ما هي خطط ترامب ضد إيران عند عودته إلى البيت الأبيض؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تتجه إدارة دونالد ترامب، التي ستبدأ مهامها رسميا في كانون الثاني/ يناير المقبل، إلى العمل على "إفلاس" إيران من خلال خطة جديدة تُسمى "أقصى ضغط"، ضمن هدف الرئيس المنتخب لـ"إجبار إيران التخلي عن برامجها النووية وتمويل الجماعات الوكيلة لها بالمنطقة".
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها إن إدارة ترامب الجديدة ترغب في إحياء سياستها القديمة، حسب أشخاص على معرفة بخطة الإنتقال للإدارة الجديدة، مضيفة أن فريق الخارجية سيحاول زيادة العقوبات على طهران بما فيها صادرات النفط.
ونقلت الصحيفة عن خبير بالأمن القومي على معرفة بخطط فريق انتقال السلطة قوله: "إنه مُصر على إعادة استراتيجية أقصى ضغط بهدف إفلاس إيران في أقرب وقت"، وستكون الخطة تحولا مهما في السياسة الخارجية الأمريكية في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط اضطرابات بسبب أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والرد الإسرائيلي ضد قطاع غزة.
وأوضحت أن "ترامب عبر أثناء حملته الإنتخابية عن رغبته بعقد صفقة مع إيران قئالا: نريد عقد صفقة لأن العواقب عير محتملة وعلينا عقد صفقة، بينما أكد أشخاص على معرفة بتفكير الرئيس المنتخب أن استراتيجية أقصى ضغط تهدف لدفع إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة، على الرغم من اعتقاد الخبراء أن هذا أمر بعيد المنال.
وشن الرئيس المنتخب حملة "أقصى ضغط" في ولايته الأولى بعد التخلي عن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته إيران مع القوى العالمية، وفرض مئات العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وردا على ذلك، كثفت طهران نشاطها النووي وتخصيب اليورانيوم بالقرب من مستوى القدرة على صنع الأسلحة.
وأبقت إدارة جو بايدن على العقوبات سارية المفعول، لكن الخبراء قالوا إنها لم تقم بتطبيقها بشدة، في وقت تضاعفت فيه صادرات النفط الخام الإيرانية أكثر من ثلاثة أضعاف في السنوات الأربع الماضية، من مستوى منخفض بلغ 400 ألف برميل يوميا في عام 2020 إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميا حتى الآن في عام 2024، مع توجه جميع الشحنات تقريبًا إلى الصين، وفقا لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية.
وبحسب أشخاص مطلعين على الخطط، فإن فريق ترامب الانتقالي يعمل على صياغة أوامر تنفيذية يمكن أن يصدرها في أول يوم له في البيت الأبيض لاستهداف طهران، بما في ذلك تشديد وإضافة عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية.
وقال بوب ماكنالي، رئيس شركة الاستشارات رابيدان إنرجي ومستشار الطاقة السابق لإدارة جورج دبليو بوش: "إذا ذهبوا حقا إلى أقصى حد ويمكنهم خفض صادرات النفط الإيرانية إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يوميا".
وأضاف: "إنه مصدرهم الرئيسي للدخل واقتصادهم أكثر هشاشة بالفعل مما كان عليه في ذلك الوقت، إنهم في زاوية أسوأ بكثير من الفترة الأولى، سيكون الوضع سيئا جدا".
وحث مستشارو ترامب الرئيس القادم على التحرك بسرعة بشأن طهران، حيث قال أحد الأشخاص المطلعين على الخطة إن الزعيم الأمريكي الجديد سيوضح "أننا سنتعامل مع فرض العقوبات على إيران بجدية بالغة".
وقد ساعد مايك والتز، مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، في تمرير تشريع أثناء عضويته في مجلس النواب من شأنه أن يفرض عقوبات ثانوية على المشتريات الصينية من النفط الخام الإيراني.
ولم يمر مشروع القانون في مجلس الشيوخ. وقال أشخاص مطلعون على عملية الانتقال إن حملة أقصى ضغط تهدف إلى حرمان إيران من العائدات اللازمة لبناء جيشها أو تمويل مجموعات بالوكالة في المنطقة، ولكن الهدف في نهاية المطاف هو دفع طهران إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها الإقليمية. وتدعم إيران الجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة التي كانت تطلق النار على إسرائيل على مدى العام الماضي. كما تبادلت إسرائيل وإيران الهجمات الصاروخية المباشرة ضد بعضهما البعض.
