سواليف:
2025-06-04@04:16:05 GMT

أ.د بني سلامة للعرموطي .. لم تخسروا شيئا

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

#سواليف

بعث الأستاذ الدكتور #محمد_تركي_بني_سلامة ، أستاذ العلوم السياسية المرموق في جامعة اليرموك والخبير الدولي بدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان ، رسالة الى النائب #صالح_عبدالكريم_العرموطي ، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم النائب الفاضل صالح العرموطي،

مقالات ذات صلة قرارات مجلس الوزراء / تفاصيل 2024/11/19

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بقلوب مليئة بالاعتزاز والتقدير، أبعث إليكم هذه الرسالة لأهنئكم على الثقة المتجددة التي منحها لكم أبناء الوطن اليوم، تلك الثقة التي تعكس مكانتكم العالية في قلوب الأردنيين، رغم خسارة موقع رئاسة مجلس النواب.

فأنتم لم تخسروا شيئًا، بل كسبتم محبة الشعب وإجلالهم لمواقفكم النبيلة وصوتكم الوطني الحر.

لقد أثبتم، كما عهدناكم دائمًا، أنكم رجل دولة حقيقي وقامة وطنية عظيمة، لا تسعى وراء المناصب أو الألقاب، بل تعمل بلا كلل لخدمة الأردن وشعبه. إن الخسارة في موقع هنا أو هناك لا تقلل من قيمتكم أو مكانتكم، بل تزيد من رصيدكم الوطني الذي أضحى جزءًا من إرث هذا الوطن.

أنتم اليوم رمزٌ من رموز الوطنية الصادقة التي تجمع بين الحكمة والمسؤولية، وقد أثبتم أن العمل العام هو رسالة سامية لا تحدها المناصب ولا تقف عند حدودها. لقد كنتم ولا زلتم صوت الشعب وضميره الحي، المدافع عن حقوقه وطموحاته بكل شجاعة وإخلاص، وها هي قلوب الأردنيين تعلن اليوم تجديد البيعة لكم بفضل مواقفكم المشرّفة التي لا تقبل المساومة.

نحن فخورون بكم وبنهجكم الذي يمثل القدوة لكل من يؤمن بالعمل الوطني النبيل، فأنتم لم تخسروا معركةً، بل ربحتم احترام شعبكم وحبهم، وهو أعظم انتصار يمكن أن يناله قائد في خدمة وطنه.

أسأل الله أن يوفقكم ويعينكم على مواصلة مسيرتكم المشرفة، وأن يحفظ الأردن.

واثقون أنكم ستظلون كما عهدناكم دائمًا، رمزًا للوطنية والعمل المخلص الذي يعزز استقرار الأردن ومستقبله.

مع أصدق التهاني وأطيب الأمنيات بالتوفيق والنجاح الدائم.

أخوكم المحب،
ا د محمد تركي بني سلامة

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف محمد تركي بني سلامة

إقرأ أيضاً:

من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا

صراحة نيوز ـ بقلم: جمعة الشوابكة

في العاشر من حزيران من كل عام، لا يمرّ اليوم على الأردنيين مرور الكرام، بل ينبض التاريخ في وجدانهم من جديد. إنه اليوم الذي تختصر فيه الأمة مسيرتها المجيدة بين سطرين خالدين: الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي عام 1916، ويوم الجيش العربي الأردني، حين توحّدت البندقية بالراية، والعقيدة بالوطن.

لم تكن الرصاصة الأولى التي انطلقت من شرفة قصر الشريف في مكة مجرد إعلان تمرّد على الحكم العثماني، بل كانت البيان التأسيسي للسيادة العربية الحديثة، وبداية مشروع تحرر قومي لا يعترف بالتبعية، ولا يرضى بأقل من الكرامة. قاد الشريف الحسين بن علي هذا المشروع بوعي تاريخي عميق، وسلّمه لابنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين آنذاك، الذي جاء إلى شرقي الأردن مؤمنًا بأن الثورة لا تكتمل إلا ببناء الدولة، وأن الدولة لا تنهض إلا بجيش عقائدي يحمل راية الأمة ويحميها. وهكذا، وُلد الجيش العربي، من رحم الثورة، ومن لبّ الحلم القومي، لا تابعًا ولا مستوردًا، بل متجذرًا في الأرض والهوية.

