بقلم:سالم البادي "أبومعن"
من أين أتت فكرة الصهيونية؟؟
تعود فكرة تأسيس الكيان الصهيوني (إسرائيل) إلى المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عقد في مدينة بازل السويسرية سنة ١٨٩٧ ، وهو المؤتمر الذي تبنى تأسيس وطن معترف به للشعب اليهودي على "أرض الميعاد"
والذي أسسه (ثيودور هرتزل) الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة اليهود رغم أنه لم يزر فلسطين في حياته ولم يتعلم العبرية.
*دورالاعلام الصهيوني* :
وظفت الحركة الصهيونية مفهوم «أرض الميعاد» التوراتي في الترويج لإقامة وطن لليهود في فلسطين التي لم تكن بداية هي الوطن المختار للمشروع بسبب الكثافة السكانية العالية فيها لكنها كانت واحدة من ثلاثة أماكن مقترحه (فلسطين أو الأرجنتين أو أوغندا )، إلا أن فلسطين كانت الأكثر جاذبية للمهاجرين وللممولين لإمكانية ربط المشروع بهدف ديني.
ثم جاءت اتفاقية سايس بيكو في عام ١٩١٦ لتعزز ما أوصى به المؤتمر الصهيوني ، فتعهدت بإنشاء دولة للصهاينة اليهود.
*ما هي الصهيونيه؟؟*
الصهيونية هي فكر أيديولوجي وطني سياسي يدعو إلى إنشاء وطن قومي لمجموعة دينية اجتماعية هي الشعب اليهودي.
ويعتبر اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل مؤسس أو "أبا" الصهيونية السياسية.
بعد تأسيس الصهيونيه في أواخر القرن ١٩ وسط تزايد العداء للساميه في أوروبا استطاعت الحركة تأمين الدعم لها من قبل الحكومات الأوروبية الغربية، وخاصة بعد أن وافق الصهاينة على إنشاء وطنهم اليهودي على أرض عربية هي أرض فلسطين التاريخية.
كان هدف الصهاينة الأساسي الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أرض فلسطين التاريخية بأقل عدد ممكن من أهلها الفلسطينيين وما زال الهدف كما هو إلى اليوم .
"الدعاية الصهيونية"
تُركِّز الدعاية اليهودية الصهيونية على أن الفلسطينيين هم الذين باعوا أرضهم لليهود، وأن اليهود إنما اشتروها "بالحلال" من أموالهم ، فلا ينبغي للفلسطينيين أن يطالبوا بعد ذلك بها! .
إن الدعاية الصهيونية في بداياتها ومنذ القرن التاسع عشر ارتكزت على فكرة ("أرض بلا شعب لشعب بلا أرض") ، مُعتبرةً أنه لا يوجد شعب في فلسطين، وأن من حق اليهود الذي لا يملكون أرضاً أن تكون هذه الأرض لهم.
لكنهم ومنذ بوادر الاستيطان الأولى وجدوها عامرة بالحيوية والنشاط يعيش فيها شعب كادح متجذر في أرضه.
ومن الطريف أنه في العقد الأخير من القرن التاسع عشر بعث ماركس نوردو أحد كبار قادة الحركة الصهيونية المقربين إلى هرتزل( مؤسس الصهيونيه ) بحاخامين اثنين ليرفعا تقريراً إلى المؤتمر الصهيوني عن الإمكانية العملية للهجرة إلى فلسطين، وبعد أن رجعا، كتبا تقريراً جاء فيه:
"إن فلسطين عروس جميلة وهي مستوفية لجميع الشروط، ولكنها متزوجة فعلاً"، أي أن هناك شعباً يسكنها وليست أرضاً بلا شعب.
"*الخيانة والغدر والفساد* "
بالرغم أن السلطان عبدالحميد والسلطات المركزية المحليه في فلسطين أصدرت تعليماتها بمقاومة الهجرة والاستيطان اليهودي، إلا أن الخونه والعملاء والفاسدين بالجهاز الإداري العثماني حال دون تنفيذها، واستطاع اليهود من خلال الرشاوى شراء الكثير من الأراضي، ثم إن سيطرة حزب الاتحاد والترقي على الدولة العثمانية وإسقاطهم السلطان عبد الحميد ١٩٠٩ في تلك الفترة ، والنفوذ اليهودي الكبير بداخله، قد سهل استملاك اليهود للأرض وهجرتهم لفلسطين.
ومع نهاية الدولة العثمانية ١٩١٨م كان اليهود قد حصلوا على أراضي واسعه من فلسطين .
"*بريطانيا ودورها القذر*"
عندما وقعت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني ١٩١٧ – ١٩٤٨، كان من الواضح أن هذه الدولة جاءت لتنفيذ المشروع الصهيوني وإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وقد استثمرت كل صلاحيات الحكم الاستعماري وقهره لفرض هذا الواقع.
