ختام قمة العشرين.. من «ريو» إلى «باكو»: مليارات الدولارات غير كافية
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
اجتمع اليوم قادة مجموعة العشرين في اليوم الثاني والأخير من قمتهم في ريو دي جانيرو التي أعطت زخما محدودا لمفاوضات مناخية متعثرة في باكو وسادها انقسام في المواقف بشأن الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وخيم عليها طيف دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض.
ففي اليوم الأول من القمة، حقق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إنجازا بإلحاق 82 بلدا في ائتلاف عالمي لمكافحة الجوع والفقر تم إطلاقه في هذه المناسبة.
وحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن ممثلا بلده في القمة لكن بإطلالة خافتة طغت عليها ظل ترامب العائد إلى سدة الرئاسة الأمريكية في يناير المقبل، حتى إن بايدن فوت عليه الصورة الجماعية للقادة أمس الأول إثر قدومه متأخرا لها مع رئيس الوزراء الكندي ورئيسة الوزراء الإيطالية.
وفي بيان مشترك صدر في ساعة متأخرة من صباح اليوم، لم يأت القادة بأي خرق كبير لتحريك المفاوضات الراكدة في باكو بشأن حلول لمكافحة التغير المناخي ومساعدة الدول النامية. لكنهم أرسلوا مؤشرا إيجابيا باتجاه الدول النامية في باكو، معتبرين أن "آلاف المليارات" وليس مليارات هي ضرورية لمساعدتها في مواجهة احترار الكوكب.
ولا شك في أن العودة الوشيكة لترامب إلى البيت الأبيض كانت في كل الأذهان خلال قمة مجموعة العشرين، على خلفية مسائل التغير المناخي والتصعيد في أوكرانيا والضغوطات الاقتصادية التي تتسبب بانعدام الأمن السياسي في بعض الديموقراطيات.
وحذر الرئيس الصيني شي جين بينج من أن العالم يواجه مرحلة جديدة من "الاضطراب"، مشددا على ضرورة "تجنب التصعيد في الحروب وتأجيج النيران". واعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن العالم بات في وضع حرج.
وحل الشرق الأوسط حيث تشن إسرائيل حربا على غزة وفي لبنان بندا على جدول أعمال القمة التي دعت إلى وقف "شامل" لإطلاق النار.
وسعى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى توجيه دفة المناقشات حول المسائل الاجتماعية في صلب نهجه اليساري ونجح في حشد دعم القادة لمقترح يقضي بفرض مزيد من الضرائب على أكبر الأثرياء.
علي صعيد آخر، أوقف أربعة جنود برازيليين كانوا يتولون تأمين قمة ريو على خلفية شبهات بتخطيطهم لاغتيال لولا بعد انتخابه في أواخر 2022. وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس إنه يشتبه في أن العسكريين دبروا مشروع "انقلاب" يتضمن اغتيال دا سيلفا في 15 كانون ديسمبر 2022 و"أوقفوا في ريو حيث كانوا يشاركون في مهمة تأمين قمة مجموعة العشرين"، فضلا عن توقيف شرطي في السياق عينه.
من جانبهم، رحب المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب29) بالمؤشرات الإيجابية الصادرة عن بيان مجموعة العشرين بشأن تمويل الحلول المناخية للبلدان النامية، لكنهم شددوا على أن الشق الأصعب من المهمة ينبغي إنجازه في باكو.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی باکو
إقرأ أيضاً:
ملايين الأوروبيين بلا تدفئة كافية.. أين يبلغ فقر الطاقة أسوأ مستوياته؟
ارتفعت نسبة الأشخاص في الاتحاد الأوروبي غير القادرين على تدفئة منازلهم بشكل كافٍ منذ أزمة الطاقة التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا.
السكن حق اجتماعي، ومع ذلك يُضطر عشرات الملايين من الأوروبيين إلى العيش في منازل باردة.
وفقًا ليوروستات، فإن أكثر من 41 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي غير قادرين على تحمل كلفة إبقاء مساكنهم دافئة بما يكفي، أي ما يعادل 9.2% من السكان. ويعيش نحو ثلثي من يعانون من "فقر الطاقة" في اقتصادات الاتحاد الأربع الكبرى.
