موقع النيلين:
2025-06-19@16:06:13 GMT

يوسف عبدالمنان يكتب: كادقلي تحتضر

تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT

لمن نكتب؟ ومن يقرأ؟ وما جدوى الكتابة إذا كان مردودها التجاهل والتسفيه ممّن يُفترض فيه المسؤولية؟
بلادنا كلها تحتضر، وليس مدينة كادقلي وحدها، رغم تضحيات القوات المسلحة بكل مكوناتها. لا تزال هناك مدن صامدة في وجه التمرد المليشي، والحصار، والتجويع، والقصف العنيف للأحياء، وقتل الناس بالعشرات.
الفاشر، منذ عام، تنتظر وصول المدد وفك الحصار، وطال انتظارها كما انتظر “صلاح ابن البادية” في ليلة سبتٍ لن تأتي.

وهناك بابنوسة… لكن الوضع الأسوأ هو في جبال النوبة، وعاصمتها كادقلي الساحرة، الصابرة، الصامدة، في وجه التجويع والمعصية على “الحركة الشعبية – شمال”، والمستحيلة على مليشيا آل دقلو الوصول إلى “كلمو” و”حجر المك” و”حجر النار”.

+ عامان من الحصار والتجويع

مرّ أربعة وعشرون شهرًا من الحصار والتجويع. وكان الأمل معقودًا على متحرّك “الصياد”، لكن هذا الأمل تبدّد في هذا الصيف، وتراجع “الصياد” من الدبيبات إلى أطراف الأبيض. أما المنافذ التي كانت تغذّي المدينة من جنوب السودان، فقد أُغلقت من قِبل مليشيا آل دقلو، التي سقطت في يدها “أم عدارة” و”لقاوة”، وفشلت كل مساعي تشغيل مطار كادقلي، سواء بالتفاوض أو بتأمينه.
تبعًا لذلك، ارتفعت أسعار السلع الضرورية إلى حدّ الجنون؛ فقد بلغ سعر كوب السكر الأبيض عشرة آلاف جنيه. شحّت السيولة، وانعدم الوقت، وحتى الأمطار التي كانت تهطل بغزارة في يونيو، أمسكت عن الهطول. وساءت أوضاع المواطنين في الأسبوعين الأخيرين كما لم تسُؤ من قبل.

+ تحية للصامدين

مما يُحسب للوالي محمد عبد الكريم، صموده مع المواطنين في كادقلي، وشجاعته في مواجهة الأزمة. لم يجزع، بل ظل صامدًا، مستمدًا من اللواء فيصل السائر روح التحدي والمقاومة. ولو أنصفت الدولة أهل العطاء، لنال فيصل وسام الجدارة، ونال الوالي وسام الصمود، ومعهم الشرطة، وجهاز الأمن، والجبل، والمائة في جبال النوبة. كافي طيارة البدين، الفارس الذي لو وصلت قوات الصياد إلى الدلنج، لوجدت أربعة آلاف من الرجال الأشداء من فرسان جبال النوبة لحماية الأرض وتأمينها، ورفع الحصار اللئيم عن الدلنج، وعودة الحياة إلى طبيعتها.
لكن بكل أسف…
حدث ما حدث في الدبيبات، فعادت المليشيا إلى هناك، وفرضت على الأهالي الهجرة القسرية، إلا من يواليها، أو ارتضى العيش تحت الذل والهوان.
والدبيبات، التي دفعت “الحركة الشعبية” بأكثر من أربعمائة مقاتل للقتال إلى جانب آل دقلو، لم تسأل الحركة نفسها:
من نكّل بالنوبة في الدبيبات نفسها؟
من صادر بيوت النوبة، ونهب أموالهم، وانتهك أعراضهم؟
من كان يقتل النوبة على أساس الهوية العرقية؟
ومن حرّض على استباحة الدلنج؟
أي عارٍ هذا، أيها الرفاق، قد حاق بكم في هذا الزمان؟

+ العار والدعم الخفي

أما الإمارات العربية المتحدة، فإن حكّام أبوظبي لا يدفعون السلاح لعبد العزيز الحلو لإعادة الجنجويد إلى الكلاكلة وشارع الستين، بل من أجل قتل النوبة في “الريكة”، و”طروجي”، و”الدلنج”، و”سوق الجبل”.

