قاض سابق يدعو إلى الطعن الدستوري في قانون "المسطرة المدنية" استنادا إلى نظرية معدومية القرارات الإدارية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
دعا جعفر حسون رئيس محكمة إدارية سابق إلى إمكانية الطعن الدستوري في مشروع قانون المسطرة المدنية، من خلال ما سماه « طلب فحص دستورية قانون »كطريق ثالث غير طريق الإحالة المعروفة إجرائيا من السلطات المخول لها ذلك دستوريا، أو الدفع بعدم الدستورية الذي يثار بمناسبة منازعة قضائية، والذي لا يزال أيضا يراوح مكانه.
وكتب في مقال نشره « اليوم 24″، انه استند في هذا الطرح، على ما يعرف في فقه القضاء الإداري بنظرية معدومية أو انعدام القرارات الإدارية: و مفادها أن أي قرار إداري يكون مشوبا بعيب المخالفة الجسيمة للقانون، يجعله، ليس فقط قابلا للإلغاء عن يطرق الطعن العادي بسبب تجاوز السلطة، بل يوصف فقهيا وقضائيا بأنه قرار معدوم ومنعدم الأثر، وكأن لم يكن، و لا يحتاج الأمر إلا إلى إعلان هذا الوصف بحكم معلن غير منشئ. اعتبارا لخطر استمرار تداول هذا النوع من القرارات في المجال القانوني.
وحسب القاضي السابق حسون « تميل نظرية الإنعدام، أو معدومية القرار، والتي تظهر في الحقيقة كجزاء يتم توقيعه على إدارة لتذكيرها بسيادة القانون، إلى التخفيف، بل والتحلل ما أمكن من الإجراءات الشكلية و المسطرية، بل وحتى من قواعد الأختصاص أحيانا، إذ يمكن لغير القاضي الإداري معاينة هذا الإنعدام وترتيب آثاره، كل ذلك وصولا إلى سحب هذا النوع من القرارات من التداول حتى لا تبقى واقعا قانونيا يهدد حقوق ومصالح الأفراد.. »
وقال « إذ نستعير هذه النظرية الفقهية الوجيهة من الفقه القضائي الإداري، (والتي تعيد بدوره صياغة نظرية البطلان المطلق والبطلان النسبي، أوقابلية الإبطال المشهورة في القضاء المدني) معتقدين اعتقادا جازما أنها قابلة تماما كنظرية عامة للإعمال أمام القضاء الدستوري، بل هي في هذا المجال أكثر جدوى و ضرورة، بحيث لا يسع المحكمة الدستورية أن تتمترس خلف شكليات الإحالة الدستورية لفسح المجال لنصوص تشريعية تنتهك حرمة الدستور.
وكتب ايضا « في ظني أن خروج هذا المشروع (المسطرة المدنية ) إلى التداول، بكل هذا العوار، والإنحراف الجسيم، حتى عن فلسفة التشريع الذي لا ينبغي أن يشرع إلا لحماية الحقوق وتنظيمها، وليس لتقييدها أوإعدامها، لهو أعظم خطرا من مجرد قرار إداري محدود المدى و الأثر القانوني.
واضاف « يجد هذا الطرح أيضا سنده الدستوري في صريح منطوق المادة السادسة من الدستور التي تجعل دستورية القوانين وتراتبيتها قاعدة دستورية أصلية، وركزوا من فضلكم على مصطلح وتراتبيتها، أي تراتبيتها من حيث إلزامية خضوع وموافقة القواعد الأدنى للأعلى، وعلى رأس هرمها القواعد الدستورية فيما يعرف في الفقه الدستوري بسلم كلسن Kelsen نسبة إلى الفقيه الألماني H . KELSEN وينبني عليه أن انعدام القاعدة القانونية المخالفة للدستور، وأن انفلاتها من الرقابة الدستورية بسبب عدم إحالتها ممن له الحق لا يكسبها بالفعل صبغة دستورية مهما طال تداولها قانونا.
وحسب حسون فإنه إذا كان المؤسس (Le constituant واضع الدستور، وليس المشرع كما يسميه البعض) قد فتح للمواطن العادي بابا موسعا لتقييم السياسات العمومية عن طريق عرائض ( المادة 12 ) بل وحتى المشاركة في العملية التشريعية من خلال الملتمسات ( المادة 15 ) فإن إغلاق باب المحكمة الدستورية أمام طلبات فحص دستورية نصوص تنتهك انتهاكا صريحا أحكام الدستور وحقوق وحريات الأفراد، سيكون منافيا تماما لمقصد وغاية وجود محكمة دستورية متعلقة بشكليات الإحالة التقليدية، بل ولوجود الدستور أصلا..
