يواجه الأفراد يومياً ضغوطًا مستمرة و متنوعة ما بين الضغوط العملية، والضغوط الشخصية، ممّا قد يتحول هذا إلى مشكلة ومعضلة كبيرة، ولكن ماذا لو تعقَّدت أولويات حياتنا، ومهماتنا، وفقدنا السيطرة تماماً على
الإمساك بزمام الأمور؟ وفقدنا القدرة على التعامل الصحي، وفقدنا طرق التعامل الحقيقية مع كثرة المعلومات التي نراها، ونستمع اليها في كيفية معالجة هذه التحدِّيات؟
تتجلّى اللامبالاة الصحيحة في قدرتنا على تحديد الأولويات.
علاوة على ذلك، يساعدنا الاختيار الواعي في تقّليل الضغوط النفسية. عندما نتعلم كيف نتجاهل الأمور السلبية، أو غير المهمة، نخفِّف من العبء النفسي الذي نحمله. هذا لايعني أننا نتجاهل المسؤوليات، أو المشاعر، بل يعني أننا نختار كيف نتفاعل مع المواقف. ومن خلال اللامبالاة، يمكننا الحفاظ على صحتنا النفسية، وتعزيز شعورنا بالسلام الداخلي.
يتطلب الاختيار الواعي، شجاعةً، و إدراكاً ذاتيًا. فهو لا يتمثل في الهروب من الواقع، بل هو عملية واعية، تتطلب منا التفكير في ما نريد أن نركِّز عليه. من خلال التأمل والتفكير العميق، يمكننا تحديد القيّم والأهداف التي تهمنا، ممّا يساعدنا على اتخاذ قرارات أكثر حكمة في حياتنا اليومية.
يعدّ الاختيار الواعي، إحدى الأدوات القوية لتحقيق التوازن، والراحة النفسية. ويتم ذلك بالتركيز على ما يستحق اهتمامنا، وتجاهل كل ما لا يضيف لنا قيمة حقيقية، يمكننا من خلالها تحسين نوعية حياتنا.
دعونا نتبنَّى هذه الفلسفة، ونتعلَّم كيف نعيش حياة أكثر هدوءً ووعيًا، حيث نكون أسياد اختياراتنا الصحية، و الصحيحة.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ما هي القنابل الارتجاجية التي قصف بها الاحتلال الضاحية الجنوبية؟
أثار قصف جيش الاحتلال، لمواقع في الضاحية الجنوبية من بيروت مساء أمس، بواسطة قنابل ارتجاجية خارقة للتحصينات، بزعم تدمير منشآت تحت الأرض لحزب الله، مخاوف من تأثيراتها على المباني.
هذه القنابل، المعروفة عسكريا باسم "المطرقة"، تعد من أخطر الأسلحة التي تستخدم ضد المخابئ والمنشآت العسكرية تحت الأرض.
وتحدث القنابل الأمريكية الصنع، هزات أرضية عنيفة نتيجة انفجارها في عمق الأرض بعد أن تخترق الطبقات الصخرية والمسلحة لعشرات الأمتار.
وغالبا ما يشعر السكان بهذه الهزات في محيط المناطق المستهدفة، وقد تمتد تأثيراتها إلى مناطق بعيدة نسبيا، نظرا لشدة العصف والاهتزاز.
وتعتمد القنابل الارتجاجية على تقنيات توجيه دقيقة، أبرزها التوجيه بالليزر، وتصنع بأوزان مختلفة تبدأ من طن واحد، مع عمق يصل إلى 9 كيلومترات. ويبلغ طول الصاروخ الواحد نحو 7.5 أمتار، وقد بدأ إنتاج هذا النوع من الذخائر في تسعينيات القرن الماضي، ضمن خطط تطوير أسلحة مخصصة لحروب الأنفاق والتحصينات العميقة.
وفي السياق نفسه، كشف موقع "إنتيلي تايمز" الأمني الإسرائيلي أن الغارة التي استهدفت منطقة البسطة الفوقا قبل أشهر استخدمت فيها قنابل من طراز MK-84، وهي من أثقل وأشد الأسلحة التفجيرية في سلاح جو الاحتلال.
وتزن القنبلة الواحدة حوالي 2000 رطل (نحو 900 كغم)، وتحوي 400 كغم من المواد المتفجرة، ما يعادل 45 بالمئة من وزنها الإجمالي، وتتمتع بقدرة تدميرية هائلة قادرة على سحق التحصينات الخرسانية وضرب الأهداف بدقة عالية.
ويشار إلى أن قنابل MK-84 ظهرت لأول مرة خلال حرب فيتنام، ولاحقا استخدمها في عمليات متعددة في قطاع غزة، حيث عثر على بقايا منها في مواقع الغارات الجوية، بحسب فرق هندسة المتفجرات.
ومع تصاعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، يتخوف اللبنانيون من عودة سيناريو القصف العنيف على الضاحية الجنوبية، لا سيما في ظل الاتهامات الموجهة لحزب الله باستخدام مناطق سكنية لتخزين أو تشغيل وحدات عسكرية تحت الأرض، ما يزيد من المخاطر على المدنيين في حال تطور الوضع إلى مواجهة واسعة.
وفي ظل هذا التوتر، يبقى المشهد مفتوحا على احتمالات التصعيد، وسط تحذيرات من أن استخدام القنابل الارتجاجية في مناطق مأهولة قد يفتح الباب أمام تصعيد إقليمي واسع النطاق، لا سيما مع التداخل الجغرافي والسياسي بين الجبهات اللبنانية والسورية والفلسطينية.