ورغم أن العيش في منزل بارد قد يكون مرهقًا نفسيًا، فإنه يحمل أيضًا مخاطر صحية جسدية خطيرة. تُظهر الدراسات أن البيئات الباردة تزيد خطر السكتات الدماغية والعدوى التنفسية، فضلًا عن الحوادث المرتبطة بتراجع البراعة الحركية.
تتفاوت معدلات فقر الطاقة بشكل واسع بين بلد وآخر. وقد لا تبدو النسب لافتة للوهلة الأولى، لكن عند تحويلها إلى أعداد الأشخاص المتضررين تتضح جسامة المشكلة.
باستخدام بيانات السكان اعتبارًا من الأول من يناير 2024، حسبت "يورونيوز للأعمال" عدد الأشخاص المتأثرين بهذا الشكل من الفقر.
في الاتحاد الأوروبي، تتراوح نسبة غير القادرين على تدفئة منازلهم بين 2.7% في فنلندا و19% في بلغاريا واليونان.
وعند شمول دول مرشحة للانضمام إلى الاتحاد ورابطة التجارة الحرة الأوروبية (EFTA)، تمتد النسبة من 0.7% في سويسرا إلى 33.8% في ألبانيا. كما تُعد مقدونيا الشمالية أيضًا استثناءً بنسبة 30.7%.
هذه النسبة تتجاوز عشرة بالمئة في ليتوانيا وإسبانيا والبرتغال وتركيا وقبرص والجبل الأسود وفرنسا ورومانيا.
وتقل هذه الحصة عن متوسط الاتحاد الأوروبي في إيطاليا وألمانيا. ولا يمكن مقارنة المملكة المتحدة على نحو كامل، إذ إن أحدث بياناتها تعود إلى 2018، رغم أن المعدل كان خمسة بالمئة.
تركيا وإسبانيا وفرنسا في الصدارةمن بين 36 بلدًا، تسجل تركيا أعلى عدد من المتأثرين بفقر الطاقة. ورغم تحسن المعدل في السنوات الأخيرة، لم يتمكن 12.9 مليون شخص من إبقاء منازلهم دافئة في 2024.
وحتى النصف الأول من 2025، سجّلت تركيا ثاني أرخص أسعار للغاز الطبيعي سواء مقومة باليورو أو وفق معايير القوة الشرائية (PPS)، بحسب يوروستات. أما الكهرباء، فأسعارها في تركيا هي الأرخص باليورو وثالث أرخص الأسعار وفق معايير القوة الشرائية.
خلاصة القول، أنه رغم انخفاض تكاليف الطاقة، لا يزال جزء كبير من سكان تركيا يعاني فقر الطاقة.
وفي إسبانيا، بلغ عدد غير القادرين على تدفئة منازلهم 8.5 مليون شخص، فيما وصل الإجمالي إلى 8.1 مليون في فرنسا. ويسجل الرقم 5.3 مليون في ألمانيا و5.1 مليون في إيطاليا.
ما العوامل التي تغذي فقر الطاقة؟بحسب المفوضية الأوروبية، يحدث فقر الطاقة عندما تضطر أسرة إلى خفض استهلاكها للطاقة إلى حد يؤثر سلبًا في صحة السكان ورفاههم.
ويقوده أساسًا ثلاثة أسباب جذرية: ارتفاع نسبة الإنفاق الأسري الموجه للطاقة، انخفاض الدخل، وضعف الأداء الطاقي للمباني والأجهزة.
قالت المفوضية: "أزمة كوفيد-19، وما تبعها من قفزة في أسعار الطاقة والغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، فاقما وضعًا كان صعبًا أصلًا بالنسبة لكثير من مواطني الاتحاد الأوروبي".
وقد تراجعت نسبة غير القادرين على تدفئة منازلهم تدريجيًا منذ 2011، وبلغت أدنى مستوياتها في 2019 و2021 قبل أن ترتفع مجددًا. وشهد العام الماضي تراجعًا آخر.
وبحسب المفوضية، فإن هذا الاتجاه الإيجابي نتاج مجموعة عوامل؛ إذ يشير المسؤولون إلى انخفاض أسعار التجزئة للغاز والكهرباء، وتطبيق تدابير كفاءة الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن تعاظم فهم فقر الطاقة والفئات المتأثرة.
وتستعرض مادة حديثة لـ"يورونيوز للأعمال" أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي في أنحاء أوروبا. وهي تُظهر الدول الأغلى والأرخص سواء مقومة باليورو أو وفق معايير القوة الشرائية (PPS).
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة