عندما دخل المؤرخ وعالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.

وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.

ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.

وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.

وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.

ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.

واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.

وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".

ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.

وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.

كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يواصل بناء جدار في جنوب لبنان (صور)

لبنان – أفاد مصدر مطلع بأن الجيش الإسرائيلي يواصل أعمال بناء الجدار في عمق الأراضي اللبنانية على الحدود.

وأوضح المصدر أن محيط الموقع الإسرائيلي المستحدث في مرتفع جبل الباط أطراف بلدة عيترون تحركات للدبابات والجرافات بالتزامن مع عمليات تحصين خارجية وتسييج بالأسلاك المعدنية تنفذها القوات الإسرائيلية في محيط الموقع.

وأفادت تقاريرفي وقت سابق بأن القوات الإسرائيلية بدأت في بناء جدار ضخم جديد بعمق كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية وتحديدا خلف الخط الأزرق عند الحدود مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الجدار الخرساني يرتفع خلف الخط الأزرق، مواجها لقرية مارون الراس اللبنانية، ويرجح أن يكون جزءا من خمسة “مواقع استراتيجية” تصر إسرائيل على احتلالها داخل لبنان بعد وقف إطلاق النار.

وتمتد أجزاء معينة من الجدار لمسافة كيلومتر إلى كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية، بالقرب من أحد المواقع الاستراتيجية الخمسة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي منذ انسحاب إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تُحدد هوية الرهينة المتوفي الذي أعادته حماس.. ماذا نعلم عن درور أور؟
  • تقرير لـMiddle East Eye: ماذا يعني التطبيع مع إسرائيل؟
  • ماذا نعرف عن رجل المسيرات الذي اختاره ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا؟
  • الجيش الإسرائيلي يواصل بناء جدار في جنوب لبنان (صور)
  • ماذا نعرف عن بركان هايلي جوبي الإثيوبي؟
  • ماذا يفعل من شك في وضوئه؟.. علي جمعة يحسم الأمر بقاعدة فقهية
  • معارك عنيفة في بابنوسة.. الجيش السوداني يصد هجمات «الدعم» ويتقدم غرباً
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي والشاباك: تبادل لإطلاق النار بين قواتنا ومسلحين خلال نشاط عملياتي شرق نابلس
  • ماذا نعرف عن بركان إثيوبيا الذي انفجر بعد 12 ألف عام ووصل رماده إلى 4 دول بينها اليمن؟
  • أرض الثروات التي تسبح فوق الذهب وتغرق في الدماء.. ماذا نعرف عن إقليم دارفور؟