ومن خلال هذا الطلب بفحص الدستورية، يكون المحامون من خلال هيئاتهم المهنية، قد مارسوا إجراء من إجراءات التقاضي هو من صميم مهمتهم ومهنتهم الأصلية في خلق وإبداع مساطر قانونية والتأصيل لأسسها فقها وقضاء، ووضعوا المحكمة الدستورية وحكمائها أمام مسؤوليتهم الدستورية والتاريخية، قبل التفكير في التوجه إلى التحكيم الملكي كملاذ أخير..
لقراءة المقال كاملا: https://alyaoum24.com/1930423.html
كلمات دلالية جعفر حسون طعن دستورية القوانين قانون المسطرة المدنيةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: قانون المسطرة المدنية المسطرة المدنیة من خلال
إقرأ أيضاً:
‘نائب البرهان: سكان مدينة كادوقلي يأكلون أوراق الشجر .. مالك عقار يدعو لتعديل القوانين لضمان حرية الصحافة
بورتسودان: الشرق الأوسط: أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار اقتراب الجيش من فتح الطريق البري إلى مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، وأنه أصبح على بُعد أمتار من المدينة، بعد الانتصارات التي حققها الجيش في إقليم كردفان، وأهمها السيطرة على مدينة الدبيبات التابعة لولاية جنوب كردفان. وأضاف عقار أن مواطني كادوقلي «يعيشون أوضاعاً حرجة جداً جعلتهم يأكلون أوراق الأشجار».
وقال عقار، لدى مخاطبته ورشة مناقشة مقترحات تعديل قانون الصحافة والمطبوعات المنعقدة في بورتسودان، إن كادوقلي تعرضت خلال الفترة الماضية لظروف قاسية، وإنها وقعت بين نيران «قوات الدعم السريع» وقوات «الحركة الشعبية - جناح الحلو». وأكد عقار أن الطريق إلى مدينة كادوقلي «سيتم فتحه، وأن الإغاثة ستصل قريباً للمحتاجين للتخفيف عنهم».
واسترد الجيش مدينة الدبيبات التي تقع شمال ولاية جنوب كردفان من قبضة «قوات الدعم السريع»، ما يمهد لفتح الطريق البري الرابط بين مدينتي الدبيبات والدلنج، ومن ثم عاصمة الولاية كادوقلي.
الإعلام ليس ترفاً سياسياً
من جهة أخرى، اعتبر عقار حرية الصحافة ضمانة للدولة ولاستقرارها وازدهارها، ونفى أن تكون الصحافة الحرة تهديداً للدولة، وتعهد باسم مجلس السيادة بدعم «أي جهد وطني صادق من أجل صياغة قانون حديث للصحافة والمطبوعات، يضع السودان في مصاف الدول التي تحترم الكلمة الحرة». وأضاف: «الإعلام ركيزة من ركائز البناء الديمقراطي، وشريك لا غنى عنه في ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، فالإعلام الحر المسؤول ليس ترفاً سياسياً، بل هو شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة وحماية الحقوق وتعزيز المشاركة المجتمعية الواعية ومواجهة خطاب الكراهية والجهوية».
يذكر أن نقابة الصحافيين السودانيين وثقت 556 انتهاكاً ضد الإعلاميين منذ بداية الحرب في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بينما اضطر أكثر من 500 إعلامي إلى اللجوء خارج البلاد، فضلاً عن فقدان نحو 1000 منهم وظائفهم.
وقال عقار إنه رغم التمرد والحرب «ما زالت بلادنا تخطو نحو آفاق جديدة من الاستقرار، وتبدأ رحلة البحث عن الديمقراطية. وهذه المرحلة تفرض علينا، كدولة ومؤسسات وشعب، أن نعيد النظر في الأطر القانونية التي تنظم الفضاء العام، وفي مقدمتها قانون الصحافة». ووصف عقار قانون الصحافة والمطبوعات لعام 2009 المعمول به حالياً، بأنه «يحتوي على نصوص فضفاضة تتيح إيقاف الصحف ومحاسبة الصحافيين، بناءً على مفاهيم غير دقيقة، مثل مفهوم الإخلال بالأمن القومي أو الإضرار بالمصلحة العامة دون تعريف واضح. وتجب معالجة ذلك خلال التشريعات المقبلة».
وأشار نائب رئيس المجلس السيادة إلى ما سمّاه «تداخل الأدوار بين الأجهزة الرقابية، مثل المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وجهات أمنية وتنفيذية أخرى»، واعتبر ذلك إضعافاً لمبدأ استقلالية الصحافة، وتعريضاً للمؤسسات الإعلامية لضغوط غير مهنية.