وقد قاومت الحركة الوطنية الفلسطينية الاستيطان اليهودي بكل ما تملك من وسائل سياسية وإعلامية واحتجاجية، وخاضت الكثير من الثورات والمجابهات. وقد تمكن اليهود من الاستيلاء على أراضي واسعه خلال فترة الاحتلال البريطاني.
فقد منحت السلطات البريطانية لليهود من الأراضي الأميرية دون مقابل ،ففي عهد هربرت صموئيل أول مندوب سام بريطاني على فلسطين (١٩٢٠ - ١٩٢٥) وهو يهودي صهيوني ، قام بمنح ١٧٥ ألف دونم من أخصب أراضي الدولة على الساحل بين حيفا وقيسارية لليهود، وتكررت هباته الضخمة من الأراضي الساحلية الأخرى وفي النقب وعلى ساحل البحر الميت.
وكان هناك أملاك إقطاعية ضخمة لعائلات حصلت على هذه الأراضي، خصوصاً سنة ١٨٦٩ عندما اضطرت الدولة العثمانية لبيع أراض أميرية لتوفير بعض الأموال لخزينتها.
وقد حصل اليهود على هذه الأراضي بسبب الظروف القاسية التي وضعت حكومة الاستعمار البريطاني الجائر الفلاحين الفلسطينيين فيها، ونتيجة لاستخدام البريطانيين لأسلوب نزع الملكية العربية لصالح اليهود وفق مواد من صك الانتداب البريطاني على فلسطين، والتي تخول المندوب السامي هذا الحق.
*"الخسارة الحقيقية"*
إن الخسارة الحقيقية لأرض فلسطين لم تكن بسبب بيع الفلسطينيين لأراضيهم وإنما بسبب هزيمة الجيوش العربية في حرب ١٩٤٨م ، وإنشاء الكيان الصهيوني – إثر ذلك – على ٧٧% من أرض فلسطين، وقيامه مباشرة وبقوة السلاح بطرد أبناء فلسطين، والاستيلاء على أراضيهم بالقوة ، ثم باحتلال باقي أرض فلسطين إثر حرب ١٩٦٧ مع الجيوش العربية، وقيامه بمصادرة الأراضي تحت مختلف الذرائع.
*اهداف الصهيونيه الاستراتيجيه* :
حددت دراسة بعنوان "إسرائيل على مشارف القرن الـ21" الصادرة عام 1988م عن معهد "فان لير" الإسرائيلي في القدس الأهداف القومية لدولة الكيان الصهيوني(إسرائيل) على النحو الآتي:
اولا : إقامة إسرائيل الكبري ذات الهوية اليهودية النقية، كقوة إقليمية عظمي مهيمنة، في منطقة الشرق الأوسط
ثانيا : ضمان بقاء الدولة العبرية في الشرق الأوسط داخل حدود آمنة معترف بها دولياً ، وبما يؤمن سيادة إسرائيل على المنطقة سياسياً واقتصادياً، ويمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة وفاعلة
ثالثا : احتفاظ إسرائيل بتفوق عسكري كمي ونوعي في المجالين التقليدي وفوق التقليدي على جميع الدول العربية، وبما يمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية
رابعا : استقرار وتنمية الاقتصاد الإسرائيلي باستثمار الإمكانات الذاتية والمساعدات الخارجية على الوجه الأمثل، مع بسط السيطرة على اقتصاديات دول المنطقة بأساليب مباشرة وغير مباشرة، وفتح أسواق جديدة لإسرائيل في جميع دول العالم
خامسا : استمرار البقاء القومي بدرجة عالية من الصلابة ونقاء الجنس اليهودي، وذلك بزيادة حجم القوة البشرية وتحسين نوعيتها من خلال استكمال هجرة يهود العالم لإسرائيل
سادسا : إحياء الحضارة اليهودية بإعادة بعث الروح اليهودية الدينية في المجتمع الإسرائيلي، وتقوية التقاليد اليهودية بين الشباب، وإثراء فكرة الصهيونية كمبدأ أساسي عنصري، وإعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى باعتباره الهدف الأسمى ليهود العالم.
سابعا: تطوير البنية الأساسية القومية المقامة في مجالات العلوم والاتصالات والتقنية الآلية، والصناعات كثيفة العلوم.
ثامنا : تنشيط حركة الهجرة إلى إسرائيل، وبما يؤمن زيادة تعدادها السكاني
الثوابت الأمنية للكيان الصهيوني (إسرائيل) تتمثل من خلال إستراتيجية تطلق عليها (اللاءات العشر) وهي الآتي:
١_ لا للانسحاب الكامل إلى حدود 1967.
٢_ لا لتقسيم القدس.
٣_ لا لسيادة عربية كاملة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى).
٤_ لا لدولة فلسطينية ذات استقلال كامل.
٥_ لا لإيقاف علميات الاستيطان أو تفكيك المستوطنات.
٦_ لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين.
٧_ لا لتحالف إستراتيجي عربي يضم بعض أو كل دول المواجهة والعمق العربي.
٨_ لا لامتلاك أي دولة عربية برنامج نووي.