+ نداء اللحظة الأخيرة

كادقلي الآن تحتضر جوعًا، وتنتظر هبّة أبناء جبال النوبة جميعًا:
عربًا، وأجانق، وميري، ومورو، وأولاد حميد، وكواهلة، وكنانة، وبرقو، وفلاتة… لتحرير أرضهم بأيديهم، بغض النظر عن تقديرات الحكومة التي لا تشعر مطلقًا بأنين الجوعى، وصراخ المرضى، وتشغلها ما دون ذلك.

يوسف عبدالمنان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جبال النوبة

إقرأ أيضاً:

أغنيتان جديدتان تدعمان سفينة “مادلين” وكسر الحصار عن غزة

صراحة نيوز- أصدر عدد من النشطاء الداعمين لفلسطين أغنيتين مستوحتين من رحلة سفينة “مادلين”، التي أبحرت مؤخراً ضمن “أسطول الحرية” في محاولة رمزية لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

توثق الأغنيتان تفاصيل الرحلة ورسالتها التضامنية، وتسردان اعتراض قوات الاحتلال للسفينة بأسلوب فني يحمل أبعاداً سياسية وإنسانية.

فقد طرح “أصدقاء فلسطين” أغنية بعنوان “مادلين الشجاعة” على يوتيوب ومنصات موسيقية أخرى، حاملة رسالة دعم لأهالي غزة ودعوة لمواصلة الحراك الشعبي والدولي ضد الحصار، مع التأكيد على “كسر الحصار والاستمرار في الإبحار حتى تتحرر غزة”.

تنتمي الأغنية إلى نوع الفلكلور، وتصف السفينة بأنها “شجاعة تواجه العواصف وتُسرق على يد القراصنة”، مؤكدة أن “مادلين ليست الأخيرة”، مع وعد بمواصلة النضال حتى تتحقق الحرية.

وفي أغنية أخرى، طرح المغني والناشط الأيرلندي سيث واتكينز أغنية بعنوان “كل العيون على مادلين”، تضامناً مع الرحلة التي حملت مساعدات إنسانية لغزة. تتناول الأغنية مسار المتطوعين من جنسيات مختلفة، وتندد بـ”الإفلات من العقاب” لجيش الاحتلال، وتدعو لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم بحق الفلسطينيين.

يُذكر أن سيث واتكينز أطلق سابقاً في ديسمبر 2023 أغنية داعمة للقضية الفلسطينية بعنوان “ستبقى من البحر إلى النهر”.

وانطلقت سفينة “مادلين” في يونيو الجاري ضمن مهمة رمزية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، لكنها تعرضت لاعتراض من قبل قوات الاحتلال. وتعتبر “مادلين” السفينة السادسة والثلاثين ضمن تحالف “أسطول الحرية” الذي يسعى منذ 2007 لإنهاء الحصار المفروض على القطاع.

مقالات مشابهة

  • الرئيس المشاط: مستمرون في نصرة غزة حتى كسر الحصار والنصر الكبير
  • الرئيس المشاط لأهالي غزة: عهدا لكم سنواصل الموقف معكم حتى وقف العدوان ورفع الحصار
  • أغنيتان جديدتان تدعمان سفينة “مادلين” وكسر الحصار عن غزة
  • ليبيا تفرج عن كافة المشاركين في قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة
  • مصر تفرج عن المتحدث باسم مسيرة كسر الحصار عن غزة.. في طريقه إلى روما
  • "حادثة نادرة جدًا".. مقتل 3 متسلقي جبال جراء البرق في النمسا
  • سياسي أنصار الله: مراكز المساعدات في غزة مصائد للقتل المتعمد
  • إطلاق سراح 8 أشخاص من قافلة الصمود لكسر الحصار على غزة
  • مادلين الشجاعة.. أغنيتان جديدتان توثقان رحلة سفينة كسر الحصار عن غزة