وقال خبير الأمن القومي المطلع على عملية الانتقال: "نأمل أن يكون ذلك حافزا لحملهم على الموافقة على المفاوضات بحسن نية من شأنها أن تعمل على استقرار العلاقات وحتى تطبيعها يوما ما، لكنني أعتقد أن شروط ترامب لذلك ستكون أكثر صرامة مما يستعد الإيرانيون له". ولم ترد حملة ترامب للتعليق.
ومن بين أعضاء فريق الأمن القومي الذي اختاره ترامب كبار المسؤولين بمن فيهم مرشحه لمنصب وزير الخارجية ماركو روبيو، ووالتز، مستشار الأمن القومي، الذين دافعوا عن نهج متشدد تجاه إيران.
وقال والتز خلال مناسبة أقيمت في تشرين الأول/أكتوبر في المجلس الأطلنطي: "قبل أربع سنوات فقط. كانت عملتهم في حالة تدهور، وكانوا في موقف دفاعي حقا... نحن بحاجة إلى العودة إلى هذا الموقف".
وحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فريق ترامب هذا الأسبوع على عدم محاولة ممارسة أقصى قدر من الضغط مرة أخرى.
وقال عراقجي في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، في إشارة إلى التقدم النووي الإيراني في السنوات التي تلت انسحاب ترامب من الاتفاق: إن "محاولة ممارسة أقصى قدر من الضغط 2.0 لن تؤدي إلا إلى هزيمة قصوى 2.0". وأضاف: "الفكرة الأفضل هي تجربة أقصى قدر من الحكمة - لصالح الجميع".
وقالت الحكومة الإيرانية الجديدة، بقيادة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، إنها تريد إعادة التواصل مع الغرب بشأن المواجهة النووية، في محاولة لتأمين تخفيف العقوبات لتعزيز اقتصاد البلاد المعتل.
وبعد إجراء محادثات مع رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في طهران يوم الخميس، نشر عراقجي على قناة إكس أن طهران مستعدة للتفاوض "على أساس مصلحتنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتصرف، لكنها ليست مستعدة للتفاوض تحت الضغط والترهيب".
وتعلق الصحيفة أنه حتى لو كان الجانبان على استعداد للحديث، فإن فرص التقدم ضئيلة. وقال كريم سجادبور، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "السؤال الكبير هو ما إذا كان آية الله خامنئي على استعداد لإبرام صفقة نووية وإقليمية مع الرجل الذي قتل قاسم سليماني". وأضاف: "من الصعب تصور صفقة نووية أو إقليمية يمكن أن تكون مقبولة لكل من رئيس وزراء إسرائيل والمرشد الأعلى لإيران".
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين السابقين بمن فيهم ترامب واجهوا، تهديدات متزايدة من إيران منذ أمر ترامب باغتيال القائد الإيراني الأعلى قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير 2020.
ووجهت وزارة العدل الأمريكية في الأسبوع الماضي اتهامات إلى حكومة إيران باستئجار رجل لبدء مؤامرات لاغتيال أعداء النظام المفترضين، بمن فيهم ترامب. ونفت إيران تورطها في أي مؤامرة لقتل ترامب.
كما وأثار تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" أن إيلون ماسك التقى بسفير إيران لدى الأمم المتحدة هذا الأسبوع لمناقشة نزع فتيل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران وتوقعات بأن ترامب قد يتطلع إلى عقد صفقة مع طهران. ورفضت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة التعليق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب إيران الولايات المتحدة إيران الولايات المتحدة البرنامج النووي ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صادرات النفط الأمن القومی
إقرأ أيضاً:
عشاء البيت الأبيض: نتنياهو يرشّح ترامب لنوبل.. وملفات غزة وإيران تتصدّر اللقاء
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبة حماس بالتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة، مستبعداً في الوقت نفسه أي ضربة جديدة لإيران، فيما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاؤله بسلام أوسع في الشرق الأوسط. اعلان
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن حركة حماس أبدت استعدادها للتفاوض والتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، في وقت عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تفاؤله بإمكانية تحقيق "سلام إقليمي شامل".
