في يوم الطلاب العالمي.. إليك نصائح ذهبية لتعزيز العلاقة بين المعلم وتلميذه
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
يوم الطلاب العالمي فرصة مثالية للاحتفال بالعلاقة الثرية والمهمة بين المعلم والطالب، تلك العلاقة التي تُؤثر بشكلٍ كبير في تشكيل شخصية الطالب، ونجاحه في حياته الأكاديمية والشخصية، ففي هذا اليوم، يُمكن تعزيز الروابط بين المعلمين وطلابهم، وتبادل التقدير والنصائح التي تساهم في بناء بيئة تعليمية إيجابية، لذا نستعرض بعض النصائح القيّمة التي تُساهم في تحسين هذه العلاقة، وتحقيق النجاح الدراسي والتربوي من خلال التعاون والاحترام المتبادل.
أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، أنّ هناك بعض التعليمات التي يجب على الطلاب اتباعها، لاحترام المعلم وخلق علاقة ود معه، وتتمثل في التالي:
يجب أولًا مناداته بما يليق به من الاحترام والتكريم. يجب توقير المعلم وتقديره جيدًا. يجب عليك دومًا الإنصات إليه للاستفادة منه. من الضروري خفض الصوت عند الحديث معه. يجب الاستماع لنصحه وامتثال توجيهه. ومن الواجب عليك شكره والثناء عليه وحفظ جميله وعدم مجادلته.في يوم الطلاب العالمي، يجب أن يكون المعلم ودودًا مع الطلاب ويساعدهم على فهم كل شيء في حياتهم، لأنه المربي الأول لهم، وقدم «فرويز»، خلال حديثه لـ«الوطن»، بعض النصائح التي يجب أن يتعامل بها المعلم مع الطلاب، وتتمثل في التالي:
يجب الاستفادة من العلاقات الايجابية مع طلابهم لجعل التدريس أكثر متعة وفعالية. يجب أن تكون نموذجًا يحتذى به الطلاب، ويساعدهم على استذكار دروسهم. تعامل مع الطلاب بطريقة حماسية ومدهم دومًا بالطاقة. يجب أن تكون مُلما بكل ما يحتاجه الطلاب. وعليك أن تعرف الاهتمامات الشخصية للطلاب لسهولة التعامل معهم. عمل مسابقات ومكافآت تساعد في تحفيزهم على المذاكرة، فهذه إحدى أشكال التقرب منهم. مساعدة الطلاب على تحديد أهداف حياتهم، وأهدافهم في المذاكرة، وعمل جدول تحفيزي لهم. يجب إعطاء جميع الطلاب الفرصة لتحقيق أعلى مستوى في الدراسة بتسهيل لهم المواد الدراسية والإجابة عن أسئلتهم دومًا. كما يجب تعزيز السلوكيات الجيدة. طرق للاحتفال بيوم الطلاب العالميويمكن أن يحتفل الطلاب والمعلمين معًا بهذا اليوم، من خلال عدة طرق:
يمكن للمعلم تحفيز الطلاب على أخذ دورات تدريبية. كما يمكن أخذ دورات التطوير الذاتي معًا. جلوس الطلاب مع معلميهم والحديث معًا حول ما يدور في بالهم وتحديد أهدافهم.المصدر: الوطن
كلمات دلالية: يوم الطلاب العالمي یوم الطلاب العالمی یجب أن
إقرأ أيضاً:
"تعليمية ظفار".. حين يُكرِّم المجدُ صنّاعه وورثته
د. سالم بن عبدالله العامري
في مشهدٍ مهيب يفيضُ فخرًا واعتزازًا، وضمن نهجٍ تربوي راسخ يحتفي بالتميّز من منبته حتى ثماره، نظّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار خلال الأسبوع الماضي احتفاءين متعاقبين، يجمعهما خيط واحد من العطاء، ويربط بينهما حبل ممتد من الجهد والوعي.
في الأول، كان التكريم للطلبة المجيدين؛ أولئك الذين أثبتوا أن الطموح لا يرتقي إلا على سُلَّم الكدّ والمثابرة وأن للتميز جذورًا عميقة تُروى كل يوم بماء الحلم، وتُسقى بانضباط العزيمة وصفاء الإرادة. وفي الثاني، كان الموعد مع تكريم المعلمين المجيدين، الذين لم يكونوا يومًا في خلفية المشهد، بل في عمق كل قصة نجاح طلابية.
