤرخي الشتات في سوريا
  • السماح لمواطني الإمارات باستخدام البوابات الذكية في كافة مطارات نيوزيلندا
  • هل اعتزل أحمد سعد الغناء بعد إزالة الوشوم؟
  • السماح لمواطني الدولة باستخدام البوابات الذكية عبر جميع المطارات في نيوزيلندا
  • السورية للاتصالات: توفّر بوّابات إنترنت بشكل فوري في عدة مراكز هاتفية ‏بحلب
  • "حقك تعرف".. الكاتب الصحفي عادل حمودة يطلق قناته الرسمية على يوتيوب
  • كاتيا ثائر الزعبي… من دي لا سال– الفرير تبدأ الحكاية
  • ناصر القصبي يطرق أبواب الدراما بـ”فبراير الأسود”
  • نقيب الصحفيين يعبّر عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس ضد الكاتب الصحفي محمد الباز
  • كورونا يطرق أبواب فرنسا من جديد