وجاءت تصريحات ترامب خلال مأدبة عشاء خاصة أقيمت في البيت الأبيض على شرف نتنياهو، حيث قال إن "الأمور تسير على ما يرام"، معتبراً أن لا وجود لعراقيل أمام التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس.
ورداً على سؤال حول إمكانية تطبيق حل الدولتين في الشرق الأوسط، اكتفى ترامب بالقول "لا أعرف"، محيلاً الجواب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.
من جهته، أوضح نتنياهو أن "الفلسطينيين يمكنهم حكم أنفسهم، لكن ليس على حساب أمن إسرائيل"، مضيفاً أن من يرغب من سكان قطاع غزة في المغادرة يمكنه ذلك، ومن يريد البقاء فله ذلك أيضاً. وتابع بالقول: "السلام الإقليمي ممكن، ويشمل جميع جيراننا".
وفي سياق متصل، كشف نتنياهو عن لقائه مع وزير الخارجية ماركو روبيو، مشيراً إلى أنه أجرى معه محادثات "بالغة الأهمية" لتعزيز التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأعرب عن امتنانه لقيادة ترامب، قائلاً إن "الإسرائيليين معجبون بدور الرئيس الأميركي في قيادة العالم الحر"، معتبراً أن "فِرقنا المشتركة تشكل فريقاً رائعاً، وترامب يرسم معالم السلام في المنطقة".
ترامب يستبعد ضربة جديدة لإيرانوفي الملف الإيراني، استبعد الرئيس الأميركي توجيه ضربة جديدة لطهران، مشيراً إلى أن اجتماعاً مرتقباً سيُعقد معها قريباً. وقال ترامب خلال العشاء ذاته إنه يأمل أن تكون الحرب مع إيران قد انتهت، وأن القيادة الإيرانية ترغب بالتوصل إلى اتفاق سلام.
وأضاف: "لا أتخيل أنني سأضطر إلى توجيه ضربة أخرى، لأن هناك رغبة حقيقية في الحل"، مشدداً على أن الحوار مع الإيرانيين سيُعقد "قريباً جداً"، وربما خلال الأسبوع المقبل، وفق ما أكده مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
كما أشار ترامب إلى أن رفع العقوبات الأميركية عن إيران سيتم "في الوقت المناسب"، على حد تعبيره، مؤكداً أن الخطوات الأخيرة لتخفيف العقوبات على سوريا تمثل فرصة لدمشق للمضي قدماً، آملاً أن تحذو إيران حذوها.
من جانبه، اعتبر نتنياهو أن التحالف بين واشنطن وتل أبيب أسهم في "استئصال تهديدين استراتيجيين هما البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية الإيرانية".
Relatedمبعوث ترامب يشيد بالرد اللبناني على الورقة الاميركية.. فرصة لتحقيق السلام والازدهارالبيت الأبيض: إنهاء الحرب في غزة أولوية قصوى لترامب ملوحاً بـ "اتفاق وشيك".. ترامب يُعلّق على ردّ حماس بشأن مقترح غزة نتنياهو يرشّح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلاموفي خطوة لافتة، أعلن نتنياهو أنه رشّح الرئيس ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، وسلمه خلال اللقاء نسخة عن رسالة الترشيح التي وجهها إلى اللجنة المعنية بالجائزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ترامب "يصنع السلام في هذه الأثناء، دولة تلو الأخرى، ومنطقة بعد أخرى".
وكان الرئيس الأمريكي قد تلقى في السابق ترشيحات متعددة من مؤيدين ومشرعين مقربين له، دون أن يحظى بالجائزة، وهو ما عبّر عن انزعاجه منه مراراً. وسبق له أن انتقد لجنة نوبل النرويجية لتجاهل ما وصفها بجهوده في حل النزاعات بين الهند وباكستان، وصربيا وكوسوفو.
كما نسب لنفسه الفضل في "حفظ السلام" بين مصر وإثيوبيا، إضافة إلى رعاية الاتفاقيات الإبراهيمية التي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
يُذكر أن ترامب خاض حملته الانتخابية الأخيرة بصفته "صانع سلام"، متعهداً باستخدام مهاراته التفاوضية لإنهاء الحروب، لا سيما في أوكرانيا وقطاع غزة. إلا أن النزاعين لا يزالان مشتعليْن رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على عودته إلى البيت الأبيض.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة