الطواف في رحاب الميثولوجيا الشعبية
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
كان اختيار المنتج معتز عبد الوهاب لرواية جنازة البيض الحار لتحويلها لعمل سينمائي وهي رواية للكاتب والصديق الرائع حافظ سِر المدينة الأقدر والأفضل محمد عبد الجواد وقع مليئ بالفرح والإنتصار النفسي لي لهذا النجاح.
سيكون الفيلم بعنوان " جنازة حارة " من كتابة ورشد سرد – مريم نعوم.. شارك البوستر الخاص بالفيلم والذي يُعطي إنطباع دَسم لحكاية مُعبئة بالتفاصيل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وكان لهذا له سعادة مُضافة.
هذه النوفيلا بداية من غلافها ووجوه الحاضرين به
اختيار يُحاصرك بالأصالة المصرية الخالصة ، غلاف يُحاصرك بالإطمئنان، الإبتسامة وكثير من التساؤل عن نفسية هؤلاء وماهية وجودهم ؟!
إتقان اختيار الصورة لدى محمد عبد الجواد كفكرة أظنها في البداية لِحصار القارئ قبل أن يصحبه في رحلة من التفاصيل داخل المَتن
يقول لك من الخلاف الذي اختاره بعناية محترفين " تعال هنا أنت معي حتى الصفحة الأخيرة وفي جلسة واحدة "
شخصية النوفيلا: شريف البيض
لسنوات طويلة عِشت في أجواء التجار والأسواق في المنصورة، وكذلك كنت بائعًا شابًا في سوق المكاتب بالزقازيق ووقعت عيني على كثير من أمثال الحاج شريف البيض
فيما كان عمي الأكبر يقول عن أمثال الحاج شريف البيض من تجار البويات المتكبرين الجامحين نحو السيطرة والطمع " الجعانيين "
النجاح الأمثل في شخصية شريف البيض حسبما خَطها أستاذ محمد عبد الجواد
أنه شكلها سينمائيًا في مخيلتي قبل أن تكون خطوط روائية
الشكل السينمائي في صفحات الرواية هو قُبح مقيم لشريف البيض
الرجل قبيح الفِكر، العادات والتقاليد، الأسلوب، الكلام والأكثر من ذلك في تبيان طَمعه وجشعه الحياتي على كل شيء تقريبا من حوله على المستأجرين لديه، الست صفاء، بناته في الظل والمحيط القروى الذي يعيش فيه..
أصر محمد عبد الجواد أن يخلق هنا صراعًا نفسيًا غريبًا في رأيي رغم كل هذا السوء في شخصية شريف البيض
وضعنا في حالة القرية التي تبحث عن رجل مكروه بِجد وإخلاص ونية حريصة على الوصول له
لكن لأى سَبب يا تُرى ؟!
هل فقط لإرضاء الست صفية زَوجة كل هذا القبح، وهل هذا تضامن معها كونها نفسيًا في مُخيلة الجميع طرف ضعيف في معادلة مُجبرة عليها للحياة مع شريف البيض !؟
أم لحاجة أخرى في نَفس الشعور الجمعي للقرية ألا وهي شيء من الإثنين
التشفى الخَفى والتأكد التام أن الرجل فَطس بلا رجعة بالوباء أم لتأكيد فكرة الميثولوجيا الشعبية بأن رجل عاد للحياة من الموت ؟
القارئ هنا هو من يقع عليه التحديد وكأن الرواية عَمل تفاعلي مباشر يضعك إجباريًا أمام إختيار
أنا رَجحت الإختيار الثان
محلة وردان اختارت أن تُسطر الميثولوجيا بقوة وتؤكد حضورها وإن كانت متمثله في شخص شريف البيض
وربما يستخدم العقل الجمعي لأهالي القرية المشاركين في البحث عن الحاج شريف البيض هذا الجانب السيئ كدلالة أسطورية أن الرجل به شيء ما لله أراد الله أن يظهره على رؤوس الأشهاد..
المجتمعات المحلية في مصر أسيرة الأسطورة وتؤكدها في كل مناسبة بالرواية الشعبية المتوارثة وبالإضافات العُمريه مع كل عقد ومع كل ناقل
عُقد الوَرد الأبيض الذي قلدته محلة وردان للحاج شريف البيض بعد عودته للحياة من كورونا ميتًا
هو تأصيل وعَقد غير مكتوب، لكنه سُطِر في النفوس ديمومة الحفاظ على الأسطورة..
خلق أسطورة جديدة من شريف البيض عائدًا من الَموت
النوفيلا ضعتني أمام إيماني بالأسطورة صغيرًا في قريتي وكَم استقصيتُ حتى كِدت أموت في أحد مرات طفلًا خلف الأسطورة القروية
عن ثعبان مصنع الطوب المهجور الذي تطل رأسه من أعلى المدخنة على طريق ميت بدر وأن من سيذهب إلى حدود المصنع سيقبع أسيرًا في جدران المدخنة للأبد..