كان الجيش العربي الأردني منذ تأسيسه أكثر من مجرد تشكيل عسكري، كان المؤسسة التي اختزلت روح الوطن. شارك في معارك الشرف على ثرى فلسطين، في باب الواد والقدس واللطرون، ووقف سدًا منيعًا في وجه الأطماع والعدوان، حتى جاءت اللحظة المفصلية في معركة الكرامة عام 1968، حين وقف الجندي الأردني بصلابة الرجولة خلف متاريس الكرامة، وردّ العدوان، وسطّر أول نصر عربي بعد نكسة حزيران، بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ليُثبت أن الكرامة لا تُستعاد بالخطب، بل تُنتزع بالدم. لقد كان هذا النصر عنوانًا حيًا للعقيدة القتالية الأردنية، القائمة على الانضباط، والولاء، والثبات، وفهم عميق للمعركة بين هويةٍ تُدافع، وقوةٍ تُهاجم.

وفي قلب هذه المسيرة، وقف الشهداء، الذين قدّموا دماءهم الزكية ليظل هذا الوطن حرًا شامخًا. شهداء الجيش العربي الأردني لم يكتبوا أسماءهم بالحبر، بل خلدوها بالدم، في فلسطين، والجولان، والكرامة، وفي كل ميدان شريف رفرف فيه العلم الأردني. لم يكونوا أرقامًا في تقارير، بل رسل مجدٍ وخلود، يعلّموننا أن السيادة لا تُمنح، بل تُحمى، وأن كل راية تُرفع، تحمل في طياتها روح شهيد.

ومن بين هؤلاء، كان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – أول القادة الذين ارتدوا البزة العسكرية بإيمان وافتخار. تخرّج من الكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست، وخدم جنديًا في صفوف جيشه، ووقف معهم في الخنادق، لا على المنصات. كان القائد الجندي، الذي يرى في الجيش رمزًا للسيادة، وركنًا من أركان الدولة، وظل يقول باعتزاز: “إنني أفخر بأنني خدمت في الجيش العربي… الجيش الذي لم يبدل تبديلا.” فارتقى بالجيش إلى مصاف الجيوش الحديثة، عقيدةً وعتادًا، قيادةً وانضباطًا، ليبقى المؤسسة التي لا تتبدل ولا تساوم.

واليوم، يواصل المسيرة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – الملك الممكِّن والمعزّز – الذي تربّى في صفوف الجيش، وتخرّج من الميدان قبل أن يعتلي عرش البلاد. يرى جلالته في الجيش العربي الأردني شريكًا استراتيجيًا في بناء الدولة، لا مجرد مؤسسة تنفيذية. ولهذا، شهدت القوات المسلحة في عهده قفزة نوعية في الجاهزية القتالية، والتحديث، والتسليح، والتعليم العسكري، حتى أصبح الجيش الأردني عنوانًا للانضباط والسيادة الإقليمية والإنسانية، وصوت العقل في زمن الفوضى.

ويأتي تزامن يوم الجيش مع ذكرى الثورة العربية الكبرى تتويجًا لهذه المسيرة، ليس كمجرد مصادفة تاريخية، بل كتجسيد حي لوحدة الرسالة، واستمرارية المشروع الهاشمي، من الشريف الحسين بن علي، إلى الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى الملك الباني الحسين بن طلال، إلى جلالة الملك الممكِّن والمعزّز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. فهذه ليست محطات منفصلة، بل خط سيادي واحد، يبدأ بالتحرر، ويُترجم بالجيش، ويُصان بالسيادة. لقد بقي الجيش العربي منذ نشأته على العهد، حاميًا للوطن، وحارسًا للهوية، ودرعًا للشرعية، لا يُبدّل قسمه، ولا يخون ميثاقه.

في العاشر من حزيران، لا نحتفل فقط، بل نُجدد القسم: أن هذا الوطن لا يُمس، وأن هذه الراية لا تُنكّس، وأن هذا الجيش لا يُكسر. من مكة إلى الكرامة، الرصاصة أصبحت جيشًا، والجيش أصبح عقيدة، والعقيدة أصبحت وطنًا لا يُساوم على كرامته، ولا يُفرّط بذرة من ترابه.

مقالات مشابهة

  • 9 سنوات على رحيل محمد على كلاي.. الصوت الذي هز الحلبة والعالم
  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع
  • رئيس الوزراء الإنتقالي: سنركز على الاستشفاء الوطني الشامل والحوار (السوداني- السوداني) الذي لا يستثني أحد
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • في اليوم الذي يسمونه يوم القدس
  • سبب مرض كتف الأبوة النادر الذي يعاني منه ولي عهد الأردن
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • جبهة النضال الوطني الليبي ترحب ببيان دول الجوار الداعي لتوحيد الصف وإنهاء الانقسام