ما ميّز هذين الاحتفاءين، هو التكامل الزمني والموضوعي بين تكريم الطالب وتكريم المعلم، حيث لم يكن الفصل بينهما سوى فصل رمزي في تقويم الاحتفاء، أما في المعنى، فهما وجهان لمعادلة واحدة: المعلم يصنع الأثر، والطالب يبرهن عليه. وهذا ما جعل هذه التجربة نموذجًا في إدراك العلاقة الجدلية بين المتعلم والمعلم، وفي بناء ثقافة تقدير مزدوجة تكرّم النجاح وتعترف بصانعيه. إن هذا التكريم المتكامل يؤكد أن تعليمية ظفار لا تنظر إلى التقدير على أنه مجرّد مناسبة سنوية، بل على أنه منهج تربوي يعيد الاعتبار لقيم التعليم وأخلاقيات العطاء، وهي بهذا تزرع في الوجدان التربوي أن المجد لا يُولد وحده، ولا يُنسب إلى طرف دون آخر.
فلم يكن تكريم الطلبة مجرد احتفاء بنتائج تحصيلية، بل كان احتفاءً بمسيرة مضيئة، وبعائلات دعمت، وبمدارس احتضنت، وبمعلمين بذلوا من أرواحهم قبل أوقاتهم، فحين يصعد الطالب منصة التكريم، فإن خلف تلك الخطوة عشرات الخطوات التي قادها معلمٌ عظيم، وإن كان للطالب فضل الاجتهاد، فللمعلم فضل التأسيس والتعزيز والتوجيه. وفي محطة لاحقة، التفتت الأنظار بتقدير عميق إلى من كان السبب الأصيل في إشراقة تلك الوجوه: المعلمون المجيدون. فكان تكريمهم بمثابة إعادة الاعتبار للعنصر الأهم في معادلة التعليم، وللصوت الهادئ الذي يصنع الفرق في كل صباح دراسي، بصبر، ووعي، وإيمان. وقد أبدعت الدكتورة المديرة العامة في كلمتها حين شبّهت المعلم بالألماس، ذلك الجوهـر النادر الذي لا تنال منه سنين الضغط، ولا تُغير جوهره لظى المحن، بل يزداد صلابة وبريقًا كلما اشتدت عليه التجارب، فيظل معدنه النفيس ثابتًا، لا يتغير ولا يفقد بريقه مهما اشتدت عليه الظروف.
إن تكريم الطلبة والمعلمين على حد سواء، وتتابعهما الزمني يكشف عن وعي مؤسسي ناضج، يرى في العملية التعليمية منظومة لا تنفصل، ومجتمعًا تربويًا يتقاسم المجد كما يتقاسم المسؤولية. هي رؤية تؤمن بأن الطالب لا يتفوّق وحده، وأن المعلم لا يُثمر دون بيئة تقدر وتحتضن، فتأتي لحظة التكريم كتجسيد للعدالة التربوية والاعتراف المتبادل والإجلال المستحق لكل جهد صادق.. فما بين الطالب المتفوق والمعلم المجيد، خيطٌ غير مرئي من الجهد والنية الصادقة، من الصبر المشترك والتعب المتوازي، خيطٌ لو تأملناه حقًا، لعرفنا أن المجد لا يولد منفردًا؛ بل يُصنع على هيئة علاقة.
تكريم الطالب والمعلم في سياقين متعاقبين هو مشهد متكامل لا يكتمل أحدهما دون الآخر، وإعلان جماعي بأن الوطن حين يُنصف مجتهديه، لا ينسى صانعوهم، وأن المجد الفردي لا يُثمر إلا حين يُروى في بيئة جماعية واعية، تُحسن زرع البذرة، ورعاية الغرس، وحصاد الثمرة. هو أيضًا رسالة للمجتمع بأسره: أن لا نجاح حقيقي يُبنى على عزل أحد الطرفين، وأن المدرسة، إنما هي عقد شراكة غير مكتوب بين قلبين: قلب الطالب الشغوف، وقلب المعلم النابض بالإيمان برسالته. إننا حين نحتفي بطالب مجيد، فإننا نُعلن ثقتنا في المستقبل، وحين نكرّم معلمًا مجيدًا، فإننا نُعلن وفاءنا للجذور.. وهكذا، تبقى المسيرة مضيئة لا لأن الطريق سهلة، بل لأن في كل محطة نورًا جديدًا، صنعه المعلم بعرقه، وعبره الطالب بخطاه.
وختامًا.. إن ما تقدمه تعليمية ظفار من خلال هذا النهج هو أكثر من احتفال؛ إنه بناء لثقافة تقدير شاملة، تعلّم الأجيال أن المجد مشترك، وأن التفوق لا يُختزل في فرد، بل يُنسب إلى الجماعة؛ فشكرًا لتعليمية ظفار، التي جمعت بين لحظة فخر لطالب، ولحظة وفاء لمعلم، لتثبت أن المجد، حين يُنصِف صُنّاعه ويحتفي بورثته، لا يسطع من جهةٍ واحدة، بل يشرق من كل أفق".