٩_ لا لأي خلل في الميزان العسكري القائم حالياً بين العرب وإسرائيل.
١٠_ لا لحرمان إسرائيل من مطالبها المائية في الأنهار العربية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: أرض فلسطین فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرنوت: الإدارة الأمريكية غير ملتزمة بإقامة دولة فلسطين
أثار إقرار مجلس الأمن الدولي خطة ترامب جدلا إعلاميا في وسائل الإعلام العبرية إذ يوصف الإعلان الأمريكي بأنه يعد بـ"مسار نحو دولة فلسطينية".
وبحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبري يرى بعض المحللين ومنهم الباحث البارز في مركز ديان للشؤون الفلسطينية هاريل حوريف، أن الإعلان يحمل فرصا للسلطة الفلسطينية، ويطرح تحديات كبيرة في التعامل مع حركة حماس.
وأوضح حوريف أن الإدارة الأمريكية الحالية ليست ملتزمة عمليًا بإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الإعلان لا يمثل خطوة فعلية على الأرض، لكنه قد يتحول في المستقبل إلى أداة ضغط على إسرائيل إذا تولت إدارة ديمقراطية السلطة.
وقال الباحث في مركز ديان: "هذه الإدارة الجمهورية ليست ملتزمة أيديولوجيا بحل الدولتين، على عكس الإدارات الديمقراطية السابقة، لذلك، لا أرى أي تقدم عملي خلال ولايتها".
وأضاف التقرير أن الإعلان الأمريكي يركز على دعم أجندة حل الدولتين، ما يضع السلطة الفلسطينية في موقع المستفيد الأكبر من حيث الشرعية الدولية، ويعزز مكانتها مقابل حماس، رغم ذلك رحب به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"الخطة التي ستحقق السلام والازدهار" وتوسع نطاق اتفاقيات إبراهام، قائلاً إن "إسرائيل تسعى للسلام".
وأشار التقرير إلى أن الإعلان يفرض على السلطة الفلسطينية التزامات داخلية صعبة، تتعلق أساسًا بإصلاح التعليم ووقف تمويل ما زعم أنه "العنف"، مؤكدا أن التعليم، لا تزال المناهج الفلسطينية تثار حولها الانتقادات الدولية لعدم تضمينها قيم السلام والاعتراف بإسرائيل، بينما تمثل قضية دفع رواتب عائلات الإرهابيين تحديًا أكبر.
وأضاف أن السلطة حاولت خلال العامين الماضيين الالتفاف على الضغوط الأمريكية عبر برامج الرعاية الاجتماعية، لكن المراقبين يشككون في جدية الالتزام الكامل بهذه الإجراءات، بحسب حوريف.
وتابع التقرير أن السلطة الفلسطينية تُدرك أن هذه الفرصة تتيح لها تعزيز مكانتها الدولية، لكنها تواجه صعوبة في فرض سيطرتها على قطاع غزة، حيث تظل حماس الطرف المسيطر.
وأوضح حوريف: "يمكننا اعتبار السلطة الفلسطينية إطارًا شرعيًا، لكنها غير قادرة حاليًا على السيطرة الأمنية على غزة، ولا تحظى بشرعية السكان هناك، ما يجعل أي تطبيق عملي لمسار الدولة الفلسطينية عملية طويلة ومعقدة".
ويشير التقرير أيضًا إلى الدور السعودي في هذا السياق، إذ طالب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بضمانات أمريكية لإجراء مفاوضات تهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية خلال خمس سنوات، ضمن أي اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
وقد اعتبرت هذه المطالب السعودية في إسرائيل على أنها التزام غير ملزم، لكن الإعلان يعطي الشرعية القانونية والسياسية لأي خطوات مستقبلية، بحسب حوريف.
ووصف حوريف الإعلان بأنه بمثابة "وعد بلفور أمريكي"، إذ يخلق قاعدة يمكن استخدامها مستقبليًا لدعم أي ضغط على إسرائيل، خصوصًا عند تولي إدارة ديمقراطية السلطة.
وأشار التقرير إلى أن صياغة الإعلان تهدف إلى كسب أكبر عدد من الشركاء الدوليين ودعم القانون الدولي في المنطقة، بما يتيح تحديد أطر واضحة لإدارة الأراضي الفلسطينية، التي لا تخضع حاليًا للسيادة التقليدية.
وأكد التقرير أن نجاح أي مسار نحو الدولة الفلسطينية يتطلب التزام السلطة بالإصلاحات الداخلية، والقدرة على التنسيق مع المجتمع الدولي، مع مراعاة الانقسام الداخلي مع حماس، الذي يبقى أكبر عقبة أمام أي تقدم ملموس.
وأضاف حوريف: "حتى إذا أبدت السلطة نوايا الإصلاح، فإن الواقع في غزة يجعل أي تطبيق فعلي لمسار الدولة الفلسطينية عملية معقدة تستغرق سنوات طويلة، وربما تتطلب تحولات سياسية كبيرة على مستوى الإدارة الأمريكية والإقليمية".