وأسطورة أخرى عن مقام سيدي رمضان الموجي وسِر الشجرة المجاورة للمقام التي لا تموت لأنها حسب الموروث الأسطورى القروي قتل سيدي رمضان الموجي فيها أفعى عظيمة كانت تحرم الأهالي من التظلل بِظل الشجرة..
جنازة البيض الحار لكل من يقرأها من ناحية خلق الأسطورة الشعبية ستضعه أمام أسطورته التي صدقها يوما ما أو أمن بها كموروث شعبي عابر أو إيمان حقيقي بشئ ما عابر لما وراء الطبيعة..
جنازة البيض الحار لمحمد عبد الجواد
هي رواية تفاعلية نفسية تُجبرك أن تُحدد مكانك من الأسطورة الشعبية ومن الموقف النفسي تجاه التركيبة الغرائبية من تطلعات الناس في الحكم على المواقف
واسأل نفسي في النهاية
إلى مدى يطمئن المصريون بالإسطورة إلى هذا الحد وماذا تثبت في نفوسهم كي تشعرهم بكل هذا الرضى والإستسلام للحكاية ؟
وهل هذا الشعور هو تمام الهزيمة أم مُكمل نفسي شعبوي لا يمكننا الفكاك منه !؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد عبد الجواد البیض ا
إقرأ أيضاً:
الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: تشغيل «12» شاشة ذكية لعرض أفضل أوقات الطواف والسعي
البلاد ــ مكة المكرمة
نفذت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عددًا من المبادرات والمشروعات النوعية خلال موسم الحج لهذا العام، التي ارتكزت على تعزيز كفاءة التشغيل والصيانة في إطار إدارة الأصول والمرافق، من خلال تطبيق منهجية فعالة تضمن أقصى درجات الجاهزية، بما يسهم في الارتقاء بتجربة ضيوف الرحمن وتحقيق مؤشرات أداء عالية، وذلك بالتنسيق والتكامل مع الجهات المعنية ذات العلاقة؛ بهدف دعم كفاءة التنفيذ وتعزيز البيئة الميسرة والمستدامة لحجاج بيت الله الحرام.
ودشنت الهيئة العامة عددًا من المشروعات والمبادرات؛ منها: إطلاق المرحلة التجريبية لـ”المركز الهندسي الذكي للقيادة والتحكم”، لتحسين جودة الخدمات ورفع كفاءة اتخاذ القرار، وتشغيل (12) شاشة ذكية تعرض أفضل أوقات الطواف والسعي بناءً على مؤشرات الأداء والبيانات اللحظية، وتطوير منظومة سقيا زمزم عبر توزيع أكثر من (293,000) عبوة، واستهلاك أكثر من (12,000) متر مكعب من المياه، وإطلاق عربات خاصة لسقيا ماء زمزم في صحن المطاف، واستحداث مشربيات متقدمة ضمن التوسعة السعودية الثانية في جميع الأدوار، وتطبيق نظام متطور لرصد الأعداد البشرية والحشود مما يساعد على تحسين التخطيط وتحقيق أفضل تنظيم، وتفعيل مركز العناية بالضيوف لتقديم حزمة خدمات في موقع واحد، وتمكينهم من أداء النسك والعودة الآمنة لأسرهم، إضافة إلى المشاركة ضمن مبادرة “إحرام مستدام”، بالتعاون مع المركز الوطني لإدارة النفايات، لإعادة تدوير أقمشة الإحرام وتحويلها إلى منتجات عملية.
ووفرت الهيئة (400) عربة كهربائية و(8,000) عربة يدوية، إضافة إلى (12) عربة مخصصة لخدمة التحلل من النسك بشكل مجاني، استفاد منها أكثر من (70,000) حاج، وتشغيل (4) مراكز لحفظ الأمتعة، و(7) نقاط أمامية للاستلام، موزعة عند أبواب المسجد الحرام الرئيسية، واستفاد منها أكثر من (60,000) حاج، وتشغيل (16) ناقلة إسعافية لتعزيز الاستجابة الطبية في حالات الطوارئ بالتعاون مع الهلال الأحمر، وتنفيذ خطط بيئية شاملة لتعقيم السجاد، وتكثيف أعمال النظافة في الممرات والمصليات ودورات المياه، وزيادة عدد فواحات التعطير في الممرات والمصليات، وتشغيل منظومة التكييف المركزية لضخ الهواء البارد إلى أروقة المسجد الحرام بواقع (883) وحدة تكييف، وتلطيف الأجواء باستخدام مراوح التهوية الداخلية بواقع (3,139) مروحة، ومراوح الرذاذ في الساحات والطرق بعدد (244) مروحة، وضمان إيصال الأذان وخطب الجمعة بوضوح، ورفع الجاهزية للتعامل مع الحالات الطارئة من خلال (8,000) سماعة موزعة في محيط المسجد الحرام، ونشر الفرق الميدانية متعددة المهام لتسهيل تنقلات الحجاج والاستجابة لأي طارئ، وترجمة خطبة عرفة باللغات العالمية بعدد (35) لغة؛ لضمان سهولة إيصال رسالة الحرمين العالمية، ونشرها عبر قناة القرآن الكريم وعبر عدة منصات منها اليوتيوب.